موقع 24:
2025-07-05@12:43:49 GMT

الجفاف يهدد غذاء التونسيين وإرثهم الثقافي

تاريخ النشر: 18th, August 2023 GMT

الجفاف يهدد غذاء التونسيين وإرثهم الثقافي

تواجه تونس أزمة جفاف ونقص في المياه، ستدفع البلاد لاستيراد ما نسبته 95% من احتياجاتها من الحبوب، ما يهدد الأمن الغذائي والإرث الثقافي للمواطن التونسي، بحسب خبير بيئي.

وتشهد تونس منذ أسابيع أزمة خبز تفاقمت إثر احتجاجات نفذها أصحاب المخابز، بعد قرار الرئيس التونسي قيس سعيّد منع تزويدهم بالدقيق المدعوم، على وقع نقص الحبوب الذي قل إنتاجه بشكل كبير، في الدولة التي تعاني من تراجع كبير في كميات مياه الأمطار خلال السنوات الأخيرة.

ويشتكي مسؤولون ومواطنون في تونس من تأثر زراعة الحبوب وانعكاسها على الأمن الغذائي، وسط تحذيرات من تراجع كميات البذور أيضاً.

مشكلة قديمة

في حديث لـ 24 يقول المهندس التونسي حمدي حشاد، وهو خبير في قضايا البيئة، إن :تونس تواجه للسنة السابعة على التوالي باستثناء عام 2018، أزمة جفاف مرتبطة بتراجع كميات مياه الأمطار، ما أدى إلى نقص كبير في إنتاج الحبوب".

ولفت حشاد إلى أن هذا الأمر "انعكس على الميزان التجاري، وتشكلت بوادر أزمة غذائية تتمثل في طوابير الانتظار للحصول على الخبز، وبعض منتجات الحبوب، في بلد يحتفظ مواطنوه بإرث ثقافي مرتبط بالحبوب يسمى (العولة)".

والعولة مصطلح يطلق على المخزون الغذائي من أصل نباتي، الذي يخزن بشكل خام كالحبوب أو التمر، أو بتحويله إلى مواد نصف جاهزة للاستهلاك.

وفي تونس يعتبر تخزين الحبوب أو تحويلها إلى دقيق أمراً لا غنى عنه لإنتاج الأكلات الشعبية.

وبيًن الخبير البيئي أن "تراجع سقوط الأمطار جعل السدود في أسوأ حالاتها إذ لم تتجاوز سعتها التخزينية 36%، الأمر الذي أثر سلباً على الزراعة البعلية التي تعتمد على مياه الأمطار".

إجراءات حكومية.. قاصرة

وفيما يتعلق بالإجراءات الحكومية لمواجهة هذه الظاهرة، قال الخبير البيئي إن "الدولة منعت بعض الزراعات التي تستهلك كميات كبيرة من المياه سواء من السدود والبحيرات، وتحديد مساحات لبعض المزروعات، وقطع المياه عن الاستعمالات المنزلية لفترات محددة".

غير أن حشاد يرى أن "نتائج هذه الإجراءات محدودة، مطالباً التدخل بإجراءات حقيقية في القطاع الزراعي المسؤول عن 80% من استهلاك المياه، ووضع حد للإهدار الذي يحصل هناك".

وعبر عن استغرابه من "بقاء هذا القطاع الحيوي تحت إشراف جمعيات ومتطوعين ليس لديهم الخبرة"، مشيراً إلى "وجود أحاديث عن توجه لتحلية مياه البحر لسد بعض النقص واعتماد منظومة زراعية أكثر اقتصاداً للمياه".

مع تصاعد أزمة الخبز.. #تونس توقف رئيس نقابة المخابز https://t.co/ONhukQgMGu

— 24.ae (@20fourMedia) August 17, 2023

لكن حشاد أكد أن "الإشكالية الكبيرة هي أن معظم المنتجات الزراعية التي تصدرها تونس تعتبر مستهلكة للمياه، لم يتم اتخاذ إجراءات فيها لأنها مملوكة لعائلات نافذة".

ودعا الخبير البيئي إلى "منع تصدير كل المنتجات التي تستهلك المياه بشكل كبير"، متسائلاً إن "كانت احتياطات تونس المائية مخصصة للاستهلاك المحلي أم للتصدير".

واعتبر حشاد أن "بقاء تصدير المواد المستهلكة للمياه تحت مبرر العملات الصعبة، يعد نوعاً من التبعية والاستعمار الزراعي".

ويختم الخبير البيئي حديثه لـ 24 بالقول إنه "بخصوص الحرب الأوكرانية، فإنها أطلقت رصاصة الرحمة على الاقتصاد التونسي، من خلال طوابير الخبز وانقطاع الطحين والمنتجات الأخرى كالزيوت النباتية"، لافتاً إلى وجود "أزمات أخرى تتعلق بالأرز أيضاً في ظل أزمة اقتصادية داخلية والتغيرات المناخية في الدول المنتجة بشرق آسيا".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني تونس

إقرأ أيضاً:

مختصون: حرق النفايات تلوّث يضر بصحة الإنسان ويهدد التوازن البيئي 

حذّر مختصون في البيئة والسلامة من المخاطر المتفاقمة الناتجة عن حرق النفايات والمخلفات في الأماكن المكشوفة.
وأكدوا أن هذه الممارسات تمثل تهديدًا مباشرًا لصحة الإنسان، وتسهم في تلويث الهواء والتربة، وتؤثر على التوازن البيئي في المدن والقرى، خصوصًا مع ارتفاع درجات الحرارة في فصل الصيف.
أخبار متعلقة نصائح عامة من المرور السعودي للقيادة بأمان في كل الأوقاتلدغة خفاش تقتل أستراليًا بفيروس نادر جدًا.. ما القصة؟ .article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }  مختصون: حرق النفايات تلوّث يضر بصحة الإنسان ويهدد التوازن البيئي أضرار عديدةذكر رئيس مجلس إدارة جمعية أصدقاء البيئة طلال الرشيد، أن الناتج من هذا الأضرار البيئة كثيرة، من تلوث الأجواء والتأثير على الأماكن الطبيعية والصناعية وعلى صحة الإنسان، إذ إن بعضها يحتوي موادًا تنتقل مع الرياح إلى أماكن عديدة منها الأحياء السكنية.
وأضاف: يجب تظافر الجهود بين جميع الأطراف للحفاظ على البيئة والرقابة للأماكن التي تتكرر فيها الحرائق علمًا أنه توجد جهات كثيرة تراقب المواقع بتقنيات متقدمة مثل الدرون والدوريات المستمرة، لكن أيضا للمواطن دور كبيرة بالإبلاغ عن أي تجاوزات من أي شخص يضر بالبيئة.
وأكد أن الأمر يحتاج إلى رقابه دائمة وعقاب رادع لهذه التجاوزات، فبعض الحرائق تكون خطرة جدًا، مثل التي تنتج من المصانع، مع العلم أن المراكز البيئة تقوم بدور كبير بتشريع الأنظمة التي تحافظ على البيئة ومراقبتها من مكان المصدر إلى مواقع المعالجة بالطرق السليمة وبالأخص مركز إدارة النفايات «موان» الذي دائما ما يقوم بالمتابعة المستمرة.طلال الرشيدحرائق السياراتكما حذر المختص في شؤون السيارات تركي الزهراني، من تزايد حوادث حرائق السيارات خلال فصل الصيف، مؤكدًا أن درجات الحرارة العالية في المملكة تلعب دورًا رئيسيًا في تفاقم هذه الظاهرة، خصوصًا مع إهمال الصيانة الدورية واستخدام بعض المنتجات الرديئة.
وأوضح أن من أبرز أسباب حرائق السيارات هو تهالك الأسلاك الكهربائية أو إجراء تعديلات غير احترافية في الأنظمة الكهربائية، مؤكدًا على أهمية فحص الأسلاك والبطارية بشكل دوري، خاصة قبل دخول موسم الصيف.
كما أشار إلى أن ترك المواد القابلة للاشتعال داخل السيارة مثل المعقمات والعطور أو الولاعات، قد يؤدي لانفجارها بسبب الحرارة العالية، مطالبًا بعدم ترك أي مواد من هذا النوع داخل المركبة، خصوصًا إذا كانت مركونة تحت الشمس.
تركي الزهراني
ونبّه الزهراني أيضًا إلى أهمية الاهتمام بحالة خزان الوقود وأنابيب البنزين، مشيرًا إلى أن أي تسرب بسيط يمكن أن يتحول إلى كارثة في ظل درجات حرارة مرتفعة، كما دعا إلى استخدام قطع غيار أصلية والابتعاد عن المنتجات التجارية أو غير المطابقة للمواصفات.السيارات الكهربائيةوحول السيارات الكهربائية، أكد أن بطارياتها حساسة جدًا للحرارة، ويجب عدم شحنها في أوقات الذروة أو تعريضها للشمس لفترات طويلة، مشيرًا إلى أهمية الاعتماد على محطات شحن معتمدة وآمنة.
ولفت إلى ان هناك تأثير على بطاريات السيارات الكهربائية من حرارة الجو والتي بدروها قد ينشب عنها حريق في السيارة لا قدر الله وأبرز التأثيرات تشمل تسريع تآكل البطارية مع الوقت وتقليل عمرها الافتراضي.
.article-img-ratio{ display:block;padding-bottom: 67%;position:relative; overflow: hidden;height:0px; } .article-img-ratio img{ object-fit: contain; object-position: center; position: absolute; height: 100% !important;padding:0px; margin: auto; width: 100%; }  مختصون: حرق النفايات تلوّث يضر بصحة الإنسان ويهدد التوازن البيئي 
إضافة إلى انخفاض كفاءة الشحن وقدرة البطارية على الاحتفاظ بالطاقة، واحتمالية حدوث سخونة زائدة «thermal runaway» في بعض الحالات عند ضعف التبريد، وزيادة استهلاك نظام التبريد داخل السيارة، مما يقلل من مدى السير، لذلك، يُنصح بإيقاف السيارة في الظل، وتجنّب شحنها بنسبة 100% في فترات الحر الشديد، والاعتماد على شحن متوسط «مثلاً 80%».
فيما ذكر المختص في الشؤون البيئية الوليد الناجم، أن الاحتراق ناقوس خطر بيئي يتجاوز حدود الضرر الموضعي حيث لم يعد الاحتراق مجرد حادث عرضي، بل هو ناقوس خطر بيئي يتطلب وعيًا حقيقيًا بأهمية إجراءات السلامة والتخزين السليم، إلى جانب الحد من تراكم المواد القابلة للاشتعال.تلوث خطروأكد أن احتراق المخلفات، خاصةً المواد البلاستيكية والإطارات، يُعد من أخطر مصادر التلوث البيئي، إذ لا يقتصر أثره على الموقع المباشر فحسب، بل يمتد ليؤثر على جميع عناصر البيئة: الهواء، التربة، المياه، وصحة الإنسان.
الوليد الناجم
ولفت إلى أنه عند احتراق هذه المواد، تتحلل المركبات العضوية وتنتج عنها مركبات أشد سمّية وخطورة، بالإضافة إلى انبعاث كميات هائلة من الغازات السامة مثل أول أكسيد الكربون الذي يسبب اختناقًا ويضر بالصحة العامة.
وفي سياق تعزيز السلامة في بيئات العمل الصناعية، أصدر الدفاع المدني“القواعد العشر للسلامة في المصانع”، وتشمل الإبلاغ عن المخاطر، واتباع التعليمات بدقة، وتجنب تشتيت الآخرين.
واستخدام معدات الحماية الشخصية، والإبلاغ عن الإصابات، وطلب المساعدة عند رفع الأحمال، والحفاظ على نظافة بيئة العمل، واستخدام الأدوات المناسبة، وعدم المجازفة، والالتزام بالتدريب والتعليمات وتهدف هذه القواعد إلى رفع الوعي والحد من الحوادث الصناعية، وضمان سلامة العاملين في المصانع.

مقالات مشابهة

  • العدوان والإخوان ينفذون عقاب جماعي بحرمان أبناء تعز من المياه
  • خبز الحبوب المنبتة قد يغير علاقتك بالكربوهيدرات
  • الفاو تتوقع إنتاجا قياسيا للحبوب عالميا في 2025
  • مختصون: حرق النفايات تلوّث يضر بصحة الإنسان ويهدد التوازن البيئي 
  • هل يهدد سد النهضة حصة مصر والسودان من المياه؟.. أستاذ موارد مائية يكشف لـ «الأسبوع»
  • أكبر مما تتخيل.. فقع الحبوب يعرض الشباب لمشاكل خطيرة في المستقبل ويسبب الموت
  • الرئيس الشرع: شعبنا العظيم إن الهوية التي نطلقها اليوم تعبر عن سوريا التي لا تقبل التجزئة ولا التقسيم، سوريا الواحدة الموحدة، وإن التنوع الثقافي والعرقي عامل إغناء وإثراء لا فرقة أو تنازع
  • فحص 9767 عينة غذاء وإصدار وتجديد 24 ألف شهادة صحية بجدة
  • وظائف شاغرة في المركز الوطني للرقابة على الالتزام البيئي
  • نتائج مخيبة تُنهي مشوار أنسيلمي مع بورتو