نسرين حجاج تكتب: المواطنة والوعي: درع مصر
تاريخ النشر: 27th, December 2024 GMT
انعقد برنامج "استراتيجية تنمية القيادة الوطنية" بتنظيم من إدارة الشؤون المعنوية للقوات المسلحة بالتعاون مع المجلس الوطني للتدريب والتعليم، على مدار أربعة أيام من 15 إلى 18 ديسمبر 2024، في مسرح الجلاء للقوات المسلحة.
تضمن البرنامج ثمانية مواضيع، بواقع محاضرتين يوميًا، افتتح الفعاليات اللواء أ.ح دكتور طارق محمد هلال، مدير إدارة الشؤون المعنوية، مشيرًا إلى أهمية الوعي المجتمعي ومحاربة الشائعات والبناء نحو المستقبل، موضحًا المخاطر التي تواجه الدولة المصرية على الصعيدين الدولي والإقليمي ، وقام اللواء أ.
تشكيل وعي مجتمعي لصيانة الأمن القومي المصري، حيث أن المعلومات تبني القرارات، ودعم ركائز الأمن القومي لتحقيق أهداف التنمية المستدامة ضمن رؤية مصر الاستراتيجية في الجمهورية الجديدة.
محتوى ومواضيع الدورة:
1.الموضوع الأول: "لماذا مصر؟" - اللواء أ.ح دكتور سمير فرج، مدير الشؤون المعنوية ومحافظ الأقصر الأسبق، حيث ناقش أهمية مصر الاستراتيجية وموقعها الجغرافي الذي يجعلها محورًا للتفاعلات الإقليمية والدولية. تطرق إلى تاريخ مصر العريق ودورها المحوري في المنطقة.
2. الموضوع الثاني: "ما يشهده العالم من متغيرات" - أ.د نورهان الشيخ، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، التي تناولت التحديات العالمية مثل التغيرات المناخية، والتحولات الاقتصادية، وتأثير التكنولوجيا على السياسة العالمية. أكدت على أهمية التكيف مع هذه المتغيرات لضمان استقرار الدول.
3. الموضوع الثالث: "الدبلوماسية المصرية تجاه القضايا المعاصرة" - السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق ورئيس المجلس المصري للشؤون الخارجية، موضحًا دور مصر في الساحة الدولية وكيفية تعاملها مع القضايا الإقليمية والدولية. تحدث عن أهمية الدبلوماسية في تعزيز مكانة مصر الدولية.
4. الموضوع الرابع: "التحديات الاقتصادية الخارجية" - أ.د عبدالفتاح الجبالي، الاقتصادي ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي، الذي ناقش التحديات الاقتصادية التي تواجه مصر، مثل العولمة وتأثيرها على الاقتصاد المحلي، وسبل تعزيز الاقتصاد الوطني. أشار إلى أهمية الابتكار والاستثمار في التكنولوجيا لتعزيز النمو الاقتصادي.
5. الموضوع الخامس: "النمط القيادي في تعزيز الأمن القومي" - اللواء أ.ح دكتور أسامة الجمال، مستشار الأكاديمية العسكرية للدراسات الاستراتيجية، حيث تناول أهمية القيادة في تعزيز الأمن القومي وكيفية تطوير القيادات الوطنية. أكد على دور القيادة في توجيه الجهود نحو تحقيق الأهداف الوطنية.
6. الموضوع السادس: "التوعية بالفكر الصحيح والتعامل مع الفكر المتطرف" - المقدم أحمد عويس، مستشار بمعهد الدراسات للعلوم المخابراتية والأمنية، الذي قدم استراتيجيات لمواجهة الفكر المتطرف وتعزيز الفكر المعتدل. شدد على أهمية التعليم والتوعية في مكافحة التطرف.
7. الموضوع السابع: "تشكيل الوعي المجتمعي" - الكاتبة الصحفية نشوى الحوفي، مدير النشر بدار نهضة مصر، التي تناولت دور الإعلام والثقافة في تشكيل الوعي المجتمعي وأهمية الوعي في بناء مجتمع قوي ومتماسك. تحدثت عن دور الإعلام في نقل الحقائق ومواجهة الشائعات.
8. الموضوع الثامن: "الجمهورية الجديدة وبناء المستقبل"، اللواء أ.ح هشام الهناوي، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة حيث استعرض محاور بناء الجمهورية الجديدة (السياسية، الاقتصادية، المشروعات القومية، الاجتماعية، الرقمية، العسكرية، والأمنية) وكيفية تحقيق التنمية المستدامة. أكد على أهمية التخطيط الاستراتيجي لتحقيق الأهداف الوطنية لبناء دولة قوية ومستقرة تُبنى بأيدي شبابها الوطني في ظل التحديات الحالية.
التجربة الشخصية والانطباع العام:
ككاتبة صحفية، كانت هذه الدورة فرصة لا تُقدر بثمن لتعزيز فهمي للأمن القومي وأهميته. زاد وعيي الاقتصادي والسياسي والأمني تجاه التحديات التي تواجه مصر. كان التنظيم والمواعيد ممتازين، مما أتاح لي التفاعل مع نماذج وطنية من مختلف الوزارات والهيئات، بما في ذلك مشاركة ذوي الهمم، مما عزز شعوري بالانتماء.
استمتعت بمشاركة الحضور من مختلف المناطق، مثل الصعيد وبحري وسيناء، حيث كانت مشاركتهم فعالة في المناقشات. إحدى الزميلات من سيناء شاركت تجربتها خلال الحرب على الإرهاب، حيث كانت تتحرك للعمل هي وزملاؤها بمرافقة دبابة لحمايتهم من خطر الإرهاب والمتفجرات، مما أضاف بعدًا إنسانيًا للمحاضرات وأبرز التضحيات التي يقدمها الجيش لحماية المواطنين. كانت قصتها مؤثرة، حيث تحدثت عن شجاعة زملائها وإصرارهم على مواصلة العمل رغم المخاطر، مما يعكس الروح الوطنية العالية.
تعلمت أن الأمن القومي يشمل جوانب داخلية واقتصادية واجتماعية وعسكرية، وأنه ظاهرة ديناميكية تتطور باستمرار. مشروع "حياة كريمة" هو جزء من الأمن القومي، ويعكس أهمية التنمية الشاملة. كما أن مشروع "حياة كريمة الأفريقي" يعزز من دور مصر في القارة، حيث يهدف إلى تحسين جودة الحياة في المجتمعات الأفريقية وتعزيز التعاون الإقليمي.
أثرت الدورة في شغفي بالعلوم العسكرية، وسأبدأ في اقتناء كتب في هذا المجال. كما تابعت الاستراتيجية القومية للتنمية العمرانية، التي تهدف إلى تنمية مصر حتى عام 2052، حيث "بناء الحجر يأتي لاحتواء البشر". تم التخطيط لهذه الاستراتيجية منذ 2009 حتى 2012، وتنفذ على عدة مراحل، حيث تهدف إلى إنشاء 21 مدينة جديدة وتوفير 4 ملايين فرصة عمل من خلال مبادرة "ابدأ". هذه المبادرات تعكس رؤية مصر الطموحة نحو مستقبل أكثر إشراقًا.
من أبرز ما شاهدناه كان فيديو على شبكة نتفلكس بعنوان "الاختراق الضخم" (The Great Hack)، الذي يعرض مؤامرة كبيرة، وأوصي بمشاهدته. يسلط الفيديو الضوء على أهمية الوعي الرقمي وكيفية حماية البيانات الشخصية في عصر التكنولوجيا.
تعرفت أيضًا على تاريخ العواصم المصرية، حيث تغيرت العاصمة عدة مرات، مثل جرجا، ومنف، وطيبة، والفسطاط، والإسكندرية، والقاهرة. هذا التاريخ يعكس ديناميكية مصر وقدرتها على التكيف مع التغيرات.
أحد المشاريع التي أثارت اهتمامي هو مركز البيانات والحوسبة السحابية، الذي يمثل خطوة مهمة نحو المستقبل الرقمي. يهدف المركز إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة في تحليل البيانات الحكومية وتوطين استخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع الحكومي، مما يعزز من كفاءة الخدمات ويتيح فرصًا استثمارية ضخمة. هذا المشروع يعكس التزام مصر بتبني التكنولوجيا الحديثة لتعزيز التنمية.
أشعر بالفخر لأن مصر لا تسمح بوجود قواعد عسكرية أجنبية على أراضيها، مما يعكس سيادتها واستقلالها العسكري. تحيا مصر برجالها وشعبها، فجيشها شعب وشعبها جيش. هذه الدورة جعلتني أكثر وعيًا بأهمية الأمن القومي ودور كل فرد في الحفاظ عليه، وأكدت لي أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو مستقبل أفضل.
في ختام هذا المقال، أود أن أستشهد بآية قرآنية تعبر عن أهمية العمل الجماعي والتعاون لتحقيق الأهداف السامية، وهي قوله تعالى: "وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ" (سورة المائدة: 2).
هذه الآية تلهمنا جميعًا للعمل معًا من أجل بناء مستقبل أفضل لمصر، حيث يتطلب الأمن القومي والتنمية المستدامة جهودًا مشتركة وتعاونًا مستمرًا بين جميع أفراد المجتمع.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: المجلس الوطني للتدريب والتعليم الأمن القومي المصري الوعي المجتمعي المزيد الأمن القومی اللواء أ ح على أهمیة
إقرأ أيضاً:
وكيل الأزهر: المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي من يمتلك المهارات والملكة الفقهية والوعي
أوضح الدكتور محمد الضويني، وكيل الأزهر الشريف أن الفتوى صناعة، وهي عِلم له مقومات وأركان ومبادئ، يصنع المفتي صُنعًا، فليس كلُّ مَن تصدَّرَ عبرَ شاشةٍ أو وسيلةٍ إعلاميَّةٍ يعد مفتيًا، وإن توارى خلف مصطلحاتِ العلمِ، أو شقشقَ بألفاظٍ تحسبها من الفقه، وما هي من الفقهِ بسبيلٍ.
جاء ذلك خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية بالمؤتمر العالمي العاشر للإفتاء، التي ألقاها نيابة عن فضيلة الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف. وفي مستهلِّ كلمته، نقل الدكتور الضويني تحياتِ فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، ورجاءه بأن يُحقق المؤتمر أهدافَه المنشودة، وأن تُثمر جلساته عن بحوث جادة ورصينة تبرز مرونة الفكر الإسلامي، وقدرته على مواكبة التغيرات التقنية، وتعزز دور المؤسسات الدينية في التفاعل الإيجابي مع أدوات العصر.
وأشاد وكيل الأزهر بجهود دار الإفتاء المصرية بقيادة الدكتور نظير محمد عياد، مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، في اختيار موضوع المؤتمر، مؤكدًا أن اختيار عنوان «صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي» يعكس وعيًا عميقًا بضرورة إعداد المفتين إعدادًا متوازنًا يجمع بين التأصيل الشرعي والمهارات الرقمية.
وأشار إلى أن الفتوى ليست مجرد كلمة عابرة من نوع يجوز أو لا يجوز، بل هي عملية علمية مركبة تبدأ بفهم المسألة من واقع السائل، ثم تكييفها على القواعد الفقهية، وصولًا إلى إصدار الحكم بعد النظر في المآلات، مؤكدًا أن هذه الصناعة تتطلب وعيًا شرعيًّا راسخًا وبصيرةً نافذة.
ولفت الدكتور الضويني النظر إلى أن التاريخ الإسلامي حافل بتحذيرات العلماء من التجرؤ على الفتوى بلا علم، مستشهدًا بقول عبد الرَّحمنِ بن أبي ليلى، من كبار التابعين: أدرَكتُ عِشـرينَ ومِئةً مِنَ الأنصارِ مِن أصحابِ مُحَمَّدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، ما مِنهم من أحَدٍ يُحَدِّثُ بحَديثٍ إلَّا ودَّ أنَّ أخاه كَفاه إيَّاه، ولا يُستَفتى عن شَيءٍ إلَّا وَدَّ أنَّ أخاه كَفاه الفتوى.
وشدَّد وكيل الأزهر على أن الذكاء الاصطناعي لا يُمكن أن يكون بديلًا عن المفتي المؤهَّل أو الراسخ الذي يحمل على عاتقه أمانة البيان عن الله تعالى، واستنباط الأحكام الشرعية من أدلتها المعتبرة بفهم عميق وإدراك دقيق لمقاصد الشريعة من ناحية، ولأحوال الناس المتجددة من ناحية أخرى، موضحًا أن لهذه التقنيات الحديثة دورًا بنَّاءً في مجال الإفتاء، وفي خدمة العلماء والمفتين، من خلال تيسير الوصول إلى المصادر والمراجع، وترتيب البيانات وتحديثها، وتحليل كَمٍّ كبيرٍ من الفتاوى الشرعية، وإتاحة إجابات أولية سريعة مبنية على المعلومات الموثوقة والمخزنة، بما يسهم في دعم منظومة الفتوى، وإثراء محتواها وترشيدها.
وأكد الدكتور الضويني، أن الذكاء الاصطناعي يمكن استثمار أدواته لزيادة دقة البحث، وسرعة الوصول إلى النصوص، وربط القضايا بنظائرها ومستجداتها، موضحًا أن العقل البشري والمَلَكة الفقهية هما الفيصل والحاكم في إصدار الفتوى، فصناعة الفتوى لا تقف عند حدود استخراج نصوص محفوظة، وفتاوى ثابتة، بل هي عملية اجتهادية تقتضي فقهًا دقيقًا، وبصيرة نافذة، وفهمًا لمقاصد الشريعة، وربطًا دقيقًا بين النص الشرعي والواقع الذي يمر به المستفتي، وفهمًا للمصالح والمفاسد، وإدراكًا لخصوصية الزمان والمكان.
وأوصى الدكتور الضويني بضرورة وضع ميثاق أخلاقي يضبط التعامل مع الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته، بما يضمن ألا يتحول من أداة نافعة إلى وسيلة تنتهك الخصوصية، وتُقوِّض القيم والمبادئ الأخلاقية التي يقوم عليها تماسك المجتمعات. كما أوضح أن الأزهر الشريف يعمل حاليًّا على صياغة وثيقة أزهرية لأخلاقيات الذكاء الاصطناعي، من خلال لجنة عليا بإشراف فضيلة الإمام الأكبر.
وفي ختام كلمته، طرح الدكتور الضويني جملة من التساؤلات العميقة التي تعكس وعيًا بخطورة المرحلة، مؤكدًا أنَّ الذكاء الاصطناعي يفرض على العلماء والمفتين وأبناء العصر وقفة جادة، وتساءل: أين هِمم الباحثين والمجتهدين في زمن التوسع في الاعتماد على الذكاء الاصطناعي؟ وهل أصبح لزامًا علينا أن نتمسك أكثر بأصولنا العلمية والشرعية لتكون صمام أمان ضد أي تزييف أو تحيز معرفي؟، كما دعا إلى الانتقال من موقع المفعول به إلى موقع الفاعل والمؤثر في إدارة هذه التقنية، حتى لا نصبح أسرى للشاشات، ولا تُدار عقولنا من وراء البحار.
واختتم كلمته بالتأكيد على ضرورة إعداد قائمة بالكفاءات والمهارات العلمية والعملية التي يجب أن تتوفر فيمن يتصدر للإفتاء باستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، محذرًا في الوقت ذاته من ذوبان الهوية وضياع الشخصية في الفضاء الرقمي.
وحول القضية الفلسطينية، أدان الدكتور الضويني ما يقوم به الإرهاب الصهيوني من هدم وتخريب متعمد داخل الأراضي الفلسطينية، واستمراره في الاعتداءات الدموية ضد الشعب الفلسطيني الشقيق، مؤكدًا أن تلك الأعمال الوحشية تعد مظاهر ضد الإنسانية قبل أن تكون ضد القضية الفلسطينية، كما ثمن دور مصر الداعم للقضية الفلسطينية وجهود الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة.
اقرأ أيضاًانتخابات الشيوخ 2025.. وكيل الأزهر يُدلي بصوته ويؤكد: «المشاركة واجب وطني»
وكيل الأزهر: المسابقات العلمية حجر أساس لمستقبل قائم على الابتكار
وكيل الأزهر يتفقد لجان الثانوية الأزهرية في اليوم الأول ويطمئن على سير الامتحانات