#سواليف

#البحث_العلمي : #مفتاح_النهضة وامل #جامعة_اليرموك في التقدم
بقلم : ا . د محمد تركي بني سلامة

لا شك أن البحث العلمي يشكل الركيزة الأساسية لأي نهضة تنموية أو تطور معرفي. فهو المحرك الرئيسي الذي يدفع عجلة المجتمعات نحو التقدم والابتكار، والجسر الذي يصل الحاضر بالمستقبل، ويضمن استمرارية البناء والتنمية.

في جامعاتنا، وعلى رأسها جامعة اليرموك، يُنظر إلى البحث العلمي كضرورة وطنية وأكاديمية، وليس كخيار ثانوي يمكن تجاوزه. ومع ذلك، تواجه الجامعة اليوم تحديات كبيرة في مجال البحث العلمي تستدعي وقفة جادة وإجراءات عملية لإعادة هيكلته وتعزيزه، خاصة بعدما أظهرت نتائج التقييم الذاتي الأخير ضعفًا واضحًا في الإنتاج البحثي في معظم الكليات. هذا الواقع المؤلم يدعو إلى التفكير في حلول مبتكرة تسهم في النهوض بواقع البحث العلمي وتواكب تطلعات الجامعة نحو مستقبل أفضل.

تشير نتائج التقييم الذاتي الذي أُجري في بداية العام الدراسي إلى ضعف ملموس في الإنتاج البحثي، وهو ضعف يؤثر سلبًا على تصنيف الجامعة ومكانتها الأكاديمية، سواء على المستوى المحلي أو الدولي. وعلى الرغم من أن هذا الوضع يدعو للقلق، إلا أنه يحمل في طياته فرصة ذهبية للنهوض مجددًا. فالاعتراف بالمشكلة يُعد الخطوة الأولى نحو الحل، وهو ما يتيح المجال لوضع سياسات مبتكرة وفعالة لتحفيز الباحثين، وبناء بيئة أكاديمية تدعم البحث العلمي بجميع أشكاله.

مقالات ذات صلة الاعلان عن النقاط المحتسبة للطلبة المتقدمين بطلبات المنح والقروض 2024/12/26

من هذا المنطلق، لا بد من تبني مجموعة من السياسات والإجراءات التي تهدف إلى تحفيز الباحثين، وتجاوز العقبات التي تواجههم. أولاً، يجب تعديل التعليمات المتعلقة بحوافز البحث العلمي، مثل إلغاء السقف المحدد للمكافآت للباحث المنفرد، الأمر الذي سيسهم في الحد من ظاهرة “الراكب المجاني”، ويعزز إنتاج أبحاث ذات جودة عالية. ثانيًا، ينبغي تعديل معايير تصنيف الجامعات الدولية لتكون أكثر واقعية، عبر التركيز على الجامعات المصنفة ضمن أفضل 500 جامعة بدلاً من أفضل 350 جامعة، مع حذف الشروط المرهقة مثل “التعاون البحثي الدولي للمرة الثالثة”، التي تشكل عائقًا أمام العديد من الباحثين.

لا يمكن إغفال الجانب المالي كعامل رئيسي في تحفيز البحث العلمي. لذا، فإن زيادة المكافآت المالية، خاصة للأبحاث المنشورة من قبل أساتذة الكليات الإنسانية، يُعد ضرورة ملحة لتشجيع الإنتاج البحثي. كما ينبغي دعم رسوم النشر بشكل فوري عند قبول البحث، ورفع قيمتها لتتناسب مع تصنيفات المجلات. من المهم أيضًا زيادة قيمة المكافأة السنوية المخصصة للبحث العلمي للباحث الواحد لتصل إلى 10,000 دينار أردني، مع الأخذ في الاعتبار أن جزءًا كبيرًا من هذه المكافأة يُقتطع كضريبة دخل، مما يحد من الاستفادة المباشرة للباحثين. هذا الدعم المالي يعزز قدرة الباحثين على نشر أبحاثهم في مجلات عالمية مرموقة، مما ينعكس إيجابيًا على تصنيف الجامعة.

إن دعم المجلات الوطنية المصنفة عالميًا، مثل تلك المدرجة ضمن قاعدة بيانات “سكوبس”، هو خطوة ضرورية لتحفيز الإنتاج البحثي محليًا. بالإضافة إلى ذلك، يجب وضع سياسات خاصة لدعم الباحثين في الكليات الإنسانية، التي تعاني نقصًا واضحًا في إنتاج الأبحاث مقارنة بالكليات العلمية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تخصيص مكافآت إضافية وتشجيع النشر في الكتب والدوريات العالمية، مما يعزز مكانة الباحثين ويرفع من مستوى الإنتاج البحثي.

إلى جانب الدعم المالي، لا بد من وضع معايير واضحة وشفافة لتكريم الباحثين المتميزين، سواء كانوا أفرادًا أو مجموعات. يشمل ذلك تخصيص جوائز خاصة لأساتذة الشرف والباحثين الذين يسهمون في رفع مكانة الجامعة من خلال إنتاج أبحاث متميزة. كما ينبغي إشراك جميع أعضاء هيئة التدريس في مناقشة هذه السياسات، لضمان العدالة والشفافية، وإيجاد بيئة أكاديمية تدعم التميز والإبداع.

إن عام 2025 يجب أن يكون نقطة تحول في تاريخ جامعة اليرموك، عامًا تُرسي فيه أسس البحث العلمي على قواعد متينة، وتُعتمد فيه سياسات تحفيزية شاملة تحقق تطلعات الباحثين. إذا تم تبني هذه المقترحات، فإن الجامعة لن تكتفي بتعزيز مكانتها الأكاديمية فحسب، بل ستصبح نموذجًا يُحتذى به في المنطقة، وسترسخ مكانتها كمؤسسة علمية رائدة.

إن تطوير البحث العلمي ليس ترفًا، بل ضرورة ملحة لبناء مستقبل أفضل. هذه المقترحات تمثل دعوة لإعادة التفكير في سياسات البحث العلمي الحالية، والعمل بروح الفريق الواحد للنهوض بجامعة اليرموك. فالبحث العلمي هو مفتاح النهضة وأداة التقدم، وعلينا جميعًا أن نكون جزءًا من هذا التحول الإيجابي. نسأل الله أن يوفق الجهود، وأن تبقى جامعة اليرموك منارة للعلم والمعرفة، وركيزة من ركائز الوطن.

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: سواليف البحث العلمي مفتاح النهضة جامعة اليرموك جامعة الیرموک البحث العلمی

إقرأ أيضاً:

جامعة سوهاج تحتفل بتخريج الدفعة 20 من الطلاب ذوي الإعاقة

احتفلت جامعة سوهاج بتخريج الدفعة ٢٠ من الطلاب ذوي الإعاقة، في عدد من الكليات المختلفة، وتكريم مترجمي لغة الإشارة الذين تولوا الترجمة للغة الإشارة للطلاب.

وحضر الاحتفال الدكتور عبد الناصر يس والدكتور خالد عمران نواب رئيس الجامعة، والدكتور عماد صوينع، مدير المركز، والدكتورة سلمي عبد المنعم، نائب مدير المركز، وعدد من عمداء الكليات وأعضاء هيئة التدريس، وأولياء أمور الخريجين.

طلاب برنامج المساحة بآداب سوهاج يصممون أطلس وتخطيط مكاني باستخدام gisسوهاج.. جولة مفاجئة بمشروعات البنية التحتية والخدمات المقدمة للمواطنينخلاف على «موتوسيكل» يُشعل مشاجرة بالخرطوش في سوهاج.. وسقوط شابينمحافظ سوهاج يعتمد نتيجة الشهادة الإعدادية بنجاح 64.39%جامعة سوهاج

وقال "النعماني"، ان الجامعة أولت اهتمامًا كبيرًا بهذا الملف وحققت طفرة كبيرة في رعاية حقوق الطلاب ذوي الهمم، وذلك من منطلق احترام الجامعة لأصحاب القدرات المتميزة، حيث أكدت  حق الطلاب من ذوي الهمم في الإلتحاق بأي كلية طالما لم تتعارض إعاقتهم معها.

وأضاف أن الجامعة اهتمت بتقديم خدمات تعليمية وأنشطة طلابية مميزة لهم من خلال مركزي خدمة الطلاب ذوي الإعاقة ونور البصيرة بالجامعة، متمنيا لهم مزيدا من التوفيق واستكمال مسيرتهم التعليمية.

ووجه كلا من الدكتور عبد الناصر يس والدكتور خالد عمران الشكر لأولياء الأمور على تحملهم الصعاب ومساندة أبنائهم ليتجاوزوا كافة التحديات التي واجهوها طوال سنوات الدراسة.

واكدوا أن إدارة الجامعة تبذل جهودا حثيثة لضمان استمرارية الخدمات التعليمية المقدمة لطلابها القادرون باختلاف.

وتحرص على دعم ورعاية الموهوبين والمتميزين منهم وتسليط الضوء على النماذج المضيئة لتكون دافعاََ قوياََ لغيرهم من الطلاب سواء الأصحاء أو من ذوي الهمم.

وأضاف الدكتور عماد الصونيع، أن هذا اليوم يمثل حصاد جهود متواصلة لطلاب متميزين لديهم درجة عالية من الطموح والإرادة من أجل الوصول لأهدافهم.

وقدم الشكر لرئيس الجامعة على دعمه الدائم والمستمر لطلاب قادرون باختلاف، ورعايته الكاملة لكافة مصالحهم متطلباتهم.

طباعة شارك سوهاج اخبار محافظة سوهاج جامعة سوهاج اخبار جامعة سوهاج ذوي الاعاقة

مقالات مشابهة

  • جامعة جنوب الوادي تستضيف مؤتمر الاقتصاد المنزلي وتعتمد خططًا طموحة للتعليم والبحث العلمي
  • بقيادة خبراء.. المعهد العالي للصحة العامة يشدد على «الضمير الأخلاقي» في البحث العلمي
  • جامعة جازان تحصل على منحة بحثية من هيئة تنمية البحث والتطوير والابتكار
  • اجتماع برئاسة مفتاح لمناقشة أوضاع السكن الجامعي في جامعة صنعاء
  • التعليم العالي: 21 طالبًا مصريًا في برنامج التدريب البحثي الصيفي بجامعة لويفيل الأمريكية
  • 21 طالبًا مصريًا في برنامج التدريب البحثي الصيفي بجامعة لويفيل الأمريكية
  • جامعة سوهاج تحتفل بتخريج الدفعة 20 من الطلاب ذوي الإعاقة
  • مصر في قلب المعرفة.. 11 عاما من التحول نحو دولة منتجة للابتكار والبحث العلمي
  • تعاون زراعي كيميائي يعزز البحث العلمي السوري
  • أشرف العربي: الابتكار قضية محورية تعتمد على زيادة الإنفاق في البحث العلمي