حرب مفتوحة على الأبواب؟: تحركات عسكرية أفغانية واسعة النطاق نحو باكستان
تاريخ النشر: 29th, December 2024 GMT
مقاتلون من طالبان (وكالات)
شهدت الحدود الأفغانية الباكستانية تصعيداً عسكرياً خطيراً، حيث وثقت مقاطع فيديو تحريك آليات عسكرية أفغانية بكثافة باتجاه الحدود مع باكستان، وسط تصاعد التوترات بين البلدين.
اقرأ أيضاً هل بات ركوب الطيران محفوفا بالمخاطر؟.. تحطم 5 طائرات في ديسمبر الجاري (أسماء) 29 ديسمبر، 2024 الشرع يكشف عن مستقبل الاستثمار السعودي في سوريا ما بعد الأسد 29 ديسمبر، 2024
ـ حرب مفتوحة على الأبواب؟
يشير انتشار كثيف لعناصر حركة طالبان على طول الحدود، إلى جانب استخدام الأسلحة الثقيلة ومدافع الهاون، إلى استعداد كامل لشن هجمات واسعة النطاق داخل الأراضي الباكستانية.
وتؤكد هذه التحركات على تحول الصراع إلى مواجهة عسكرية مفتوحة، بعد أن كانت التوترات تتركز في تبادل الاتهامات والغارات الجوية المتبادلة.
ـ رد فعل باكستاني متوقع:
من المتوقع أن تستدعي هذه التحركات رداً عسكرياً عنيفاً من باكستان، والتي كانت قد شنت غارات جوية على أهداف داخل أفغانستان رداً على هجمات سابقة.
وقد يؤدي هذا التصعيد إلى اندلاع حرب شاملة بين البلدين، مما سيكون له تداعيات إنسانية وأمنية خطيرة على المنطقة بأسرها.
ـ أسباب التصعيد:
الخلافات الحدودية: يعود تاريخ الخلافات الحدودية بين أفغانستان وباكستان إلى عقود طويلة، وتصاعدت هذه الخلافات بشكل كبير في السنوات الأخيرة.
اتهامات متبادلة: تتبادل الدولتان الاتهامات بدعم الجماعات المسلحة التي تنشط على أراضيها، مما يؤجج التوترات.
التدخلات الخارجية: تلعب القوى الإقليمية والدولية دوراً كبيراً في تأجيج الصراعات في المنطقة، مما يساهم في تفاقم التوترات بين أفغانستان وباكستان.
ـ التداعيات المحتملة:
تدهور الأوضاع الإنسانية: سيؤدي أي تصعيد عسكري إلى تفاقم الأوضاع الإنسانية في المنطقة، وسيؤدي إلى نزوح أعداد كبيرة من المدنيين.
تهديد الاستقرار الإقليمي: يمكن أن يؤدي هذا الصراع إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة بأسرها، وتشجيع الجماعات المتطرفة على زيادة نشاطها.
تدخل قوى إقليمية ودولية: قد تدفع هذه الأحداث القوى الإقليمية والدولية إلى التدخل في الصراع، مما يزيد من تعقيده.
ـ الخاتمة:
يشكل التصعيد العسكري على الحدود الأفغانية الباكستانية تهديداً خطيراً على الأمن والاستقرار في المنطقة. ويتطلب هذا الوضع تضافر الجهود الدولية والإقليمية لوقف التصعيد وحل الخلافات القائمة بين البلدين بالطرق السلمية.
المصدر: مساحة نت
كلمات دلالية: أفغانستان باكستان حركة طالبان فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
مدن أفغانية على طريق الحرير التاريخي
"طريق الحرير" اسم أطلقه الجغرافي الألماني فرديناند فون ريشتهوفن في أواسط القرن الـ19 على طرق برية وبحرية طولها 12 ألف كيلومتر، ربطت آسيا والشرق الأوسط وأوروبا بروابط تجارية وثقافية ودينية وفلسفية لمئات السنين. وشبهه المؤرخ البريطاني بيتر فرانكوبان بـ"جهاز عصبي مركزي للعالم، يربط بين الأشخاص والأماكن لا تراه العين المجردة".
عبر "طريق الحرير" من مدن عريقة، كان لها شأن كبير في فترات متفرقة من التاريخ، مثل مرو والريّ وبلخ وبخارى وسمرقند وبغداد، وغيرها من المدن والحواضر التي شكلت جسرا ربط المحيط الهادي بالبحر الأبيض المتوسط.
على امتداد طريق الحرير، نقلت القوافل التجارية بضائع مختلفة، وفي مقدمتها الحرير الذي احتكرت الصين سر صناعته لأكثر من ألفي عام، إضافة إلى التوابل والشاي والورق والبارود، ولم يكن الطريق ممرا تجاريا فحسب، بل شكل أيضا فضاء للتفاعل الثقافي والديني على مر التاريخ.
وتفرعت مسارات الطريق في أفغانستان -التي عُرفت قديما باسم "آريانا"- وانتشرت عبر أراضيها من الشرق عبر ممر واخان، الذي يصل الصين بجنوب آسيا وشبه القارة الهندية، ومن الشمال حيث يمتد من وسط آسيا إلى إيران مرورا بمدن خراسان و"باميان" و"بلخ" و"هرات" و"قندهار".
وكانت الدول المتعاقبة على حكم المنطقة مدركة أهمية هذا الشريان الحيوي، فحرصت على تأمينه عبر القبائل المحلية تارة، وعبر جيوشها تارة أخرى.
مدينة بلخ -التي عرفت قديما باسم (باكتريا)- واحدة من أقدم مدن العالم، كانت أحد المراكز الهامة للديانتين الزرادشتية والبوذية، وتضم كهوفا وآثارا شاهدة على تلك الحقب التاريخية.
شكلت بعد الفتح الإسلامي -إلى جانب كل من "هرات" و"نيسابور" و"مرو"- أجزاء خراسان الأربعة، قبل أن تصبح لاحقا عاصمتها وموطنا لكبار العلماء والأدباء والشعراء، أبرزهم العالم والطبيب ابن سينا والشاعر الصوفي جلال الدين الرومي والفيلسوف ناصر خسرو والعالم الفقيه إبراهيم بن أدهم.
تقع المدينة على ضفاف نهر جيحون (آمو داريا)، الذي يفصل بينها وبين أوزبكستان، حيث توجد سمرقند وبخارى، ونظرا لأهميتها الثقافية والحضارية أطلق عليها بعض المؤرخين لقب "أم البلاد".
إعلانشكلت معبرا مهما لقوافل "طريق الحرير"، إذ تقع في سهل واسع يفصل بين جبال هندكوش ونهر جيحون (آمو داريا)، تتقاطع فيه عدة مسارات يمكن العبور من خلالها نحو الغرب حيث "هرات" ومنها إلى إيران، أو باتجاه الشرق حيث توجد "سمرقند" وآسيا الوسطى، ومن ثم إلى الصين.
وغالبا ما كانت القوافل المارة عبر المدينة تحمل الحرير والعاج والأحجار الكريمة والتوابل والعطور وغيرها، كما حملت الرهبان البوذيين الذين جاؤوا إلى بلخ مبشرين بالدين الجديد ومنها انتقل إلى الصين واليابان. وبعد الفتح الإسلامي جاءت هذه القوافل بالتجار المسلمين الذين نشروا الإسلام في المنطقة وأوصلوه إلى الصين.
هو ممر حيوي يقع في منطقة جبلية بشمال شرق ولاية بدخشان، تحده طاجكستان شمالا وباكستان جنوبا، وتمتد حدوده مع الصين شرقا على مسافة تقدر بأكثر من 350 كيلومترا.
وهو من أكثر المناطق ارتفاعا في العالم، إذ يصل متوسط ارتفاعه إلى 4 آلاف متر فوق سطح البحر، ويشكل جزءا من منطقة أكبر تسمى "بامير" يطلق عليها "سقف العالم".
كان ممر واخان أحد الفروع الجنوبية لطريق الحرير، الذي يربط الصين بأريانا القديمة (أفغانستان) ومنها إلى القارة الهندية، عبر منه الرحالة الشهير ماركو بولو إلى الصين وذكره في كتاب رحلاته.
وكانت القوافل التجارية تسلك هذا الممر للوصول إلى بدخشان، التي تضم أكبر احتياطي عالمي من حجر اللازورد، إذ كان يُنقل منها إلى مصر، لكونه أحد الأحجار المقدسة في الحضارة المصرية القديمة.
واحتفظت جنبات الأودية في المدينة بآثار الاستراحات التي بنيت على طول الطريق، حيث كانت تتوقف القوافل للراحة.
وتقع في واد واسع بين سلسلة جبال هندكوش وجبال بابا الواقعة وسط أفغانستان، وكانت إحدى المحطات المهمة لعبور قوافل طريق الحرير، وشكلت موضع اهتمام التجار والحجاج والمستكشفين، إذ كانت أهم مركز بوذي في العالم لفترات زمنية طويلة، نظرا لضمها أكثر من 50 معبدا وفق اكتشافات أثرية حديثة.
وتضم باميان أكبر تمثالين لبوذا في العالم، مما جعل منها موقعا بارزا يستقطب السياح وعلماء الآثار، وفي المنطقة مساحات زراعية شاسعة بفضل بحيرات "بند أمير"، وهي مجموعة بحيرات مرتفعة تتميز بزرقة تعكس لون اللازورد، ومحاطة بتكوينات جيولوجية طبيعية لم تتأثر بالنشاط البشري.
ومن المعالم التاريخية التي تدل على أهمية المنطقة قديما وجود خان "شش بول" (الجسور الستة)، وهو أحد أكبر الخانات -أو ما يسمى بـ"كروان سراي" (منزل القافلة باللغة الفارسية) في المنطقة، الذي كان محطة رئيسية للقوافل التجارية يستخدمها التجار للراحة وتبادل البضائع قبل متابعة سيرهم جنوبا إلى قندهار وشبه القارة الهندية، أو شمالا عبر بروان وبدخشان إلى بلخ، ومنها إلى بخارى والصين.
تلقب بـ "لؤلؤة أفغانستان"، وهي موطن العلم والأدب والشعر والتصوف، وتعج بآثار شاهدة على مكانتها عبر التاريخ، ذكرها معظم المؤرخين في كتبهم، تتميز بموقعها الإستراتيجي على مفترق طرق يربط بين وسط آسيا وشبه القارة الهندية والشرق الأوسط، وتعرف بخصوبة أراضيها بفضل مياه نهر "هريرود".
إعلانوشكلت مناراتها الشاهقة على مدى التاريخ معالم تهدي العابرين والقوافل إلى المدينة، وهي 10 منارات أمرت السلطانة غوهر شاد ببنائها إبان الحقبة التيمورية، وتمثل إلى جانب "قلعة اختيار الدين" و"المسجد الجامع الكبير" معالم تدل على فن العمارة آنذاك.
وتحتضن المدينة أضرحة بعض العلماء المسلمين أمثال عبد الله الأنصاري وفخر الدين الرازي وعبد الرحمن الجامي وغيرهم.
وتمر بالمدينة 4 فروع من طريق الحرير، الأول بمحاذاة نهر هريرود مرورا بمدينة سرخس وصولا إلى مرو، والثاني من الشمال الشرقي عبر غرجستان والمرغاب، وينتهي إلى مرو أيضا، والثالث من الجنوب عبر آسفراز وفراه ويتفرع إلى خطين أحدهما نحو بُست والآخر إلى سيستان، أما الرابع فيربط هرات بمدينة نيسابور، وتؤدي هذه الفروع إلى إيران، ومنها إلى آسيا الصغرى ثم أوروبا.
هي ثاني أكبر مدن أفغانستان وعاصمتها القديمة، وتختزن تاريخا يمتد إلى نحو 5 آلاف عام قبل الميلاد، إذ نشأت فيها إحدى أقدم المستوطنات البشرية والقرى الزراعية في العالم. احتلها الإسكندر الأكبر وأطلق عليها اسم "الإسكندرية".
تُعد الموطن الرئيسي للقبائل البشتونية في أفغانستان، وتحظى بمكانة بارزة بين المدن الأفغانية، إذ كان لها الدور الأبرز في تاريخ البلاد الحديث من خلال الثورات والحركات التي انطلقت منها وشكلت مسار الأحداث في البلاد.
كانت المدينة قديما معبرا لقوافل "طريق الحرير" لا سيما عبر الفرع الجنوبي الذي تمر منه القوافل القادمة من مدينة "غزني" لتمر من قندهار في اتجاه شبه القارة الهندية جنوبا أو نحو إيران غربا.