بينما تواجه العائلات الانتظار للتعرف رسميًا على هوية 179 شخصًا قتلوا في كرة نارية هبطت اضطراريًا بسبب حادث تصادم بجرم سماوي غريب، خمسة أطفال، من بينهم صبي يبلغ من العمر ثلاث سنوات، هم أصغر ضحايا حادث تحطم الطائرة المرعب في كوريا الجنوبية.

كانت رحلة طيران جيجو القادمة من العاصمة التايلاندية بانكوك تحاول الهبوط عندما انزلقت عبر المدرج في مطار موان الدولي واصطدمت بجدار خرساني.

وأظهرت لقطات مرعبة طائرة بوينغ 737-800 تابعة لشركة الطيران الاقتصادي، وهي ممزقة وانفجرت مثل كرة نارية، ما أسفر عن مقتل 179 من أصل 181 شخصا كانوا على متنها.

وبأعجوبة، تم انتشال اثنين من أفراد الطاقم - رجل وامرأة - أحياء من الحطام المحترق وتم نقلهما إلى المستشفى بإصابات لا تهدد حياتهما.

وتوفي جميع الركاب البالغ عددهم 175 راكبًا، وكان أربعة من أفراد الطاقم من بين القتلى في الكارثة الجوية القاتلة التي تعد الأسوأ على الأراضي الكورية الجنوبية منذ عام 1997.

ووفقا للسلطات، فإن أصغر الركاب كان صبيا يبلغ من العمر ثلاث سنوات وأكبرهم يبلغ من العمر 78 عاما.

وقالت السلطات نقلا عن بيان الركاب إن خمسة من القتلى أطفال دون سن العاشرة.

ويأتي ذلك بعد أن تبين أنه تم تحذير الرحلة من اصطدام طائر قبل القيام بهبوط اضطراري.

وأعلن القائم بأعمال رئيس كوريا الجنوبية تشوي سانج موك فترة حداد وطني حتى الرابع من يناير.

وصرخت العائلات المكلومة وبكت في صالة الوصول بينما قرأ أحد المسعفين أسماء القتلى المؤكدين.

تم التعرف على 22 راكبًا ميتًا من خلال بصمات أصابعهم.

وتم نقل امرأة على نقالة، ويبدو أنها فقدت الوعي بسبب الصدمة.

وشوهد بعض أفراد الأسرة وهم يصرخون في وجه المسؤولين، حيث شعروا بالإحباط بسبب الوقت الذي استغرقه التعرف على أحبائهم، حسبما ذكرت هيئة الإذاعة البريطانية.

وقالت الإذاعة إن أحد المسؤولين أخبر الحشد المتجمع أنه من الصعب التعرف على الركاب الأصغر سنا لأنهم لم يكونوا يحملون أي بطاقة هوية.  

وكانت اللوحات المستخدمة عادةً لمعلومات الوصول والمغادرة تعرض بدلاً من ذلك أسماء الضحايا وتواريخ ميلادهم وجنسياتهم، بينما تم إنشاء مشرحة مؤقتة داخل المطار.

وقال رجل مسن ينتظر في صالة المطار طلب عدم ذكر اسمه لوكالة فرانس برس: 'كان لدي ابن على متن تلك الطائرة... لم يتم التعرف عليه بعد'.

وتعانق أفراد الأسرة وبكوا في المطار بينما كان متطوعو الصليب الأحمر يوزعون البطانيات على الأقارب المكلومين.

وقال أحدهم وهو يقف أمام الميكروفون ليطلب المزيد من المعلومات من السلطات: "لقد مات أخي الأكبر ولا أعرف ما الذي يحدث".

واصطفت سيارات المشرحة في الخارج لنقل الجثث، وقالت السلطات إنه تم إنشاء مشرحة مؤقتة داخل المطار.

وذكرت يونهاب أن الركاب الذين كانوا على متن الطائرة بينهم 173 كوريًا جنوبيًا وتايلنديين اثنين.

ومن بين الذين كانوا على متن الطائرة، كان هناك 82 رجلاً و93 امرأة، وتتراوح أعمارهم بين ثلاث سنوات و78 عامًا.

وقال مسؤولون إن جثث 11 راكبا آخرين على متن الرحلة المميتة أصيبت بجروح خطيرة لدرجة أنه لم يتم تحديد جنسهم على الفور.

أرسل البابا فرانسيس اليوم صلواته إلى الضحايا قائلاً: "أفكاري مع العديد من العائلات في كوريا الجنوبية التي تعيش الحداد اليوم بعد حادث تحطم الطائرة المأساوي، وأشارك في الصلاة من أجل الناجين والقتلى".

وشوهدت شرارات قادمة من الطائرة أثناء هبوطها قبل أن تنزلق الطائرة التابعة لشركة الطيران منخفضة التكلفة عن المدرج وتصطدم بجدار خرساني.

وأكدت وزارة النقل في كوريا الجنوبية اليوم أن برج المراقبة أرسل رسالة تحذيرية مفادها أن الطائرة المنكوبة تعرضت لضربة طيور قبل وقوع الكارثة القاتلة.

يُقال إن لقطات فيديو لم يتم التحقق منها تُظهر انفجارًا من النار يخرج من المحرك الأيمن للطائرة، ويُفترض أنه يُظهر اللحظة التي اصطدم فيها الطائر بالطائرة.

ويُعتقد أنه تسبب في خلل في جهاز الهبوط بالطائرة، وتم انتشال اثنين من أفراد الطاقم، رجل وامرأة، على قيد الحياة بأعجوبة من الجزء الخلفي للطائرة المحترقة.

وذكرت وكالة News1 أن أحد الركاب أرسل رسالة نصية إلى أحد أقاربه يقول فيها إن طائرًا عالق في جناح الطائرة.

وجاء في رسالتهم الأخيرة المفجعة: "هل يجب أن أقول كلماتي الأخيرة؟"

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: تايلاند حادث تحطم طائرة طائرة كوريا الجنوبية مطار موان الدولي تحطم طائرة كورية المزيد

إقرأ أيضاً:

أول طائرة ركاب نفاثة في العالم تستعيد مجدها.. فهل كانت آمنة؟

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) -- اليوم، أصبح من السهل بالنسبة إلينا أن نسافر بالطائرات النفاثة كأمر مسلّم به، إذ اعتدنا على ذلك الاندفاع السريع على المدرج الذي يُثبتنا في مقاعدنا، وتلك اللحظات التي نشقّ فيها الغيوم الكثيفة المهيبة نحو سماء زرقاء صافية. واعتدنا كذلك على الوصول إلى وجهتنا بسلام.

لكن السفر التجاري بالطائرات النفاثة لا يتجاوز عمره 73 عاماً فقط. 

وكانت الملكة إليزابيث الثانية، ملكة بريطانيا الراحلة، قد اعتلت العرش بالفعل عندما أقلعت طائرة "دي هافيلاند DH106 1A كومت G-ALYP" من مطار لندن، المعروف اليوم بهيثرو، حوالي الساعة الثالثة مساءً، في الثاني من مايو/ آيار العام 1952، حاملةً أول ركاب يدفعون مقابل السفر على متن طائرة نفاثة بالعالم. 

وعلى مدى 23 ساعة، مع خمس محطات توقّف على طول المسار، قطعت الطائرة مسافة حوالي ١١٬٢٦٥ كيلومترًا جنوباً إلى جوهانسبرغ.

ومثّلت تلك الرحلة نقلة نوعية لجهة الراحة والسرعة، حتى بالمقارنة مع طائرات المراوح المتطورة في ذلك العصر، مثل لوكهيد كونستليشن. واختفت الاهتزازات المستمرة، والضجيج الصوتي الصادر عن محركات المكبس. ودخل العالم فجأةً، وبشكل لا رجعة فيه، عصر الطائرات النفاثة.

بداية عصر الطائرات النفاثة

وكانت أول شركة مصنعة للطائرات النفاثة تحجز مقعدا لها في السماء، متقدمة على منافسيها من الولايات المتحدة مثل "بوينغ".. وهي شركة الطيران البريطانية "دي هافيلاند". لكن ذلك التفوق لم يدم طويلاً، إذ لم تحظَ الطائرة الأصلية "كومت DH106" سوى بفترة وجيزة من المجد قبل أن تؤدي سلسلة من الكوارث إلى سحب أسطولها بالكامل من الخدمة، ثم إخضاع طائراته لاختبارات حتى التدمير أو تركها كي تتآكل.

بعد أجيال لاحقة، كانت الطريقة الوحيدة لتجربة ما كان عليه الأمر على متن تلك الطائرات الأولى من طراز "كومت" تتمثّل بمشاهدة لقطات الأفلام بالأبيض والأسود، أو صور الدعاية الملوّنة التي تُظهر عائلات مبتسمة جالسة على متن طائرات "DH106 1A".

أو على الأقل، حتى وقتٍ قريب، كانت تلك الصور كل ما لدينا. أما الآن، فقد قام فريق من المتحمسين بإعادة تجميع إحدى تلك الطائرات النفاثة الرائدة بعناية فائقة، وكانت النتيجة مثيرة للغاية.

"منظر جميل" تضمنت قمرة القيادة جدولًا للملّاح، الذي يقوم بحساب الموقع يدويًا استنادًا إلى السرعة والاتجاه.Credit: Barry Neild/CNN

ويقع متحف "دي هافيلاند" للطائرات ضمن أكثر المستودعات غموضًا في العالم لكل ما يتعلق بقطع الطيران الأثرية، إذ يقع في حزام من الأراضي الزراعية والمساحات الخضراء شمال غرب لندن، بالقرب من الطريق السريع "M25" المزدحم دومًا الذي يحيط بالعاصمة البريطانية، ومن السهل تفويته. 

هناك لافتات إرشادية، لكنها تشير إلى ممر ضيق بين الأسوار النباتية يبدو وكأنه يؤدي إلى فناء مزرعة أو طريق مسدود.

يضم متحف دي هافيلاند للطائرات أيضًا النموذج الأولي الوحيد للطائرة "موسكيتو" التي تعود إلى الحرب العالمية الثانية والتي لا تزال موجودةCredit: Barry Neild/CNN

وفي الواقع، عند القيادة عبره، يكون أول منظر بارز قصر قديم وضخم، قاعة Salisbury، الذي بُني في القرن السادس عشر وكان يومًا ما منزلًا لوالدة ونستون تشرشل الذي عادةً ما يشرف على نوع من المزارع. 

وبعد أخذ منعطف، يكشف المتحف عن ذاته، أي حقل مليء بهياكل طائرات قديمة وسلسلة من الحظائر التي توحي بوجود المزيد من الكنوز بداخلها.

ويعد الموقع بحد ذاته جزءًا من تاريخ الطيران. فخلال الحرب العالمية الثانية، بدأت شركة محلية لتصنيع الطائرات، أسسها رائد الطيران البريطاني جيفري دي هافيلاند، العمل على تصنيع واختبار طائرة DH98 موسكيتو، وهي طائرة قتالية فريدة ذات إطار خشبي تشتهر بسرعتها. 

وبعد الحرب، في أواخر خمسينيات القرن الماضي، استغلّ أحد رواد الأعمال المحليين إرث الموقع لافتتاح أول متحف طيران في بريطانيا.

تبدو عناصر التحكم معقدة ولكنها كانت مألوفة للطيارين في ذلك اليوم، والذين كان لدى العديد منهم خلفيات في الطيران العسكري، حيث كانوا يحلقون خلال الحرب العالمية الثانية.Credit: Barry Neild/CNN

وهناك طائرة "موسكيتو" صفراء زاهية، وهي النموذج الأولي الوحيد السليم من الحرب العالمية الثانية، وفقًا لموظفي المتحف، وهي من مقتنيات المعروضات المميزة في متحف دي هافيلاند الحديث، وقد رُممت الطائرة بشكل رائع، حيث تتدلى أبواب مخزن القنابل مفتوحة على مصراعيها بينما تمتد مراوحها الكبيرة المثبتة على محركات رولز-رويس ميرلين إلى الأمام.

وتُعرض أيضًا أساطير جوية أخرى من إنتاج "دي هافيلاند"، سواء كانت مدنية أو عسكرية. ففي زاوية حظيرة طائرات  "موسكيتو"، يوجد هيكل طائرة شراعية من طراز "هورسا"، وهي طائرة نقل غير مزودة بمحركات من الحرب العالمية الثانية، كانت تُسحب في الهواء وتُستخدم لنقل الجنود والأسلحة خلف خطوط العدو.

وفي الحظيرة المجاورة، حيث يمكن العثور على متطوعين شغوفين، يفوق عددهم في بعض أيام منتصف الأسبوع عدد الزوار، منهمكين في مشاريع الترميم، نقع على طائرة DH100 Vampire، وهي مقاتلة ذات مقعد واحد تعتبر أول طائرة نفاثة لشركة "دي هافيلاند". هذه الطائرة ذات الشكل الغريب، بذيلها المزدوج، تم تصميمها أيضًا في قاعة "Salisbury". 

لكن العنصر الأبرز بلا منازع في أكبر قاعة عرض بالمتحف، يتمثّل بطائرة "دي هافيلاند DH106 1A كومت". وبالنسبة لعشاق طائرات الركاب النفاثة وتطوّرها إلى معجزات هندسية معقدة تجوب الأجواء الودودة اليوم، يعد هذا المكان جديرا بالزيارة.

ورغم أن أجنحتها مفقودة، إلا أن هيكل "كومت" المزدان بطلاء شركة "إير فرانس" التاريخي، وسقفها الأبيض اللامع، وشعار فرس البحر المجنح، وعلم فرنسا ثلاثي الألوان، يجعلها تخطف الأنظار.

لم تكن هذه هي الحال دومًا بالنسبة لهذه الطائرة بالذات. 

ويوضح إيدي والش، متطوّع في المتحف يرأس مشروع ترميم وحفظ "DH106"، أنه عندما استلمها المتحف في العام 1985، كانت عبارة عن أنبوب معدني عارٍ تقريبًا، أي بقايا هيكل الطائرة. 

ويضيف: "كانت تبدو محزنة، لقد تم استبدال كل جزء منها تقريبًا، لذا كانت الطبقة الخارجية الأصلية في الواقع بحالة سيئة جدًا".

تم إعادة إنشاء التصميم الداخلي لأول طائرة ركاب نفاثة في العالم في متحف دي هافيلاند للطائرات بالقرب من لندن.Credit: Barry Neild/CNN

وبعناء شديد، بدأ المتطوعون ببطء في ترميمها لتعود إلى مجدها الجوي السابق، واليوم تقف الطائرة تقريبًا كما كانت قبل نحو ثلاثة أرباع القرن، باستثناء تلك الأجنحة.

وكانت أجنحة "كومت" تتمتع بتصميم يستحق الإعجاب. فبخلاف معظم الطائرات التجارية اللاحقة، كانت محركات الطائرة، وهي أربعة محركات نفاثة مدمجة بشكل أنيق داخل الجناح ذاته بدلاً من أن تكون في حاضنات ملتصقة تحته.

وقبل أن تصبح مرادفًا للخطر، كانت الكومت بمثابة عرض لإمكانيات السفر الفخمة. وفي الجزء الخلفي من الطائرة، يصعد سلم إلى مؤخرة الطائرة. ويعد عبور الباب بمثابة رحلة تعيدك مباشرة إلى تاريخ الطيران التجاري. وقد تم إعادة إنشاء التصميم الداخلي للطائرة بعناية فائقة من قبل فريق والش، بأدق تفاصيله.

مثلت طائرة DH106 ثورة في مجال النقل الجوي، حيث كانت أكثر سلاسة وأقل ضوضاء من الطائرات المروحية التي سبقتها.Credit: Barry Neild/CNN

في المقصورة الرئيسية، تم إعادة إنشاء نصف الطائرة وفق تصميمها الأصلي، مع صفوف مريحة من المقاعد المزدوجة المغطاة بقماش أزرق مزخرف يتماشى مع نقش الستائر الحمراء. كل مقعد مزود بمساحة واسعة للأرجل، وحاملات أكواب، ولأنها بُنيت في الخمسينات، فهي مزودة بمنافض سجائر للمدخنين الذين كانوا سيجعلون الرحلات الجوية "كابوسًا مُريعًا"، بحسب والش.

دخلت أول طائرة دي هافيلاند كومت (DH106 Comet 1A) الخدمة التجارية في مايو/ آيار عام 1952، وربطت بين لندن وجوهانسبرغ. Credit: Central Press/Hulton Archive/Getty Images

وتطل المقاعد على نوافذ كبيرة مستطيلة الشكل، وهي السمة المميزة لأول طائرات "كومت" على الإطلاق، التي أُلقِي اللوم عليها خطأً أحيانًا في فشل هيكلي للطائرة، قبل أن تستبدل بفتحات أكثر استدارة في الطرازات اللاحقة.

قد تكون الكومت قد اختفت من السماء، لكن الإرث الذي تركته خلفها لا يزال يمكن رؤيته في الطائرات التي نطير بها اليوم. وقد ساهمت الابتكارات التي أُدخلت على الطراز "1A"، والأخطاء القاتلة التي رافقته، في تشكيل الطائرات التي جاءت بعدها وجعلتها أكثر أمانًا.

المملكة المتحدةالطيرانحاملة طائراتلندنمتاحفمعارضنشر الأربعاء، 30 يوليو / تموز 2025تابعونا عبرسياسة الخصوصيةشروط الخدمةملفات تعريف الارتباطخيارات الإعلاناتCNN الاقتصاديةمن نحنالأرشيف© 2025 Cable News Network. A Warner Bros. Discovery Company. All Rights Reserved.

مقالات مشابهة

  • تحطم مقاتلة أمريكية في ولاية كاليفورنيا
  • ترامب يعلن عن اتفاق تجاري مع كوريا الجنوبية
  • الإمارات تستضيف انطلاق أول سيارة طائرة هجينة في العالم
  • ترامب: اتفاقية تجارية كاملة وشاملة مع كوريا الجنوبية
  • ترامب يعلن اتفاق تجاري شامل مع كوريا الجنوبية وفرض رسوم جمركية 15%
  • أول طائرة ركاب نفاثة في العالم تستعيد مجدها.. فهل كانت آمنة؟
  • أول سيارة طائرة هجينة تنطلق من الإمارات
  • ألمانيا.. تفاصيل جديدة عن حادث سقوط طائرة في نهر
  • بالفيديو.. ركاب يهربون من طائرة إثر إنبعاث دخان في مطار دنفر الأمريكي
  • 40 طناً من المساعدات على متن طائرة إغاثية كويتية إلى السودان