مع بدء العدّ العكسي لجلسة البرلمان التي دعا إليها رئيس مجلس النواب نبيه بري في التاسع من كانون الثاني المقبل، من أجل انتخاب رئيس للجمهورية، يضع حدًا للفراغ المهيمن على قصر بعبدا منذ عامين وشهرين، يشعر كثيرون أنّ منسوب التفاؤل بأن تكون هذه الجلسة حاسمة ومختلفة عن سابقاتها يتراجع، على الرغم من الحديث المتكرّر خصوصًا من جانب بري عن دورات مفتوحة ومتتالية، خلافًا لما كان يحصل في السابق.


 
ولعلّ هذا الشعور انعكس بصورة أو بأخرى في النبرة التي اتسم بها البطريرك الماروني بشارة الراعي في عظة الأحد، حيث حذر من "اللعب بهذا التاريخ الحاسم"، في إشارة إلى جلسة الانتخاب المجدولة في التاسع من كانون الثاني، متحدّثًا عن "نيّات لدى البعض" بتأجيل جلسة الانتخاب، وذلك "في انتظار إشعار من الخارج"، وهو ما اعتبره "عيب العيوب"، وعزاه إلى فقدان الثقة لدى السياسيّين بأنفسهم، وببعضهم، وبمؤسسات الدولة.
 
وجاء موقف البطريرك الراعي في وقت لم يُسجَّل أيّ "خرق" على خطّ الاستحقاق الرئاسي، على الرغم من كلّ المرونة التي أبداها الأفرقاء بالتزامن مع الدعوة إلى الجلسة، فالمعادلات السابقة لا تزال سارية المفعول، بعد إعلان رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية استمراره في الترشح، ووقوف "حزب الله" خلفه، فيما ترفع المعارضة السقف، فهل يمكن القول إنّ منسوب التفاؤل قد تراجع فعلاً، وبالتالي لن يكون هناك رئيس للبنان خلال عشرة أيام؟
 
لكلام البطريرك مبرّراته
 
يقول العارفون إنّ كلام البطريرك الراعي "المتشائم"، أو بالحدّ الأدنى "المتخوّف" من رغبة بتأجيل جلسة انتخاب الرئيس في التاسع من كانون الثاني لا يأتي من فراغ، بل يمكن وضعه في سياق عام لا يوحي بأنّ "الجدّية" التي تحيط بهذه الجلسة، مقارنة بسابقاتها، لا تكفي من أجل انتخاب رئيس، طالما أنّ المشاورات بين المعسكرين الأساسيين لا تزال "معلّقة" إلى حدّ بعيد، وطالما أنّ كل فريق لا يزال متموضعًا في مكانه إلى حدّ بعيد.
 
وجاء السجال المتجدّد بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" في الأيام الأخيرة، على خلفية الموقف من ترشيح قائد الجيش العماد جوزيف عون، ليعزّز هذه الأجواء "السلبية"، علمًا أنّ "التيار" يرفض بالمُطلَق انتخاب عون، ويعتبر ذلك مخالفة للدستور، فيما لا يزال موقف "القوات" غامضًا وضبابيًا، بانتظار إكمال مشاوراتها، ولو فسّر البعض كلام رئيس الحزب سمير جعجع، إشارة إيجابية لعون، بإمكانية دعمه في جلسة الانتخاب.
 
وإلى سجال "التيار" و"القوات"، الذي يأتي في وقت كان كثيرون يمنّون النفس بتنسيق "قواتي-عوني" يسبق جلسة الانتخاب، بما يمهّد لتوافق وتفاهم لا بدّ منه من أجل انتخاب الرئيس، يسجّل العارفون "مراوحة" في المواقف من الاستحقاق، فـ"حزب الله" مثلاً عاد إلى تموضعه خلف رئيس تيار "المردة"، بعدما كان قد أرسل إشارات بإمكان الذهاب نحو "خيار ثالث" لو انسحب فرنجية، فيما لا تزال المعارضة تدرس خياراتها، التي تتقاطع تحت عنوان رفع السقف.
 
هل من مبادرات في الأفق؟
 
إزاء ما تقدّم، ثمّة من يراهن على المبادرات الرئاسية "المجمَّدة"، والتي يُعتقد أنّها ستفعَّل تلقائيًا مطلع العام المقبل، بما في ذلك حراك "اللجنة الخماسية" المعنية بالشأن اللبناني، وكذلك مبادرة كتلة "الاعتدال" التي تستظلّ بها، إلا أنّ هناك من يرى أنّ الوقت الفاصل عن الجلسة سيكون "ضيّقًا"، باعتبار أنّ إجازة الأعياد مستمرّة حتى السابع من كانون الثاني، ما يعني أنّ الهامش أمام قدرة هذه المبادرات على إحداث الخرق في يومين يبقى كبيرًا.
 
وفي وقت ثمّة انطباع بأنّ "ربع الساعة الأخير" قد يشهد على الخروق المنتظرة، ولا سيما أنّ الفريقين مقتنعان ضمنًا بضرورة انتخاب رئيس للجمهورية، لمواكبة مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار، ولا سيما في ظلّ الانتهاكات الإسرائيلية المستمرّة، والتسريبات عن نيّة القوات الإسرائيلية البقاء في مناطق من جنوب لبنان، يرى البعض أنّ ما قاله البطريرك الراعي عن انتظار النواب اسم الرئيس من الخارج، قد لا ينطوي على مبالغات، بل يعكس الواقع إلى حدّ بعيد.
 
في هذا السياق، يلاحَظ في الأوساط السياسية ترّقب لزيارات موفدين خارجيين قد يأتون مطلع العام، مثل الموفد الأميركي آموس هوكستين، وربما الفرنسي جان إيف لودريان، لعلّهما يحملان "كلمة سرّ" في مكانٍ ما، علمًا أنّ هناك من توقف مليًا عند الزيارة المعبّرة في توقيتها لقائد الجيش العماد جوزيف عون إلى المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي، ولو أدرِجت في خانة التنسيق العسكري، وسط تساؤلات عن حقيقة دلالاتها "الرئاسية"، إن صحّ التعبير.
 
قد يكون من المبكر لأوانه الحكم على جلسة التاسع من كانون الثاني، باعتبار أنّه في 10 أيام، يمكن أن يتغيّر الكثير على الأرض، وطالما أنّ هناك من يراهن على "ربع الساعة الأخير" على العادة اللبنانية الشهيرة. لكنّ الثابت أنّ منسوب التفاؤل بهذه الجلسة بدأ يتراجع شيئًا فشيئًا، ولا سيما أنّ ليونة الأيام الأولى للدعوة، لم تترجَم على الأرض بأيّ خطوات ملموسة، بل إنّ المعادلات لا تزال هي هي، وكأنّ شيئًا لم يكن! المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: جلسة الانتخاب لا تزال

إقرأ أيضاً:

تراجع أرباح مجموعة تداول إلى 96.2 مليون ريال في الربع الثاني

تراجعت أرباح شركة مجموعة تداول السعودية القابضة إلى 96.2 مليون ريال بنسبة 41.27% مقابل 163 مليون ريال في الربع المماثل من العام الماضي.

جاء ذلك بسبب تراجع الإيرادات التشغيلية 318.9 مليون ريال في الربع الثاني من العام 2025م، مقارنة مع 353.5 مليون ريال سعودي في الربع المماثل من العام السابق، ما يعادل انخفاضا بنسبة 9.8%، ويعود سبب انخفاض الإيرادات التشغيلية إلى انخفاض إيرادات خدمات التداول وخدمات ما بعد التداول، وفق «الإخبارية».

ويُعزى ذلك إلى انخفاض المتوسط اليومي لقيمة الأسهم المتداولة بنسبة 32.2%، والذي تم تعويضه جزئيا من بزيادة بنسبة 8.1% في إيرادات الخدمات الغير مرتبطة بالتداول، وبلغت المصاريف التشغيلية 240.7 مليون ريال في الربع الثاني من العام 2025م، مقارنة مع 207.8 مليون ريال في الربع المماثل من العام السابق، مما يمثل زيادة بنسبة 15.9%.

وتتلائم تلك الزيادة مع الخطط الاستراتيجية للمجموعة وتوجهاتها المستقبلية للنمو، والتي نتج عنها زيادة في تكاليف القوى العاملة مدفوعةً بزيادة عدد الموظفين، وزيادة تكاليف صيانة الأنظمة، كما بلغت ربحية السهم 0.80 ريال في الربع الثاني من العام 2025م، مقارنة مع 1.37 ريال سعودي في الربع المماثل من العام السابق.

ويمثل ذلك انخفاضًا بنسبة 41.3%، فيما بلغ إجمالي الربح 174.2 مليون ريال في الربع الثاني من العام 2025م مقارنة مع 218.2 مليون ريال في الربع المماثل من العام السابق، مما يمثل انخفاضًا بنسبة 20.2%، بلغ الربح التشغيلي 78.1 مليون ريال سعودي في الربع الثاني من العام 2025م مقارنة مع 145.7 مليون ريال سعودي في الربع المماثل من العام السابق، مما يمثل انخفاضًا بنسبة 46.4%.

السعوديةتداولآخر أخبار السعوديةقد يعجبك أيضاًNo stories found.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية يشارك في ترؤس جلسة اليوم الثاني لمؤتمر حل الدولتين
  • عاجل: نيويورك.. وزير الخارجية يرأس جلسة اليوم الثاني لمؤتمر حل الدولتين
  • سمو وزير الخارجية يشارك في ترؤس جلسة اليوم الثاني لمؤتمر حل الدولتين
  • البعثة الأممية تعلق على انتخاب تكالة رئيسا للمجلس الأعلى الليبي
  • حالة واحدة حددها القانون لإبعاد المتهم عن حضور جلسة محاكمته.. تعرف عليها
  • برنامج "حكايا الشباب" يستعرض في يومه الأول التحديات التي تواجه الرياضيين
  • المشري يطعن في جلسة انتخاب رئاسة الأعلى للدولة
  • مهرجان جرش يخلّد سيرة الباشا مأمون خليل حوبش في جلسة “بانوراما رجالات جرش”
  • الرئاسي يبحث التحديات التي تواجه شركة الخطوط الجوية اليمنية
  • تراجع أرباح مجموعة تداول إلى 96.2 مليون ريال في الربع الثاني