كم فقد العراق من منظومته الكهربائية اثر توقف الغاز الايراني؟
تاريخ النشر: 31st, December 2024 GMT
الاقتصاد نيوز - بغداد
كشفت وزارة الكهرباء، اليوم الثلاثاء، عن فقد نحو 9 آلاف ميكاواط من المنظومة خلال الأسبوع الفائت جراء أعمال الصيانة الدورية لبعض المحطات، والنقص الحاصل بتجهيز الغاز المستورد.
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى في حديث للصحيفة الرسمية تابعته "الاقتصاد نيوز"، إن وزارته سجلت ضياع بين 8 إلى 9 آلاف ميكاواط من المنظومة خلال الأسبوع الماضي، لأسباب تتعلق بنقص الغاز المستورد، إضافة إلى إدخال بعض الوحدات التوليدية إلى الصيانة استعداداً للموسم الصيفي.
وأوضح، أن حجم الإنتاج والضياع في منظومة الطاقة، يختلف بشكل مستمر، إذ يرتفع أو يقل بحسب كمية الغاز المستورد، إضافة إلى عدم كفاية الغاز المنتج محلياً، والمحطات التي تدخل للصيانة لمدة معينة وبعدها يجري استئناف عملها للإنتاج مرة أخرى، وبالتالي تشهد المنظومة الإنتاجية ارتفاعاً أو انخفاضاً في نسبة التجهيز لمحطات التوزيع.
وأردف موسى، أن الوزارة تسعى لتحقيق طفرة نوعية في إضافة طاقات توليدية جديدة على المنتج منها حالياً، لسد نقص التجهيز لبعض المحطات واستيعاب الأحمال الحالية والمستقبلية على منظومات الطاقة في عموم البلاد، وكذلك الاطلاع على عمل الوحدات التوليدية القائمة حالياً لمتابعة الصيانات الجارية.
وفي السياق ذاته، يهيئ مجلس بغداد الأراضي اللازمة لنصب 72 محطة كهربائية موزعة بين عموم العاصمة، لإيجاد حلول لنقص الطاقة فيها، بحسب ما أفاد به عضو المجلس رياض العقابي.
وبين العقابي في تصريح للصحيفة الرسمية، تابعته شبكة 964، أن الإجراء يأتي في ضوء ما يشهده موسم الشتاء الحالي من نقص واضح في تجهيز الطاقة وساعات التشغيل، كاشفاً عن عقد وفد من المجلس اجتماعاً مع وزارة الكهرباء، للتنسيق بشأن تجاوز العقبات التي تواجه هذا الملف، ووضع خطة شاملة لتحسين البنية التحتية للكهرباء، لما لذلك من تأثير مباشر في تطوير القطاعات الأخرى، وذكر أن وزارة الكهرباء أفادت بامتلاكها 72 محطة توليد جديدة ستنصبها حال توفر الأراضي المناسبة لها، منوهاً بأنه في ضوء ذلك، تم الاتفاق معها على تهيئة المجلس لتلك الأراضي بمناطق المركز والأطراف، منوهاً بأن المجلس أوصى الوزارة بتغيير آلية التنفيذ في عمل هذه المحطات من أسلوب التعاقد الذي يستغرق وقتاً وإجراءات طويلة، إلى أسلوب التنفيذ المباشر لضمان سرعة الإنجاز.
المصدر: وكالة الإقتصاد نيوز
كلمات دلالية: كل الأخبار كل الأخبار آخر الأخـبـار وزارة الکهرباء
إقرأ أيضاً:
حضرموت على صفيح ساخن.. توقف كلي لخدمة الكهرباء يفجر انتفاضة شعبية عارمة
في محافظةٍ تزخر بالثروات النفطية والموانئ الحيوية، لا يجد سكان حضرموت ما يشعلون به مصابيح منازلهم سوى الغضب، ولا ما يطفئون به نار الصيف سوى الاحتجاج. الكهرباء، شريان الحياة الأساسي، انقطع تمامًا عن مدينة المكلا ومدن ساحل حضرموت منذ يوم أمس، لتدخل المحافظة مرحلة الانهيار الخدمي الشامل، وسط صمت رسمي يثير الغضب الشعبي واتهامات واسعة للسلطة المحلية وحلف قبائل حضرموت بـ"المتاجرة بمعاناة المواطنين".
المدينة التي كانت تُعرف بـ"الهادئة"، لم تعد كذلك؛ فقد انفجرت فيها الشوارع، بالإطارات المشتعلة والهتافات الغاضبة، مع توسع رقعة الاحتجاجات الشعبية من المكلا إلى عدد من مديريات الساحل، رفضًا لاستمرار تجاهل السلطة المحلية والجهات الحكومية للأزمة التي تزداد سوءًا يومًا بعد آخر.
واشتعلت الاحتجاجات خلال الساعات الماضية، حيث أقدمت محتجون على غلق المنافذين الغرب والشرق لمدينة المكلا، إضافة إلى قطع الطرقات الرئيسية داخل المدينة، رفضًا لما أسموه "سياسة التعذيب الممنهجة".
وخرج شباب غاضبون صباح الثلاثاء، إلى الشارع الرئيسي لمدينة بروم ميفع، المدخل الغربي، وقاموا بغلق الطريق بالقوارب والحواجز الحديدية. مانعين الشاحنات والمركبات من العبور احتجاجًا على استمرار الانقطاع الكلي للكهرباء عن المدينة الساحلية.
قال أحد المشاركين في احتجاجات المكلا: "حضرموت تصدر النفط وتملك الموانئ، ومع ذلك نحن نعيش في الظلام. أطفالنا يبكون من الحر، والمرضى يموتون بصمت. لا ماء، لا دواء، لا كرامة، من المسؤول عن هذا؟". وأضاف أن ما يجري يؤكد الفشل الذريع في احتواء الأزمات التي تعصف بالمواطنين، بل أن الأطراف تتعمد ترك المواطن يواجه وحده لهيب الحر ومرارة الغضب.
وأضاف: إذا لم يتم اتخاذ قرارات حاسمة، فإن صيف حضرموت القاسي قد يتحول إلى شرارة لاحتجاجات أوسع تهدد الاستقرار الهش في الجنوب كله.
وأفادت مصادر محلية لـ"نيوزيمن" أن مدينة المكلا وباقي مديريات ساحل حضرموت شهدت شلل كامل، حيث أغلقت معظم المرافق والمؤسسات الحكومية والخدمية جراء تعطل حركة التنقل، في حين سمح المحتجون الغاضبون لعمال الطوارئ التابعين لقطاع المياه والصحة بالمرور والتوجه إلى أعمالهم.
وأضاف أحد التجار: "البنوك مغلقة وشركات الصرافة، والموظفون الحكوميين لم يستطيعو التوجه إلى أعمالهم لليوم الثاني على التوالي في ظل تصاعد الاحتجاجات الشعبية المنددة بتوقف خدمة الكهرباء".
بحسب مؤسسة الكهرباء في ساحل حضرموت، توقفت المحطات بشكل كامل عن العمل نتيجة نفاد الوقود، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة لساعات طويلة متواصلة، وأثّر بشكل مباشر على الخدمات الأساسية، خصوصًا خدمة المياه والمستشفيات، التي باتت تعتمد على مصادر طاقة بديلة غير كافية لمواجهة الاحتياجات المتزايدة.
وتحدث مصدر في الكهرباء لـ"نيوزيمن" عن تحرك عدد من قواطر الوقود من شركة بترومسيلة في الهضبة النفطية بإتجاه محطات التوليد في المكلا، مشيرًا إلى أن الخدمة ستعود تدريجيًا فور تعبئة المحطات بالوقود الإسعافي القادم من بترومسيلة. وأشار المصدر إلى أن الكمية الإسعافية قليلة جدًا وسوف تسهم في التخفيف البسيط من الانقطاع الثقيل، إلا أن الأزمة سوف تستمر.
وقال سكان محليون إنهم يعيشون أسوأ موجة حر تمر بها المحافظة هذا العام دون كهرباء أو ماء، وسط تحذيرات من تداعيات إنسانية وصحية خطيرة قد تضرب الأطفال والمرضى وكبار السن.
في هذا السياق، أصدر حلف قبائل حضرموت بيانًا شديد اللهجة، دعا فيه إلى تحرك فوري لإنقاذ المحافظة، مؤكدًا أن الأوضاع خرجت عن السيطرة. البيان حمّل أطرافًا – لم يُسمّها – مسؤولية ما وصلت إليه حضرموت، وأعاد التذكير بمطالبه المتكررة بشأن تطبيق مشروع الحكم الذاتي كحل جذري لمعاناة المواطنين، بعد فشل السلطة المحلية في الوفاء بأبسط مسؤولياتها.
من جهته، أعلن المجلس الانتقالي الجنوبي في حضرموت دعمه الكامل للاحتجاجات الشعبية، متهمًا "طرفي السلطة المحلية المتصارعين" ومجلس القيادة الرئاسي بالوقوف وراء تدهور الأوضاع. وجاء في بيان المجلس أن الصراع السياسي تم نقله إلى مؤسسات الدولة، الأمر الذي أدى إلى تعطيل الخدمات وتفاقم الأزمات المعيشية.
ودعا المجلس قوات النخبة الحضرمية والمواطنين إلى حماية الممتلكات العامة وضبط النفس، مشددًا على أهمية تفادي أي أعمال شغب قد تُستغل لإثارة الفوضى أو ضرب مطالب المواطنين المشروعة.
وعلى وقع الانهيار، وجه عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس الزُبيدي الحكومة والبنك المركزي باتخاذ إجراءات فورية لتوفير الوقود اللازم لإعادة تشغيل محطات الكهرباء في حضرموت وعدن، في محاولة لاحتواء الغضب الشعبي ومنع انزلاق الأمور نحو اضطرابات أوسع.