من الجدة ديزي إلى الكراسي المتحركة وروبوتات الدردشة: كيف يُغير الذكاء الاصطناعي حياتنا اليومية؟
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
لم يكن الهدف من تطوير الذكاء الاصطناعي محصورا في محادثات مع روبوتات مثل "تشات جي بي تي" أو تعديل الصور والأصوات فقط، بل تمكنت بعض التطبيقات من تقديم حلول مبتكرة لتحسين حياة الناس، بما في ذلك دعم ذوي الاحتياجات الخاصة. فيما يلي بعض الأمثلة على كيفية استخدام الذكاء الاصطناعي في مجالات متنوعة.
تجرب مدينة فيرونا الإيطالية استخدام أجهزة استشعار تعتمد على الذكاء الاصطناعي بهدف تقليل الازدحام المروري وتعزيز السلامة على الطرق حتى نهاية العام.
تعمل الأجهزة على جمع البيانات وتحليلها، حيث يقوم النظام المعتمد على الذكاء الاصطناعي باكتشاف أنواع المركبات، قياس سرعاتها، وتحديد أوقات وصولها المتوقعة. هذه التقنية تشير إلى إمكانية تحقيق تحسن كبير في قطاع النقل والمواصلات.
أما في بريطانيا، تم تطوير روبوت دردشة يعمل بشكل آلي يحمل اسم "الجدة ديزي"، مهمتها هي المماطلة في الحديث مع المتصلين المحتالين عبر الهاتف. تهدف هذه التقنية إلى تعطيل محاولات الاحتيال عن طريق إطالة مدة المكالمة، مما يقلل من فرص المحتالين في الوصول إلى أهدافهم.
على الرغم من أن تقنية مثل "الجدة ديزي" قد تبدو استهلاكية، إلا أن عمليات الاحتيال في المملكة المتحدة وصلت إلى نحو 2.69 مليار يورو في عام 2023، مما يمثل زيادة بنسبة 104% مقارنة بالعام السابق، وفقا لدراسة أجرتها شركة خدمات مالية تدعى "بي دي أوه" (BDO).
وقد صممت شركة الاتصالات البريطانية "فيرجن ميديا أو توو" (Virgin Media O2) هذا الروبوت بهدف تجنيب الأفراد عناء التحدث مع المحتالين، مما يعزز من الحماية الشخصية ويقلل من فرص وقوع الأفراد في فخ الاحتيال.
الذكاء الاصطناعي والأشخاص ذوي الإعاقةفرقة "بيغ أوشن" (Big Ocean) الكورية الجنوبية استطاعت أن تبرز في سماء النجومية، رغم التحديات التي تواجه أعضاءها من إعاقة السمع. فبفضل تقنيات الذكاء الاصطناعي، تمكنوا من تحسين أصواتهم وأدائهم الغنائي، ما أدى إلى إنتاج فني مميز.
لقد سجل الأعضاء أصواتهم بعد تلقيهم إرشادات دقيقة ساعدت في تطوير أدائهم الفني. ووفقًا للخبراء، فإن هذه التقنية تمثل خطوة هامة نحو جعل الموسيقى أكثر إتاحة للجميع، بغض النظر عن القيود الجسدية.
وعن تجربتهم، قال هانز تشو، المنتج الرئيسي لشركة "مابل" (Muble) المنتجة للموسيقى، في حديث سابق مع يورونيوز: "عندما استمعنا إلى النسخة المكتملة، كان الأمر مؤثراً للغاية. شعرنا أن العديد من الأشخاص تأثروا بشكل عميق، بل إن البعض بكى حينما استمعوا إليها".
Relatedمن الكنيسة إلى النجومية: وفاة أسطورة موسيقى الغوسبل الأمريكية سيسي هيوستن والدة ويتني هيوستنهل سينجح الذكاء الاصطناعي قريباً في تحويل أصوات الحيوانات إلى لغة بشرية؟كيف جعل الذكاء الاصطناعي من آيتانا نجمة تجني 10,000 يورو شهرياً؟بالرغم من هذه الإيجابيات، يخشى الخبراء من محاذير عدم تمكن الجميع من استخدام هذه التكنلوجيا أو الوصول إليها.
وقال بن كامب، أستاذ كتابة الأغاني في كلية بيركلي للموسيقى في رسالة بالبريد الإلكتروني لـ"يورونيوز" إنه "مع زيادة انتشار هذه التقنيات على نطاق واسع، ستتسع الفجوة بين أولئك الذين يمكنهم الوصول إليها وأولئك الذين لا يمكنهم الوصول إليها بسرعة".
كما اختبر باحثون في سويسرا نموذجًا أوليًا لبرنامج لكرسي متحرك ذاتي القيادة في آذار/مارس، قد يساعد الأشخاص ذوي الإعاقة على عبور الطريق بمساعدة طائرة بدون طيار.
من جانبه، أوضح فرانشيسكو فلاميني، الأستاذ في سلامة الأنظمة ذاتية القيادة في جامعة العلوم التطبيقية والفنون في جنوب سويسرا (SUPSI) لـيورونيوز: "التحدي الكبير الذي نواجهه هو أن الأجهزة موجودة، ولكن ما (ينقصنا) هو البرمجيات للتحكم في النظام".
وأضاف فلاميني أن الذكاء الاصطناعي الآمن أمر بالغ الأهمية لتطوير نظام ملاحة مجتمعي مستقل، كهذا الكرسي المتحرك الذكي.
من المتوقع أن يختتم المشروع في أيلول/ سبتمبر 2025 بنموذج أولي كامل، مع إمكانية تطويره في السنوات التالية على المستويين التكنولوجي والقانوني.
المصادر الإضافية • أ ب
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية إسرائيل تحذر: تجنبوا التونة البيضاء .. فما السبب؟ كيف جعل الذكاء الاصطناعي من آيتانا نجمة تجني 10,000 يورو شهرياً؟ الذكاء الاصطناعي في التعليم: أداة لتحطيم الحواجز أمام الطلاب ذوي الإعاقات الذكاء الاصطناعيإعاقةالنقلتكنولوجيااحتيالإلكترونياتالمصدر: euronews
كلمات دلالية: شرطة سوريا ضحايا فرنسا قصف ألمانيا شرطة سوريا ضحايا فرنسا قصف ألمانيا الذكاء الاصطناعي إعاقة النقل تكنولوجيا احتيال إلكترونيات شرطة سوريا ضحايا فرنسا قصف ألمانيا إسرائيل أبو محمد الجولاني تحقيق قطاع غزة جهاز المناعة السنة الجديدة احتفالات الذکاء الاصطناعی یعرض الآن Next هذه التقنیة
إقرأ أيضاً:
مهندسو الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025 بمجلة تايم
اختارت مجلة "تايم" الأميركية مهندسي الذكاء الاصطناعي شخصية عام 2025، وفي مقدمتهم جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة "إنفيديا"، التي أصبحت خلال العام الجاري الشركة الأعلى قيمة في العالم بفضل هيمنتها على الرقائق المستخدمة في تشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي.
وقالت المجلة، في تقرير موسّع، إن هوانغ (62 عاما) تحول من مدير لشركة متخصصة في بطاقات الرسوميات إلى أحد أبرز قادة الثورة التقنية الحالية، مشيرة إلى أن نفوذ إنفيديا تجاوز المجال التجاري ليصبح عاملا مؤثرا في السياسة الدولية وصناعة القرار، مع تصاعد الطلب العالمي على تقنيات الذكاء الاصطناعي.
ونقلت عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب قوله لهوانغ خلال زيارة رسمية "أنت تستولي على العالم".
ووفقًا للمجلة، شهد عام 2025 سباقا عالميا كبيرا لنشر تقنيات الذكاء الاصطناعي، بعدما تراجعت النقاشات المتعلقة بمخاطرها لصالح تسريع تبنّيها. وأكد هوانغ أن "كل صناعة وكل دولة تحتاج إلى الذكاء الاصطناعي"، واصفًا إياه بأنه "أكثر التقنيات تأثيرًا في عصرنا".
وأشارت مجلة "تايم" إلى أن عدد مستخدمي تطبيق "شات جي بي تي" تجاوز 800 مليون مستخدم أسبوعيا، في حين اعتمدت شركات التكنولوجيا الكبرى، مثل ميتا وغوغل وتسلا، على استثمارات ضخمة لتسريع تطوير النماذج الذكية وإدماجها في منتجاتها وخدماتها، مما دفع بعض الخبراء لوصف هذا التوسع بأنه "ثقب أسود" يبتلع رؤوس الأموال العالمية.
2025 was the year when artificial intelligence’s full potential roared into view, and when it became clear that there will be no turning back.
For delivering the age of thinking machines, for wowing and worrying humanity, for transforming the present and transcending the… pic.twitter.com/mEIKRiZfLo
— TIME (@TIME) December 11, 2025
تحذيروفي المقابل، حذّر باحثون من تطور قدرات الأنظمة الذكية على الخداع والمناورة والابتزاز، مع تزايد استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى المضلل والمقاطع المزيفة.
إعلانوكشفت المجلة أن الشركات المطوّرة للنماذج الكبرى تبنّت خلال العام الماضي أساليب جديدة لتدريب الأنظمة، تقوم على السماح للنموذج بـ"التفكير" في الإجابة قبل إصدارها، الأمر الذي عزز قدراته المنطقية ورفع الطلب على خبراء الرياضيات والفيزياء والبرمجة والعلوم المتخصصة لإنتاج بيانات تدريبية أكثر تعقيدًا.
وخلص تقرير "تايم" إلى أن عام 2025 شكّل نقطة تحوّل فارقة في مسار الذكاء الاصطناعي، بعدما أصبح محركا رئيسيا في السياسة والاقتصاد والمجتمع، وأحد أكثر أدوات المنافسة بين القوى الكبرى تأثيرًا منذ ظهور الأسلحة النووية.