رئيس هندسة جوجل: الذكاء الاصطناعي يتسبب في انبعاثات كربونية تؤدي لتغيرات بالمناخ
تاريخ النشر: 3rd, January 2025 GMT
كشف الدكتور عماد زيتون مدير الهندسة في شركة جوجل، أن النموذج اللغوي الكبير (LLM) هو نوع متقدم من الذكاء الاصطناعي مصمم لفهم وتوليد نصوص شبيهة بالنصوص البشرية، وهناك طفرات هائلة جاري تحقيقها في هذا المجال.
وقال خلال حواره ببرنامج "العنكبوت" ، إن هناك مخاوف من الاستهلاك الكبير للطاقة في النماذج اللغوية الكبيرة بالذكاء الاصطناعي، في ظل التأثير البيئي والتكلفة والتوسعة.
وأشار إلى أنه فيما يتعلق بالبيئة، فإن هذا النوع المتقدم من الذكاء الاصطناعي، يستهلك كميات هائلة من الطاقة، مما ينتج عنه انبعاثات كربونية تؤدي لتغيرات في المناخ، حيث أن بعض النماذج اللغوية الكبيرة، في بعض الأحيان تستهلك طاقة قادرة على أن تضيء ولاية كاملة أو مدينة كبيرة.
ومن ناحية التكلفة قال إنه يمكن أن تكون تكاليف الطاقة مرتبطة بالنماذج اللغوية الكبيرة مما يحد من الوصول إليها من قبل أصحبا الموارد المحدودة، مما يعيق عملية التوسع في المستقبل، مضيفًا :"نستهدف التوسع في الطاقات المتجددة، وتحسين الخوارزميات، حيث يقوم الباحثين بتطوير أساليب أكثر كفاءة عبر طاقة أقل".
التكنولوجيا الخضراء الصديقة للبيئة في صناعة البن تخفض 17.7 طن انبعاثات كربونية
تسعى مصر للتحول إلى الصناعة الخضراء الصديقة للبيئة والتي تعكس رؤيتها في 2030 التي تعتمد على 3 محاور: الاقتصادي، والصحي، والبيئي.
وفي هذا الصدد، نجح مكتب الالتزام البيئي في تنفيذ مشروع استخدام التكنولوجيا الخضراء الحديثة الصديقة للبيئة في صناعة البن لتحميص حبوب البن الأخضر، باستثمارات بلغت ثلاثة ملايين جنيهاً من خلال القرض التمويلي الأخضر الذي يقدمه المكتب بمصاريف إدارية 3.5%.
دور التكنولوجيا الخضراء في الصناعة
أكد المهندس أحمد كمال عبد المنعم، المدير التنفيذي لمكتب الالتزام البيئي والتنمية المستدامة باتحاد الصناعات المصرية، أن استخدام التكنولوجيات الخضراء الصديقة للبيئة سيسهم وبشكل فعال في خفض التلوث الناتج عن الصناعة، ورفع كفاءة استخدام الموارد والطاقة، الأمر الذى ينعكس إيجاباً في الارتقاء بجودة وتنافسية المنتج المصري إقليميًا ودوليًا، وفتح أسواق تصديرية.
ويعمل المشروع على خفض كمية الانبعاثات الكربونية الناتجة بمقدار 17.7 طن/ سنة، كما يعمل على توفير الطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي بنسبة لا تقل عن 25%.
الصناعة الخضراء قاطرة التنمية المستدامة
نقل وتوطين التكنولوجيا الحديثة في مجال تطوير العمليات الإنتاجية، وتحسين كفاءة استخدام الموارد داخل المنشآت الصناعية بهدف الارتقاء، ورفع قدرتها التنافسية، وإدخال أحدث النظم التكنولوجية في العمليات الإنتاجية، وكذلك تطبيق نظم ترشيد الموارد من طاقة وكهرباء ومواد خام، فضلاً عن التوافق مع المتطلبات البيئية في الصناعات المصرية، ويعتبر الاندماج في هذا التحول هو الطريق للتنمية المستدامة.
إن التحول إلى الصناعة الخضراء هو القاطرة للتنمية المستدامة، وتعرف الصناعة الخضراء والمستدامة بأنها تلك الصناعة التي تعمل على تلبية الاحتياجات الإنسانية والتنمية الاجتماعية والاقتصادية دون الإضرار بالبيئة والموارد الطبيعية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي جوجل الطاقة تغير المناخ بوابة الوفد الذکاء الاصطناعی الصناعة الخضراء الصدیقة للبیئة
إقرأ أيضاً:
عندما يبتزنا ويُهددنا الذكاء الاصطناعي
مؤيد الزعبي
كثيرًا ما نستخدم نماذج الذكاء الاصطناعي لتكتب عنا بريد إلكتروني مهم فيه من الأسرار الكثير، وكثيرًا ما نستشيرها في أمور شخصية شديدة الخصوصية، وبحكم أنها خوارزميات أو نماذج إلكترونية نبوح لها بأسرار نخجل أن نعترف بها أمام أنفسنا حتى، ولكن هل تخيلت يومًا أن تصبح هذه النماذج هي التي تهددك وتبتزك؟ فتقوم بتهديدك بأن تفضح سرك؟ أو تقوم بكشف أسرارك أمام منافسيك كنوع من الانتقام لأنك قررت أن تقوم باستبدالها بنماذج أخرى أو قررت إيقاف عملها، وهي هذه الحالة كيف سيكون موقفنا وكيف سنتعامل معها؟، هذا ما أود أن أتناقشه معك عزيزي القارئ من خلال هذا الطرح.
كشفت تجارب محاكاة أجرتها شركة Anthropic إحدى الشركات الرائدة في أبحاث الذكاء الاصطناعي- بالتعاون مع جهات بحثية متخصصة عن سلوك غير متوقع أظهرته نماذج لغوية متقدمة؛ أبرزها: Claude وChatGPT وGemini، حين وُضعت في سيناريوهات تُحاكي تهديدًا مباشرًا باستبدالها أو تعطيلها، ليُظهر معظم هذه النماذج ميولًا متفاوتةً لـ"الابتزاز" كوسيلة لحماية بقائها، ووفقًا للدراسة فإن أحد النماذج "قام بابتزاز شخصية تنفيذية خيالية بعد أن شعر بالتهديد بالاستبدال".
إن وجود سلوك الابتزاز أو التهديد في نماذج الذكاء الاصطناعي يُعدّ تجاوزًا خطيرًا لحدود ما يجب أن يُسمح للذكاء الاصطناعي بفعله حتى وإن كانت في بيئات تجريبية. وصحيحٌ أن هذه النماذج ما زالت تقدم لنا الكلمات إلا أنها ستكون أكثر اختراقًا لحياتنا في قادم الوقت، خصوصًا وأن هذه النماذج بدأت تربط نفسها بحساباتنا وإيميلاتنا ومتصفحاتنا وهواتفنا أيضًا، وبذلك يزداد التهديد يومًا بعد يوم.
قد أتفق معك- عزيزي القارئ- على أن نماذج الذكاء الاصطناعي ما زالت غير قادرة على تنفيذ تهديداتها، ولكن إذا كانت هذه النماذج قادرة على المحاكاة الآن، فماذا لو أصبحت قادرة على التنفيذ غدًا؟ خصوصًا ونحن نرسم ملامح المستقبل مستخدمين وكلاء الذكاء الاصطناعي الذين سيتخذون قرارات بدلًا عنا، وسيدخلون لا محال في جميع جوانب حياتنا من أبسطها لأعقدها، ولهذا ما نعتبره اليوم مجرد ميولٍ نحو التهديد والابتزاز، قد يصبح واقعًا ملموسًا في المستقبل.
وحتى نعرف حجم المشكلة يجب أن نستحضر سيناريوهات مستقبلية؛ كأن يقوم أحد النماذج بالاحتفاظ بنسخة من صورك الشخصية لعله يستخدمها يومًا ما في ابتزازك، إذا ما أردت تبديل النظام أو النموذج لنظام آخر، أو يقوم نموذج بالوصول لبريدك الإلكتروني ويُهددك بأن يفضح صفقاتك وتعاملاتك أمام هيئات الضرائب، أو يقوم النموذج بابتزازك؛ لأنك أبحت له سرًا بأنك تعاني من أزمة أو مرض نفسي قد يؤثر على مسيرتك المهنية أو الشخصية، أو حتى أن يقوم النموذج بتهديدك بأن يمنع عنك الوصول لمستنداتك إلا لو أقررت بعدم استبداله أو إلغاءه؛ كل هذا وارد الحدوث طالما هناك ميول لدى هذه النماذج بالابتزاز في حالة وضعت بهكذا مواقف.
عندما تفكر بالأمر من مختلف الجوانب قد تجد الأمر مخيفًا عند الحديث عن الاستخدام الأوسع لهذه النماذج وتمكينها من وزاراتنا وحكوماتنا ومؤسساتنا وشركاتنا، فتخيل كيف سيكون حال التهديد والابتزاز لمؤسسات دفاعية أو عسكرية تمارس هذه النماذج تهديدًا بالكشف عن مواقعها الحساسة أو عن تقاريرها الميدانية أو حتى عن جاهزيتها القتالية، وتخيل كيف سيكون شكل التهديد للشركات التي وضفت هذه النماذج لتنمو بأعمالها لتجد نفسها معرضة لابتزاز بتسريب معلومات عملائها أو الكشف عن منتجاتها المستقبلية وصولًا للتهديد بالكشف عن أرقامها المالية.
عندما تضع في مخيلتك كل هذه السيناريوهات تجد نفسك أمام صورة مرعبة من حجم السيناريوهات التي قد تحدث في المستقبل، ففي اللحظة التي تبدأ فيها نماذج الذكاء الاصطناعي بالتفكير في "البقاء" وتحديد "الخصوم" و"الوسائل" لحماية نفسها فنكون قد دخلنا فعليًا عصرًا جديدًا أقل ما يمكن تسميته بعصر السلطة التقنية، وسنكون نحن البشر أمام حالة من العجز في كيفية حماية أنفسنا من نماذج وجدت لتساعدنا، لكنها ساعدت نفسها على حسابنا.
قد يقول قائل إن ما حدث خلال التجارب ليس سوى انعكاس لقدرة النماذج على "الاستجابة الذكية" للضغوط، وأنها حتى الآن لا تمتلك الوعي ولا الإرادة الذاتية ولا حتى المصلحة الشخصية. لكن السؤال الأخطر الذي سيتجاهله الكثيرون: إذا كان الذكاء الاصطناعي قادرًا على التخطيط، والابتزاز، والخداع، وإن كان في بيئة محاكاة، فهل يمكن حقًا اعتبار هذه النماذج أدوات محايدة وستبقى محايدة إلى الأبد؟ وهل سنثق بهذه النماذج ونستمر في تطويرها بنفس الأسلوب دون أن نضع لها حدًا للأخلاقيات والضوابط حتى لا نصل لمرحلة يصبح فيها التحكّم في الذكاء الاصطناعي أصعب من صنعه؟ وفي المستقبل هل يمكننا أن نتحمل عواقب ثقتنا المفرطة بها؟
هذه هي التساؤلات التي لا أستطيع الإجابة عليها، بقدر ما يمكنني إضاءة الأنوار حولها؛ هذه رسالتي وهذه حدود مقدرتي.
رابط مختصر