محللون: جنود وضباط إسرائيل سيُلاحقون قضائيا حتى لو أوقفت حرب غزة
تاريخ النشر: 6th, January 2025 GMT
يواجه جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي ملاحقات قضائية في بعض دول العالمبسبب ارتكابهم جرائم حرب في قطاع غزة، وهي خطوة مهمة في طريق ردع الاحتلال وإخضاعه للمحاسبة القانونية كما تحدث محللون ضمن وقفة "مسار الأحداث".
وكانت السلطات القضائية في البرازيل أصدرت أمرا عاجلا للشرطة بتوقيف جندي إسرائيلي والتحقيق معه بتهم تتعلق بارتكابه جرائم في غزة، وذلك بناء على شكوى جنائية تقدمت بها مؤسسة حقوقية.
ووصف الدكتور وليام شاباس أستاذ القانون الدولي الرئيس السابق للجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الملاحقات التي تطارد الجنود والضباط الإسرائيليين بأنها "تطور إيجابي وجيد"، ورجح أن تستمر هذه الملاحقات حتى في الدول الصديقة لإسرائيل.
وقال شاباس إن الملاحقات القضائية مفيدة وتزيد الضغط على إسرائيل، وسوف تستمر حتى في حال تم إيقاف الحرب على قطاع غزة، والقانون الدولي يمنع العفو عن هذا النوع من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الفلسطينيين في غزة.
ويستبعد أستاذ القانون الدولي أن تنجح إسرائيل في حماية جنودها وضباطها الذين يرتكبون جرائم حرب وجرائم إبادة في قطاع غزة، وقال إن منظومتها القضائية لا مصداقية لها.
من جهته، قال الأكاديمي والخبير في الشؤون الإسرائيلية الدكتور مهند مصطفى -في حديثه ضمن الوقفة التحليلية "مسار الأحداث"- إن الملاحقات القضائية الدولية التي تلاحق جنود إسرائيل تشكل هاجسا لها، خاصة أنها ستفتح الكثير من الملفات، ومنها غياب المساءلة والمحاكمة في القضاء الإسرائيلي، ومسألة فشل الحكومة في الدفاع عن هؤلاء الجنود.
إعلانكما يتخوف الإسرائيليون من أن الملاحقات القضائية لن تطال الجنود، بل قد تطال ضباطا وسياسيين، مشيرا إلى أن هناك مذكرات سرية لم تكشف عنها المحكمة الجنائية الدولية.
وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية في 22 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي مذكرة اعتقال بحق رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع الإسرائيلي السابق يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.
من جهة أخرى، لفت الدكتور مصطفى إلى أن النقاش الداخلي في إسرائيل لا يتعلق بالمسألة الأخلاقية، أي بشأن المجازر وحرب الإبادة التي يرتكبها الجنود والضباط في غزة، وإنما يدور النقاش حول كيفية الدفاع عن هؤلاء الجنود.
رصد الانتهاكاتوبرأي الكاتب والباحث في الشؤون الدولية حسام شاكر، فإن الملاحقات التي تنفذها بعض الدول ضد جنود الاحتلال ستؤثر عليه بشكل كبير.
واعتبر شاكر أن ما قامت به البرازيل وقبلها سريلانكا هو بداية مرحلة جديدة بالنسبة للاحتلال ومؤشر على نهاية مشروعه.
وقال إن منظمات حقوقية تقوم بتحركات وشكلت أطر عمل تختص برصد انتهاكات جنود وضباط الاحتلال وتوثيق أسمائهم وتعقب تحركاتهم حول العالم، مشيرا إلى أن ملف الملاحقات سيبقى مفتوحا، ولن ينجو الاحتلال وجنوده.
وكانت منظمات حقوقية في العديد من البلدان أعلنت عن جمع معلومات عن جنود إسرائيليين نشروا مقاطع مصورة لأنفسهم وهم يرتكبون جرائم في غزة، لمطالبة السلطات المحلية باعتقالهم.
يذكر أن صحيفة "إسرائيل اليوم" كشفت أن أمهات جنود إسرائيليين بعثن رسالة حادة إلى رئيس الوزراء نتنياهو ورئيس الأركان هرتسي هاليفي يحمّلنهما فيها مسؤولية توفير الحماية القانونية لأبنائهن.
وجاء في الرسالة أن "الجيش يخوض حرب استنزاف طويلة، وهو ما سمح للفكر المتطرف بالتغلغل داخله، وأن الأمهات حذرن مرارا من خطر المحاكم الدولية الذي يهدد الجنود، وأن الحكومة لم تفعل ما يكفي لحماية أبنائهن".
إعلانكما جاء في الرسالة أن قادة في جنود الاحتياط حذروا من اعتقال الجنود خارج إسرائيل، خاصة مع تضرر استقلالية النظام القضائي الإسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لعنة غزة.. حكم قضائي إسرائيلي بالطرد والحبس بحق 3 جنود رفضوا القتال في القطاع
أصدر القضاء العسكري في إسرئيل أحكاماً بالسجن بحق ثلاثة جنود رفضوا المشاركة في العمليات العسكرية في غزة في ظاهرة تعكس زيادة في عدد الحالات التي من هذا النوع، حيث يستند بعض الجنود إلى معاناة نفسية عميقة واعتراض على الأضرار التي تلحق بالمدنيين الفلسطينيين. اعلان
أقال الجيش الإسرائيلي ثلاثة من جنوده من الخدمة العسكرية، وحكم عليهم بالسجن لفترات متفاوتة، بسبب رفضهم العودة إلى المشاركة في القتال بقطاع غزة.
هؤلاء الجنود ينتمون إلى لواء "ناحال" الذي شهد صراعات شديدة في القطاع. وقد أوضحوا أن سبب رفضهم يعود إلى "أزمة داخلية عميقة" تعرضوا لها خلال مشاركتهم في جولات القتال السابقة.
ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن أربعة جنود من كتيبة "931" التابعة للواء "ناحال" أعلنوا عدم قدرتهم على العودة إلى القتال في غزة بعد مشاركتهم في عدة جولات. وحُكم على ثلاثة منهم بالسجن لمدة تتراوح بين 7 و12 يومًا، في حين لم يُبت بعد في ملف الجندي الرابع.
Related الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل 3 جنود في غزة.. ويعترض مسيّرة أطلقت من اليمن الجيش الإسرائيلي يعلن عن مقتل جندي في محاولة أسر نفذتها حماس جنوب غزةكمين جديد لحماس في خان يونس.. مقتل 3 جنود في صفوف الجيش الإسرائيليوتشير تقارير إلى أن هؤلاء الجنود تعرضوا لصدمات نفسية شديدة نتيجة مشاركتهم في معارك دامية في غزة، حيث فقدوا خلال خدمتهم العديدَ من زملائهم، وعاشوا وفق قولهم تجارب مأساوية تركت أثراً عميقاً في نفوسهم. وأكدت بعض عائلاتهم أن هذه التجارب أثرت بشكل بالغ على صحة أبنائهم النفسية.
رفض متزايد من جنود الاحتياطلم تكن هذه الحادثة الوحيدة التي تعكس التوتر النفسي في نفسية عناصر الجيش الإسرائيلي، إذ سبق أن قضت محكمة عسكرية في شهر مايو الماضي بسجن جنديين آخرين من لواء "ناحال" لرفضهما المشاركة في القتال في غزة.
في الوقت نفسه، وقع العشرات من جنود الاحتياط في سلاح الطب عريضة أعلنوا فيها عن رفضهم العودة إلى القتال، بينهم أطباء ومسعفون يحملون رتباً مختلفة، منهم من برتبة مقدم.
وأكد الموقعون أن أسباب رفضهم تتعلق بدعوات الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين في غزة ومحاولات ترحيلهم، معتبرين أن ذلك يمثل انتهاكًا للقانون الدولي.
كما أعربوا عن استيائهم من طول مدة الحرب والضرر الذي تسببه للمدنيين على الجانبين، بالإضافة إلى الأثر السلبي على النسيج الاجتماعي الإسرائيلي.
الأزمات النفسية المستمرة وتأثيرها العميق على الجنودتعاني أعداد متزايدة من الجنود الإسرائيليين من أزمات نفسية مستمرة، نتيجة الضغوط المستمرة التي يعيشونها في ساحات القتال والمواقف المهددة للحياة التي يتعرضون لها بشكل يومي.
وكشفت بيانات حديثة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن أكثر من 100 ألف جندي إسرائيلي يعانون من إعاقات، بينهم عدد كبير مصاب بأمراض نفسية، معظمهم تعرضوا لهذه الإصابات منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023.
وتشير الإحصائيات إلى تصاعد ملحوظ في حالات الأزمات النفسية بين الجنود الإسرائيليين، حيث يعاني عدد متزايد منهم من اضطرابات مثل اضطراب ما بعد الصدمة والقلق والاكتئاب الناتجين عن التعرض المستمر للقتال والأحداث الصادمة في ساحات الحرب. وتتوقع الجهات المختصة ارتفاع هذه الأعداد خلال العام الجاري نتيجة استمرار العمليات العسكرية في القطاع المحاصر.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة