تواجه السلطة المحلية في المناطق المحررة بمحافظة تعز انتقادات شديدة بسبب فشلها المتكرر منذ اندلاع الحرب إثر انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية في سبتمبر/أيلول 2017. ويبرز هذا الفشل بشكل خاص في الجانب الأمني، حيث تصاعدت معدلات الجريمة، وعلى رأسها جرائم القتل، التي غالباً ما يتمتع منفذوها بحماية السلطة، أو يكونون جزءاً منها.

وقد أصبحت المناطق المحررة في تعز نموذجاً سلبياً في إدارة الأمن مقارنة ببقية المناطق المحررة، مما أدى إلى تآكل الثقة بين المواطنين والسلطات المحلية. يأتي ذلك في ظل استمرار عجز الحكومة عن استكمال تحرير المحافظة التي لا تزال بعض مديرياتها تحت سيطرة ميليشيا الحوثي.

جريمة منظمة

من أبرز الحوادث التي تعكس تدهور الوضع الأمني، مقتل المواطن سيف محمود الشرعبي على يد الجندي في محور تعز، وليد كامل عبد الرقيب، المعروف بـ"وليد شعلة".

الحادثة التي وصفها حقوقيون بأنها "جريمة منظمة" تكشف إخفاق السلطة المحلية والقيادات العسكرية في معالجة القضايا الأمنية.

وقعت الجريمة مساء الإثنين 30 ديسمبر/كانون الأول 2024، حين أقدم الجندي على اقتحام منزل الضحية في حي المسبح بمدينة تعز، وقتله أمام عائلته، بعد مشادة بشأن سلوك الجاني الذي كان يجلس لساعات طويلة بجوار جدار منزل الضخية، يمضغ القات ويطلق أعيرة نارية عشوائية، مروعاً النساء.

ورغم مناشدات ابنة الضحية، الصحفية غدير الشرعبي، للأجهزة الأمنية بالقبض على الجاني وتقديمه للعدالة، إلا أن الأخير لا يزال طليقاً بعد مرور عشرة أيام على ارتكاب الجريمة.

قيادة السلطة المحلية، ممثلة بمحافظ المحافظة، أعلنت عن ضبط 13 شخصاً يشتبه في تورطهم بالتستر على الجاني، مشيرة إلى استمرار الحملة الأمنية لضبط الجاني. لكن مصادر حقوقية وصفت هذه التصريحات بأنها مجرد محاولات لامتصاص غضب الشارع، خاصة مع تحول القضية إلى "رأي عام".

وأشارت المصادر في حديثها لوكالة "خبر" إلى أن عجز السلطات عن القبض على الجاني -أو تواطؤها معه- يعكس فشلها المستمر في حماية المواطنين، الذين يعانون منذ سنوات من الانتهاكات، بما في ذلك السطو على الأراضي، والاغتيالات، والاغتصاب، والقتل المباشر.

دعوات للتغيير

من جانبها، اتهمت الكاتبة والناشطة الحقوقية، ألفت الدبعي، الأجهزة الأمنية بالتواطؤ في الجريمة، معتبرة أن استمرار إفلات الجاني من العقاب دليل على ضعف القيادات الأمنية والعسكرية، وطالبت بإقالتهم فوراً.

الناشط رامز المقطري ذهب إلى أبعد من ذلك، متهماً قيادة محور تعز بالتورط المباشر في الجريمة. وطالب بتسليم القائد العسكري محمد الجعشني، المتورط في التستر على الجاني، إلى السلطات الأمنية.

وبحسب مصادر حقوقية، فإن هذه الجريمة ليست سوى حلقة في سلسلة طويلة من الجرائم التي تشهدها المحافظة منذ بدء الحرب في 2015.

وتؤكد المصادر أن هذا الواقع يعكس فشلاً حكومياً في إدارة السلطة المحلية، ويؤدي إلى زيادة الفوضى التي يتحمل المواطنون وحدهم تبعاتها.

وغالباً ما تبرر السلطة المحلية فشلها بحالة الحرب، متجاهلة أن العديد من المناطق المحررة الأخرى تشهد استقراراً نسبياً. وبذلك، تجد السلطة نفسها في موضع إدانة بسبب تقصيرها المستمر.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

كلمات دلالية: المناطق المحررة السلطة المحلیة على الجانی

إقرأ أيضاً:

حفلة صاخبة تفضح الوجه الآخر لمحمد الصباغ

صراحة نيوز ـ متابعة ملك سويدان

أثار ظهور المؤثر الأردني محمد الصباغ في حفلة خاصة صاخبة، حالة من الغضب والاستياء بين الأردنيين، بعد تداول مقاطع فيديو تُظهر أجواء مليئة بالأغاني والرقص وُصفت بأنها “بعيدة كل البعد عن قيم وتقاليد المجتمع الأردني”.

ورغم أن الصباغ لم يكن هو من نظّم الحفلة، إلا أن وجوده اللافت بين الحضور – كما أظهرته الفيديوهات المتداولة – أشعل موجة من الانتقادات على مواقع التواصل، حيث عبّر العديد من المتابعين عن صدمتهم من مشاركته في أجواء وصفوها بـ”المبتذلة” و”غير اللائقة”، مطالبين إياه بتحمل مسؤولية تأثيره الواسع وعدم الانجرار وراء محتوى فارغ لا يليق بمكانته كمؤثر.

واعتبر كثيرون أن ما جرى ليس مجرد “مشاركة عابرة”، بل مؤشر خطير على توجه بعض الشخصيات المؤثرة نحو استعراضات سطحية لا تعكس أي مضمون إيجابي، بل تكرّس صورًا تتنافى مع الذوق العام وتسيء إلى الذائقة المجتمعية.

وذهب البعض إلى أبعد من ذلك، مطالبين بوقفة جادة تجاه المحتوى الذي يقدمه الصباغ وغيره من المؤثرين الذين باتوا يتعاملون مع التأثير وكأنه ترويج للرقص والمظاهر فقط، بدلاً من توظيف منصاتهم لخدمة قضايا مجتمعية حقيقية.

في وقت يشهد فيه المجتمع الأردني تحديات عديدة، يرى كثيرون أن الوقت قد حان لفرز المؤثرين الحقيقيين ممن يسعون للتغيير الإيجابي، عن أولئك الذين يبحثون عن الشهرة عبر أي وسيلة، حتى ولو على حساب القيم.

View this post on Instagram

A post shared by Deep Tech Minimal (@deeptechminimal)

مقالات مشابهة

  • وفاة وإصابة 21 شخصاً في حوادث سير بالمناطق اليمنية المحررة خلال 24 ساعة
  • الصفدي يطلع على الانجازات التي حققتها سلطة إقليم البترا
  • طرابلس | النائب العام يناقش ملف الفوضى الأمنية ويوجه بتحريك الدعاوى
  • السلطة المحلية بالبيضاء تدين جريمة استهداف العدو الصهيوني مطار صنعاء وتدمير طائرة اليمنية
  • خوف وعضات قاتلة.. لماذا تتجاهل السلطات المغربية الكلاب الضالة التي تهاجم المواطنين؟
  • فرشاة أسنان تفضح خيانة زوجية في بريطانيا
  • سفارة المملكة بتركيا: البحث مكثف عن الطفل المفقود بنهر هالديزان
  • قيادة السلطة المحلية بالحديدة تنعي عضو مجلس النواب علي الخبال
  • حفلة صاخبة تفضح الوجه الآخر لمحمد الصباغ
  • سيفقد أولاد دقلو كل المدن التي سيطروا عليها وسيتحولون إلى مجرد مجرمين هاربين