كيف صور الفن القبطي السيد المسيح.. باحث أثري يجيب
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
رصد الدكتور نادر ألفي ذكري أستاذ الآثار والفنون القبطية بكلية السياحة والفنادق جامعة مدينة السادات تصاوير ميلاد السيد المسيح علي الرسوم الجدارية والأيقونات والمعادن والعاج والخشب والمخطوطات منذ الفترات المبكرة للفنون المسيحية الشرقية بصفة عامة والفن القبطي بصفة خاصة.
ويلقى خبير الآثار الدكتور عبد الرحيم ريحان عضو لجنة التاريخ والآثار بالمجلس الأعلى للثقافة الضوء على هذه الدراسة موضحًا أن مشاهد ميلاد السيد المسيح في الفن القبطي تعكس بأسلوب مميز الهوية الدينية والثقافية للمجتمع القبطي المجسّد فى البساطة والروحانية، وفي العديد من اللوحات القبطية تم تصوير المسيح الطفل داخل المذود في إسطبل وهو رمز للفقر والتواضع ويظهر العذراء مريم وهي تجلس أو واقفة بالقرب منه في حال من الهدوء والسكينة.
وغالباً ما تظهر الملائكة وهي تحيط بالمسيح الطفل وهي تهتف له وهذا يعكس مشهد تسبيح السماء بالميلاد، كما يظهر الرعاة الذين يتوجهون إلى المذود حاملين الهدايا رمزاً للإيمان البسيط والاتضاع.
ورمز الميلاد يمثل السيد المسيح مع العائلة المقدسة (العذراء مريم، يوسف النجار، يسوع الطفل) والنجم هو الذى دل المجوس على مكان ميلاد يسوع، والمهد يرمز إلى مكان الميلاد
ويضيف الدكتور ريحان من خلال الدراسة أن التصوير الرمزي في العديد من اللوحات القبطية يُصور ميلاد المسيح أكثر من كونه تصويرًا واقعيًا فقد يظهر المسيح الرضيع محاطًا بالرموز التي تمثل النور والقداسة وأحيانًا يظهر محاطًا بالقديسين أو الملائكة، والنور هو عنصر بارز في الفن القبطي عند تصوير ميلاد المسيح حيث يتم تصوير الطفل يسوع داخل هالة مضيئة وغالبًا ما يظهر في المشهد والدة المسيح السيدة العذراء وهي جالسة أو راكعة بجانب الطفل يسوع مع حضور القديس يوسف.
وفي بعض الأعمال يتم تصوير مشهد الميلاد داخل مغارة أو كهف وهو ما يعكس الرواية التقليدية لميلاد المسيح في مكان فقير وبسيط مما يعكس تواضع المخلص ويمزج الفن القبطي بين التأريخ الحدثي الديني والمفهوم الروحي وكل هذه العناصر تسهم في تشكيل ملامح فنية فريدة تعكس إيمان وحياة المسيحيين الأقباط وتجسّد المعنى الروحي فى الرعاة ويمثلون الفقراء والبسطاء الذين جاءوا إلى المسيح بعد سماعهم بتبشير الملائكة إشارة إلى أن المسيح جاء لخلاص الجميع أمّا بخصوص النجمة وهي عنصر شائع في تصوير الميلاد وغالبًا ما تُصوَّر في السماء فوق المغارة أو الكهف وتمثل النجم الذي أضاء السماء وأرشد المجوس إلى مكان ميلاد المسيح هي أيضًا رمزًا للهداية.
وهناك أمثلة عديدة لهذه الرسومات فى كنيسة أبو سرجة وكنيسة المعلقة بمصر القديمة والمتحف القبطى، وجدارية دير الأنبا ابوللو بباويط وجدارية دير السريان بوادى النطرون.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ميلاد السيد المسيح الفن القبطي المزيد میلاد المسیح السید المسیح الفن القبطی تصویر ا
إقرأ أيضاً:
ما فيك يظهر علي فيك
ما فيك يظهر علي فيك- فلا تخرج من فيك إلا أجمل ما فيك
كلمات تحمل أبعاداً عميقة وجميلة، الكلمة الطيبة صدقة، إن ما نختاره من كلمات يعكس شخصياتنا ويؤثر فيمن حولنا، لذلك علينا بالحرص في اختيار ما نقوله.
كلماتك عنوانك فما فيك يظهر علي فيك، فمن لم تنفعه فلا تضره، ومن لم تسره فلا تغمه، ومن لم تمدحه فلا تذمه، إذا لم يكن بمقدورك فعل الخير فكف شرك عن الناس.
إذا لم يكن بمقدورك أن تراعى مشاعر الاخرين فلا تتدخل في حياتهم.
إذا لم يكن في مقدورك فعل الطاعات فلا تجاهر بمعصيتك.
لا تظهر أسوأ ما فيك لأنك فقط لم تستطع إظهار أفضل ما فيك.
الظروف الصعبة التي نمر بها تصقلك وتظهر أجمل ما فيك، كالقمر تماماً لم يكن ليشع ويضيء لولا هالة الظلام التي تحيط به.
أجمل ما فيك هو أنك أنت.. .. .أنت بطبيعتك بأخلاقك بصفاتك الجميلة، ليس من الأهمية انك تكون مبهر، ولكن من الأهمية انك تكون حقيقي، أجمل إحساس إنك تعيش بطبيعتك، تتكلم بطبيعتك، تضحك بطبيعتك، تزعل بطبيعتك، ليس هناك أي داعي إنك تخفي هويتك وتتصنع هوية تانية علشان تعجب حد..
انت لم تخلق في الدنيا علسان تعجب ناس معينة، اللي يحبك سيتقبلك بكل حالاتك، سعادتك وحزنك وجنونك ومزاجك المتقلب، يتقبلك من غير ما يعاقبك أو يحسسك بالرفض أو الانتقاص منك، كلنا بيجى علينا وقت نكون ضعفاء ونكديين وأحياناً أغبياء ومش شايفين.. جميل انك تلاقي التقبل، تلاقي اليد اللي تطبطب عليك وتقول لك بالفعل قبل الكلام: أنا هنا علشانك فى كل حالاتك.
إذا وثقت ورضيت بما حباك الله به من نعم وصفات ومقومات وشخصية. فستصل تلك الثقة إلى الجميع، وتدفعهم إلى احترام شخصيتك، قدر ذاتك وحب نفسك، علشان يحبك ويقدرك الاخرين، بلاش تهون علي نفسك لأنك ببساطة هتهون علي الاخرين، حافظ علي اللي يقدرك ويحترمك واللي يهتم بوجودك، كمل مع الشخص اللي يشجعك ويساعدك أنك تتقدم وتحسن من نفسك، الشخص اللي يطلع أحلي ما فيك.
واذا تعرضت لأى إساءة من أى شخص، قبل أن تقوم بأى رد فعل: اسأل نفسك بهدوء هل هو شخص غاضب أم خائف؟ التمس له العذر، لأنه قد يعبر عن حالة يمر بها من الاحباط أو الألم أو الفشل، لذلك عليك ألا تكترث، ومش كل رأى يستاهل أنك تنفعل عليه، ولا كل كلمة تستحق انه يترد عليها، فدرب نفسك انك تتتجاهل كل شيء يعكر مزاجك، ولا ترفع صوتك لكى يظهر أسوأ ما فيك، بل أرفع مستوى كلماتك لكى يظهر أجمل ما فيك
ما أجمل أن تحتفظ بذاتك الأصلية مع تعديل السلبيات، الإصلاح من الذات أمر ضرورى، فوقوع الإنسان فى الخطأ أو التقصير أمر طبيعى وليست مشكلة فى حد ذاتها وأنما المشكلة الاكبر حقاً هى عدم تقبله وعدم الأعتراف بهذا الخطأ والأستمرار فيه والمجادلة الكاذبة.
يقول الله عز وجل: { ولو شاء ربّك لجعل الناس أُمةً واحدةً ولا يزالون مختلفين }، مختلفين في الطبائع، مختلفين في الأهواء، مختلفين في الأمزجة، مختلفين في الميول، مختلفين في كل شيء، ذلك لأن اختلافهم سنة ربانية.. المقصود منها هو التعارف و التعايش والتكامل والتعاون.
يجب أن تفقه هذا أيها الانسان، وتدرك أن لك شخصية مستقلة ومختلفة عن الآخرين، والسقوط يبدأ حينما تتمرد على تلك الطبيعة، السقوط يبدأ حينما تقلد وتكون إمعة.. ليس لك شخصية مستقلة.
نعم قد نهذب بعض الصفات، أو نتعلم بعض المهارات، أما أن نحاول أن ننسلخ من طبيعتنا ونلبس وجه آخر يعجبنا، احذر احذر أن تعيش في ثوب غيرك.
هناك علاقات تقوينا وتظهر أجمل ما فينا وتدفعنا للتقدم، وعلاقات تضعفنا وتظهر أسوأ ما فينا، هناك دور لكل شخص تقابله في حياتك، البعض سيرتقي بك للنجاح، والبعض سيحبك، والبعض سيختبرك، والبعض سيستخدمك، والبعض سيحبطك، والبعض سيعلمك درساً لن تنساه مدى الحياة، وأهمهم من يخرج أفضل ما فيك.
أجمل ما في الحياة أن ينعم الله عليك بأحباب ليسوا من دمك، ولا يعرفون عنك سوى كلماتك ومع ذلك تفيض قلوبهم احتراماً وتقديراً لك، هناك أشخاص رغم علاقتك البسيطة بهم إلا أن لهم متسع حب في القلب يصعب وصفه، من أجمل العلاقات هي اللي تبني على الراحة والثقة، وتوافق المزاج والاهتمام المشترك، أفضل مسمّى لها "طمأنينة"، يأتي الشخص على هيئة طمأنينة وراحة، النفس تميل لمن يشبهها.. والقلب يميل لمن يدخله دون استئذان.. والله يوزع محبته بين البشر كيفما يشاء.. والأرواح على أشكالها تتقارب.. .!!!
علينا أن نرتقى بأخلاقنا ونكون صادقين مع أنفسنا ونحبها، حيث تسود فكرة السلام الداخلي النفسي، هذا السلام قد ينعكس في معاملاتنا مع الآخرين حيث أن هذه الفكرة تجنبنا الوقوع في أي خطأ، والتفكير بشكل عقلاني ومرن مع تقبل فكرة أن الخطأ أمر وارد وصحى ومفيد، مع الاحتفاظ بذاتنا الراقية وتمجيد ذاتنا التي خلقها الله سبحانه وتعالي.