من الفراغ إلى المنع.. ما الذي تغير على الحدود السورية اللبنانية؟
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
دمشق- أغلقت حكومة دمشق الحدود السورية في وجه حاملي الجنسية اللبنانية، إثر اشتباكات بين إدارة العمليات العسكرية والجيش اللبناني في منطقة "معربون-بعلبك" على الحدود السورية اللبنانية، في حين أعطت استثناءات لمن لديه إقامة سورية، وسمحت لحاملي الجنسية اللبنانية العبور باتجاه لبنان من جهة سوريا.
وقال مصدر مطلع للجزيرة نت إن قرار منع دخول حاملي الجنسية اللبنانية إلى سوريا لم يصدر بشكل رسمي من قبل حكومة دمشق، ولكنه مطبق على أرض الواقع، ويشمل القرار أيضا الصحفيين والإعلاميين المقربين من حزب الله، بينما يمكن لغيرهم التنسيق مع وزارة الإعلام السورية.
وأوضح المصدر ذاته أن الداخلين من جهة لبنان إلى سوريا من حملة الجنسيات غير اللبنانية مسموح لهم بالدخول، حيث تشهد المعابر بين البلدين حركة عبور مستمرة، سواء من السورين العائدين والزائرين والصحفيين ورجال أعمال وغيرهم.
وأشار إلى أن سبب المنع هو ما جرى من اعتداء على السوريين في لبنان ومنعهم من الدخول إلى الأراضي اللبنانية إلا بعد إجبارهم على إصدار بطاقة إقامة بوجود كفيل، وتصريف مبلغ ألفي دولار أميركي، بالإضافة إلى الاعتداء المستمر على السوريين والتضييق الأمني عليهم.
إعلان فراغ ميدانيوخلال العدوان الأخير على لبنان، دمرت القوات الإسرائيلية معظم المعابر الرسمية وغير الرسمية -التي كانت تستخدم كنقاط للتهريب- بين لبنان وسوريا، لمنع التواصل بين النظام السوري السابق وحزب الله، وهو ما تسبب بخروج معظم هذه النقاط الحدودية عن الخدمة، بعد تدمير بنيتها التحتية وإفراغها من عناصر التفتيش والإشراف والحماية والحرس الحدودي الذي يُعرف باسم "الهجانة".
هذا الفراغ جعل الحدود مفتوحة أمام العابرين من سوريا إلى لبنان أو العكس، وأتاح ذلك لعناصر وقادة حزب الله اللبناني العبور أيضا بين الجانبين، وخاصة من جاء من لبنان لسوريا خلال فترة الحرب، أو من العناصر والقادة الذين كانوا موجودين أصلا في سوريا لمساندة نظام بشار الأسد، ومعظمهم كان موجودا على خطوط التماس مع المعارضة في إدلب سابقا.
ويقول الراصد الميداني أحمد المصطفى للجزيرة نت، وهو مختص في تتبع التحركات العسكرية ونشط خلال سنوات الحرب بتتبع حركات النظام السابق العسكرية وحركة الطائرات، إن المعابر بين سوريا ولبنان تعرضت لقصف إسرائيلي ألحق بها خسائر مادية كبيرة، وبعد سقوط النظام السوري انتشرت إدارة العمليات العسكرية، حيث تسعى جاهدة لضبط وإجهاض أي محاولات تهريب من سوريا باتجاه لبنان.
وبحسب المصطفى، شملت محاولات التهريب السابقة كلا من:
الأسلحة الجديدة والنوعية والقذائف الصاروخية والأسلحة المتوسطة والفردية، والتي تم تهريبها بأعداد كبيرة لصالح حزب الله. الوثائق الهامة والضرورية، وخاصة بما يخص قادة وعناصر حزب الله وضباط النظام السوري السابق الذين فروا باتجاه لبنان. المواد الغذائية التي لم تخضع للرقابة الجمركية. ضباط وعناصر سبق أن ارتكبوا جرائم حرب، سواء من النظام السوري السابق أو من قوات حزب الله. عناصر وقادة من حزب الله كانوا متخفين في البلدات السورية القريبة من الحدود اللبنانية، مثل مناطق القصير ورنكوس، حيث كانوا يسيطرون على أملاك المدنيين، ودارت اشتباكات بينهم وبين المواطنين، كان آخرها في سرغايا بعد رفض العناصر إخلاء المنازل التي كانوا يسيطرون عليها خلال تهجير أهالي هذه المنطقة. إعلانولفت الراصد إلى أن المعابر الرسمية بين البلدين بحاجة إلى إعادة تأهيل وتنظيم وإنشاء مناطق مراقبة، بالإضافة إلى ضرورة ضبط معابر التهريب والأنفاق المنتشرة، والتي كانت تستخدمها قوات الفرقة الرابعة وحزب الله لتهريب السلاح، خاصة خلال فترة الحرب مع الجانب الإسرائيلي.
وعن الوضع الميداني عند الحدود يقول يوسف الشاكر للجزيرة نت، وهو مواطن لبناني لم يستطيع العبور إلى سوريا، إن "هناك أشخاصا لبنانين يمكنهم الذهاب إلى سوريا، وهم من تربطهم علاقات زواج أو يملكون إقامات سورية، أو لديهم مصالح وأعمال تجارية في سوريا، بالإضافة لمن له علاقات مع شخصيات من إدارة العمليات العسكرية وكذلك الشخصيات السياسية".
وأضاف أن قوات الأمن العام اللبناني أوقفت منح موافقات العبور أو ختم جوازات السفر للذهاب باتجاه سوريا إلا لعدد محدد، معللا ذلك بأن المعبر السوري سوف يأمرهم بالعودة ولن يسمح لهم بالعبور إلى الأراضي السورية.
كما أكد مصدر الجزيرة نت أن قرار فرض القيود على الحدود وضبطها ومنع العبور هو من باب "المعاملة بالمثل"، مضيفا أن "سوريا اليوم بحكومتها الجديدة لم تعد سوريا القديمة، وحق الشعب السوري الذي نال حريته محفوظ، وسيتم الدفاع عن حقوقه وكرامته".
وأضاف أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة في لبنان بحق السوريين العابرين إلى أراضيها "غير مقبولة" بسبب إجبارهم على تقديم كفيل للسماح لهم بالعبور، وللحصول على إقامة فندقية، بالإضافة لتصريف مبلغ مالي كبير.
وكان القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع قد أكد في وقت سابق من خلال اتصال هاتفي مع رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي أن الأجهزة المعنية قامت بكل ما يلزم لإعادة الهدوء على الحدود، ومنع تجديد ما حصل، وذلك بعد الاشتباكات التي حصلت بين الطرفين.
إعلانكما دعا الشرع خلال اتصاله رئيس الحكومة اللبنانية لزيارة سوريا، لبحث الملفات المشتركة وتمتين العلاقات الثنائية، مع التطرق إلى ما تعرض له الجيش اللبناني على الحدود مع سوريا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات النظام السوری على الحدود إلى سوریا حزب الله
إقرأ أيضاً:
تركيا تعيد إحياء خط سكة حديد على الحدود السورية
أنقرة (زمان التركية)- أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي، عبد القادر أورال أوغلو، عن خطط وزارته لإعادة تأهيل وتشغيل خط السكة الحديدية الممتد بموازاة الحدود السورية، المعروف بخط قرقاميش-نصيبين، بالإضافة إلى الجزء الواقع بين ماردين-شنيورت.
وأشار الوزير إلى أن أعمال الصيانة والتحسين الشاملة جارية حالياً بهدف استكمال المشروع بنهاية عام 2025 وافتتاحه للتشغيل في الربع الأول من عام 2026.
وفي بيان صادر عن الوزير، أوضح أن طول الخط الإجمالي يبلغ 350 كيلومتراً، منها 325 كيلومتراً تشكل خط قرقاميش-نصيبين، و 25 كيلومتراً هي المسافة بين ماردين-شنيورت.
وأكد أورال أوغلو أن الأعمال الجارية تتضمن إنجاز جميع أعمال الصيانة التي لم تُنفذ بين عامي 2011 و 2024، ومعالجة شاملة للبنية التحتية والفوقية، وتقوية المنشآت الفنية ضمن خطة واسعة النطاق للمنطقة. وصرح الوزير قائلاً: “مع تطبيع الأوضاع في المنطقة، نعمل على إعادة إحياء هذا الخط الاستراتيجي على الحدود السورية”.
وتشمل أعمال التطوير الجارية إعادة بناء مسارات الخطوط ومحطات السكك الحديدية، وإصلاح الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية، وصيانة البنية الفوقية باستخدام آليات صيانة السكك الحديدية، وتجديد العوارض الخرسانية والخشبية.
وأضاف الوزير: “نجدد البنية التحتية حيثما دعت الحاجة، ونجري صيانة شاملة للبنية الفوقية بمركبات الصيانة المتخصصة. كما نعمل على سد نقص الحصى على طول المسار، وتنفيذ أعمال بناء وتحسين للقنوات، الجسور، والمعابر السطحية. وفي الوقت نفسه، نعمل على تعزيز وتقوية المنشآت الفنية الحالية”.
وفيما يخص المنشآت، أشار الوزير إلى استمرار أعمال إصلاح وتقوية خمسة جسور على طول الخط، بالإضافة إلى تحسينات في جسر قرقاميش الذي يبلغ طوله 800 متر.
وأكد أن عملية تبديل 1472 عارضة ذات إنتاج خاص والمستخدمة على الجسر قد اكتملت بالفعل.
واختتم الوزير أورال أوغلو تصريحاته بالتأكيد على أن إعادة تشغيل الخط من شأنها أن “تزيد من قدرة نقل البضائع وتساهم في التكامل الإقليمي”، مشيراً إلى أن خط قرقاميش-نصيبين وخط ماردين-شنيورت سيدعمان خط السكة الحديدية المزمع إنشاؤه بين أوفاكوي-نصيبين ضمن إطار مشروع “طريق التنمية” مع العراق، مما سيعزز بشكل كبير من النقل الدولي للبضائع.
Tags: تركياخط نقلسورياطريق التنميةماردين