ترودو يرد على ترامب: كندا لن تصبح ولاية أمريكية
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
قال رئيس الوزراء الكندي المستقيل جاستن ترودو إنه من المستحيل أن تصبح كندا الولاية الأمريكية الحادية والخمسين.
وجاء رد ترودو الحاسم مع استمرار الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في السخرية من الجارة الشمالية للولايات المتحدة وحليفتها الوثيقة.
وقد تحدث ترامب علانية لأسابيع بشأن ضم كندا بعد عودته إلى البيت الأبيض في 20 يناير (كانون الثاني)، ووصف ترودو بأنه "حاكم" "ولاية كندا العظمى".
وكتب ترودو، الذي أعلن استقالته أمس الاثنين وسط خلافات داخل حزبه وتراجع شعبيته، على موقع "اكس"، أمس الثلاثاء: "من المستحيل أن تصبح كندا جزءاً من الولايات المتحدة".
وتابع "يستفيد العمال والمجتمعات في البلدين من كون كل منهما أكبر شريك تجاري وأمني للآخر".
وقبل تصريح ترودو بساعات، قال ترامب إنه يمكن أن يستخدم "القوة الاقتصادية" لجعل كندا ولاية أمريكية.
There isn’t a snowball’s chance in hell that Canada would become part of the United States.
Workers and communities in both our countries benefit from being each other’s biggest trading and security partner.
ووجه ترامب هذا التهديد في مؤتمر صحفي عقده في منتجع مارالاغو الخاص به في فلوريدا، ورفض فيه أيضاً استبعاد استخدام القوة العسكرية للسيطرة على قناة بنما وغرينلاند. إلا أن ترامب قال إنه لن يذهب إلى حد نشر الجيش الأمريكي ضد كندا.
وقال "كندا والولايات المتحدة، سيكون هذا شيئاً رائعاً حقاً".
وتابع: "تتخلص من الخط المرسوم بشكل مصطنع وتلقي نظرة على الشكل الذي سيظهر وسيكون أيضاً أفضل كثيراً للأمن القومي. لا تنسوا: نحن نحمي كندا بشكل أساسي".
وبعد فوزه في الانتخابات الرئاسية ضد المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس في نوفمبر (تشرين الثاني)، دخل ترامب سريعاً في معركة مع أوتاوا قائلًا: إنه سيفرض رسوماً جمركية بنسبة 25% على جميع المنتجات المستوردة من كندا بمجرد توليه منصبه.
وقال إن "الرسوم ستظل قائمة حتى تتخذ كندا إجراءات صارمة ضد تدفق المخدرات عبر الحدود".
بعد استقالة ترودو..ترامب يصر على ضم كندا: سنصبح أمة عظيمة - موقع 24جدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اليوم الإثنين، رغبته في ضم كندا إلى الولايات المتحدة، وأكد أن رئيس الوزراء الكندي "يعلم بالأمر" ولذلك أعلن استقالته.وقد استقال ترودو من رئاسة الحزب الليبرالي ومن منصب رئيس الوزراء، إلا أنه سيظل رئيساً للوزراء إلى أن يختار الحزب بديلًا له.
ورد ترامب على الاستقالة على موقع "تروث سوشال" الخاص به قائلًا: "إذا اندمجت كندا مع الولايات المتحدة، فلن تكون هناك رسوم جمركية، وستنخفض الضرائب بشكل كبير، وستكون كندا آمنة تماماً من تهديد السفن الروسية والصينية التي تحيط بها باستمرار. معاً، سنكون أمة عظيمة للغاية".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب خليجي 26 إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية ترودو ترامب كندا الولايات المتحدة كندا الولايات المتحدة ترودو ترامب
إقرأ أيضاً:
متى تتراجع الولايات المتحدة؟
لم تُعرف الولايات المتحدة يوما بتقديم تنازلات سياسية أو إنسانية طوعية، لا تجاه الشعوب ولا حتى تجاه حلفائها. سياستها الخارجية قائمة على منطق الهيمنة، واستخدام كل أدوات الضغط: الحروب، والحصار، والانقلابات، والقواعد العسكرية، والإعلام، والابتزاز الاقتصادي، والاغتيالات. ومع ذلك، يعلّمنا التاريخ الحديث أن هذا الوحش الجبّار لا يعرف الانحناء إلا إذا كُسرت إحدى أذرعه، ولا يتراجع خطوة إلا إذا أُجبر على التراجع.
من فيتنام إلى العراق، ومن أفغانستان إلى غزة واليمن.. أمريكا لا تفاوض إلا تحت النار، ولا تعترف بالخصم إلا إذا فشلت في سحقه.
في غزة.. قنابل أمريكا لا تنتصر
منذ أكثر من عام ونصف، تشنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة، بدعم مباشر من أمريكا عسكريا وسياسيا. مئات آلاف القنابل أُلقيت على السكان المدنيين، عشرات آلاف الشهداء، وتجويع وتدمير ممنهج، ومع ذلك لم تُحقق إسرائيل أيا من أهدافها العسكرية: لا القضاء على حماس، ولا تحرير الأسرى، ولا إعادة السيطرة على غزة.
صمود المقاومة مستمر، والقدرة القتالية لم تنهَر، بل أُعيد تنظيمها رغم شدة الضربات.
الدعم الأمريكي بلغ ذروته: حاملات طائرات، جسر جوي عسكري، فيتو سياسي، ومع ذلك.. الفشل واضح.
ثم جاءت لحظة الاعتراف: "أمريكا تفاوض حماس!" الصفعة الكبرى لهيبة أمريكا جاءت عندما بدأت واشنطن، عبر مدير "CIA" وغيره من الوسطاء، التفاوض غير المباشر مع حماس نفسها -من كانت تصفها بالإرهاب المطلق- بهدف تحرير أسير أمريكي لدى المقاومة.
هنا انكسر القناع: من تقصفه بالصواريخ وبالفيتو، تجلس إليه لتفاوضه من أجل رهينة أمريكية واحدة! وكأن أرواح آلاف الفلسطينيين لا تهم.
وفي اليمن.. من نار الحرب إلى موائد التفاوض
1- الدعم الأمريكي لحرب اليمن: منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 2015، دعمت الولايات المتحدة التحالف السعودي- الإماراتي سياسيا وعسكريا ولوجستيا، عبر صفقات سلاح ضخمة، وتزويد الطائرات بالوقود، وتوفير الغطاء الدولي في مجلس الأمن. الحرب أدّت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين، ودُمرت البنية التحتية، وفُرض حصار خانق على الشعب اليمني. ورغم كل هذه الأدوات، لم تستطع أمريكا ولا حلفاؤها القضاء على أنصار الله (الحوثيين) ولا السيطرة على الشمال اليمني. بل على العكس، تطورت قدرات الحوثيين لتصل إلى ضرب العمق السعودي والإماراتي، واستهدفت حتى مواقع استراتيجية في أبو ظبي والرياض.
الحصيلة: القوة المفرطة والنتائج الهزيلة.
2- فشل الاستراتيجية الأمريكية وتحول الموقف: مع تراكم الفشل، والانقسام داخل التحالف، والضغوط الحقوقية والإعلامية العالمية، بدأت أمريكا تغير خطابها، وانتقلت من مربع "دعم الحرب" إلى مربع "الدعوة للسلام"، ومن تصنيف الحوثيين كـ"إرهابيين" إلى التفاوض معهم بشكل غير مباشر. تراجعت واشنطن، ودعمت اتفاقيات الهدنة، وبدأت تروج لخطاب "إنهاء الحرب" حفاظا على ماء وجهها، في وقتٍ لم تحقق فيه أية نتائج استراتيجية تبرر كل هذا الدمار والدماء.
3- التفاوض مع الحوثيين بعد التجاهل والتصنيف: من كانت أمريكا تنكر شرعيتهم وتدعو لعزلهم، باتت ترسل عبر وسطاء من سلطنة عمان رسائل تفاوضية مباشرة، بل وتضغط على السعودية للقبول باتفاقات طويلة المدى معهم، بعد أن فشلت في إخضاعهم بالقوة. هذا التراجع لا يعكس تغيرا في المبادئ، بل هو ترجمة عملية لفشل الخيارات العسكرية، وكأن أمريكا تقول: "نحن لا نتحدث معكم إلا إذا فشلنا في سحقكم"، وهذا ما حدث.
أفغانستان والعراق
في أفغانستان: بعد 20 عاما من الاحتلال، وإنفاق تريليونات الدولارات، انسحبت أمريكا ذليلة من كابل، ووقّعت اتفاقية مع "طالبان"، بعد أن فشلت في إنهائها رغم كل التفوق الجوي والتكنولوجي.
وفي العراق: رغم الاحتلال الشامل، ما زالت أمريكا غير قادرة على فرض إرادتها السياسية كاملة، واضطرت إلى الانسحاب جزئيا، بينما تتعرض قواعدها لضربات متواصلة حتى اليوم.
ما الذي نتوقعه؟
من المقاومة:
- الثبات والتطوير.
- عدم الاستسلام للضغوط الدولية.
- تطوير أدوات المقاومة، إعلاميا وعسكريا.
- فضح التناقض في المواقف الأمريكية أمام العالم.
- استخدام كل انتصار ميداني لفرض وقائع سياسية جديدة.
من الشعوب:
- كسر الوهم الأمريكي.
- فضح الهيمنة الأمريكية بوصفها مصدر الحروب والفقر في منطقتنا.
- دعم قضايا التحرر لا كـ"تضامن إنساني" بل كـ"صراع وجودي".
- الضغط على الحكومات المتواطئة، ورفض كل تطبيع أو اصطفاف مع واشنطن.
ومن الحكومات:
- عدم الثقة بالقاتل.
- من يتخلى عن عملائه في كابل وبغداد لن يدافع عنكم إن حانت لحظة الحقيقة.
- الاعتماد على القوة الذاتية والشراكات العادلة، لا على الوعود الأمريكية.
- دعم المقاومة لا يضعف الأمن، بل يُعزز التوازن ويمنع الانهيار الكلي أمام إسرائيل.
الخلاصة: ما جرى ويجري في فيتنام، والعراق، وأفغانستان، وغزة، واليمن؛ يؤكد نفس المعادلة: أمريكا لا تتراجع إلا إذا عجزت عن التقدم خطوة أخرى. فما تسميه "تفاوضا" هو غالبا نتيجة لهزيمة ميدانية أو مأزق سياسي لا مخرج منه إلا ببوابة من كانت تحاربه، بينما التوسل إلى "عدالة واشنطن" هو وهْم سقط في كل الميادين.