وزير الاتصالات يشهد تخريج 2000 متدرب من أكاديمية المواهب المصرية
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
وزير الاتصالات يشهد تخريج 2000 متدرب من أكاديمية المواهب المصرية
شهد الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فعاليات حفل تخريج أكثر من 2000 متدرب من أكاديمية المواهب المصرية ETA التى تم إطلاقها بالتعاون بين المعهد القومى للاتصالات وشركة هواوى بهدف بناء قدرات الطلاب والخريجين فى تخصصات التقنيات المتقدمة، مثل: تكنولوجيا الجيل الخامس، والذكاء الاصطناعى، والحوسبة السحابية، والأمن السيبرانى، والبيانات الضخمة، وشبكات البيانات، وغيرها من التخصصات التقنية.
وكانت الاكاديمية قد تم إطلاقها فى مارس 2024. وتستهدف الأكاديمية تدريب 15 ألف متدرب على مدار 5 سنوات، من خلال مراكز إبداع مصر الرقمية المنتشرة فى مختلف محافظات الجمهورية.
وفى كلمته، أكد الدكتور/ عمرو طلعت وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن إطلاق أكاديمية المواهب المصرية يأتى اتساقا مع الجهود المبذولة لتنفيذ استراتيجية مصر الرقمية التى تستهدف بناء مجتمع رقمى انطلاقا من أهمية اعداد جيل من الكفاءات المتعمقة فى مختلف تخصصات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى حرص الوزارة على التوسع فى البرامج التدريبية والتعاون فى تنفيذها مع الشركات العالمية العاملة فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتمكين المتدربين من اكتساب تدريب تقنى وتطبيقى وخبرات من الشركات العالمية.
وأشاد الدكتور/ عمرو طلعت بالتخصصات التكنولوجية فى برامج التدريب بالأكاديمية وخطة المعهد القومى للاتصالات لزيادة والتنوع فى هذه التخصصات، مضيفا أنه يتم إتاحة محاور متعددة فى البرامج التدريبية المقدمة من الوزارة تشمل صقل المهارات التقنية وإتاحة التدريب العملى بالتعاون مع الشركات بالإضافة إلى تنمية المهارات الشخصية لتعزيز قدرات الشباب واكسابهم الخبرات اللازمة لتأهيلهم للمنافسة فى سوق العمل العالمى.
هذا وخلال حوار مفتوح بين الدكتور/ عمرو طلعت والمتدربين، وردا على سؤال حول إتاحة البرامج التدريبية للمعهد القومى للاتصالات فى مراكز ابداع مصر الرقمية، أكد الدكتور/ عمرو طلعت أنه قام بمراجعة الخطة التدريبية لعام 2025 مع رئيس المعهد، ووجه بإتاحة كافة برامج المعهد التدريبية فى كافة مراكز ابداع مصر الرقمية فى المحافظات.
كما أشار الدكتور/ عمرو طلعت إلى تنوع المبادرات التدريبية المقدمة من الوزارة والجهات التابعة لها لتستهدف شرائح متنوعة من المتدربين باختلاف مراحلهم العمرية وتخصصاتهم، كما تتنوع آليات التدريب لتناسب احتياجات وظروف كل المتدربين، لتشمل توفير التدريب داخل مقرات التدريب، بالإضافة إلى توفير التدريب عبر منصات رقمية.
كما قام الدكتور/ عمرو طلعت بتكريم أوائل خريجى أكاديمية المواهب المصرية.
من جانبه، أوضح الدكتور/ أحمد خطاب مدير المعهد القومى للاتصالات أن أكاديمية المواهب المصرية تُعد ركنًا أساسيًا فى تحقيق رؤية مصر للتحول الرقمى من خلال تمكين الكوادر الوطنية فى المجالات التقنية المتقدمة؛ مؤكدا أن الأكاديمية تسهم فى بناء جيل من الخبراء القادرين على قيادة التطور التكنولوجى ونقل المعرفة من المستوى الأول إلى المستوى الاحترافى، تنفيذًا لاستراتيجيات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات فى هذا المجال؛ مشيرا إلى أن المعهد القومى للاتصالات يضم 12 أكاديمية دولية تقدم برامج تدريبية متخصصة، أبرزها شراكة المعهد مع شركة هواوى. وقد أثمرت هذه الشراكة عن تدريب واعتماد 1,500 مدرب، وإنشاء أكثر من 110 أكاديميات داخل الجامعات المصرية، مما أسهم فى تدريب حوالى 45,000 متدرب؛ مضيفا أن هذا التعاون يشمل إنشاء أكاديمية متخصصة فى الألياف الضوئية، إلى جانب منح المعهد حق الوصول إلى منصة هواوى للمواهب.
وقال السيد/ جيم ليو الرئيس التنفيذى لشركة هواوى مصر "نحتفل سويا اليوم بتخريج الدفعة الأولى من أكاديمية المواهب المصرية. هذه الأكاديمية التى تعد إنجازًا رائدا حيث يمثل هذا البرنامج نقطة تحول هامة فى شراكتنا مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والمعهد القومى للاتصالات من خلال تعزيز بناء اقتصاد رقمى قوى ومستدام. كما نسعى إلى تعزيز منظومة متكاملة للمواهب فى قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ونتعاون فى ذلك مع الأوساط الأكاديمية وقطاع الأعمال لتزويد الكوادر بالمهارات التى تؤهلها للابتكار والمساهمة فى نمو الاقتصاد الرقمى وتعزيز مكانة مصر العالمية فى هذا المجال. ومع احتفالنا بالذكرى الخامسة والعشرين لتواجد شركة هواوى فى مصر، نجدد التزامنا بدعم تحول مصر إلى مجتمع رقمى متكامل وتمكين الكفاءات المحلية. عازمين على مواصلة تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات لتحقيق رؤيتنا المشتركة، وخلق فرص عمل جديدة للمهنيين الطموحين فى مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات".
هذا وقد تم تنفيذ البرامج التدريبية لأكاديمية المواهب المصرية بمقرات مراكز إبداع مصر الرقمية فى 11 محافظة، وهي: القاهرة، والجيزة، والإسكندرية، والمنيا، والغربية، وقنا، وأسوان، وبورسعيد، والقليوبية، والمنوفية، والدقهلية. ومن المخطط توسيع نطاق الأكاديمية ليشمل جميع محافظات الجمهورية فى مراحلها القادمة.
أقيم الحفل بمركز إبداع مصر الرقمية الجيزة بحضور المهندسة / هدى دحروج مستشار وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات للتنمية المجتمعية الرقمية وعدد من القيادات التنفيذية بوزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات وشركة هواوى.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
قراءة أكاديمية في تحوّلات التقنية ومواقف الناس
تشهد تقنيات الذكاء الاصطناعي توسعًا لافتًا في مختلف مجالات الحياة، من الطب والتعليم إلى الإبداع الرقمي والخدمات اليومية.
«عُمان» حاورت المهندس رائف بن علي الزكواني، مدرب الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل، لقراءة المشهد من زاوية أكاديمية تسلط الضوء على مواقف الأفراد، وواقع الاستخدام، وحدود التحدي بين الإنسان والتقنية.
أكد المهندس رائف بن علي الزكواني، مدرب الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل، أن السنوات الأخيرة شهدت تناميًا ملحوظًا في استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي في الحياة اليومية، حتى وإن لم يدركه المجتمع أو الأفراد بوضوح، مشيرًا إلى أن هذا الحضور بدأ قبل طفرة الذكاء الاصطناعي التوليدي التي أثارت اهتمام العالم. وأوضح أن أدوات مثل «سيري» و«أليكسا» و«مساعد جوجل» كانت حاضرة في الهواتف والساعات الذكية قبل أن تُطلق شركة OpenAI نموذج ChatGPT عام 2022، الذي مثل تحولًا جذريًا من حيث الانتشار والمعرفة العامة بهذه التقنية. وبيّن أن الشركة أصدرت نماذج سابقة مثل GPT-1 وGPT-2، لكن نموذج 3.5 هو من أحدث التغيير الحقيقي في علاقة الناس بالذكاء الاصطناعي، إذ أصبح متاحًا وسهل الاستخدام للجمهور العام، بقدرة على المحادثة الطبيعية والإبداع في مجالات متعددة، مما سلط الضوء بشكل غير مسبوق على إمكانات هذه النماذج اللغوية.
وأشار الزكواني إلى أن شركة OpenAI واصلت تطوير قدراتها لتطلق في مارس 2023 النموذج الأقوى GPT-4، الذي تجاوز التعامل مع النصوص، ليشمل تحليل الصور وتوليدها، إلى جانب قدرات استدلالية وإبداعية متقدمة. وأكد أن هذه النماذج ساهمت في تحول جوهري في طريقة إنجاز المهام المعرفية والإبداعية، مثل كتابة التقارير، تلخيص المستندات الطويلة، إعداد محتوى التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني، بل والمساعدة في البحث الأكاديمي عبر تنظيم المعلومات وصياغة الفرضيات، وإنشاء المحتوى الرقمي الإعلامي والتسويقي، بالإضافة إلى دعم المبرمجين في كتابة وتصحيح الأكواد.
ونوّه المهندس رائف إلى أن الذكاء الاصطناعي لم يتوقف عند النصوص، بل أصبح متعدد الوسائط، وقادرًا على فهم وتحليل الصور والبيانات المرئية، كما أن التفاعل الصوتي أصبح أحد أبرز وظائفه، حيث بات بالإمكان التحدث مع النماذج وتلقي ردود منطوقة، مما يجعل الاستخدام أكثر مرونة، خصوصًا أثناء التنقل أو في الحالات التي يصعب فيها استخدام اليدين. كما أشار إلى ميزة «النماذج المخصصة» التي تتيح تكييف الأداة حسب احتياجات المستخدم، سواء كمساعد طهي أو دليل دراسي أو محلل بيانات، ما يعمّق من وجود الذكاء الاصطناعي في تفاصيل الحياة اليومية.
التحديات
وفي المقابل، أكد الزكواني أن هذه القوة المتنامية تصاحبها تحديات كبيرة، أبرزها خطر المعلومات المضللة الناتجة عن قدرة بعض النماذج على توليد محتوى مزيف واقعي يصعب تمييزه، إضافة إلى التحيزات الكامنة في البيانات التي تدربت عليها هذه النماذج، مما يثير قضايا تتعلق بالعدالة والإنصاف. وبيّن أن هناك مخاوف متزايدة بشأن حقوق الملكية الفكرية، وأصالة المحتوى المنتج، وتأثير ذلك على المهن التي تعتمد على المهارات التي باتت هذه النماذج تؤديها. ودعا إلى رفع مستوى الوعي والكفاءة الرقمية لتقييم مخرجات الذكاء الاصطناعي بعين نقدية، وتطوير أطر أخلاقية وتشريعية تنظم استخدام هذه الأدوات، وتحمي المجتمع من آثارها السلبية.
تفاوت الثقة
وأوضح أن تفاوت ثقة الناس في الذكاء الاصطناعي أمر طبيعي، مشيرًا إلى أن التاريخ التقني شهد مواقف مشابهة، حيث لم تتقبل بعض فئات المجتمع دخول الحواسيب أو الهواتف الذكية لحياتها اليومية، وهو ما يعود غالبًا إلى غياب الثقافة الرقمية. وأضاف أن من العوامل التي تزعزع الثقة غموض آلية عمل النماذج ونقص الشفافية في قراراتها، إلى جانب المخاوف من استخدام البيانات الشخصية، وغياب الأطر التنظيمية الدولية، فضلًا عن القلق من فقدان الوظائف نتيجة الأتمتة ووكلاء الذكاء الاصطناعي. كما نبّه إلى أن تجربة المستخدم مع هذه الأدوات، وطريقة تناول وسائل الإعلام لها، تلعب دورًا أساسيًا في تشكيل تصور الناس وثقتهم بهذه التقنية.
الذكاء الاصطناعي في الطب
وفي القطاع الصحي، بيّن الزكواني أن تعزيز ثقة المرضى بأدوات الذكاء الاصطناعي يتطلب وقتًا وشفافية عالية، ودقة في النتائج من العوامل مهمه في كسب ثقة المريض إلى جانب تفعيل الجانب الأخلاقي في جمع البيانات وتحليلها. وأشار إلى إمكانية توظيف الذكاء الاصطناعي في المراحل المبكرة من التشخيص، عبر قياس المؤشرات الحيوية وتحليل فحوصات الدم وتنظيم مخططات القلب وتوليد تقارير أولية، مع التأكيد على أن التقرير النهائي يجب أن يُراجع ويُعتمد من طبيب بشري. كما أكد أن الذكاء الاصطناعي أداة مساعدة للطبيب لا بديل عنه، وأنه يمكن أن يضيف قيمة حقيقية في تحليل البيانات الضخمة واكتشاف الأنماط الطبية، إلا أن البعد الإنساني، وفهم السياق الاجتماعي والنفسي للمريض، يظل دورًا حصريًا للطبيب.
ولفت إلى التحديات الأخلاقية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في الصحة، خصوصًا في ما يتعلق بالتحيز في البيانات، والتمييز بين الفئات العمرية أو الاجتماعية، إلى جانب التحديات القانونية المرتبطة بالخصوصية، داعيًا إلى أقصى درجات الحماية والوضوح في موافقة المرضى على استخدام بياناتهم.
الذكاء الاصطناعي في التعليم
وفي التعليم، أشار الزكواني إلى أن الذكاء الاصطناعي غيّر بشكل جوهري علاقة الطالب بالمعلومة، حيث أصبحت أدوات مثل ChatGPT وGemini deepseek توفر وصولًا فوريًا للمعلومة، وتساعد على تلخيص المحتوى، وتحويله إلى أنماط مرئية أو صوتية، مما يعزز الفهم لدى الطلبة ذوي الأنماط المختلفة. وأكد أن هذه الأدوات تسهم في تسريع التعلم، وتعزيز القدرة على فهم النصوص، وتوليد الأسئلة، وإعادة صياغة المعلومات، مما يغيّر دور المعلم ليصبح موجهًا ومطورًا للمهارات. كما دعا إلى تحديث المناهج لتشمل المهارات الرقمية والتفكير النقدي، وتطوير أساليب التقييم بما يتناسب مع أدوات العصر.
ونوّه إلى أهمية تحقيق توازن تربوي في استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أن الإفراط في الاعتماد عليها قد يُضعف المهارات الأساسية مثل التفكير الإبداعي، والتحليل، والكتابة، والاستيعاب العميق. وأكد على ضرورة تدريب الطلبة على التفاعل النقدي مع مخرجات الذكاء الاصطناعي، وعدم اعتبارها سلطة نهائية، بل أدوات قابلة للتدقيق والمراجعة.
الإبداع البشري والذكاء الاصطناعي
وعن قدرة الذكاء الاصطناعي على إنتاج محتوى إبداعي، أكد الزكواني أنها تطورت بشكل مذهل، خصوصًا في النصوص والصور والموسيقى، لكنّه بيّن أن هذا الإبداع يظل شكليًا، لأنه يفتقر إلى الوعي، والمشاعر، والنية الداخلية. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي لا يشعر ليكتب، بل يحاكي الأنماط التي ارتبطت بالمشاعر في البيانات التي تدرب عليها. كما أشار إلى أن الذكاء الاصطناعي قد يُشكّل خطرًا على بعض أعمال المبدعين، إذا ما تم استخدامه بديلا عن العمل الإنساني، لكنه أيضًا يمكن أن يكون أداة محفزة ومساندة للإنتاج الإبداعي، إذا استُخدم بوعي وحدود واضحة.
وبيّن أن الفارق الجوهري بين الإبداع البشري والإبداع الآلي يكمن في المصدر والدافع؛ فبينما ينبع الأول من الذات والتجربة والوعي، يعتمد الثاني على تحليل البيانات بناءً على أوامر بشرية. وأوضح أن العمل الإنساني غالبًا ما يحمل نية ورسالة متجذرة، بينما يفتقر العمل الذي يولده الذكاء الاصطناعي لهذه الأبعاد، ويبقى تفسيره معنويًا من منظور بشري فقط.
المستقبل والتوجهات العامة
وعن مستقبل العلاقة بين الإنسان والذكاء الاصطناعي، يرى المهندس رائف الزكواني أنها ستتجه نحو التكامل، حيث ستزداد الشراكة بين الإنسان والآلة، وسيتطلب ذلك تطوير مهارات جديدة، تعزز التعاون مع وكلاء أذكياء وروبوتات قادرة على أداء مهام متعددة.
وتوقع الزكواني أن يشهد العقد القادم تحولات كبيرة في مجالات مثل الرعاية الصحية، التعليم، الصناعة، الإعلام، وخدمة الزبائن، حيث سيساهم الذكاء الاصطناعي في تقديم حلول أسرع وأكثر تخصيصًا وكفاءة.
دعوة للتعامل الواعي
واختتم مدرب الذكاء الاصطناعي وتقنيات المستقبل، المهندس رائف الزكواني رأيه بتوجيه رسالة إلى الناس دعا فيها إلى التعامل الواعي مع هذه التقنية، من خلال فهمها، واستخدامها لتعزيز القدرات لا لاستبدالها، والانتباه إلى جوانب الخصوصية، وأخلاقيات البيانات، وتقييم مخرجات الذكاء الاصطناعي بعين نقدية، مؤكدًا أن هذه الأداة يجب أن تبقى خادمة للإنسان، لا موجّهة له.