تُعَدُّ الفتوى من أهم الأدوات الفقهية في الإسلام، حيث تهدف إلى بيان الحكم الشرعي للمستفتي، سواء كان ذلك بناءً على سؤال محدد أو لتوضيح حكم نازلة مستجدة. يتولى هذه المهمة المفتى، الذي يجب أن يكون عالمًا بالأحكام الشرعية والمستجدات، وقادرًا على استنباط الحكم الشرعي من أدلته وتطبيقه على الواقع. لذلك، تُعتبر الفتوى توقيعًا عن رب العالمين وبيانًا لمراده في أحكام التشريع.

تتطلب عملية الإفتاء مراعاة القيم الأخلاقية لضمان تحقيق العدالة والرحمة والمصلحة العامة. فالأحكام الفقهية ليست مجرد قواعد قانونية جامدة، بل هي وسائل لتحقيق مقاصد الشريعة التي تشمل حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. وهذه المقاصد لا يمكن تحقيقها إلا من خلال مراعاة القيم الأخلاقية في عملية الإفتاء.

التعليل الأخلاقي للأحكام الفقهية يُعزِّز من فهم المقاصد الشرعية ويُسهِم في تحقيق التوازن بين النصوص الشرعية والواقع المعاصر. فالمقاربة الأخلاقية تُعَدُّ مدخلاً مهمًا لإبراز التكامل والتداخل المعرفي بين الأخلاق والفقه وأصوله، مما يُسهم في تطوير الاجتهاد الفقهي ليواكب المستجدات الحديثة وتعقيداتها.

في ظل التطورات العلمية والتقنية الحديثة، أصبح من الضروري أن يتبنى الاجتهاد الفقهي مقاربة تكاملية تشمل المعرفة الفقهية والعلوم الإنسانية. هذا التكامل يُسهم في ترشيد الاجتهاد وتوجيهه نحو تحقيق المقاصد الشرعية بفعالية، مع مراعاة الأبعاد الأخلاقية في العملية الاجتهادية.

إن التكامل بين الفقه والأخلاق في عملية الإفتاء والاجتهاد يُعزِّز من فعالية الأحكام الشرعية في تحقيق مقاصد الشريعة. مراعاة الأبعاد الأخلاقية في الإفتاء تضمن توافق الفتاوى مع القيم الإسلامية، وتُسهم في بناء مجتمع متوازن يسوده العدل والرحمة. لذا، فإن تعزيز هذا التكامل يُعَدُّ ضرورة ملحة في مواجهة التحديات المعاصرة، لضمان استمرارية الشريعة الإسلامية في تحقيق مصالح العباد في كل زمان ومكان.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الإفتاء المصلحة العامة المزيد عملیة الإفتاء

إقرأ أيضاً:

محمد فودة يكتب: الزعامة أفعال لا أقوال

الرئيس السيسي يقود الشرق الأوسط نحو عهد جديد من الاستقرار من قلب شرم الشيخ
حديث الرئيس الأمريكي عن قوة الجيش المصري يعكس احترام العالم لقدرات مصر العسكرية ومكانتها التاريخية بين الأمم
إشادة ترامب بالرئيس السيسي ووصفه بـ"القائد العظيم" تؤكد ريادة مصر ودور الرئيس الحاسم في حفظ استقرار المنطقة
من شرم الشيخ ينطلق السلام.. ومصر تعيد صياغة تاريخ المنطقة بانجازات حقيقية لا شعارات واهية

 

هناك لحظات لا تشبه غيرها، لحظات تتوقف عندها عقارب الزمن لتدون سطورا من التاريخ المجيد، تماما كما يحدث الآن في شرم الشيخ خلال القمة الدولية للسلام، هذه ليست قمة عادية، بل عنوانا لقوة الدولة المصرية تحت قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقدرتها على إعادة صياغة المشهد الإقليمي فى لحظة من أصعب لحظات العالم.

واحقاقا للحق هى لحظة يتقاطع فيها التاريخ والجغرافيا والإرادة، وتعيد فيها مصر صياغة المعادلات بذكاء سياسي وحنكة دبلوماسية، وتقدم مرة أخرى نموذجا للقيادة القادرة على صياغة الحلول لا فقط تشخيص الأزمات.

لقد تابعت حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكثير من الانتباه والفخر، وهو يثني على الرئيس عبد الفتاح السيسي بكل تقدير ووضوح، واصفا إياه بأنه "جنرال عظيم" وقائد يحظى بالاحترام على مستوى العالم، لم تكن كلمات مجاملة عابرة، بل شهادة دولية جديدة تضاف إلى سجل زعيم جعل من مصر عنوانا للحكمة، والاستقرار، وصوتا عاقلا في زمن الصخب.  

ترامب لم يخفى إعجابه بشخصية الرئيس السيسي وقيادته، وعبر عن امتنانه العميق لمصر على ما تبذله من جهود استثنائية في تحقيق السلام بالشرق الأوسط، مؤكدًا أن مصر بقيادة السيسي تعود إلى موقعها الطبيعي كقلب المنطقة النابض وعقلها السياسي المتزن.

لقد قال ترامب بصدق: "أشكر الرئيس السيسي على كل ما يقوم به. إنه صديقي منذ وقت طويل، ويقود واحدة من أقوى الجيوش، وأقدم الأمم"، كانت كلماته بمثابة اعتراف دولي جديد بأن السيسي لا يقود مصر فقط، بل يحمل راية المنطقة في معركة السلام والاستقرار.

قمة شرم الشيخ للسلام، التي توجت بتوقيع وثيقة اتفاق شامل لوقف الحرب في غزة، جاءت كترجمة عملية لنهج الرئيس السيسى في الحلول الواقعية، ودوره في جمع كل الأطراف المتنازعة، بعد شهور طويلة من العنف والانقسام، ولعل ما يميز هذا المشهد، وما يلمسه المواطن البسيط هو أن ما يفعله الرئيس السيسي ليس استعراضا سياسيا، بل استراتيجية وطنية ترى أن قوة مصر الحقيقية في تأثيرها الإقليمي، ودورها كدولة راعية للحلول وليست طرفا في النزاعات.

وفي قمة شرم الشيخ، رأينا الزعامة المصرية تتجسد من جديد، ورأينا كيف يمكن للدبلوماسية الوطنية أن تكون سلاحا لا يقل شأنا عن الجيوش، هذا هو الفرق بين من يتعامل برد الفعل، ومن يصنع الحدث ويكتبه بحروف من نور في كتاب التاريخ.

الرئيس السيسي لم يكن فقط مضيفا لقمة شرم الشيخ، بل كان محركا لها، ومنسقا لخيوطها التي جمعت متناقضات الشرق الأوسط على مائدة واحدة، وقف العالم أمام مصر منبهراً، وهي تحيي حلما كاد أن يموت حلم السلام العادل.

إننى لا أكتب هذه الكلمات من موقع المبالغة، بل من قلب مواطن رأى بلاده تصنع المستحيل، وتجدد مكانتها بأدوات العصر الحديث، رأيت مصر تعود لتقود،  ورأيت رئيسا لا ينتظر التصفيق، بل يعمل ليترك أثرا، وإذا كان نصر أكتوبر قد أعاد الأرض، فإن نصر شرم الشيخ أعاد المعنى والهيبة والزعامة، نعم، إنها مصر.. بلد الحضارة وصانعة السلام.

مقالات مشابهة

  • محمد فودة يكتب: الزعامة أفعال لا أقوال
  • مقدار المسح الواجب على الرأس في الوضوء ..علي جمعة يكشف الضوابط الشرعية
  • محمد كركوتي يكتب: معضلة الضرائب في بريطانيا
  • مستثمرون وخبراء: تكامل القطاعين العقاري والسياحي يفتح آفاقا جديدة للنمو
  • إبراهيم عثمان يكتب: حتى لا ننسى.. منازلنا وعارهم!
  • ديفيد هيرست: إسرائيل دمرت صورتها الأخلاقية بتدميرها غزة
  • شروط الإمامة في الصلاة عند الفقهاء
  • رئيس مدينة العلمين الجديدة : تحقيق التكامل الجمالي ضروري فى انشاء وتطوير الميادين
  • محمد ماهر يكتب: من خارج الخط
  • د.محمد عسكر يكتب: عصر الحكومة الذكية في مصر !