يمانيون:
2025-08-01@10:31:03 GMT

اليمن يستعيد دوره الريادي التاريخي

تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT

اليمن يستعيد دوره الريادي التاريخي

أحمد الشريف

اليمن عبر التاريخ، قبل الإسلام وبعده، كان رائدًا وقائدًا في مختلف المراحل، وكان أبناؤه هم من بادروا إلى نصرة الرسول الأعظم محمد بن عبدالله بن عبدالمطلب بن هاشم عليه الصلاة والسلام، في الوقت الذي تخلى عنه حتى أقرب المقربين إليه من قومه وأخرجوه من مكة المكرمة.

ثم تشكل نصف جيش الفتوحات الإسلامية من اليمنيين، حيث وصلوا إلى بلاد الغال غربًا، وهو ما يُعرف اليوم بفرنسا، وإلى بلاد الصين شرقًا.

وكان لهم النصيب الأكبر في فتح الأندلس، التي فرّط فيها بنو أمية فيما بعد، وخرجوا منها ولم يعد يوجد فيها مسلم واحد، رغم حكمهم لها ما يقارب ثمانية قرون.

ولذلك، لا غرابة أن يستعيد اليمن اليوم دوره التاريخي، متصدرًا مشهد الدفاع عن قضايا الأمتين العربية والإسلامية، عندما توافرت له قيادة ثورية حكيمة وشجاعة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، متحديًا بمواجهته المباشرة لثلاثي الشر العالمي: أمريكا وبريطانيا وإسرائيل، ومتحملًا شعبه البطل ما يُشن عليه من حرب عدوانية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، أقوى دول العالم.

وتتعرض عاصمته صنعاء وعدد من المناطق اليمنية للقصف العنيف من البوارج الحربية الأمريكية المتواجدة في البحرين العربي والأحمر، بواسطة أحدث الطائرات التي يمتلكها سلاح الجو الأمريكي بمشاركة بريطانية وصهيونية.

وبدلًا من أن يقوم العرب المتخاذلون، الذين تخلوا عن غزة هاشم وتركوها فريسة للجيش الصهيوني يقتل شيوخها ونساءها وأطفالها ويدمر بنيتها التحتية للشهر الخامس عشر على التوالي، بشكر اليمن على موقفه المساند للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، والذي هو في الأساس يحفظ لهم ماء وجوههم أمام الشعوب الأخرى بأن شعبًا عربيًا لم يتخلَّ عن قضية العرب والمسلمين المركزية، فلسطين، يحاولون التقليل من هذا الدور.

والسبب أنه أحرجهم وكشف حقيقتهم، وبعضهم يستنكر، مع الأسف الشديد، موقف اليمن المساند لغزة والدخول في مواجهة مباشرة مع الكيان الصهيوني وقصف عمق هذا الكيان اللقيط بالصواريخ الفرط صوتية والبالستية والطيران المسيّر.

وكردّ فعل منهم من باب الحسد والعجز، أعلنوا وقوفهم إلى جانب العدو الصهيوني من خلال القوافل التي يرسلونها له لدعم اقتصاده المنهار، بعد أن استطاع اليمن، ممثلًا في قواته البحرية، أن يحاصر هذا الكيان اقتصاديًا عبر البحر الأحمر ويعطل ميناء أم الرشراش تمامًا، المسمى صهيونيًا بميناء إيلات.

وذلك في الوقت الذي يموت فيه أبناء غزة جوعًا، ولم يُسمح بدخول الشاحنات التي تحمل الغذاء والدواء المقدمة من العديد من الدول كمساعدات، لتظل مكدسة في ميناء رفح المصري حتى لا يُجرح شعور سيدتهم إسرائيل.

وقد عبّر العديد من القادة الصهاينة عن شكرهم للحكام العرب، الذين قالوا عنهم إنهم يقفون مع العدو الصهيوني ويساعدونه سرًا، ومؤكدين في نفس الوقت أن الفضل في صمود الاقتصاد الإسرائيلي يعود لتركيا، التي لم تتوقف قوافلها يومًا واحدًا عن دعم إسرائيل منذ انطلاق عملية السابع من أكتوبر عام 2023م وحتى الآن.

ولأن اليمن أصبح وحيدًا في جبهة المساندة، بعد أن تم تجميد جبهتي لبنان والعراق وسقوط سوريا في أيدي الجماعات المسلحة المدعومة أمريكيًا وتركيا وإسرائيليًا، بسبب خيانة قادة جيشها، فإن الحكام العرب قد استكثروا على اليمن وقوف شعبه وقواته المسلحة الشجاعة إلى جانب المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، خشية من أن يستعيد اليمن دوره الطبيعي كقائد للأمة.

ذلك بعد فترة من الاسترخاء شهد اليمن خلالها تغييبًا نهائيًا بسبب تخاذل حكامه، الذين رهنوا قراره السياسي للخارج، لدرجة أنه عاش لعدة عقود في ظل اللا دولة، التي لم تورث مؤسسات يمكن البناء عليها.

غير مدركين أن من عرقل بناء الدولة الحديثة في اليمن ووقف ضد قيامها هي أمريكا والجارة السعودية، التي تعودت خلال أكثر من نصف قرن على ألا يقول لها أحد: لا. فجاءت ثورة 21 سبتمبر الشعبية عام 2014م لتفرض هذه الـ”لا” المحرمة على اليمنيين في السابق، فالتف حولها اليمنيون وشعروا بعد قولها بأن كرامتهم وسيادتهم المسلوبة قد عادت إليهم.

ما عدا حفنة من العملاء والمرتزقة الذين اعتادوا على بيع الأوطان بثمن بخس، كما يفعل اليوم حزب التجمع اليمني للإصلاح والمتحالفون معه وبعض مؤيديه وأنصاره.

حيث لم يخجلوا من أنفسهم في مجاهرتهم بتأييد العدوان على بلدهم علنًا والقتال إلى جانبه، ويتباهون بذلك في بيانات رسمية، مطالبين أمريكا وبريطانيا وإسرائيل بسرعة احتلال صنعاء وإعادتهم على ظهور دباباتهم ليحكموا اليمن من جديد، مع أنهم يعلمون علم اليقين أن ذلك أبعد عليهم من عين الشمس، التي جعلوها شعارًا لحزبهم المتأسلم علنًا والمتصهين سرًا.

فلا فرق بينه في توجهه وبين بني صهيون. وجعلوا من سقوط سوريا في أيدي الجماعات المدعومة أمريكيًا وتركيا وإسرائيليًا أنموذجًا يحتذون به، مع أنهم يعلمون أن سوريا سقطت بفعل خيانة قادة جيشها، الذين سلموها “سلام بسلام” للجماعات المسلحة المتطرفة دون مقاومة، ولم يطلقوا حتى رصاصة واحدة دفاعًا عن أية مدينة سورية.

ولم تسقط بفعل قتال الجماعات المسلحة، التي عجزت عن إسقاط النظام في سوريا خلال أكثر من ثلاثة عشر عامًا، رغم ما كان يتوافر لها من دعم عسكري ومادي شاركت فيه أكثر من ثمانين دولة بمقاتليها، وتم رصد لها اثنين تريليون دولار، حسب اعترافات الشيخ حمد بن جاسم، رئيس وزراء قطر الأسبق، الذي كشف كل الخفايا وأكد أن أمريكا هي المخطط والمنفذ.

وكم هو مؤسف أن تسلم هذه الجماعات سوريا لأمريكا وتركيا وإسرائيل لاحتلالها منذ الساعات الأولى لدخولها دمشق، وسمحت لإسرائيل بأن يدمر جيشها أسلحتها الاستراتيجية ومنشآتها الحيوية، وهي ملك للشعب السوري وليست ملكًا لأي نظام يحكمه.

وعليه، نقول لمن يحلمون بركوب الدبابات الأمريكية: ما حدث في سوريا خيانة من داخل النظام نفسه، ولا يُعتد به للتعميم على دول أخرى لا ترضى عنها أمريكا وإسرائيل.

ففي اليمن رجال الرجال، قادرون على مواجهة أقوى دول العالم، وهذا ما هو حادث الآن. ولن تخيفهم تهديدات جماعات رمت نفسها في أحضان عدو الشعب اليمني وتحول عناصرها إلى خونة وعملاء ومرتزقة.

ونذكرهم هنا بأن ثورة 21 سبتمبر الشعبية قد جاءت لتقطع عليهم الطريق، لأن شعارها الأساسي الذي رفعته بعد قيامها مباشرة هو: بناء الدولة اليمنية الحديثة وتحرير اليمن من الوصاية الخارجية، ليحل محلها تحقيق الشراكة الوطنية بين كل الأطراف السياسية، حتى لا يستأثر طرف على آخر.

بحيث تكون مهمة بناء اليمن الجديد من مسؤولية كل أبنائه، مع أن ثورة 21 سبتمبر كان بإمكانها أن تنفرد بالقرار وتشكل حكومة بمفردها، كما فعل الإخوان المسلمون بعد ما سُمي بثورات الربيع العربي عام 2011م، عندما أقصوا كل الأطراف الأخرى التي لا تتفق مع توجهاتهم السياسية، فخسروا كل شيء في غمضة عين.

غير مدركين أن مهمة بناء الشعوب والأوطان لا يتكفل بها طرف بعينه، مهما أظهر الإخلاص وادعى الوطنية. وإنما بناء الأوطان وقيادتها نحو مسار صحيح مهمة مجتمعية تشارك فيها كل الأطراف السياسية بدعم شعبي.

وهذا ما أزعج القوى الخارجية المتدخلة في الشأن اليمني، لأنها أرادت لليمنيين أن يبقى قرارهم السياسي تحت وصايتها وتسييرهم حسب أهوائها وخدمة مصالحها.

المصدر: يمانيون

إقرأ أيضاً:

في فيلم عبر الجدران.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر

تعكس السينما الكورية الجنوبية التناقضات الطبقية، والعزلة الاجتماعية، مستخدمةً الرمزية السردية والبصرية لنقد الظلم المتجذر في بنية المجتمع. وتكشف أفلام مثل "طفيلي" 2019 (Parasite)، و"احتراق" 2018 (Burning) عن خرافة الترقي الاجتماعي، كما ترصد الأثر النفسي للضغوط الاقتصادية، وذلك من خلال سرد يمزج بين الميلودراما والكوميديا والأكشن. وتصور الأفلام القادمة من جنوب الجزيرة الكورية الحياة اليومية بعد أن تحولت إلى ساحة معركة تحدد الرأسمالية ملامحها وقواعدها، وتنهار خلالها الأحلام بين جدران خرسانية وآمال ضائعة.

ويأتي فيلم "عبر الجدران" (Wall to Wall)، الذي يعرض حاليا على شاشة منصة نتفليكس، لينضم إلى قائمة أفلام تشبه الصرخات المتوالية، وتتشابه في قضاياها، لكنها تختلف في حكاياتها، إذ تلتقط سكان الهامش غير المرئيين، لتقدمهم بعدسة إنسانية.

العمل يقدّم  رعبا وجوديا يُختزل في ضحكة يائسة وسط فراغ، حيث يتحوّل النجاح إلى عبء (روتن توماتوز)رحلة الصعود إلى الهاوية

تدور أحداث "عبر الجدران" حول الشاب الكوري ذي الأصول الريفية ووسونغ، والذي يحقق أخيرا ما يعتقد أنه علامة فارقة في نجاح الطبقة المتوسطة، حين يتمكن من امتلاك شقة بمساحة 84 مترا مربعا في مجمع سكني حديث الإنشاء في سيول، لكنه يلجأ -في سبيل ذلك- إلى قروض ضخمة، ويبيع مزرعة الثوم التي تملكها والدته، ويستنفذ مدخراته.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"عالم الديناصورات: إحياء"… حين تصبح العودة إلى الماضي موتًا لسلسلة سينمائيةlist 2 of 2"الشيطان يرتدي برادا 2" عودة الثلاثي الذهبي بقصة تعكس تحولات الموضة والإعلامend of list

يفرح وو سونغ بحياته الجديدة، لكن سرعان ما يبدأ ضجيج متواصل غير محدد المصدر في إزعاجه، ويلجأ للشكوى، فينكر الجيران الضجيج ويعاملونه بشك. ومع تدهور حالته النفسية، تتدهور حالته المالية أيضا، وتنهار قيمة الشقة، وكذلك استثماراته في العملات المشفرة، ويصبح عاطلا عن العمل ويائسا. يلتقي جين-هو، جاره الصحفي ويُحققان فيما قد يكون مخطط احتيال عقاري أكبر يشمل مسؤولين حكوميين ومستثمري بناء.

إعلان

يكتشف المشاهد أن أون-هوا، رئيسة جمعية السكان والمدعية العامة السابقة، تشتري الشقق تحسبا لمشروع سكة حديد حكومي من شأنه أن يرفع قيمة شقق العقار. وتُمثّل أون-هوا النخبة التي تستغل أزمة المبنى لتحقيق الربح. أما وو سونغ، العالق بين جنون العظمة والحقيقة، فيزداد اضطرابا. مع تصاعد التوتر، تندلع مواجهة عنيفة. ينهار فهم وو-سونغ الهش للواقع، ويصبح الضجيج رمزا لنظام مُصمّم لسحقه. وفي ذروة الفيلم المتفجرة، يعكس الدمار المادي الانهيار الداخلي للبطل، ومجازيا، الحلم الذي آمن به يوما ما.

طفيلي آخر

يشبه فيلم "عبر الجدران" في تناوله لتلك التناقضات الفيلم الأيقوني "الطفيلي"، الذي يمثل قمة النجاح للسينما الكورية عالميا بحصوله على أوسكار أفضل فيلم عام 2020. كلا العملين ينتقد وهم الحراك الاجتماعي في ظل الرأسمالية، باستخدام المساحات الضيقة لتعكس الانقسامات الطبقية والضغط النفسي. ويقدم "الطفيلي" التراتب الطبقي الرأسي من خلال التباين المعماري بين قصر ثري وقبو تحت الأرض يستخدم كمأوى سكني، في حين يحاصر فيلم "عبر الجدران" بطله داخل الجدران الأربعة في شقة مساحتها 84 مترا مربعا، يعتبرها المجتمع رمزا مفترضا للنجاح لكنها تتحول إلى قفص خانق. وفي الفيلمين، يصبح المنزل ساحة معركة تغطيها الدماء، ويصبح المكان سجنا حقيقيا ويبلى الحلم تحت وطأة الديون المتزايدة والضوضاء.

وتدور كلتا القصتين حول عائلات أو أفراد في أدنى درجات المجتمع، يطمحون بشدة إلى الاستقرار، ليجدوا أن النظام يستغل جهودهم ويلتهمهم في النهاية. ويمزج كل فيلم الواقعية بالرعب والسخرية، مستخدما التشويق ورهاب الأماكن المغلقة والتصميم البصري الغني بالاستعارات لتعميق التأثير العاطفي والسياسي. وفي حين يتناول فيلم "الطفيلي" الاعتماد الكامل لطبقة على أخرى في عيشها، فإن "عبر الجدران" يبين كيف تنهار أوهام الطبقة المتوسطة من الداخل، ويُقدم الفيلمان صورة واضحة للظلم المعاصر، تتداخل فيها آلة الطموح مع عوامل اليأس.

فوضى المشاعر وانضباط الأداء

يكشف النصف الأول من "عبر الجدران" باعتباره فيلم إثارة نفسية بامتياز، إذ تُضخّم كل إشارة بصرية وسمعية العزلة والتوتر الطبقي، لكن في منتصفه، يتحوّل السرد إلى مؤامرة أوسع نطاقا من العنف السياسي والمالي، تُتوّج بانفجار. وقد يبدو هذا التحول مزعجا، لكنه يعكس حقيقة أعمق تكمن في الأنظمة الرأسمالية.

ويعكس مسار الفيلم الانقسام الطبقي في المجتمع الكوري الحديث، إذ تسيطر نخبة صغيرة على معظم الممتلكات، بينما يظل الكثيرون "فقراء المساكن"، وتستنزف تكاليف السكن دخلهم. ويُظهر فشل وو سونغ النهائي كيف تبيع الرأسمالية سبل الهروب من الديون بديون أخرى.

ولا يصور فيلم "عبر الجدران" الصراع الطبقي الخارجي فحسب، بل يُسلّط الضوء على الآثار الداخلية للخداع الرأسمالي. وتتحول الشقة، التي كانت محط رغبة ومكانة اجتماعية، إلى "كابوس" مع اجتماع كارثتي الضجيج مجهول المصدر والخراب المالي.

ورغم أن "الضجيج" الذي يشكو منه البطل حقيقي، لكنه مجازي في الوقت ذاته، وهي فكرة مبدعة تحسب للمخرج والسيناريست كيم تاي جون الذي يشير إلى فشل الوعود الرأسمالية.

Just finished watching #WallToWall in Netflix and woah, that movie feels so weird but at the same time, you can relate to woo sung. I really hoped tho that he was able to sell those crypto coin in the right time ????pic.twitter.com/oBrqliZrto

— airenwizdive ???? (@lsg_airen13) July 25, 2025

إعلان

واستطاع المخرج أيضا أن يحول شقة سكنية إلى نظام بيئي خانق للبطل والمشاهد معا، عبر تعزيز الإضاءة الباردة والظلال المُزخرفة بأنماط البارات والطابع المعماري القمعي للمبنى. وقد لعبت هذه العناصر البصرية مع "الضوضاء" دورا حاسما كما لو كانت جميعها أسلحة في حرب وحشية ضد الشاب المسكين بعد تورطه في منظومة تضم في بنيتها أسلحة صممت لتدميره واستنزافه حتى آخر قطرة دم.

وينبثق رعب الفيلم من ضبط النفس. لا مؤثرات خاصة مبهرة، وإنما مجرد تأطير دقيق، وإضاءة إبداعية، وفترات صمت ممتدة بما يكفي لإثارة الرعب. ممرات الشقة الخافتة، ومصابيحها المتذبذبة، وقضبانها المظللة تُعزز الانهيار النفسي للبطل.

ولعل الأداء الذي قدمه فريق الممثلين هو العنصر الأقوى في العمل، والأكثر جذبا للمشاهد، وقد يتميز الأبطال بالتحولات العنيفة التي تمكنهم من استعراض قدراتهم، لكن مستوى الأداء لدى الجميع يكاد يكون متساويا، وقد استطاع الممثل الكوري الجنوبي كانغ هانيول أن يقدم أداء قويا جسديا وعاطفيا في دور وو سونغ، وبلغ ذروة الأداء في تحوله من مالك منزل متفائل إلى عامل توصيل قلق من خلال التعرق والارتعاش والتحقق القهري من مخططات العملات المشفرة، بينما تعكس كل إيماءة جسدا منهكا من التوتر. وتقدم الممثلة يوم هي ران في دور أون هوا انعكاسا مرعبا لتواطؤ الطبقة تحت مظهرها الهادئ الذي يخفي طموحا لا يرحم؛ إنها "المدعية العامة السابقة" التي تحولت لامتلاك الأصول، فبدأت بجمع الشقق للاستفادة من مشروع خط سكة حديد، ورأت المستأجرين مجرد "حثالة".

ويؤدي الممثل سيو هيون في دور جين هو، شخصية الجار الموشوم في الطابق العلوي والمتنكر في زي حليف، دور صحفي شبه مهووس، ورغم أنه يبحث عن الحقيقة إلا أن قصصه الملفقة تُوقع وو سونغ في فخ العنف والخيانة، ليُصبح الصحفي رمزا لاستغلال "المُبلغين عن المخالفات"، ويتحول إلى ممثل آخر لطبقة حاكمة تستغل المظلومين لتحقيق انتقامها الخاص.

يقدم العمل رعبا وجوديا، إذ يصبح النجاح بلا معنى عندما تُفرض ضريبة على الفرح وتدفع بعملة اسمها الضوضاء والديون والاغتراب الاجتماعي، وتُجسّد ضحكة وو سونغ الأخيرة في شقته الفارغة، ردا على ضجيج لا ينبغي أن يوجد، اليأس المطلق، لنتأكد أن الفساد ينتصر بالانهيار الصامت للمقاومين.

مقالات مشابهة

  • الخارجية السورية: اللقاء التاريخي بين بوتين والشيباني أكد انطلاق مرحلة جديدة من التفاهم السياسي والعسكري بين سوريا وروسيا
  • عون: لبنان حريص على بناء علاقات ممتازة مع سوريا
  • المكتتبون الذين ضيعو كلمة السر للولوج إلى منصة عدل 3..هذه طريقة استرجاعها
  • في فيلم عبر الجدران.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • أمريكا ترصد 10 ملايين دولار مقابل معلومات عن زعيم القاعدة في اليمن
  • الواقع القضائي في سوريا والتحديات التي تواجه عمل العدليات خلال اجتماع في وزارة العدل
  • الدبيبة يتابع انطلاق «البرنامج الوطني للإسكان والتعمير» ويؤكد على دوره كمحرّك اقتصادي وطني
  • مُفتي عُمان: نحيي أبطال اليمن المغاوير الأفذاذ الذين حطموا كل أسطورة
  • مفتي عمان ..نحيي أبطال اليمن المغاوير الأفذاذ الذين حطموا كل اسطورة