إبر التخسيس وشلل المعدة.. ما العلاقة؟ وهل الخطر حقيقي؟
تاريخ النشر: 8th, January 2025 GMT
هل أنت أكثر عرضة للإصابة بشلل المعدة Gastroparesis، إذا كنت تستعمل أدوية السمنة أو مرض السكري مثل ويجوفي wegovy أو أوزيمبيك Ozempic التي تعرف بإبر التخسيس؟ الجواب هنا مع آخر المعطيات البحثية حول هذه الإبر.
شلل المعدةتشير معطيات بحثية ودراسات إلى أن الأشخاص الذين يستخدمون عقاقير ناهضات جي إل بي-1 GLP-1 Agonists مثل أوزيمبيك وويجوفي قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بشلل المعدة.
وشلل المعدة، يشير إلى التأخر أو التباطؤ في إفراغ محتويات المعدة بعد تناول الطعام. ويقول الخبراء إنه رغم اسمه، فإن شلل المعدة لا يسبب في الواقع الشلل وهو أمر قابل للعكس ومتوقع عند تناول دواء GLP-1.
الآثار الجانبية المعوية لهذه الأدوية معروفة جيدا، فهي تشمل الغثيان والقيء والإسهال. ومع ذلك، هناك أيضا أحداث أقل شيوعا مرتبطة بها. وتشمل هذه الأحداث شلل المعدة، والانسداد المعوي، والتهاب البنكرياس الحاد.
في دراسة نشرت العام الماضي وأجراها باحثون في جامعة كانساس، وشملت ما يقرب من 300 ألف مريض، وجد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون أدوية GLP-1 كانوا أكثر عرضة للإصابة بشلل المعدة بنسبة 66% من أولئك الذين لم يتناولوها.
ومن بين المرضى الذين يتناولون الأدوية، تم تشخيص إصابة 0.53% بشلل المعدة، حوالي 750 من أصل ما يقرب من 150 ألف مريض.
إعلانوقال براتيك شارما، أستاذ الطب في قسم الأورام الطبية في كلية الطب بجامعة كانساس، والباحث الرئيسي في الدراسة، لموقع هيلث لاين "يجب إعلام المرضى بهذه الآثار الجانبية قبل بدء العلاج. هناك الكثير من الإثارة والطلب على هذه الأدوية، لكن الآثار الجانبية هي نقاط حاسمة للمناقشة".
الأعراض الشائعة تشمل:
عسر الهضم. انتفاخ البطن. الشعور بالشبع بسرعة كبيرة أو لفترة طويلة. ألم في الجزء العلوي من البطن. الغثيان. التقيؤ. ارتجاع (بصق) قطع كاملة من الطعام غير المهضوم. فقدان الشهية. حموضة المعدة. الإمساك. هل خطر شلل المعدة حقيقي؟الجواب هو عموما لا، والحقيقة أن هناك الكثير من سوء الفهم حول شلل المعدة ومخاطره على المرضى.
وتقول الدكتورة بيفرلي تشانج، أخصائية الغدد الصماء والمتحدثة باسم جمعية السمنة وأستاذة مساعدة في الطب السريري في طب وايل كورنيل "رغم وجود خطر متزايد، فإن النسب المئوية كانت لا تزال منخفضة إلى حد ما. وكان الكثير منها أقل من 1%. ورغم ارتفاعها مقارنة بعدم تناول أي دواء، فإن الخطر كان لا يزال منخفضا للغاية. أعتقد أن هذا شيء يجب على الناس تذكره".
الدكتور دان أزاجوري، رئيس قسم الجراحة طفيفة التوغل وجراحة السمنة والمدير الطبي للعيادة المتعددة التخصصات للسمنة والتمثيل الغذائي في كلية طب ستانفورد، صرح لموقع هيلث لاين بأنه في حين تؤكد البيانات الآثار الجانبية للجهاز الهضمي، فإنه يشعر بالقلق إزاء الرواية حول شلل المعدة.
وأضاف "أعتقد أن الناس لا يعرفون ما هذا المرض، لذا فهو مخيف. بالنسبة لنا، لا يشكل شلل المعدة أي قلق. إنه تباطؤ في إفراغ المعدة. هذه حالة يمكن علاجها. عندما تتناول الدواء، تتباطأ معدتك. وعندما تتوقف عن تناول الدواء تعود الأمور إلى طبيعتها".
ننتقل إلى دراسة حديثة أجراها باحثون في كلية طب وايل كورنيل، وكلية الأطباء والجراحين بجامعة كولومبيا، ونيويورك-بريسبتيريان، ووجدت أن الأشخاص المصابين بداء السكري الذين كانوا يتناولون أدوية GLP-1 مثل تيرزيباتيد (مونجارو) وسيماجلوتيد (أوزيمبيك) كان لديهم معدلات أقل بكثير لإعادة الدخول إلى المستشفى وإعادة فتح الجروح والورم الدموي بعد الجراحة.
إعلانونشرت الدراسة في مجلة حوليات الجراحة، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
وقال الدكتور جيسون سبيكتور، كبير مؤلفي الدراسة ورئيس قسم جراحة التجميل والترميم في طب وايل كورنيل ونيويورك-بريسبتيريان-مركز وايل كورنيل الطبي وأستاذ الجراحة في طب وايل كورنيل: "تشير هذه النتائج من هذا العدد الكبير من المرضى والإجراءات إلى أن تناول هذه الأدوية لا ينبغي أن يؤدي إلى تفاقم المضاعفات بعد الجراحة بشكل عام، بل ربما يقلل من احتمالية حدوث بعضها".
أدوية GLP-1 آمنة وفعالة للغاية لعلاج السمنة لدى البالغين غير المصابين بالسكريننتقل إلى دراسة حديثة أخرى أجراها باحثون في جامعة ماكغيل، وقاموا بمراجعة 26 دراسة تضم 15 ألفا و491 مشاركا، ووجدوا أن الأدوية القائمة على GLP-1 فعالة لفقدان الوزن لدى البالغين المصابين بالسمنة ولكن غير المصابين بالسكري.
ونشرت الدراسة في مجلة حوليات الطب الباطني Annals of Internal Medicine، وكتب عنها موقع يوريك أليرت.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الآثار الجانبیة بشلل المعدة شلل المعدة أدویة GLP 1
إقرأ أيضاً:
في فيلم عبر الجدران.. الفقراء الذين لا يستحقون الستر
تعكس السينما الكورية الجنوبية التناقضات الطبقية، والعزلة الاجتماعية، مستخدمةً الرمزية السردية والبصرية لنقد الظلم المتجذر في بنية المجتمع. وتكشف أفلام مثل "طفيلي" 2019 (Parasite)، و"احتراق" 2018 (Burning) عن خرافة الترقي الاجتماعي، كما ترصد الأثر النفسي للضغوط الاقتصادية، وذلك من خلال سرد يمزج بين الميلودراما والكوميديا والأكشن. وتصور الأفلام القادمة من جنوب الجزيرة الكورية الحياة اليومية بعد أن تحولت إلى ساحة معركة تحدد الرأسمالية ملامحها وقواعدها، وتنهار خلالها الأحلام بين جدران خرسانية وآمال ضائعة.
ويأتي فيلم "عبر الجدران" (Wall to Wall)، الذي يعرض حاليا على شاشة منصة نتفليكس، لينضم إلى قائمة أفلام تشبه الصرخات المتوالية، وتتشابه في قضاياها، لكنها تختلف في حكاياتها، إذ تلتقط سكان الهامش غير المرئيين، لتقدمهم بعدسة إنسانية.
تدور أحداث "عبر الجدران" حول الشاب الكوري ذي الأصول الريفية ووسونغ، والذي يحقق أخيرا ما يعتقد أنه علامة فارقة في نجاح الطبقة المتوسطة، حين يتمكن من امتلاك شقة بمساحة 84 مترا مربعا في مجمع سكني حديث الإنشاء في سيول، لكنه يلجأ -في سبيل ذلك- إلى قروض ضخمة، ويبيع مزرعة الثوم التي تملكها والدته، ويستنفذ مدخراته.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"عالم الديناصورات: إحياء"… حين تصبح العودة إلى الماضي موتًا لسلسلة سينمائيةlist 2 of 2"الشيطان يرتدي برادا 2" عودة الثلاثي الذهبي بقصة تعكس تحولات الموضة والإعلامend of listيفرح وو سونغ بحياته الجديدة، لكن سرعان ما يبدأ ضجيج متواصل غير محدد المصدر في إزعاجه، ويلجأ للشكوى، فينكر الجيران الضجيج ويعاملونه بشك. ومع تدهور حالته النفسية، تتدهور حالته المالية أيضا، وتنهار قيمة الشقة، وكذلك استثماراته في العملات المشفرة، ويصبح عاطلا عن العمل ويائسا. يلتقي جين-هو، جاره الصحفي ويُحققان فيما قد يكون مخطط احتيال عقاري أكبر يشمل مسؤولين حكوميين ومستثمري بناء.
إعلانيكتشف المشاهد أن أون-هوا، رئيسة جمعية السكان والمدعية العامة السابقة، تشتري الشقق تحسبا لمشروع سكة حديد حكومي من شأنه أن يرفع قيمة شقق العقار. وتُمثّل أون-هوا النخبة التي تستغل أزمة المبنى لتحقيق الربح. أما وو سونغ، العالق بين جنون العظمة والحقيقة، فيزداد اضطرابا. مع تصاعد التوتر، تندلع مواجهة عنيفة. ينهار فهم وو-سونغ الهش للواقع، ويصبح الضجيج رمزا لنظام مُصمّم لسحقه. وفي ذروة الفيلم المتفجرة، يعكس الدمار المادي الانهيار الداخلي للبطل، ومجازيا، الحلم الذي آمن به يوما ما.
طفيلي آخريشبه فيلم "عبر الجدران" في تناوله لتلك التناقضات الفيلم الأيقوني "الطفيلي"، الذي يمثل قمة النجاح للسينما الكورية عالميا بحصوله على أوسكار أفضل فيلم عام 2020. كلا العملين ينتقد وهم الحراك الاجتماعي في ظل الرأسمالية، باستخدام المساحات الضيقة لتعكس الانقسامات الطبقية والضغط النفسي. ويقدم "الطفيلي" التراتب الطبقي الرأسي من خلال التباين المعماري بين قصر ثري وقبو تحت الأرض يستخدم كمأوى سكني، في حين يحاصر فيلم "عبر الجدران" بطله داخل الجدران الأربعة في شقة مساحتها 84 مترا مربعا، يعتبرها المجتمع رمزا مفترضا للنجاح لكنها تتحول إلى قفص خانق. وفي الفيلمين، يصبح المنزل ساحة معركة تغطيها الدماء، ويصبح المكان سجنا حقيقيا ويبلى الحلم تحت وطأة الديون المتزايدة والضوضاء.
وتدور كلتا القصتين حول عائلات أو أفراد في أدنى درجات المجتمع، يطمحون بشدة إلى الاستقرار، ليجدوا أن النظام يستغل جهودهم ويلتهمهم في النهاية. ويمزج كل فيلم الواقعية بالرعب والسخرية، مستخدما التشويق ورهاب الأماكن المغلقة والتصميم البصري الغني بالاستعارات لتعميق التأثير العاطفي والسياسي. وفي حين يتناول فيلم "الطفيلي" الاعتماد الكامل لطبقة على أخرى في عيشها، فإن "عبر الجدران" يبين كيف تنهار أوهام الطبقة المتوسطة من الداخل، ويُقدم الفيلمان صورة واضحة للظلم المعاصر، تتداخل فيها آلة الطموح مع عوامل اليأس.
فوضى المشاعر وانضباط الأداءيكشف النصف الأول من "عبر الجدران" باعتباره فيلم إثارة نفسية بامتياز، إذ تُضخّم كل إشارة بصرية وسمعية العزلة والتوتر الطبقي، لكن في منتصفه، يتحوّل السرد إلى مؤامرة أوسع نطاقا من العنف السياسي والمالي، تُتوّج بانفجار. وقد يبدو هذا التحول مزعجا، لكنه يعكس حقيقة أعمق تكمن في الأنظمة الرأسمالية.
ويعكس مسار الفيلم الانقسام الطبقي في المجتمع الكوري الحديث، إذ تسيطر نخبة صغيرة على معظم الممتلكات، بينما يظل الكثيرون "فقراء المساكن"، وتستنزف تكاليف السكن دخلهم. ويُظهر فشل وو سونغ النهائي كيف تبيع الرأسمالية سبل الهروب من الديون بديون أخرى.
ولا يصور فيلم "عبر الجدران" الصراع الطبقي الخارجي فحسب، بل يُسلّط الضوء على الآثار الداخلية للخداع الرأسمالي. وتتحول الشقة، التي كانت محط رغبة ومكانة اجتماعية، إلى "كابوس" مع اجتماع كارثتي الضجيج مجهول المصدر والخراب المالي.
ورغم أن "الضجيج" الذي يشكو منه البطل حقيقي، لكنه مجازي في الوقت ذاته، وهي فكرة مبدعة تحسب للمخرج والسيناريست كيم تاي جون الذي يشير إلى فشل الوعود الرأسمالية.
Just finished watching #WallToWall in Netflix and woah, that movie feels so weird but at the same time, you can relate to woo sung. I really hoped tho that he was able to sell those crypto coin in the right time ????pic.twitter.com/oBrqliZrto
— airenwizdive ???? (@lsg_airen13) July 25, 2025
إعلانواستطاع المخرج أيضا أن يحول شقة سكنية إلى نظام بيئي خانق للبطل والمشاهد معا، عبر تعزيز الإضاءة الباردة والظلال المُزخرفة بأنماط البارات والطابع المعماري القمعي للمبنى. وقد لعبت هذه العناصر البصرية مع "الضوضاء" دورا حاسما كما لو كانت جميعها أسلحة في حرب وحشية ضد الشاب المسكين بعد تورطه في منظومة تضم في بنيتها أسلحة صممت لتدميره واستنزافه حتى آخر قطرة دم.
وينبثق رعب الفيلم من ضبط النفس. لا مؤثرات خاصة مبهرة، وإنما مجرد تأطير دقيق، وإضاءة إبداعية، وفترات صمت ممتدة بما يكفي لإثارة الرعب. ممرات الشقة الخافتة، ومصابيحها المتذبذبة، وقضبانها المظللة تُعزز الانهيار النفسي للبطل.
ولعل الأداء الذي قدمه فريق الممثلين هو العنصر الأقوى في العمل، والأكثر جذبا للمشاهد، وقد يتميز الأبطال بالتحولات العنيفة التي تمكنهم من استعراض قدراتهم، لكن مستوى الأداء لدى الجميع يكاد يكون متساويا، وقد استطاع الممثل الكوري الجنوبي كانغ هانيول أن يقدم أداء قويا جسديا وعاطفيا في دور وو سونغ، وبلغ ذروة الأداء في تحوله من مالك منزل متفائل إلى عامل توصيل قلق من خلال التعرق والارتعاش والتحقق القهري من مخططات العملات المشفرة، بينما تعكس كل إيماءة جسدا منهكا من التوتر. وتقدم الممثلة يوم هي ران في دور أون هوا انعكاسا مرعبا لتواطؤ الطبقة تحت مظهرها الهادئ الذي يخفي طموحا لا يرحم؛ إنها "المدعية العامة السابقة" التي تحولت لامتلاك الأصول، فبدأت بجمع الشقق للاستفادة من مشروع خط سكة حديد، ورأت المستأجرين مجرد "حثالة".
ويؤدي الممثل سيو هيون في دور جين هو، شخصية الجار الموشوم في الطابق العلوي والمتنكر في زي حليف، دور صحفي شبه مهووس، ورغم أنه يبحث عن الحقيقة إلا أن قصصه الملفقة تُوقع وو سونغ في فخ العنف والخيانة، ليُصبح الصحفي رمزا لاستغلال "المُبلغين عن المخالفات"، ويتحول إلى ممثل آخر لطبقة حاكمة تستغل المظلومين لتحقيق انتقامها الخاص.
يقدم العمل رعبا وجوديا، إذ يصبح النجاح بلا معنى عندما تُفرض ضريبة على الفرح وتدفع بعملة اسمها الضوضاء والديون والاغتراب الاجتماعي، وتُجسّد ضحكة وو سونغ الأخيرة في شقته الفارغة، ردا على ضجيج لا ينبغي أن يوجد، اليأس المطلق، لنتأكد أن الفساد ينتصر بالانهيار الصامت للمقاومين.