9 يناير، 2025

بغداد/المسلة

شهد العراق خلال السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً في جهود مكافحة المخدرات وعلاج الإدمان، حيث تمكنت السلطات من تحقيق إنجازات ملموسة على صعيد العلاج وإجراءات الردع القانونية.

و بلغ عدد المدمنين الذين تم علاجهم خلال العام الماضي ما يقرب من ثلاثة آلاف شخص، وهو أكبر عدد سُجل في تاريخ جهود مكافحة المخدرات في البلاد.

و ضمن استراتيجية شاملة اعتمدتها الجهات المعنية في عام 2023، تم افتتاح 15 مصحة قسرية لعلاج المدمنين، موزعة بين بغداد والمحافظات، باستثناء نينوى التي تنتظر إنشاء مصحة خاصة بها قريباً. وقد استقبلت هذه المصحات أكثر من خمسة آلاف مدمن خلال عام 2024، تمكن حوالي 60% منهم من تحقيق الشفاء التام والخروج منها.

و على صعيد الجهود الأمنية والقضائية، تمكنت السلطات من ضبط 6 أطنان من المواد المخدرة خلال العام الماضي، بالإضافة إلى إلقاء القبض على أكثر من 14 ألف شخص متورط في قضايا المخدرات. كما صدرت أحكام قضائية بالإعدام بحق 144 مجرماً من المتاجرين الدوليين بالمخدرات، وأخرى بالسجن المؤبد بحق 434 متاجراً محلياً.

هذه الإجراءات الصارمة، بحسب مراقبين، أسهمت في تفكيك العديد من الشبكات الرئيسة المحلية والدولية المتورطة في تهريب المخدرات، وبرز الدور الفاعل للمحاكم المختصة في تسريع وتيرة التحقيقات وإصدار الأحكام.

و تُعد حماية الشباب من المخدرات ركناً أساسياً في الاستراتيجية الوطنية التي أطلقتها الحكومة. تتضمن هذه الاستراتيجية تعزيز التوعية المجتمعية والإرشاد الوقائي، بالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم العالي، لمواجهة تفشي الإدمان بين فئات الشباب.

محمد العلواني، ناشط مدني من محافظة الأنبار، يرى أن الجهود الحكومية باتت أكثر تنظيماً وكفاءة في التعامل مع المدمنين ومعالجتهم، مشيراً إلى تحسن ملحوظ في مستوى الإجراءات الداخلية. لكنه يحذر من استمرار نشاط عصابات الاتجار بالمخدرات، مؤكداً الحاجة إلى تعزيز التعاون الإقليمي والدولي للقضاء على التهريب عبر الحدود.

و في ظل هذه الجهود، يبدو أن العراق بدأ يحقق توازناً بين معالجة المدمنين وتعزيز الردع ضد المتاجرين. ومع ذلك، تشير الإحصاءات إلى أن التحدي الأكبر لا يزال قائماً في مواجهة التدفق المستمر للمواد المخدرة عبر الحدود، مما يستدعي تكثيف التعاون الأمني والاستخباراتي على المستويين الإقليمي والدولي.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

ناقوس الخطر يدق: الأرض بلا زراعة.. والماء للشرب فقط

10 يونيو، 2025

بغداد/المسلة:  فتحت وزارة الموارد المائية في العراق، صفحة جديدة من القلق الزراعي بإعلانها إلغاء الخطة الصيفية للزراعة في جميع المحافظات، مستندة إلى شح المخزون المائي وتراجع مناسيب نهر دجلة إلى مستويات وصفت بـ”الحرجة”.

وأكدت الوزارة عبر مديرها في محافظة صلاح الدين، بسام عبد الواحد، أن الموسم الشتوي الماضي كان فقيراً بالأمطار، ما أدى إلى تدني الخزين المائي، لكن رغم ذلك، تمكنت الوزارة من تنفيذ الخطة الشتوية وزراعة محاصيل الحنطة والشعير، في وقت بدا فيه أن الأمل بموسم صيفي قد تلاشى تماماً.

وأوضحت الوزارة أن تقنين المياه بات أولوية خلال الأشهر المقبلة، حتى حلول موسم الأمطار المتوقع في تشرين الثاني، مشيرة إلى أن كميات المياه المتاحة ستخصص لأغراض الشرب فقط، وهو ما يعني غياباً تاماً لأي نشاط زراعي صيفي يعتمد على السقي، لاسيما في المناطق المعتمدة على الزراعة السطحية والري النهري.

واعتبر خبراء ومراقبون هذا القرار بمثابة إعلان أزمة قد تنعكس على الأمن الغذائي والاقتصاد الريفي، إذ يعتمد ملايين العراقيين، خاصة في وسط البلاد وجنوبها، على الزراعة كمصدر رئيسي للدخل.

واستحضر ناشطون عبر منصات التواصل مشاهد الأراضي المتيبسة والجداول التي جفت خلال السنوات الماضية، فيما غرّد أحد الفلاحين من بابل قائلاً: “نحن منسيون، لا ماء ولا دعم ولا بدائل، وكأن الأرض لم تعد لنا”.

وارتفعت وتيرة الانتقادات لحكومة بغداد، بسبب ما وصفه البعض بـ”القصور المزمن” في إدارة ملف المياه، وسط مطالبات بإعادة النظر في الاتفاقات المائية مع دول الجوار، وتطوير البنى التحتية للإرواء، وتبني خطط زراعية أكثر مرونة تتناسب مع الواقع المناخي القاسي.

وترافق هذا الإعلان مع انخفاض واضح في مناسيب الأنهر داخل محافظة صلاح الدين، حيث أكد الأهالي في تكريت والمناطق المجاورة أن الجداول الفرعية جفت تماماً، بينما بات الحصول على مياه كافية للشرب يتطلب تنسيقاً يومياً مع جهات الخدمة البلدية.

وتحدثت مصادر في الجمعيات الزراعية عن احتمال امتناع آلاف الفلاحين عن تجهيز أراضيهم للموسم القادم، ما قد يؤدي إلى خسائر اقتصادية مباشرة، وهجرة متوقعة من الريف إلى المدينة، وسط تضاؤل الدعم الحكومي وارتفاع تكاليف المعيشة.

وحذرت تقارير دولية سابقة، بينها تقرير للبنك الدولي  من أن العراق قد يكون من أكثر الدول تأثراً بندرة المياه مستقبلاً، داعياً إلى اعتماد استراتيجية وطنية شاملة لإدارة الموارد المائية ومواجهة التغير المناخي.

واستعادت أصوات محلية النداءات المتكررة بشأن إنشاء خزانات جديدة وصيانة القديمة منها، وتحديث نظم الري والتحول إلى تقنيات الزراعة الذكية، غير أن التنفيذ لا يزال بطيئاً ومرتبطاً بموافقات وموازنات تعيق الحلول الجذرية.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

مقالات مشابهة

  • إحباط محاولة تهريب أكثر من 1.7 مليون حبة من "الإمفيتامين" بميناء جدة الإسلامي
  • الحبس لـ3 أشخاص ضبط بحوزتهم أكثر من قنطار “اكستازي” في العاصمة
  • ضربات روسية مميتة على خاركيف وكييف تستعيد جثامين 1212 جنديا
  • أمانة جدة تضبط 663 ذبيحة خلال نقلها بطرق مخالفة بموسم الحج
  • في لبنان.. صورة لأشخاص يديرون شبكات دعارة أوقفتهم المعلومات!
  • وزارة الاقتصاد والصناعة: معامل فلترة المياه ليست بديلاً عن شبكات مياه الشرب المنزلية
  • ناقوس الخطر يدق: الأرض بلا زراعة.. والماء للشرب فقط
  • ترامب: إيران أصبحت أكثر حدة وعدوانية
  • مسؤول بـ «الطائف»: تكثيف الجهود لمنع تهريب لحوم الأضاحي من العاصمه المقدسة
  • بعد أكثر من 80 يوماً من الانقطاع : الجهود الدبلوماسية الإماراتية تثمر بإدخال أول شحنة مساعدات إنسانية إلى غزة