محمد مهنا: التصوف علاج روحي يعيد للإنسان كرامته الداخلية
تاريخ النشر: 10th, January 2025 GMT
قال الدكتور محمد مهنا، الأستاذ بجامعة الأزهر، إن الدين والتصوف يلعبان دورًا هامًا في معالجة الكثير من المشاكل النفسية التي قد يعاني منها الإنسان، مشيرًا إلى أن هناك فرقًا كبيرًا بين التصوف وعلم النفس الحديث.
وأوضح الأستاذ بجامعة الأزهر، خلال فتوى له، اليوم الخميس، أن علم النفس الحديث يختزل النفس البشرية في رغبات وشهوات الجسد، ويركز على تطوير الإمكانيات المنحطة داخل الإنسان، بينما التصوف يرتقي بالنفس إلى أفق الروحانيات، ويحث الإنسان على السمو والتوجه إلى الله سبحانه وتعالى.
وأضاف الدكتور مهنا أن التصوف لا يتعامل مع النفس باعتبارها مجرد كائن مادي، بل يؤمن بأن الإنسان عبارة عن كائن روحاني يحمل في داخله عالمًا أكبر، ويذكر قوله تعالى: "تزعم أنك جرم صغير وفيك انطوى العالم الأكبر".
وأكد أن التصوف يعيد الإنسان إلى حقيقته الروحية ويعالج مشكلاته النفسية من خلال الرغبة في الوصول إلى الله، ويقوم بتزكية النفس وتوجيهها نحو الخير، مما يجعله علاجًا أكثر شمولًا للنفس البشرية، مشيرا إلى أن التصوف ليس مجرد تهريج أو خيال، بل هو تحقيق لخلافة الله في الأرض.
وأضاف: "التصوف دعوة حب أخلاقي، وهي إعادة ترميم للإنسان من الداخل، حيث يسعى الصوفي لتحقيق التوازن بين الجسد والروح والعقل، ليصل إلى حالة من الكمال الروحي."
كما أضاف أن التصوف يعزز من الأخلاق والمعرفة، ويعلم المسلم كيفية التعامل مع الحياة من خلال ذكر الله والتفكر في عظمته. وأوضح أن التصوف هو دعوة للعودة إلى القيم الحقيقية، والابتعاد عن المادة والهوى، ليعيش الإنسان حياة متوازنة تشبع الروح والعقل.
وأكد أن علم النفس الحديث لا يتداخل مع التصوف في جوهره، حيث إن علم النفس يركز بشكل أساسي على معالجة الرغبات والشهوات البشرية، بينما التصوف يرفع الإنسان إلى مستويات أعلى، ليعيش حياة مليئة بالسلام الداخلي والرضا عن النفس، ويسعى للوصول إلى الله بكل ما لديه من قدرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: التصوف الدكتور محمد مهنا المزيد
إقرأ أيضاً:
في اليوم العالمي.. وكيل الأوقاف: الطبيب البيطري حارس على بوابة صحة الإنسان
شهد الدكتور أيمن أبو عمر وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة احتفالية النقابة العامة للأطباء البيطريين باليوم العالمي للطبيب البيطري، برئاسة الدكتور مجدي حسن نقيب عام الأطباء البيطريين، بالعاصمة الإدارية الجديدة، تحت شعار: "منظومة متكاملة لتنمية مستدامة"، بحضور الدكتور خالد عبد الغفار نائب رئيس مجلس الوزراء للتنمية البشرية وزير الصحة والسكان، والدكتورة رولا شعبان نقيب الأطباء البيطريين بالإمارات.
وفي كلمته، نقل الدكتور أيمن أبو عمر تحيات الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف وتقديره البالغ لهذه الدعوة الكريمة ولهذا الجمع المبارك الذي نحيي فيه مهنة شريفة تستحق التقدير والتكريم، هي مهنة الطبيب البيطري، التي تجسد في جوهرها معنى الرحمة والإحسان العملي .
وأكد أن من يتأمل في كتاب الله - عز وجل -، يجد أن الحيوان ليس كائنا مهمشا في المنظور القرآني، بل هو جزء أصيل من البنية الكونية التي خلقها الله بحكمة بالغة، فيكفي أن نعلم أن من أسماء السور في القرآن: سورة البقرة، سورة النحل، سورة النمل، سورة الفيل، سورة العنكبوت، سورة العاديات… وغيرها، مما يشير إلى حضور رمزي ومعنوي للحيوان ككائن له مكانته، ودلالاته، وفاعليته في التوازن البيئي، بل وفي الهداية الإيمانية.
كما أن القصص القرآني احتوى مشاهد مؤثرة؛ كقصة هدهد سليمان الذي جاء بخبر يقود إلى هداية أمة، ونملة خاطبت قومها بلغة الوعي: {يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم}، وغيرها من القصص.
وأشار إلى أن التنبيه الإلهي جاء صريحا في قوله تعالى:{وما من دابة في الأرض ولا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم}، فإذا كان الحيوان أمة، فكيف لا يكون للطبيب الذي يخدمه شرف الرسالة.
وأضاف وكيل وزارة الأوقاف قائلا: "إن الطبيب البيطري ليس مجرد اختصاصي أو خبير في صحة الحيوان، بل هو حارس على بوابة صحة الإنسان، وركيزة من ركائز الأمن الغذائي، ومفتاح من مفاتيح التوازن البيئي، وأن ما يبذله من جهد في مكافحة الأمراض، أو حماية الثروة الحيوانية، أو تأمين الغذاء، هو عبادة وعمل وطني ورسالة إنسانية في آن واحد".
وأوضح أن الحضارة الإسلامية عرفت الطب البيطري باكرا، واعتنت به عناية كبيرة، فكانت له مكانة في دواوين الدولة، وكان يعرف المشتغل به بلقب البيطار.
وأشاد بهذا اليوم والاحتفال به، حيث قال: "وإننا اليوم إذ نحيي ذكري اليوم العالمي لهذه المهنة الرفيعة، نحيي معها قيمة عظيمة وركنا من أركان ضمير الأمة، فإن من رحم الحيوان رحمه الرحمن، وعلم أن لهذه المخلوقات حقا على من مكنه الله من علاجها، كما أن لها لسانا صامتا يشكو إلى ربه من يهملها".
وفي ختام كلمته أكد وكيل وزارة الأوقاف، أن الوزارة بقيادة الدكتور أسامة الأزهري تؤمن بأن بناء الوعي لا يكتمل إلا إذا أحسنا تكريم أصحاب الرسالات الصامتة، أولئك الذين يسهرون على حياة من لا ينطقون، ولكن أثرهم ينطق في الميدان، في الاقتصاد، في صحة المجتمع، بل في ميزان الله جل جلاله.
وأنهى فضيلته حديثه قائلا: "كل التحية للطبيب البيطري، فما من ألم تخففونه إلا ويشهد لكم، وما من حياة تنقذونها إلا ويكتب لكم أجرها، وما من كبد تروى على أيديكم إلا وتكون شاهدة لكم أمام الله يوم القيامة، بارك الله فيكم، وسدد خطاكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".