أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الديار المصرية السابق، أن الكذب يُعد مخالفة صريحة للواقع ولما أراده الله سبحانه وتعالى من خلقه، مشددًا على أن الكذب عن عمد يُعتبر محرّمًا، لأنه افتراء على الله، حيث ينسب الإنسان إلى الله ما لم يرده، بل أراد غيره.

الكذب بين العمد والخطأ

أوضح  جمعة أن الكذب يكون عن عمد، أما الأخطاء الناتجة عن سوء الإدراك، مثل أن يعتقد الإنسان بعدم وجود مال في جيبه بينما يتبين له لاحقًا وجوده، فهي ليست كذبًا لأنها لم تكن متعمدة.

الفرق الأساسي هو القصد، فالكذب المحرّم يتطلب نية مبيتة لتغيير الحقيقة.

أسباب الوقوع في الكذب

بيّن الدكتور علي جمعة أن الكذب ينشأ غالبًا بسبب دوافع متعددة منها:

1. الخجل: يخجل الإنسان من قول الحقيقة فيلجأ إلى الكذب.


2. الخوف: خوفًا من العقوبة أو من إغضاب الآخرين.


3. المصلحة: يستخدم الكذب لتحقيق مكاسب شخصية.


4. العادة السيئة: البعض يكذب دون سبب واضح، فقط لأنه اعتاد ذلك وأصبح يحب الالتفاف والخداع.

 

وأشار إلى حديث النبي ﷺ: «لا يزال الرجل يكذب ويكذب حتى يكتب عند الله كذابًا»، ليؤكد أن تكرار الكذب يؤدي إلى تحول الإنسان إلى كذاب عند الله، مما يجعله مبتلى بحب الكذب ومخالفة الحقيقة.

الكذب والإيمان

النبي ﷺ نهى عن الكذب بشدة، حتى قال:

«أيسرق المؤمن؟» قال: «نعم».

«أيزني المؤمن؟» قال: «نعم».

«أيكذب المؤمن؟» قال: «لا».


وأوضح  جمعة أن هذا الحديث يعكس ارتباط الصدق بالإيمان، فالكاذب لا يفلح لأن الله لا يوفقه في أعماله، بينما الصدق هو السبيل إلى النجاة، حتى لو ظن الإنسان أن فيه هلاكه.

دعوة للصدق

اختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالدعوة إلى الالتزام بالصدق في كل المواقف، مهما كانت الظروف، مشيرًا إلى أن الصدق يحتاج إلى تربية وصبر لتجاوز الخوف والخجل، لأنه السبيل إلى حياة شفافة ومستقيمة ترضي الله وتحقق الطمأنينة.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جمعة الكذب النبي علی جمعة أن الکذب

إقرأ أيضاً:

علي جمعة: الله لم يقسم بعمر أحد من خلقه قط إلا بعمر نبيه

كتب الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف منشورا جديدا عبر صفحته الرسمية على فيس بوك قال فيه: ان الله سبحانه وتعالى أثنى على النبي صلى الله عليه وسلم، فامتدح كل مواطن المدح والشرف المتعلقة به، فأثنى على نسبه، وأعظم قدر نسائه رضي الله عنهن، وحفظ المكان الذي يقيم فيه وأعلى شأنه وأقسم به. 

هل يكفي رفع اليدين في الصلاة وعدم نطق تكبيرة الإحرام ؟.. الرأي الشرعيمقدار المسح الواجب على الرأس في الوضوء ..علي جمعة يكشف الضوابط الشرعيةهل الصلاة على النبي لتذكر الشيء المنسي بدعة؟.. الإفتاء توضحما حكم إلقاء السلام على قارئ القرآن؟.. الإفتاء تجيب

وأضاف ان من مدحه لنسبه الشريف قال تعالى: {وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ}، قال ابن عباس رضي الله عنه في تفسير تلك الآية: "أي في أصلاب الآباء آدم ونوح وإبراهيم حتى أخرجه نبيًا" [تفسير القرطبي، وأخرجه البزار والطبراني].

النبي أنسب الناس

 ونوه ان النبي أنسب الناس على الإطلاق، كما أخبر صل الله عليه وسلم بنفسه عن ذلك، فعن هذا فعن واثلة بن الأسقع أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله اصطفى من ولد إبراهيم إسماعيل، واصطفى من ولد إسماعيل بني كنانة، واصطفى من بني كنانة قريشًا، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم) [مسند أحمد، ورواه الترمذي والبيهقي]. وعن عمه العباس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم، ثمّ تخيَّر القبائل فجعلني من خير قبيلة، ثم تخير البيوت فجعلني من خير بيوتهم، فأنا خيرهم نفسًا وخيرهم بيتًا) [رواه الترمذي].

نساء النبي

 وتابع: وأثنى ربنا سبحانه وتعالى على نسائه رضي الله عنهن، وما بلغن هذا المبلغ إلا لتعلقهن بجنابه صلى الله عليه وسلم، فقال سبحانه وتعالى: {يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاءِ } [الأحزاب : 32]، وقال سبحانه في نفس هذا المعنى: {وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب : 6]. 

خير الأزمان 

ولما تعلق الزمان بالنبي صلى الله عليه وسلم مدحه، بل عظمه، إذ أقسم بعمره صلى الله عليه وسلم فقال تعالى: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر : 72]، ولم يقسم الله بعمر أحد من خلقه قط إلا بعمر نبيه المصطفى وحبيبه المجتبى صلى الله عليه وسلم. وجعل ربنا خير الأزمان زمن بعثته، فقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: (خير القرون قرني) [متفق عليه]، وكما مر قوله صلى الله عليه وسلم : (إن الله خلق الخلق فجعلني من خيرهم، من خير قرنهم) [رواه الترمذي]. فشرف الزمان الذي بعثه فيه، وعظم الزمان الذي أبقاه فيه في هذه الدنيا، ولولا تعلق هذين الزمنين بجنانه العظيم صلى الله عليه وسلم ما حظيا بهذا التكريم. 

وشرف الله المكان الذي تعلق بجانبه العظيم صلى الله عليه وسلم؛ حيث أقسم بمكة ما دام النبي صلى الله عليه وسلم يقيم فيها، فقال تعالى: {لا أُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ * وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ} [البلد : 1 ، 2]. 

وشرف الله المدينة وجعلها حرمًا آخر، لا لشيء إلا لتعلقها بجنابه الأعظم صلى الله عليه وسلم، وجعل الله ثواب الصلاة في المسجد الذي نسبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى نفسه مضاعفة ألف مرة من أي مكان آخر عدا المسجد الحرام. فهذا جانب من ثناء الله على نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلى كل ما تعلقه بجنابه الشريف من الأشخاص والأماكن والأزمان. رزقنا الله إتباعه في الدنيا ورفقته في الآخرة.

طباعة شارك النبي أنسب الناس نساء النبي خير الأزمان النبي رسول الله الله ثناء الله على النبي علي جمعة

مقالات مشابهة

  • علي جمعة: أثنى الله تعالى على النبي ﷺ ومدح ما يتعلق به
  • علي جمعة: ذكر النبي ﷺ أن العفو كان خلق إخوانه الأنبياء
  • علي جمعة: العفو كان خلق النبي والانبياء من قبله
  • علي جمعة: أمرنا رسول الله ﷺ بحب آل بيته والتمسك بهم
  • دعاء الصباح وسؤال دخول الجنة.. علي جمعة يكشف
  • هل يجب قضاء الصلوات الفائتة للاشتباه بنزول دم الحيض؟.. على جمعة يوضح
  • هل تجوز الصلاة على النبي ﷺ بأي صيغةٍ؟.. علي جمعة يوضح
  • هل الصدق أحد أسباب دخول الجنة؟
  • علي جمعة يكشف عن أثر العفو فى الدنيا والآخرة
  • علي جمعة: الله لم يقسم بعمر أحد من خلقه قط إلا بعمر نبيه