نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيليّة تقريراً جديداً وصفت فيه إنتخاب العماد جوزاف عون رئيساً للجمهورية في لبنان بـ"الحدث المصيري".   وقال التقرير الذي ترجمهُ "لبنان24" إنّ انتخاب عون رئيساً للبنان هو حدثٌ مُهم قد يؤدي حقاً إلى تسوية طويلة الأمد مع إسرائيل، وأضاف: "عون شغل سابقاً منصب قائد لواء تابع للجيش اللبناني في جنوب البلاد وكان مسؤولاً عن الحدود بين لبنان وإسرائيل.

في السابق، أظهر الجيش اللبناني ضعفاً في مُواجهة خروقات حزب الله لاتفاقيات إنهاء حرب لبنان الثانية عام 2006، لكن من الصعب إلقاء اللوم على عون وحده في ذلك، فالدولة اللبنانية برُمّتها نأت بنفسها عن المواجهة مع حزب الله الذي أصبح دولة داخل الدولة بجيش أقوى بكثيرٍ من الجيش اللبناني".   وأوضح التقرير أنه خلال قيادته للجيش اللبناني، أظهر عون قدرات أخرى حيث قام بتفعيل دور المؤسسة العسكرية القتالي عند الحدود بين لبنان وسوريا وتحديداً ضدَّ تنظيمي داعش وجبهة النصرة، وأضاف: "على الساحة الدولية، حظي عون بدعمٍ من قطر والسعودية وفرنسا والولايات المتحدة، كما تعتبرهُ إسرائيل مُرشحاً إيجابياً".   وتابع: "بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الموقع مع إسرائيل اعتباراً من 27 تشرين الثاني 2024، من المفترض أن ينتشر الجيش اللبناني في كل أنحاء البلاد، وخاصة في الجنوب حتى الحدود مع إسرائيل، ونزع سلاح جميع القوات المسلحة والميليشيات الخاصة، ولكن حتى الآن لم يجر تنفيذ هذا الأمر كما يجب. الإنجاز الوحيد هو الاستيلاء دون طلقة واحدة على عدة قواعد للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة في منطقة البقاع – شرق لبنان".   وفي السياق، يقول الباحث الإسرائيلي درور دورون إنه "تحرك الجيش اللبناني اتجاه قواعد الجبهة الشعبية مثّل سعياً من الجيش اللبناني لاغتنام الفرصة وإظهار السيادة ضد تنظيم ليس محبوباً في لبنان، ويبدو أن الجيش سعى إلى كسب نقاط من الولايات المتحدة وفرنسا بعد خطوته تجاه مراكز القيادة العامة وذلك في منطقة شمال الليطاني".   في المقابل، اعتبر الباحث أن "حزب الله ما زال يمتلك عشرات الآلاف من المُقاتلين المُسلحين"، مشيراً إلى أن "إسرائيل تواصل عملياتها في جنوب لبنان من خلال تدمير منصات إطلاق الصواريخ".   وتوقع الباحث "استمرار القتال في جنوب لبنان على الرغم من أنَّ ذلك قد يكونُ بكثافة مُنخفضة"، وأضاف: "أجد صعوبة في رؤية الجيش الإسرائيلي ينسحب إلى الحدود الدولية في ظلّ الظروف الحالية، والأرجح أن يتمَّ إنشاء منطقة أمنية في جنوب لبنان وسيعملُ حزب الله ضدها بشرعية داخلية عالية، وبالتالي تكرار نموذج ما قبل العام 2000 حينما كانت إسرائيل متواجدة في جنوب لبنان قبل انسحابها من هناك في العام المذكور".   واعتقد دورون أنه "من الممكن أن يحاول رئيس الجمهورية الجديد إجبار حزب الله على الإنسحاب شمال الليطاني بدعمٍ أميركي"، مُعتبراً أن "مثل هذا السيناريو قد يؤدّي إلى إنفجار داخلي في لبنان".   وتابع: "في الماضي، فضلت الولايات المتحدة الحفاظ على استقرار لبنان على تنفيذ الالتزامات الدولية بنزع سلاح حزب الله - وهو النهج الذي أضر بمصالح إسرائيل الأمنية، وآمل أنه مع اقتراب عهد الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب، ستتغير الاعتبارات في واشنطن".   وتابع: "في حال لم يتغير أي شيء، فإننا سنعود بالتأكيد إلى واقع تسعينيات القرن الماضي، وسيبقى الجيش الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية، مما يخلق حاجزاً مادياً لحماية المستوطنات، وسيتحرك حزب الله ضد قوة الاحتلال".   من ناحيته، يقول تقرير آخر لصحيفة "يسرائيل هيوم" أن عون يعتبر شخصاً "تصالحياً"، فهو لم يدخل في صراعاتٍ مع "حزب الله"، لكنهُ حافظ في الوقتِ نفسه على علاقاتٍ مُمتازة مع الولايات المتحدة ودول الخليج، بما في ذلك قطر والسعودية.   واعتبر التقرير أن انتخاب عون يشكل إشارة إلى ضعفٍ معين في نفوذ "حزب الله" على السيادة اللبنانية، موضحاً أن "التحدي الأول الذي سيواجهه عون هو جعل وقف إطلاق النار مع إسرائيل دائماً والتأكد من تنفيذ القرار 1701 وانسحاب حزب الله من شمال نهر الليطاني"، وأضاف: "في حال لم تحصُل هذه الأمور، فإنَّ وقف إطلاق النار قد ينهار في الأسابيع المُقبلة وبالتالي فإنَّ الحرب بين إسرائيل وحزب الله قد تتجدد". المصدر: ترجمة "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: الجیش اللبنانی فی جنوب لبنان مع إسرائیل حزب الله

إقرأ أيضاً:

نهج ثابت وأهداف خفية.. لماذا تواصل إسرائيل سياستها التصعيدية تجاه الجنوب اللبناني؟

أكد حابس الشروف، مدير معهد فلسطين للأمن القومي، أن إسرائيل ما تزال متمسكة بإستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني دون أي تغيير حقيقي، رغم الهدوء النسبي الذي يراه "هدوءاً خادعاً".

استهداف شخصيات لبنانية

وأوضح الشروف، في حديثه للإعلامية فيروز مكي خلال برنامج "مطروح للنقاش" على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن تل أبيب لا تزال جاهزة لتنفيذ عمليات اغتيال تستهدف شخصيات لبنانية، خاصة قيادات من حزب الله، متى سنحت لها الفرصة. 

الاحتلال الإسرائيلي يُجبر المُصلين على مغادرة مسجد غرب رام اللهانطلاق حملة دولية لتحرير الأسرى اللبنانيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي

وأشار إلى أن هذه الاغتيالات تمثل جزءاً أصيلاً من النهج الثابت الذي تتبعه إسرائيل منذ سنوات.

المنظومة الأمنية الإسرائيلية

وبيّن أنّ لهذه العمليات أهدافاً متعددة، أبرزها تعزيز سياسة الردع داخل المنظومة الأمنية الإسرائيلية، إلى جانب إرضاء الحكومة اليمينية المتطرفة التي تدفع نحو مواجهة مفتوحة مع ما تعتبره "تهديدات وجودية" صادرة من الجنوب اللبناني. 

كما يدخل ضمن هذا النهج السعي للضغط على الدولة اللبنانية للإسراع في نزع سلاح حزب الله وتمكين الجيش اللبناني من بسط سيطرته على الحدود.

وأضاف الشروف أن هذه السياسات تعكس ما وصفه بـ"العنجهية الإسرائيلية"، مؤكداً أنه لا يمكن تحقيق أي سلام أو استقرار في الجنوب ما دامت إسرائيل تحتل أراضٍ لبنانية وتتهرب من اتفاق سلام شامل مع الولايات المتحدة والدول العربية والإقليمية. 

وشدد على أن أي حديث عن تهدئة سيظل هشاً ما لم يتم التوصل إلى حل جذري للصراع.

طباعة شارك إسرائيل فلسطين معهد فلسطين للأمن القومي الجنوب اللبناني تل أبيب

مقالات مشابهة

  • إسرائيل تستهدف تدريبات "قوة الرضوان" في جنوب لبنان
  • الرئيس اللبناني: عودة الأسرى المعتقلين في إسرائيل تشكل أولوية في المفاوضات
  • تحرّكات في الجنوب... ماذا قال موقع إسرائيليّ عن عناصر حزب الله؟
  • عدوان إسرائيلي جديد وغارات على مناطق في جنوب لبنان
  • بعد سلسلة من الغارات على جنوب لبنان.. تعليق من الجيش الإسرائيلي
  • تفادياً لحرب مباشرة مع إسرائيل.. تقرير أميركي يكشف: هكذا تستغل إيران حزب الله
  • مدير معهد فلسطين للأمن: إسرائيل مستمرة في نهجها دون تغيير تجاه الجنوب اللبناني
  • سياسي فلسطيني: إسرائيل لا تزال متمسكة باستراتيجيتها العسكرية تجاه الجنوب اللبناني
  • نهج ثابت وأهداف خفية.. لماذا تواصل إسرائيل سياستها التصعيدية تجاه الجنوب اللبناني؟
  • رئيس الكتائب: الجيش اللبناني أولوية وطنية لتنفيذ خطة حصر السلاح