الإفتاء: المصافحة من الأفعال المسنونة التي تغفر الذنوب وتحط بها الأوزار
تاريخ النشر: 11th, January 2025 GMT
المصافحة .. قالت دار الإفتاء المصرية، إن المصافحة من الأفعال المسنونة التي تُغفر بها الذنوب، وتُحَط بها الأوزار؛ فعن البراء بن عازبٍ رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَلْتَقِيَانِ فَيَتَصَافَحَانِ إِلَّا غُفِرَ لَهُمَا قَبْلَ أَنْ يَفْتَرِقَا» أخرجه أحمد في "المسند"، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في "السنن"، وابن أبي شيبة في "المصنف".
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنه أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا لَقِيَ الْمُؤْمِنَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ وَأَخَذَ بِيَدِهِ فَصَافَحَهُ، تَنَاثَرَتْ خَطَايَاهُمَا كَمَا يَتَنَاثَرُ وَرَقُ الشَّجَرِ» أخرجه الطبراني في "المعجم الأوسط"، وابن شاهين في "الترغيب"، والمنذري في "الترغيب والترهيب"، وقال بعده: "رواه الطبراني في الأوسط، ورواته لا أعلم فيهم مجروحًا".
ومن ذلك ما أخرجه الإمام مالك في "الموطأ" من قول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «تَصَافَحُوا يَذْهَبِ الْغِلُّ، وَتَهَادَوْا تَحَابُّوا، وَتَذْهَبِ الشَّحْنَاءُ».
وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا الْتَقَى الْمُسْلِمَانِ فَسَلَّمَ كُلٌّ مِنْهُمَا عَلَى صَاحِبِهِ وَتَصَافَحَا كَانَ أَحِبَّهُمَا إِلَى اللهِ تَعَالَى أَحْسَنُهُمَا بِشْرًا لِصَاحِبِهِ» أخرجه الإمام البيهقي في "شعب الإيمان".
فهذه الأدلة بمجموعها تدل على مشروعية المصافحة والحث عليها، وعلى ذلك جمهور العلماء سلفًا وخلفًا:
قال الإمام ابن عبد البر في "الاستذكار" (8/ 292، ط. دار الكتب العلمية): [على جواز المصافحة جماعة العلماء من السلف والخلف، ما أعلم بينهم في ذلك خلافًا] اهـ.
وهذه الأدلة وغيرها من النصوص جاءت مطلقة، ومن المقرر في علم الأصول أنَّ الأمر المطلق يقتضي العموم البدلي في الأشخاص والأحوال والأزمنة والأمكنة، وإذا شرع الله تعالى أمرًا على جهة العموم أو الإطلاق فإنه يؤخذ على عمومه وسعته، ولا يصح تخصيصه ولا تقييده بوجه دون وجه إلا بدليل، وإلا كان ذلك بابًا من أبواب الابتداع في الدين بتضييق ما وسَّعَه الله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
كما أن فِعْلَ النبي صلى الله عليه وآله وسلم لبعض أفراد العموم الشمولي أو البدلي ليس مخصصًا للعموم ولا مقيدًا للإطلاق ما دام أنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يَنْهَ عما عداه، وهذا هو الذي يعبر عنه الأصوليون بقولهم: الترك ليس بحجة؛ أي أن ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأمرٍ ما لا يستلزم منه عدم جواز فعله.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المصافحة حكم المصافحة الإفتاء النبی صلى الله علیه وآله وسلم
إقرأ أيضاً:
مربع رداع بالبيضاء يدشن فعاليات إحياء ذكرى المولد النبوي
الثورة نت /..
دُشنت بمديريات مربع رداع بمحافظة البيضاء، اليوم الاثنين، فعاليات وأنشطة ذكرى المولد النبوي الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
وفي فعالية التدشين أكد وكيل المحافظة صالح الجوفي، أهمية إحياء ذكرى مولد خير البرية كحدث مفصلي في التاريخ الإسلامي، يعزز القيم النبيلة من محبة ورحمة وعدل، التي جاء بها النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.. مشيراً إلى أن الاحتفال بالمولد النبوي يجسد الانتماء الصادق للرسالة المحمدية.
ولفت إلى أن موقف اليمن من القضية الفلسطينية ثابت ومبدئي، وأن دعم الشعب اليمني لأبناء غزة واجب ديني وأخلاقي.. مؤكداً أن إحياء المولد النبوي هو إحياء لنهج نصرة الحق ومواجهة الباطل، وأن أبناء المحافظة يحتفون بهذه المناسبة بوعي إيماني يعكس تمسكهم بالإسلام المحمدي الأصيل ومواصلة الصمود في مواجهة التحديات.
وأشار إلى أن اليمنيين كانوا ولا يزالون في طليعة المناصرين للرسول صلى الله عليه وآله وسلم ورايته في الماضي والحاضر، مستلهمين من سيرته العطرة أعظم معاني الثبات والصمود.
وفي الفعالية التي حضرها وكيل المحافظة ناصر العجي، استعرض الناشط الثقافي علي الاقهومي، دلالات الاحتفال بمولد نبي الأمة، مشددا على ضرورة تعظيم هذه الذكرى التي تُعيد للأمة ارتباطها بمصدر عزتها وكرامتها، حاثّاً على استلهام السيرة النبوية في بناء المجتمعات وإصلاح النفوس.
ولفت أن هذه المناسبة الدينية العظيمة تأتي في ظل ما تتعرض له الأمة الإسلامية من تآمر عالمي وصمت عربي مريب تجاه جرائم العدو بحق الشعب الفلسطيني، معتبرا ذكرى المولد النبوي محطة إيمانية متجددة لتجسيد الارتباط الوثيق برسالته الخالدة وترسيخ قيم العدل والرحمة ووحدة الصف.
واعتبر ذكرى المولد النبوي فرصة لتعزيز وحدة الصف اليمني في مواجهة العدوان والحصار، واستلهام دروس الصمود والثبات من سيرة النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم في نصرة المستضعفين ودحر المعتدين.
تخللت الفعالية، التي حضرها قيادات تنفيذية ومحلية وعلماء وشخصيات اجتماعية، فقرات انشادية، وقصائد عبّرت عن معاني المناسبة وقيمها الإيمانية.