آلية غير معتادة للتغلب على التشويش الالكتروني.. اكتشاف روسي ربما يغير مسار الحرب في أوكرانيا
تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT
تواصل روسيا تطوير استراتيجياتها في الحرب الإلكترونية عبر ابتكار طائرات من دون طيار "غير قابلة للتشويش"، وصفها الخبراء بأنها قد تُحدث تغييرًا كبيرًا في مسار الحرب في أوكرانيا. وفقًا لما ذكرته صحيفة "تليجراف" البريطانية، تعتمد هذه الطائرات على تقنية جديدة وفعّالة، تتمثل في استخدام كابل من الألياف الضوئية يربط الطائرة بمشغلها على الأرض، ما يجعلها عصيّة على التشويش الإلكتروني الذي لطالما أعاق عمل الطائرات المسيّرة التقليدية.
تُحلق الطائرات المسيّرة الروسية الجديدة في السماء متصلة بكابل من الألياف الضوئية يكاد يكون غير مرئي بالعين المجردة. الطرف الآخر من الكابل موصول بوحدة تحكم عن بُعد يديرها طيار أرضي، مما يتيح توجيه الطائرة بدقة نحو أهدافها، مثل المركبات المدرعة الأوكرانية.
هذا النهج الجديد يُعد حلاً بسيطًا ولكنه فعّال في ظل بيئة مليئة بالإشارات الإلكترونية التي تطرد الطائرات المسيّرة من السماء. بحسب الصحيفة، فإن استخدام الألياف الضوئية يجعل هذه الطائرات محصّنة ضد التشويش، إذ تعتمد على الاتصال المادي المباشر بين الطائرة ومشغلها، بدلاً من موجات الراديو التي يسهل اختراقها.
في ظل وجود مئات الأميال من خطوط المواجهة، أصبحت الإشارات الإلكترونية درعًا غير مرئي لكن قويًا، يُسقط الطائرات المسيّرة من الجانبين الروسي والأوكراني. ووفقًا لتصريح رئيس الأركان الفرنسي، الجنرال بيير شيل، فإن 75% من الطائرات المسيّرة تُسقط عبر التشويش الإلكتروني.
لهذا السبب، لجأ المصنعون الروس إلى إعادة تبني تكتيكات بدائية، تشبه هاتف لعبة مصنوع من علبتين موصولتين بخيط. هذا النهج قد يبدو تقليديًا، لكنه أثبت فعاليته في التصدي لتحديات الحرب الإلكترونية عالية التقنية التي تُشكل ساحة المعركة في أوكرانيا.
رأي الخبراء: الألياف الضوئية سلاح فعّالجاستن كرومب، الرئيس التنفيذي لشركة الاستخبارات الاستراتيجية "سيبيلين"، أكد أن روسيا نجحت في تطوير طائرات مسيّرة تعتمد على الألياف الضوئية لمواجهة التحديات الإلكترونية.
وأشار إلى أن الكابل المستخدم خفيف للغاية بحيث تستطيع الطائرة حمله بسهولة أثناء التحليق، مما يضمن عدم تعطله أو تعقيد العمليات.
إيجور يو، مشغل طائرات مسيّرة أوكراني، أشار بدوره إلى أن هذه التقنية ليست جديدة تمامًا، لكنها تقدم حلاً فعالًا ضد الإجراءات الإلكترونية المضادة للعدو. وأضاف أن الطائرات المسيّرة التي تعمل بالألياف الضوئية أثبتت أنها حيوية في تنفيذ المهام بنجاح، على الرغم من وجود تحديات تشغيلية مرتبطة بالكابل.
استخدام الطائرات المسيّرة في المعركةوفقًا لتقرير صادر عن معهد دراسة الحرب في واشنطن، فإن القوات الروسية تستخدم بشكل متزايد هذا النوع من الطائرات في أوكرانيا.
وأشار التقرير إلى أن هذا الابتكار جاء بعد فشل الطائرات المسيّرة التقليدية في مواجهة التشويش الإلكتروني الأوكراني، خاصة خلال المحاولات الروسية للتصدي لهجمات كييف الأخيرة، مثل تلك التي استهدفت عمق منطقة كورسك الروسية.
الطائرات المسيّرة بالألياف الضوئية قد تبدو مشابهة للأنواع الأخرى في الشكل، لكن الفرق الجوهري يكمن في الكابل الممتد من الطائرة إلى الأرض. هذا الكابل يمنحها حصانة ضد التشويش ويتيح التحكم الكامل بها، مما يعزز دقتها وكفاءتها في تنفيذ الهجمات.
الحلول البديلة لكلا الجانبينكييف، من جانبها، كانت تأمل في التغلب على التشويش الإلكتروني باستخدام الذكاء الاصطناعي لتوجيه الطائرات المسيّرة دون الحاجة إلى تدخل بشري. لكن مع استمرار الضغوط الميدانية والنقص في الوقت والموارد، اضطرت القوات الأوكرانية إلى البحث عن حلول أخرى، مثل تحسين الدفاعات الجوية واستخدام تقنيات جديدة لتحديد مواقع الطائرات الروسية وإسقاطها.
على الجانب الآخر، تعكس الطائرات المسيّرة الروسية استراتيجية للتغلب على محدودية التكنولوجيا عالية التكلفة من خلال اعتماد حلول منخفضة التقنية لكنها فعّالة.
تأثير الابتكار على مسار الحربقد تُحدث الطائرات المسيّرة غير القابلة للتشويش تحولًا في تكتيكات الحرب الإلكترونية بين روسيا وأوكرانيا. بفضل تقنيتها المبتكرة، تتمتع روسيا الآن بميزة تشغيلية جديدة قد تتيح لها تحقيق مزيد من المكاسب في ساحة المعركة.
ومع ذلك، لا يزال السؤال مطروحًا: كيف سترد أوكرانيا على هذا التحدي الجديد؟ وهل ستتمكن من تطوير تقنيات مضادة أو تكتيكات جديدة للتعامل مع هذه الطائرات المسيّرة؟
بغض النظر عن الإجابة، فإن هذه التطورات تُبرز الدور الحاسم للتكنولوجيا في إعادة تشكيل موازين القوى في الحروب الحديثة، حيث أصبح الابتكار هو السلاح الأقوى في المعارك المعاصرة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: روسيا طيار الحرب الطائرة الروسية المزيد الحرب الإلکترونیة الألیاف الضوئیة فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ترامب: بوتين توعد برد قوي على هجمات أوكرانيا على المطارات الروسية
أفاد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مساء الأربعاء، أنه أجرى اتصالاً هاتفياً مطولاً مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، تركز على التصعيد العسكري بين روسيا وأوكرانيا، خصوصاً الهجمات الأوكرانية الأخيرة على المطارات الروسية.
وقال ترامب في تصريحات صحفية إن المكالمة استمرت نحو ساعة وربع، وشملت نقاشاً حول "الهجوم على المطارات الروسية من قبل أوكرانيا، بالإضافة إلى هجمات متبادلة من الجانبين". وأوضح أن بوتين أكد خلال الاتصال أن روسيا سترد بقوة على ما وصفه بـ"الاعتداء الأخير".
وأشار ترامب إلى أن المحادثات لم تسفر عن أي تقدم نحو تسوية سلمية فورية، مضيفاً: "كانت محادثة جيدة، لكنها لن تؤدي إلى سلام الآن".
وفي الشأن الإيراني، أفاد ترامب أنه ناقش مع بوتين تطورات الملف النووي الإيراني، مشدداً على أن "الوقت ينفد" أمام اتخاذ قرار بشأن الأسلحة النووية في طهران. وقال: "أكدت للرئيس بوتين أننا لا نستطيع السماح لإيران بامتلاك سلاح نووي، وأعتقد أننا متفقان على ذلك".
وأضاف أن بوتين أبدى استعداداً للمشاركة في الجهود الدبلوماسية المتعلقة بإيران، مشيراً إلى أن "التباطؤ الإيراني في اتخاذ القرار يفرض ضرورة الحصول على إجابة حاسمة في أقرب وقت ممكن".
من جانبه، حذر المبعوث الأمريكي الخاص إلى أوكرانيا كيث كيلوغ من خطورة الهجمات الأوكرانية على المطارات الروسية، مؤكداً أنها ترفع مستوى التصعيد في الصراع وتهدد بتوسعه.
وفي السياق ذاته، أوضح البيت الأبيض أن الرئيس ترامب لم يكن على علم مسبق بخطط أوكرانيا المتعلقة بالهجمات على المنشآت الروسية.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
قانوني وكاتب حاصل على درجة البكالوريوس في الحقوق، وأحضر حالياً لدرجة الماجستير في القانون الجزائي، انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن