صحيفة البلاد:
2025-12-13@03:22:11 GMT

اقتصاديات الملكية الفكرية في الرسائل الجامعية

تاريخ النشر: 12th, January 2025 GMT

اقتصاديات الملكية الفكرية في الرسائل الجامعية

بقلم: المحامية والباحثة في الملكية الفكرية د. رباب أحمد المعبي

لا شك أن الأفكار العظيمة تراود أذهاننا جميعًا بين الحين والآخر، إلا أن قلة قليلة من هذه الأفكار تجد طريقها إلى التنفيذ. في المملكة العربية السعودية، حيث تشهد نهضة علمية واقتصادية غير مسبوقة في ظل رؤية 2030 الطموحة وتطبيق الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية، بات من الضروري التفكير في وسائل مبتكرة لتحقيق الاستفادة القصوى من هذه الأفكار وتحويلها إلى مشاريع قابلة للتطبيق.

وتعد المكتبات الجامعية في المملكة مستودعات غنية بنتاج الباحثين من الرسائل العلمية والبحوث التي أُشرف عليها وأُقرت من لجان جامعية متخصصة، مما يتيح فرصة كبيرة لاستثمار هذه الموارد الفكرية في تحقيق التحول المعرفي والاقتصادي.

إن سياسات الملكية الفكرية في الجامعات توفر الحماية القانونية للأفكار والابتكارات الناتجة عن الأبحاث العلمية. ومن هنا يأتي المقترح الذي يهدف إلى استثمار الرسائل العلمية والنظرية بشكل يدعم الباحثين والمؤسسات التعليمية على حد سواء. هذه الرسائل تعد مصدرًا هامًا للاستدامة والعوائد الاقتصادية، إضافة إلى الفرص التجارية على المستويين الوطني والعالمي. من خلال استخدام آليات قانونية مثل الطباعة والنشر والتسويق، يمكن تحقيق توازن اقتصادي مستدام يعود بالفائدة على الطرفين. وهذا يتطلب دراسة جادة من الجهات المختصة لتطبيق هذا النموذج، بما يسهم في تحفيز الاستثمار في المعرفة الأكاديمية وتنميتها.

لفهم هذا المقترح بشكل أفضل، يجب توضيح المصطلحات ذات الصلة. الباحث هو الشخص الذي يقوم بإجراء البحوث العلمية ويبتكر حلولًا وأفكارًا جديدة، وتُعتبر الرسالة العلمية ملكًا له كحقوق ملكية فكرية، إلا في حال تم الاتفاق على نقل بعض الحقوق إلى المؤسسة التعليمية. أما المؤسسات التعليمية فهي الجهات الأكاديمية التي تشرف على الأبحاث وتضمن تحقيقها للمعايير الأكاديمية، وفي بعض الأحيان تقوم بتمويل الأبحاث، ما يمنحها حقوق الملكية الفكرية لهذه الأبحاث. أما الإيداع والنشر العلمي فهو إجراء تنظيمي يُلزم الباحث بإيداع نسخة من أطروحته في مكتبة الجامعة لأغراض الحفظ والأرشفة وفق سياسات المؤسسة.

الملكية الفكرية تمثل الحقوق التي تحمي الفكر والإبداع الإنساني وتشمل حقوق المؤلف وبراءات الاختراع والعلامات التجارية وغيرها. وإدارة الملكية الفكرية في الجامعات هي الجهة المسؤولة عن تنظيم هذه الحقوق وحمايتها واستثمارها بشكل متكامل يضمن تحقيق الفائدة لجميع الأطراف. أما الترخيص الإلزامي، فهو إذن يُمنح للغير لاستغلال المصنف دون موافقة المؤلف، مما يتيح للمؤسسات التعليمية الاستفادة من هذه الحقوق وفق ضوابط نظامية محددة.

في هذا السياق، تعد الاستراتيجية الوطنية للملكية الفكرية أحد أهم أدوات تحقيق أهداف رؤية المملكة 2030. تهدف هذه الاستراتيجية إلى بناء منظومة متكاملة تدعم الاقتصاد الوطني القائم على الابتكار والإبداع، من خلال تعزيز تنافسية الابتكار وتوليد أصول ملكية فكرية ذات قيمة اقتصادية واجتماعية عالية. كما تسعى الاستراتيجية إلى تحفيز الاستثمار التجاري في المنتجات القائمة على الملكية الفكرية، بما يعزز من قدرة المملكة على جذب الاستثمارات وتوليد العوائد الاقتصادية.

تشهد الجامعات السعودية إنتاجًا غزيرًا من الرسائل العلمية، التي يمكن تحويلها إلى منتجات معرفية تُطبع وتُنشر وتُتاح للجمهور المحلي والعالمي. المقترح المقدم يدعو إلى إنشاء شراكة بين الجامعات والباحثين، يتم من خلالها تقديم خدمات نشر الرسائل في المجلات العلمية، وطباعة المصنفات، وتسويقها، وترجمتها، والترويج لها على المستوى العالمي. يتم ذلك مقابل تخصيص نسبة من العائدات للمؤسسة التعليمية، بما يحقق فائدة مشتركة للطرفين.

هذا التعاون يمكن أن يحقق نقلة نوعية في استثمار الرسائل العلمية من خلال تحويلها إلى موارد اقتصادية ومعرفية. النشر في المجلات العلمية المرموقة يسهم في رفع التصنيف الأكاديمي للمؤسسات التعليمية، كما أن الترجمة والترويج يعززان من سمعة الباحث ومكانته العلمية. انتشار الأبحاث على نطاق واسع يدعم النمو الاقتصادي القائم على المعرفة ويجذب الاستثمارات، مما يبرز دور الجامعات كمؤسسات منتجة للمعرفة تساهم في تنمية الاقتصاد الوطني وزيادة القيمة المضافة. بهذا، يمكن للجامعات السعودية أن تكون في طليعة المؤسسات التي تسهم في تحقيق أهداف رؤية المملكة الطموحة.

والله أعلم وأحكم.

المصدر: صحيفة البلاد

كلمات دلالية: الملکیة الفکریة الرسائل العلمیة الفکریة فی

إقرأ أيضاً:

جامعة قناة السويس تحتفي بأبناء العاملين المتميزين بالمستشفيات الجامعية

شهدت المستشفيات الجامعية بجامعة قناة السويس تنظيم احتفال مميز لتكريم 30 طالبًا وطالبة من أبناء العاملين ممن حققوا إنجازات بارزة في المجالات العلمية والدينية والرياضية، في تقليد سنوي يعكس عمق الانتماء المؤسسي وحرص الجامعة على دعم مجتمعها الداخلي وتقدير النماذج المضيئة بين أبنائه.

جاء الاحتفال تحت إشراف عام من الدكتور أحمد أنور، عميد كلية الطب ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية، وإشراف تنفيذي من الدكتورة مروة عرابي، نائب المدير التنفيذي للمستشفيات الجامعية، والدكتور محمود أحمد حسن، مدير المستشفى الجامعي، وبمشاركة الدكتور أحمد مهدي، نائب مدير المستشفى الجامعي، بما يؤكد تكامل الجهود داخل المنظومة الصحية للجامعة.

انطلقت فعاليات الحفل بالسلام الوطني لجمهورية مصر العربية، تلاه تلاوة قرآنية عطرة بصوت الطالب عمر حسن، ثم تقدّم الطلاب المكرمون في طابور العرض الذي عكس روح الفخر وتقدير الأسرة الجامعية لإنجازاتهم.

وخلال الحفل، ألقى الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، كلمة أعرب فيها عن اعتزازه البالغ بالمستشفيات الجامعية، مؤكدًا أنها تمثل محورًا رئيسيًا ضمن أولويات الجامعة، وأن ما تشهده من تطوير وتحديث يعكس التزامًا حقيقيًا بالارتقاء بالخدمات الصحية والتعليمية على حد سواء.

وأشار إلى حجم التحديات التي صاحبت عملية التطوير، مشيدًا بالجهود التي تبذلها إدارات المستشفيات في تحقيق التوازن بين تقديم خدمة طبية متميزة وتنظيم فعاليات هادفة وداعمة لمجتمع الجامعة.

ووجه رئيس الجامعة الشكر لإدارة المستشفيات على عطائهم المستمر، مختتمًا كلمته بتهنئة أبنائه الطلاب المكرمين ومتمنيًا لهم دوام التفوق والنجاح.

من جانبه، أكد الدكتور أحمد أنور أن الاحتفال بتكريم المتفوقين أصبح واحدة من أهم المناسبات السنوية التي تحرص المستشفيات الجامعية على إقامتها، تقديرًا لأبناء العاملين وتشجيعًا لهم على مواصلة التميز، مشيرًا إلى أن هذا التكريم يأتي بدعم مباشر من رئيس الجامعة الذي يولي المستشفيات الجامعية أهمية كبيرة في خططه التطويرية.

وأوضحت الدكتورة مروة عرابي أن المستشفى الجامعي يشهد خلال الفترة الحالية طفرة في مستوى الأداء والتجهيزات والخدمات، مؤكدة أن استمرار تنظيم هذا الاحتفال يعكس التزام المستشفى بتعزيز الروابط الإنسانية بين العاملين وأسرهم. وأشارت إلى أن الأعوام القادمة ستشهد المزيد من الدعم والأنشطة الهادفة للاحتفاء بالطاقات الواعدة من أبناء العاملين.

وتضمن الاحتفال عرض فيلم وثائقي استعرض إنجازات الطلاب المكرمين ومشاركاتهم المتميزة، قبل أن تُختتم الفعاليات بتسليم شهادات التقدير وسط أجواء احتفالية مفعمة بالفخر والامتنان، بما يعكس إصرار الجامعة على تكريم التفوق وتشجيع الإبداع في مختلف المجالات.

وجرى تنظيم الاحتفال بإشراف إدارة العلاقات العامة والإعلام بالمستشفيات الجامعية، استمرارًا لنهج جامعة قناة السويس في دعم أبنائها وتقدير دور العاملين في نجاح المنظومة العلاجية والأكاديمية على حد سواء.

مقالات مشابهة

  • زورت أكثر من مليون شهادة.. ضبط شبكة لتزوير الشهادات الجامعية في الهند
  • مدرسة التربية الفكرية بأسيوط تشهد تطوير شامل وتحسين الخدمات التعليمية
  • محمد موسى يهاجم حملات التشويه ويكشف دور "نعناعة" و"سكسكة" في بث الرسائل المضللة
  • رئيس الأعلى للإعلام يلتقي مسؤولي جوجل لبحث ملف حقوق الملكية الفكرية
  • تعليم أسيوط يتابع التشطيبات النهائية لأعمال تطوير مدرسة التربية الفكرية
  • التعليم العالي تحدد آخر موعد للمنح الجامعية
  • فصل 14 طالبًا بعلوم بنها لمخالفتهم القواعد والقيم الجامعية
  • المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
  • جامعة قناة السويس تحتفي بأبناء العاملين المتميزين بالمستشفيات الجامعية
  • "فصل 14 طالبًا بجامعة بنها لعدم الالتزام باللوائح والقيم الجامعية