زنقة 20. الرباط

بقلم: منصف الادريسي

في مشهد سياسي يوحي بالارتباك والعجز عن مواجهة التحديات، ظهرت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، تحت قبة البرلمان، ليس لتقديم حلول أو رؤى استراتيجية، بل لتقديم نفسها كشاهدة عيان على قطاع يقف على حافة التحولات الكبرى.

فخلال اجتماع لجنة مراقبة المالية العامة والحكامة يوم الأربعاء الماضي، والذي خُصص لمناقشة الحكامة المالية للوكالة المغربية للنجاعة الطاقية وبرامجها المستقبلية، اختارت الوزيرة أن تُلقي بكامل العبء على المدير العام للوكالة، محمد بنيحيى، متجنبة تحمل مسؤوليتها كقائدة يفترض أنها تقود قطاعًا استراتيجيًا وحيويًا.

تحت قبة البرلمان، حيث الكلمات لا تعني شيئًا ما لم تترجم إلى أفعال، لم تقدم ليلى بنعلي سوى خطابٍ فارغ، يفتقر إلى العمق السياسي والمسؤولية الأخلاقية. بدت وكأنها تضع نفسها خارج المعادلة، محاولةً تصوير بنيحيى كالمسؤول الوحيد عن الإخفاقات، في تجاهل صادم لدورها القيادي.

هذا السلوك لم يمر دون ردود غاضبة، حيث انتفض برلمانيون عن حزب التقدم والاشتراكية، معتبرين تصريحات الوزيرة “هروبًا سياسيًا مكشوفًا”، وأكدوا أنها تهربت من تحمل مسؤوليتها القانونية والأخلاقية أمام مؤسسة دستورية تُناط بها محاسبة المسؤولين لا تبرير فشلهم.

أحد برلمانيي الحزب لم يتردد في التصريح بشكل حاد: “السيدة الوزيرة تنصلت من مسؤوليتها بالكامل، وكأنها مجرد ملاحظة من الخارج.

أين هي من الاستراتيجية الوطنية للطاقة التي وضع أسسها جلالة الملك محمد السادس قبل 15 عامًا؟

وأين هي من قيادة هذا القطاع نحو تحقيق الأهداف الكبرى التي تحتاجها بلادنا؟

أن تلقي اللوم على المدير العام لوكالة تابعة لوزارتها هو تصرف غير مقبول سياسيًا وأخلاقيًا.”

وأضاف البرلماني نفسه أن الوزيرة “لم تُظهر أي نية واضحة لتحمل دورها المركزي في إعداد السياسات الطاقية وتنفيذها، وهو ما يُظهر عجزًا في القيادة وفقدانًا للرؤية.”
إن الدعوة الملكية الأخيرة لإعادة هيكلة الهيئة الوطنية لضبط الكهرباء، والتي تمثل جزءًا من رؤية شاملة للإصلاح الطاقي، كانت إشارة ملكية واضحة إلى الحاجة الملحة لتغيير شامل وجذري في القطاع.
كما أن توسيع اختصاصات الهيئة لتشمل الطاقات المتجددة، الغاز الطبيعي، والهيدروجين، لم يكن سوى خطوة أخرى ضمن خارطة طريق استراتيجية تهدف إلى تعزيز السيادة الطاقية المغربية.

ومع ذلك، فإن الوزيرة بنعلي، بدلًا من مواكبة هذه الدينامية الملكية، أظهرت عجزًا فاضحًا في التعامل مع التحديات الدولية والفرص الوطنية التي تلوح في الأفق.

في كواليس البرلمان، لم يكن الاستياء من تصريحات الوزيرة مقتصرًا على كلمات البرلمانيين، بل كان واضحًا على وجوههم، تعبيرًا عن شعور عارم بأن الوزارة تسير بلا قيادة سياسية حقيقية.

“المرحلة تحتاج إلى شجاعة سياسية ووضوح في الرؤية، لا إلى مراوغة وتحميل المسؤولية للآخرين”، يقول أحد البرلمانيين، مضيفًا أن “المغاربة بحاجة إلى من يقف بجانبهم في هذه المرحلة الحرجة من التحول الطاقي، وليس إلى من يتهرب من مواجهة الحقيقة.”

المغاربة الذين يتطلعون إلى تحقيق السيادة الطاقية وتحويل البلاد إلى قوة إقليمية في مجال الطاقات المتجددة والهيدروجين الأخضر، يجدون أنفسهم أمام وزير لا يتحمل مسؤولياته، وقطاع يراوح مكانه بسبب غياب القيادة.

إن الرؤية الملكية واضحة، والتوجيهات السياسية حازمة، لكن الوزيرة بنعلي، التي كان يُفترض أن تكون في طليعة هذا الإصلاح، تبدو وكأنها غريبة عن تفاصيل القطاع وعن متطلبات المرحلة.
الزمن يمضي، والمغرب لا يمكنه الانتظار أكثر. إن استمرار هذا البطء في التحرك، وهذا العجز في إدارة الملفات، لن يؤدي سوى إلى خسارة فرص تاريخية يمكن أن تحول المملكة إلى نموذج عالمي في مجال الانتقال الطاقي.

المصدر: زنقة 20

إقرأ أيضاً:

أحمد آدم: استضافة بطولة إفريقيا للبوتشيا دليل على ريادة مصر للعبة

أكد الدكتور أحمد آدم، رئيس الاتحاد المصري للبوتشيا، أهمية تنظيم البطولة الإفريقية المؤهلة لكأس العالم في كوريا 2026، والتي تستضيفها مصر خلال الفترة من 29 يوليو الجاري حتى 2 أغسطس المقبل، على صالة حسن مصطفى بمدينة السادس من أكتوبر، تحت رعاية وزارة الشباب والرياضة.

وفي كلمته خلال حفل افتتاح البطولة، أشار آدم إلى أن استضافة مصر لهذا الحدث القاري تعكس ريادتها في رياضة البوتشيا، وهو ما تؤكده النتائج المحققة، إلى جانب قدرتها الكبيرة على تنظيم البطولات الدولية بنجاح.

وأشاد بدور الدكتور أشرف صبحي، وزير الشباب والرياضة، في دعم اللعبة وحرصه على انتظام البطولات والمعسكرات، إلى جانب تحفيزه المستمر للاعبين.

وأضاف: "نحن فخورون بثقة الاتحاد الدولي في إسناد البطولات الكبرى لمصر، ونؤكد قدرتنا على تنظيم أبرز الأحداث الرياضية، في ظل الرعاية الكبيرة التي تحظى بها الرياضة من الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية".

كما أوضح آدم أن أبطال مصر في البوتشيا أصبحوا في مكانة فنية متميزة على المستوى القاري، ويخطون خطوات واثقة نحو التأهل لأولمبياد لوس أنجلوس 2028.

وتشهد البطولة مشاركة منتخبات: تونس، جنوب إفريقيا، ناميبيا، بالإضافة إلى مصر المستضيفة. وتنطلق المنافسات يوم الأربعاء 30 يوليو، وتُختتم في 2 أغسطس، على أن تبدأ الوفود المشاركة في المغادرة في اليوم التالي.

ويُعد إسناد البطولة الإفريقية إلى الاتحاد المصري للبوتشيا تأكيدًا على ثقة الاتحاد الدولي في قدرة مصر الدائمة على تنظيم البطولات بنجاح على الصعيدين القاري والدولي.

يُذكر أن البوتشيا رياضة بارالمبية تعتمد على التحكم العضلي والدقة، وتُمارس من وضع الجلوس، ويهدف اللاعبون إلى رمي كرات جلدية (حمراء أو زرقاء) بالقرب من كرة بيضاء صغيرة تُسمى "الجاك"، ويتنافس اللاعبون في فئات فردي، زوجي، أو فرق، لتسجيل أكبر عدد من النقاط.

طباعة شارك للبوتشيا أحمد آدم رئيس الاتحاد المصري للبوتشيا البطولة الإفريقية المؤهلة لكأس العالم افتتاح البطولة الإفريقية

مقالات مشابهة

  • «المالية»: 301 مليار ريال إيرادات الربع الثاني من 2025.. والعجز يسجل 34 مليارًا
  • احتياطيات ضخمة من الهيدروجين الطبيعي تحت قشرة الأرض
  • فتاة تروي لحظات الرعب التي عاشتها مع سقوط لعبة 360 في منتزة الجبل الأخضر بالطائف.. فيديو
  • القائم بأعمال سفارة جمهورية أذربيجان بدمشق لـ سانا: القمة التي جمعت السيدين الرئيسين أحمد الشرع وإلهام علييف في العاصمة باكو في الـ 12 من تموز الجاري خلال الزيارة الرسمية للرئيس الشرع إلى أذربيجان، أثمرت عن هذا الحدث التاريخي الذي سيسهم في تعزيز التعاون ا
  • بالصور: ليلى أحمد، طفلة غزة التي تقاوم الجوع وتكتب حكاية صمود
  • أحمد آدم: استضافة بطولة إفريقيا للبوتشيا دليل على ريادة مصر للعبة
  • حركة الأحرار الفلسطينية تدين الصمت العربي والعجز الدولي عن وقف جرائم الإبادة في غزة
  • حكومة الفشل، وحكومة الأمل، هل يستويان مثلا !!
  • الذايدي ينتقد سياسة الدعم: هل أصبح الفشل طريقًا لفتح الخزائن؟
  • تعاون بين "ميناء صحار" وشركة سويسرية لتطوير سلسلة قيمة الهيدروجين الطبيعي