لنُحافظ على أسرنا الاردنية ونُعليّ من قيم التكافل فيها..
تاريخ النشر: 13th, January 2025 GMT
لنُحافظ على أسرنا الاردنية ونُعليّ من #قيم_التكافل فيها..
ا.د #حسين_طه_محادين*
(1)
علميا وحياتيا ؛ علينا نؤمِن حقاً وبوعي ناجز، أن الأسرة هي جدارنا الاخير في الحفاظ على إنسانيتا واستمرارية نمو وتطور مجتمعنا الوطني كأردنيين عربا ومسلمين، كيف لا؟.
ونحن في عالم مادي تعولم والهادف الى تعميم فلسفته في هدم بنائها المُعيق لسيادته الربحية الجشعة،قيما مادية وفردانية مطلقة، لاننا في الاسرة نتعلم الحلال والحرام،السلوكيات المسموح ممارستها والمنهي عنها لذا تستهدفها العولمة كما يؤكد الواقع الدولي الذي نعيشه بمرارة وكما تشير مهددات الاسرة الكثيرة للأسف.
(2)
لعل ما يعيشه مجتمعنا من وقائع مثل “ارتفاع نِسب الطلاق، تأخر سن الزواج جراء ارتفاع المهور والمتطلبات المصاحبة له، الفقر والبِطالة، ارتفاع اعداد المنتحرين، الاغتراب الموجع والمتنامي في بيئتنا الاسرية الذي يُفضي- كما تؤكد إطروحات علم اجتماع الأسرة- الى ظهور الجرائم بين افراد اسرنا والغريبة عن جوهر ثقافتنا السمحاء, ليتسع هذا الاغتراب فيشمل التغير المتسارع في طبيعة العلاقات المتبادلة بين الاباء/الازواج فيما بينهم ومع ابنائهم كذلك من جهة اولى.
ومن الجهة الثانية حجم واتجاه التغيرات العميقة في العلاقة بين الاسرة كتنظيم ديني واجتماعي اساس مع محيطها العشائري والمناطقي احساسا وضعف التكافل والاحاسيس المشتركة التي كانت سائدة من قبل الواقع الراهن.
اما على الجهة الثالثة وهي باجتهادي، الاقوى تأثيرا وتغييرا على البناء الاسري نفسه ، وهو التهديد العولمي الخارجي والطاغي على الاسرة والمجتمع معا، وهو مناقض لجوهر حضارتنا التضامنية النبيلة، في استهدافه لأبنائنا واباؤهم في الاسرة، وبالتالي دوره في نخر بنية وجوهر التراحم في اسرنا عبر خلقه نوعا من تصادم الادوار لأعضائها عِوضا عن تكامل تلك الادوار الانسانية بقيادة الابوين، وبالترابط في ذات الوقت ايضا مع الغزو والإدمان التكنولوجي المهول لحياتنا الذي اخذ جراء اساءة توظيفنا الايجابي له، حتى اخذ يغير وبالتدرج منظومتنا القيمية فكرا، صورا،لغة ، جنساً الكترونيا بالتناغم مع النمط الغربي العولمي خصوصا عبر ما اسميه ب “ثقافة الصورة” التي تُشجع على التقليد والمحاكاة لما نشاهده من خلالها، اضافة لسعيها الحِرفيّ المصاحب لادماننا لها تحديدا عبر هواتفنا الخلوية الواسعة الانتشار والتي اصبحت ظلُنا الجديد من الاطفال وحتى الكهول، فعبرها تُعمم ثقافة وسلوكيات تسيّد الفردية والاستهلاك المظهري في اسرنا ومجتمعنا في آن متجسدا في عبارة “انا وبس/الخلاص فردي ” وكلها عوامل متكاملة وهادفة بالضد من اسرنا ولا تخدم ايضا استمرار وتوسع واقع القيم الاسرية المُميّزة لنا كمجتمع عربي مسلم يستند اليها اولا في توفير السُكنى والعفة، وتقليل فرص ومظاهر اغتراب الاباء والامهات والابناء عن احساسهم الجماعي والتساندي مع حواضهم السوّية التي تتمثل في بقاء قيم التكافل الجماعي والديني بين افراد اسرنا في العناوين الاقتصادية والاجتماعية والاخلاقية في المحصلة .
(3)
هذه دعوة جادة لكل مؤسسات الوطن والجامعات ومراكز الابحاث وقادة الرأي الفكري والاعلامي لعقد مؤتمر وطني للتفكر والعمل الاجرائي لحماية اسرنا وتسهيل اسباب الزواج فيها كجزء مستعجل للحفاظ على بناء توازن شبابنا واهاليهم ، وللحد من تنامي ما اسميه مجازا ب “الجريمة في الاسرة الاردنية” التي أخذت في الازدياد ياللوجع…فهل نحن فاعلون..؟. حمى الله اردننا الحبيب وأسرنا الطيبة والمغالبة فيه. قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: قيم التكافل
إقرأ أيضاً:
الأشهر الحرم.. تعرف على خصائصها وفضلها وما يجب تجنبه فيها
ما هي الأشهر الحرم؟ سؤال أجابت عنه دار الإفتاء المصرية عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك.
قالت دار الإفتاء المصرية إن الأشهر الحرم هي التي أشار إليها القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ﴾ [التوبة: 36].
وأوضحت عبر صفحتها الرسمية على فيس بوك إن الأشهر الحرم هي: ذو القعدة، وذو الحجة، والمحرم، ورجب.
واشارت الى ان هذا التحديد وردت به الأخبار عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَالَ: «إنَّ الزَّمَانَ قَدْ اسْتَدَارَ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ خَلَقَ اللهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ، السَّنَةُ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا، مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ، ثَلاثٌ مُتَوَالِيَاتٌ: ذُو القَعْدَةِ وَذُو الحِجَّةِ وَالمُحَرَّمُ، وَرَجَبُ مُضَرَ الَّذِي بَيْنَ جُمَادَى وَشَعْبَانَ» رواه البخاري.
كشف مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، عن خصائص الأشهر الحرم، وقال: إنه في هذه الأشهر يُضاعِفُ الله سُبحانه لعباده الأجرَ والثواب، كما يُضاعف الإثمَ والذنبَ، لعظمةِ وحرمة هذهِ الأشهر.
وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، على حرمة القتال فيها؛ قال تعالى: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الشَّهْرِ الْحَرَامِ قِتَالٍ فِيهِ قُلْ قِتَالٌ فِيهِ كَبِيرٌ وَصَدٌّ عَن سَبِيلِ اللهِ وَكُفْرٌ بِهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَإِخْرَاجُ أَهْلِهِ مِنْهُ أَكْبَرُ عِندَ اللهِ...}. [البقرة: 217].
كما يعد من خصائص الأشهر الحرم، تشديدُ حرمةِ الظلم فيها؛ قال تعالى: {...فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنفُسَكُم...}. [التوبة: 36].
وتشتمل الأشهر الحرم على فرائضَ وعباداتٍ موسمية ليست في غيرها، واجتماع أمهات العبادات في هذه الأشهر، وهي: الحج، والليالي العشر من ذي الحجة، ويوم عرفة، وعيد الأضحى، وأيام التشريق، ويوم عاشوراء، وليلة الإسراء والمعراج -على المشهور-.
من خصائص الأشهر الحرم أن الذنوب فيها أعظم من غيرها، قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة: 36) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضاعف لقوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» (الحج: 25)، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام.
-إن الظلم في الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء"،
-أنه يحرم في الأشهر الحرم ابتداء القتال- ابتداء قتال الأعداء على القول الراجح - لقوله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ» (المائدة: 2)، ولقوله تعالى: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ» (التوبة: 5).
فضائل الأشهر الحرم-من فضائل الأشهر الحرم : أن أعمال الحج كلها تقع في ذي الحجة، قال تعالى: «الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ» قال البخاري: قال ابن عمر: هي شوال، وذو القعدة، وعشر من ذي الحجة»
-النبي صلى الله عليه وسلم أدى العُمرة أربع مرات كانت في الأشهر الحرم، كما يقول ابن القيم رحمه الله: وقد علق على ذلك بقوله: لم يكن الله ليختار لنبيه صلى الله عليه وسلم في عمره إلا أَوْلى الأوقات وأحقها بها، وقال: فأولى الأزمنة بها - أي العمرة - أشهر الحج وذو القعدة أوسطها، وهذا مما نستخير الله فيه، فمن كان عنده فضل علم، فليرشد إليه»
وكذلك من فضائل الأشهر الحرم أن فيها عشر ذي الحجة التي أقسم الله بها في كتابه، وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنها من أفضل الأيام، وأن العمل الصالح فيها أعظم من غيرها، روى البخاري والترمذي من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ الْعَشْرِ»، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ صلى الله عليه وسلم: "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ».
- وفي الأشهر الحرم يوم عرفة، ويوم النحر، ويوم القر، وأيام التشريق، وهي من أعظم الأيام عند الله، وعيد أهل الإسلام، روى أبو داود في سننه من حديث عبد الله بن قرط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إِنَّ أَعْظَمَ الأَيَّامِ عِنْدَ اللهِ تَعَالى يَوْمُ النَّحْرِ، ثُمَّ يَوْمُ الْقَرِّ».
-وفي الأشهر الحرم: صيام شهر الله المحرم، فقد روى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللهِ الْمُحَرَّمُ»
-وفي الأشهر الحرم : يوم عاشوراء الذي أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن صيامه يكفر السنة الماضية، وهو اليوم الذي أنجى الله فيه موسى وقومه وأغرق فرعون وقومه.
ما يجب تجنبه فى الأشهر الحرم
وينبغي على المسلم أن يتجنب في الأشهر الحرم ومنها شهر محرم 3 أمور، هي:
1- الذنوب فيها أعظم من غيرها، قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: «فَلَا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ» (التوبة: 36) أي في هذه الأشهر المحرمة، لأنها آكد وأبلغ في الإثم من غيرها، كما أن المعاصي في البلد الحرام تُضاعف لقوله تعالى: «وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ» (الحج: 25)، وكذلك الشهر الحرام تغلظ فيه الآثام.
2- الظلم في شهر محرم وسائر الأشهر الحرم أعظم خطيئة ووزرًا من الظلم فيما سواها، وإن كان الظلم على كل حال عظيمًا، ولكن الله يعظم من أمره ما يشاء"،
3- يحرم في الأشهر الحرم ومنها شهر محرم ابتداء القتال- ابتداء قتال الأعداء على القول الراجح - لقوله تعالى: «يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلَا الشَّهْرَ الْحَرَامَ» (المائدة: 2)، ولقوله تعالى: «فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ» (التوبة: 5).
ومن أفضل الأعمال في الأشهر الحُرم:
1- الإكثار من العمل الصالح
2- الاجتهاد في العبادات "الصلاة على وقتها، النوافل، قيام الليل..."
3- الابتعاد عن المعاصي
4- الإكثار من الصدقات