تواصلت الجهود المكثفة في العاصمة القطرية الدوحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، بالتزامن مع مفاوضات حول صفقة لتبادل الأسرى، تحت إشراف وسطاء قطريين، مصريين، وأمريكيين.

مسودة الاتفاق والتقدم الملموس

كشفت القناة 13 الإسرائيلية عن تسلم الطرفين مسودة الاتفاق، مشيرة إلى أن الردود الإيجابية من حماس قد تُسرّع من توقيع الاتفاق خلال الأيام القادمة.

تحركات ميدانية: تفكيك منشآت إسرائيلية

أعلنت مصادر إسرائيلية بدء جيش الاحتلال تفكيك منشآت كان قد أقامها سابقًا في محور نتساريم بوسط قطاع غزة، في خطوة تُقرأ كجزء من الترتيبات المرتبطة بالمفاوضات الجارية.

تصاعد العدوان: شهداء ودمار جديدمجازر جديدة في غزة

واصل الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب المجازر بحق المدنيين في قطاع غزة، حيث أسفرت غارات جديدة عن:

19 شهيدًا و71 مصابًا، بينهم أطفال ونساء، في قصف استهدف تجمعات للنازحين في غزة وخان يونس.وصول حصيلة العدوان إلى أكثر من 46،584 شهيدًا و109،731 مصابًا منذ بداية الحرب في أكتوبر 2023.تصعيد في الضفة الغربية

شنت قوات الاحتلال حملة اعتقالات واسعة في مدن الضفة الغربية:

نابلس: اقتحام مخيم العين واعتقال 5 فلسطينيين.بيت لحم: اعتقالات عشوائية استهدفت مدنيين.مخاوف من مخططات تهجير وضمتحذيرات فلسطينية

حذرت وزارة الخارجية الفلسطينية من خطط إسرائيلية لتوسيع سياسة التهجير والضم في الضفة الغربية، مشيرة إلى:

تحريض على التهجير القسري لسكان غزة نحو الضفة.توسيع المستوطنات وضم الأراضي ضمن سياسات منهجية تستهدف القضاء على الوجود الفلسطيني.دعوات دولية

طالبت وزارة الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي، وخاصة مجلس الأمن، باتخاذ خطوات عملية لوقف تغول الاحتلال وحماية حقوق الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أن حكومة نتنياهو تستخدم العنف كوسيلة لتعزيز سلطتها، ما يهدد الاستقرار الإقليمي.

المصدر: بوابة الفجر

إقرأ أيضاً:

الانسحاب الصهيوأمريكي من مفاوضات الدوحة.. تكتيك تفاوضي أم تمهيد لتصعيد شامل؟..

بقلم: د. محمد أبو طربوش ..

شهدت مفاوضات الدوحة الرامية إلى وقف إطلاق النار في غزة تطورًا مفاجئا مع إعلان انسحاب الوفدين الأمريكي والصهيوني. فتحت هذه الخطوة باب التكهنات حول دوافعها الحقيقية، لا سيما في ظل حالة الجمود السياسي والميداني التي تلف المشهد. 
يضعنا التحليل الاستراتيجي للوضع الراهن أمام سيناريوهين رئيسيين، أحدهما يبدو أكثر ترجيحًا في ضوء المعطيات الحالية.
السيناريو الأول: التصعيد وكسر إرادة المقاومة
يرجّح هذا السيناريو أن الانسحاب ليس مجرد مناورة سياسية، بل خطوة تمهيدية لمرحلة جديدة من التصعيد الوحشي، تهدف إلى فرض الاستسلام على المقاومة.
يتوقع هذا السيناريو أن ترفع الدوائر الصهيوأمريكية وتيرة الإبادةالجماعية ضد المدنيين في غزة بشكل غير مسبوق، مع تنفيذ اغتيالات نوعية لقادة المقاومة في الداخل والخارج في محاولة لشل قدراتهم. بالإضافة إلى ذلك، سيُستخدم الإعلام والحرب النفسية بشكل مكثف لإعادة تشكيل الرواية الدولية وتبرير هذا التصعيد.
وتستند هذه الفرضية إلى قناعة راسخة لدى الأطراف الصهيوأمريكية بأن القوة العسكرية المفرطة هي الأداة الوحيدة لتحقيق أهداف الحرب، بعد أن فشلت الضغوط السياسية والاقتصادية في كسر إرادة المقاومة.
السيناريو الثاني: انسحاب تكتيكي للضغط التفاوضي
أما السيناريو الآخر فيرى أن الانسحاب جزء من لعبة مساومات سياسية تهدف إلى ممارسة ضغط تفاوضي على المقاومة.
يهدف هذا التكتيك إلى إجبار المقاومة على خفض سقف مطالبها، خصوصًا ما يتعلق بوقف العدوان ورفع الحصار الشامل عن غزة. كما يرمي هذا الانسحاب إلى تهيئة الأجواء لإبرام اتفاق هدنة مؤقتة، يكون الهدف الأساسي منها هو استعادة بعض الأسرى والجثامين المحتجزين.
علاوة على ذلك، يسعى هذا السيناريو إلى إعادة ترتيب الجبهة الداخلية الإسرائيلية، التي تعاني من انقسامات وتوترات، قبل استئناف أي حرب مستقبلية بشروط محسوبة ومخطط لها بعناية.
ورغم وجاهة هذا الاحتمال من الناحية التكتيكية، إلا أنه يفتقر إلى ضمانات حقيقية تمنع الاحتلال من استغلال أي هدنة لشن غدر جديد واستئناف عدوانه.
مؤشرات ترجّح التصعيد الشامل
توجد عدة مؤشرات قوية ترجّح كفة سيناريو التصعيدالشامل، أهمها استمرار هيمنة منطق القوة العسكرية على القرار الإسرائيلي والأمريكي، مما يعني أن الحلول الدبلوماسية لا تزال ثانوية في حساباتهم.
يضاف إلى ذلك ضعف الضغط الدولي والصمت العربي–الإسلامي الرسمي، ما يمنح الاحتلال هامشًا واسعًا للمضي قدمًا في مخططاته دون رادع حقيقي.
كذلك ، تعيش حكومة نتنياهو أزمة داخلية حادة، ويحتاج رئيس الوزراء إلى تحقيق”نصر وهمي” لإرضاء اليمين الصهيوني المتطرف والبقاء في السلطة.
أخيرًا، أدى الانحياز الأمريكي الكامل لإسرائيل إلى تحول واشنطن من وسيط محتمل إلى شريك مباشر في العدوان، مما يقلل بشكل كبير من أي فرصة لتدخل أمريكي ضاغط باتجاه الحل السلمي.
غزة: العقدة الاستراتيجية ومعادلة المقاومة
إن الانسحاب الصهيوأمريكي، سواء كان مناورة تفاوضية أو مقدمة لتصعيد شامل، يعكس أن غزة أصبحت العقدة الاستراتيجية للصراع. وفي كل الأحوال، أثبتت الأحداث أن كسر إرادة شعبها لم يعد خيارًا ممكنًا مهما بلغت شراسة العدوان.
هذه الحرب لا ترسم فقط ملامح صراع دموي، بل هي أيضًا تحدد ملامح مرحلة جديدة في معادلة المقاومة والتحرر في المنطقة.

هاله التميمي

مقالات مشابهة

  • الانسحاب الصهيوأمريكي من مفاوضات الدوحة.. تكتيك تفاوضي أم تمهيد لتصعيد شامل؟..
  • وزير الخارجية يتابع مع مبعوث الرئيس الأمريكي مفاوضات وقف إطلاق النار بغزة
  • عبد العاطي يبحث مع ويتكوف سبل وقف إطلاق النار في غزة واستئناف مفاوضات إيران
  • الخارجية الفلسطينية: نواصل التحرك لردع اعتداءات المستوطنين في الضفة الغربية
  • «تحاول إبعاد مسئوليتها عن الإبادة».. إيران ترفض مزاعم أمريكا حول التدخل في مفاوضات غزة
  • الخارجية الفلسطينية: إسرائيل تستخدم التجويع كأداة للضغط بهدف التهجير القسري
  • تقرير: نتنياهو يدرس ضم أراض في غزة حال فشلت مفاوضات وقف إطلاق النار
  • إيران تنفي مزاعم التدخل في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة
  • عدتها جزءًا من مؤامرة التهجير القسري.. الخارجية الفلسطينية تُحذِّر من مخططات الاحتلال الإسرائيلي لضم قطاع غزة تدريجيًا
  • كواليس مفاوضات وقف النار في غزة وأسباب انقلاب إسرائيل