في خطوة تعكس التزام جامعة الدول العربية بتعزيز التعليم ومكافحة الأمية في العالم العربي، أعلن الدكتور فراج العجمي، مدير إدارة التربية والبحث العلمي، عن التحضير لعقد عربي جديد لمحو الأمية وتعليم الكبار. هذا الإعلان جاء خلال احتفال الأمانة العامة باليوم العربي لمحو الأمية، حيث تم تسليط الضوء على التحديات الجديدة التي تواجه التعليم في عصر التكنولوجيا المتسارعة.

ومع تفشي ظاهرة الأمية في العديد من الدول العربية، تبرز الحاجة الملحة لتطوير استراتيجيات تعليمية تواكب المستجدات العالمية، خاصة في مجالات الذكاء الاصطناعي والتكنولوجيا الرقمية. 

  

أكد الدكتور فراج العجمي، مدير إدارة التربية والبحث العلمي بجامعة الدول العربية، أن الجامعة بصدد إعداد العقد العربي الثاني لمحو الأمية وتعليم الكبار، بالتعاون مع الدول العربية والمنظمة العربية للتربية والثقافة "الإلكسو"، وذلك بعد انتهاء العقد الأول. جاء ذلك خلال احتفال الأمانة العامة لجامعة الدول العربية باليوم العربي لمحو الأمية، تحت شعار "مستقبل تعليم وتعلم الكبار في مصر والعالم العربي".

وأشار العجمي إلى أن إطلاق العقد الجديد يهدف إلى التكيف مع التحديات المعاصرة في مجال محو الأمية، مشدداً على أهمية دور المجتمع المدني كشريك رئيسي في تنفيذ خطط محو الأمية. 

من جانبه، أكد الدكتور عيد عبد الواحد، رئيس الهيئة العامة لتعليم الكبار ومحو الأمية، أهمية دمج التوعية والتعايش الرقمي في برامج تعليم الكبار. وأشار إلى ضرورة التفكير في مستقبل محو الأمية، حيث يتطلب الأمر استراتيجيات تتجاوز القراءة والكتابة إلى مهارات تتعلق بالوسائط الإلكترونية.

وأوضح أن جهود محو الأمية تحتاج إلى تكاتف عربي، مؤكداً أهمية وضع معايير جديدة للمعلمين وأطر تعليمية مبتكرة لتحقيق الأهداف المشتركة في هذا المجال.

ومن جانبها تناولت السفيرة مشيرة خطاب، رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، الأبعاد المختلفة للأمية، والتي ترتبط بشكل وثيق بالفقر، مشيرة إلى أن الأمية لا تمثل مجرد عائق تعليمي، بل تهدد التنمية الاقتصادية والاجتماعية والأمن القومي في المنطقة. وقد أبدت خطاب تفاؤلاً حيال الجهود المصرية في هذا المجال، مؤكدة على أهمية وضع خارطة طريق شاملة لحل المشكلة.

أكدت رئيسة المجلس القومي لحقوق الإنسان، على ضرورة التنسيق بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني للقضاء على الأمية، مشددة على أهمية وجود خارطة طريق لحل هذه المشكلة في الوطن العربي. وأشارت خطاب إلى التزام الدول العربية بتوفير التعليم لكل المواطنين، بموجب المواثيق والعهود الدولية لحقوق الإنسان التي وقعت عليها.

ولفتت إلى العلاقة المتبادلة بين الأمية والفقر، حيث يؤدي الفقر إلى الأمية، وتكرس الأمية الفقر، مما ينعكس سلبًا على تعليم الأطفال في الأسر الفقيرة، خاصة الفتيات. وأشادت بنجاح وزارة التربية والتعليم في تقليل الكثافة في الفصول، مشيرة إلى أن الأطفال الفقراء يحتاجون إلى جودة أعلى من التعليم لضمان استمرارهم في المدارس.

كما أشارت إلى التطورات الكبيرة في مصر في مجالات الرعاية الصحية، مما ساهم في زيادة متوسط الأعمار ونسب كبار السن، وهو ما يعكس اهتمام الدولة بمحو الأمية. 

وأثنت جليلة العبادي، مدير إدارة التربية بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم "الألكسو"، على الجهود المصرية في محو الأمية، مؤكدة على أنها ليست مجرد قضية تعليمية بل استثمار في مستقبل الأمة. وشددت على ضرورة تضافر الجهود العربية لمواجهة الأمية، وتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ البرامج والمشاريع ذات الصلة.

وحذرت العبادي من التحديات المرتبطة بالتوسع العمراني السريع والهجرة والنزاعات، داعية إلى تطوير استراتيجيات جديدة لمواجهة هذه التحديات والاستفادة من التكنولوجيا الحديثة.

من جانبه، أشار الدكتور طلعت عبد القوي، رئيس الاتحاد العام للجمعيات الأهلية، إلى الالتزام الدستوري في مصر بقضايا كبار السن ومحو الأمية، مؤكدًا على دور المجتمع المدني كحلقة وصل فعالة في هذه القضية.

وفي سياق متصل، أكدت الدكتورة سحر السنباطي، رئيس المجلس القومي للطفولة والأمومة، على أهمية تحديث نظام التعليم في فصول محو أمية الكبار، ليتماشى مع المجال الرقمي، مشددة على ضرورة إدماج حقوق وواجبات المواطن في المناهج التعليمية.

تتفاوت نسبة الأمية بين الدول العربية، ولكنها بشكل عام أعلى من المتوسط العالمي.

وأوضح مرصد الألكسو أن عدد الأميين في العالم العربي سيضاهي 100 مليون شخص بحلول العام 2030.

 تشير التقديرات إلى أن نسبة الأمية الكلية في الوطن العربي تتراوح بين 25% و30%، مع ارتفاع هذه النسبة بين النساء والأفراد في المناطق الريفية.

  وتعاني النساء من نسبة أمية أعلى مقارنة بالرجال في معظم الدول العربية. هذا يعود إلى عوامل اجتماعية وثقافية عدة، منها محدودية فرص التعليم للفتيات، والتزاماتهن المنزلية.

 لا تقتصر مشكلة الأمية على عدم القدرة على القراءة والكتابة، بل تشمل أيضًا الأمية الوظيفية، وهي عدم امتلاك المهارات الأساسية اللازمة للنجاح في سوق العمل.

على الرغم من هذه التحديات، حققت العديد من الدول العربية تقدمًا ملحوظًا في مجال محو الأمية، وذلك بفضل برامج تعليم الكبار والمبادرات الحكومية والمدنية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الجامعة العربية التكنولوجيا محو الأمية التنمية المستدامة الدول العربیة تعلیم الکبار لمحو الأمیة محو الأمیة على أهمیة إلى أن

إقرأ أيضاً:

المهندسين المصرية تستضيف أعمال مؤتمر الاتحاد العربي للتنمية المستدامة

تستضيف جمعية المهندسين المصرية، بحضور نخبة من الخبراء والباحثين من معظم الدول العربية، فعاليات المؤتمر الدولي الخامس عشر للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة.

ويستمر المؤتمر، الذي ينظم بالتعاون مع جامعة الزيتونة، وتحت رعاية الجامعة العربية، على مدار يومين، ليكون منصة حوار علمي رفيعة المستوى حول مستقبل التنمية والبيئة في الوطن العربي.

ورحب المهندس فاروق الحكيم، أمين عام جمعية المهندسين المصرية، بالحضور قائلاً: "يسعدنا أن نستضيف على أرض جمعية المهندسين المصرية هذا المؤتمر الهام الذي يجمع العقول العربية المبدعة تحت سقف واحد لمناقشة قضايا مصيرية تمس حاضر ومستقبل أمتنا".

وأضاف أن جمعيتنا بجذورها الضاربة في التاريخ تفتخر دوماً بأن تكون منبراً للحوار البناء ومركز إشعاع للمعارف الهندسية والعلمية التي تخدم أهداف التنمية المستدامة، مشيداً بالجهود العربية المشتركة ودورها في مواجهة التحديات البيئية والتنموية.

من جانبه ، وجه الدكتور أشرف عبد العزيز منصور الأمين العام للاتحاد العربي للتنمية المستدامة والبيئة، الشكر إلى المهندس أسامة كمال رئيس جمعية المهندسين المصرية ورئيس الهيئة العليا للاتحاد، وإلى المهندس فاروق الحكيم، مؤكداً قيمة الشراكة مع هذا الصرح العريق الذي يعد من جذور مصر ويفتخر به كل المصريين والعرب.

وكشف منصور ، عن تنظيم معرض للمخترعين على هامش المؤتمر، مشيداً في الوقت ذاته بالتعاون المثمر مع جامعة الزيتونة الليبية.

وأعرب عن الزخم الكبير للمشاركين، مشيراً إلى أن عدد الأبحاث المقدمة تجاوز 52 بحثاً علمياً ستناقش خلال يومي المؤتمر، موضحاً انه سيتم بعد انتهاء المناقشات إصدار البيان الختامي والتوصيات لترسل إلى جامعة الدول العربية، والتي بدورها ستوزعها على جميع الجهات المختصة في الوطن العربي لدراستها وتنفيذ ما يمكن منها.

وبدوره أكد الدكتور محمدين عيد السريحي رئيس المجلس العربي للإبداع والابتكار، أن هذا المؤتمر يعد فرصة ثمينة للتقارب العربي ومظلة تجمعنا، لافتاً إلى أن "الوطن العربي يذخر بالمبدعين والمبتكرين، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في ضعف التواصل بينهم".

وقال السريحي: "علينا جميعاً أن نسعى وننشط من أجل صناعة ابتكار حقيقية في الوطن العربي، وخاصة بين مؤسسات المجتمع المدني والشركات، لتحويل الأفكار المبدعة إلى مشاريع واقعية تخدم اقتصاداتنا ومجتمعاتنا".

طباعة شارك جمعية المهندسين المصرية المهندس أسامة كمال الدول العربية الاتحاد العربي للتنمية المستدامة جامعة الزيتونة الليبية الجامعة العربية

مقالات مشابهة

  • المانحون الكبار وضحاياهم
  • برلماني: دعم البحث العلمي والابتكار ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة في مصر
  • برلمانية: تعزيز البحث العلمي والابتكار مفتاح مصر لتحقيق التنمية الشاملة وجذب الاستثمارات العالمية
  • برلمانية: دعم البحث العلمي والابتكار أساس لتحقيق التنمية المستدامة وبناء اقتصاد المعرفة في مصر
  • عاجل- مدبولي: البحث العلمي ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة وتعزيز مكانة مصر الدولية
  • “معاً” ضمن أفضل الترشيحات بـ “تحدي الفيلم القصير لأهداف التنمية المستدامة” بنيجيريا
  • المهندسين المصرية تستضيف أعمال مؤتمر الاتحاد العربي للتنمية المستدامة
  • البرلمان العربي: حماية حقوق الإنسان ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
  • رئيس البرلمان العربي: حماية وتعزيز حقوق الإنسان تمثل ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة
  • بدر: تمكين المرأة ركيزة أساسية لتحقيق التنمية المستدامة ودعم الازدهار