«البقاء للأقوى»، عبارة تتردد منذ بداية الخليقة وحتى الآن مروراً بتطور الأزمنة وتغيير التاريخ، وتفجر أشكال الحروب بجديد أسلحتها وتنوع مسبباتها، ولكن قد لا نمعن التفكير فى كيفية انتهاء هذا الأقوى نهايات بشعة، عندما نقرأ التاريخ نعلم أين ذهب كل طاغية وجبار عتى انتهك العدالة، اعتنق الظلم، دهس الرحمة والحق بلا رحمة فى إستراتيجيته الحياتية، وكيف كانت نهايات هؤلاء الجبابرة إذ أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر وأذل منهم الأعز مهما طالت بهم الحياة ومهما سطروا صفحات التاريخ الدامى بأرواح البشر من ضحايا استبدادهم وطغيانهم.
نقرأ التاريخ وندرك أن من صنعوا أو حاولوا صناعة عالم متوحش دموى لا إنسانى معتمدين على قوتهم وجبروتهم وجيوشهم وأسلحتهم، إنتهى بهم الأمر إلى أن أصبحوا هم أنفسهم ضحية هذا التوحش الذى صنعوه، وجاءت نهايتهم فى أبشع الصور، بالقتل الوحشى، بالإعدام، بالانتحار أو بأمراض بشعة أنهكت قوتهم وأذلت جبروتهم قبل أن تقضى عليهم، ولا يطول الانتقام الإلهى الجبابرة فقط، بل يمتد عقابه سبحانه وتعالى ليطول المحيط المجتمعى الذى أيد هذا الطاغية، وكل من تواطأ معه ولو بالصمت المريب، نعم ينتقم الله من الجبارين وبطانتهم وجنودهم ومن أموالهم ومن مدنهم التى عمروها على حساب خراب واستنزاف شعوب ودول أخرى، وينصف الشعوب المغلوبة على أمرها التى عانت من الظلم والاضطهاد ولو بعد حين، ففى التاريخ الحديث نرى موسولينى الفاشى الدموى الذى استخدم غاز الخردل فى تصفية من صنفهم أعداء مشروعه الفاشى، هتلر زعم أشهر تصفيات عرقية فى التاريخ، هوشى منه الزعيم الفيتنامى الشيوعى الذى قتل ربع مليون من الشعب بزعم أنهم معارضين له، يحيا خان الرئيس الباكستانى الذى أعلن الأحكام العرفية منذ توليه حكم بلده وأعلن حرباً على بنجلاديش وقتل فيها أكثر من ربع مليون شخص، بول بوت الكمبودى زعيم حركة الخمير الحمر الذى أباد أكثر من ٢٥% من شعب كمبوديا لمناهضتهم حركته، ليوبولد الثانى ملك بلجيكا الذى نفذ أبشع سياسات الاستعمار والقمع فى كنغوليا مما أدى لمقتل ١٥ مليون كنغولى، عيدى أمين الذى أباد عشرات الآلاف من الشعب الأوغندى، سوهارتو الرئيس الإندونيسى السابق الذى نفذ مذابح بشعة فى حربه على تيمور الشرقية، كثيرون هم، وجميعهم كانت نهاياتهم بشعة، ولا يزال الكثير من الطغاة على الساحة الأن على رأسهم نتنياهو بكل ما يواصل تنفيذه من حرب الإبادة ضد غزة وكل فلسطين.
الجبار تصنعه البطانة التى حوله، يصنعه خنوع الشعوب واستسلامهم وركوعهم، يصنعه تقاعس العالم واكتفاؤه بالمشاهدة حين يكون الجبار معتدياً على شعب دولة أخرى، وتخدع الدنيا الملوك والزعماء على عروشهم، فتزين لهم القوة والجبروت، توهمهم بالخلود لتتلقفهم الشياطين وتمعن فى تزيين الأمر لهم، خاصة عندما لا يعجل الله بعقابه لهم، فيعتقدون أنهم ملكوا الدنيا وما عليها ولا معاقب لهم، بل منهم بالطبع من ينسى الله أو لا يعتقد حتى فى وجوده حتى مع وجود ثواب وعقاب وجنة ونار. ونتساءل كثيراً لماذا يمهلهم الله ويرجئ عقابه لهم إلى حين، الإجابة منطقية وقد لا يقبلها البعض، بأن الله يمهل الطاغى لأمرين، إما أن يعود عن طغيانه ويعدل ويتوب ويصلح ما أفسده، وإما يزداد طغيانه حتى يعرفه العامة بعد الخاصة ويشهد على ظلمه العالم ليكون العقاب عظيماً، ويقول الله سبحانه وتعالى «وأملى لهم إن كيدى متين» أى يمهلهم ليكون العقاب مروعاً يهوى بهم من قمة عظمتهم وجبروتهم إلى أسفل السافلين فيأخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ولا يفلتهم أبداً، ويقول سبحانه: «إنهم يكيدون كيداً وأكيد كيداً فمهل الكافرين أمهلهم رويداً» وهو عقاب لا يقتصر على الكافرين بل على كل من يطغى ويظلم الناس، وكل من يساند الطاغية أو يسكت عليه ولديه أى قدرة على التصدى له ولو بلسانه وقلبه كأضعف الإيمان.
وللحديث بقية.
[email protected]
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فكرية أحمد البقاء للأقوى
إقرأ أيضاً:
بعد تسونامي المحيط الهادئ.. هذه هي أقوى 10 زلازل مسجّلة في التاريخ
ضرب تسونامي المناطق الساحلية لجزر الكوريل الروسية واليابان بعد زلزال قوي بلغت قوته 8.8 درجة على مقياس ريختر ضرب سواحل شرقي روسيا فجر الأربعاء. كما صدرت تحذيرات في ألاسكا وهاواي وسواحل أخرى جنوبًا باتجاه نيوزيلندا، وهو ما جعله أحد أقوى الزلازل في التاريخ الحديث. اعلان
وأعلنت وكالة الأرصاد الجوية اليابانية رصد تسونامي يصل ارتفاعه إلى 60 سنتيمترًا (قدمين) مع تحرك الأمواج جنوبًا على طول ساحل المحيط الهادئ من هوكايدو إلى خليج طوكيو. وحث المسؤولون على توخي الحذر، مشيرين إلى احتمال وقوع أمواج أكبر لاحقًا قد تستمر لأيام.
وأُبلغ عن أضرار وعمليات إخلاء في المناطق الروسية الأقرب إلى مركز الزلزال في شبه جزيرة كامتشاتكا.
ما هي الزلازل العشر الأقوى المسجلة في التاريخ وفقًا لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية؟
1. بيوبيو، تشيليضرب زلزال بقوة 9.5 درجة منطقة وسط تشيلي عام 1960. يُعرف باسم زلزال فالديفيا أو زلزال تشيلي العظيم، وهو أكبر زلزال مسجل على الإطلاق، وأسفر عن أكثر من 1600 حالة وفاة في البلاد وخارجها، معظمها نتيجة تسونامي كبير. كما أصيب آلاف الأشخاص.
2. ألاسكاعام 1964، ضرب زلزال بقوة 9.2 درجة مضيق الأمير ويليام في ألاسكا، واستمر قرابة 5 دقائق. ولقي أكثر من 130 شخصًا حتفهم في أكبر زلزال مُسجل في الولايات المتحدة، وتبعه تسونامي. وتسببت الانهيارات الأرضية الضخمة والأمواج العاتية في فيضانات شديدة. وأعقبت الزلزال آلاف الهزات الارتدادية لأسابيع بعد وقوعه.
3. سومطرة، إندونيسيادمر زلزال بقوة 9.1 درجة، وما نتج عنه من تسونامي، جنوب شرق وجنوب آسيا وشرق إفريقيا في عام 2004، مما أسفر عن مقتل 230 ألف شخص. وسجلت إندونيسيا وحدها أكثر من 167 ألف حالة وفاة، حيث دُمّرت مجتمعات بأكملها.
4. توهوكو، اليابانضرب زلزال بقوة 9.1 درجة قبالة ساحل شمال شرق اليابان في عام 2011 مما تسبب في حدوث تسونامي هائل حطم محطة فوكوشيما النووية. أدى الزلزال إلى انقطاع الكهرباء وأنظمة التبريد، وتسبب في انهيارات ذرية في ثلاثة مفاعلات. ولقي أكثر من 18,000 شخص حتفهم في الزلزال والتسونامي، ولم يُعثر على بعضهم بعد.
Related زلزال بقوة 6.5 درجة على مقياس ريختر يضرب العاصمة الكولومبية بوغوتازلزال بقوة 8.8 درجات يضرب شرق روسيا.. موجات التسونامي تصل إلى اليابانزلزال قوي قبالة كامتشاتكا وتحذيرات من تسونامي 5. كامتشاتكا، روسيافي عام 1952، تسبب زلزال بقوة 9.0 درجات في أضرار جسيمة، لكن لم تُسجل وفيات، على الرغم من تسونامي ضرب هاواي بأمواج بلغ ارتفاعها 9.1 متر (30 قدمًا).
6. بيوبيو، تشيليضرب زلزال هائل بقوة 8.8 درجات وسط تشيلي عام 2010، وهز العاصمة لمدة دقيقة ونصف، مما أدى إلى حدوث تسونامي. ولقي أكثر من 500 شخص حتفهم في هذه الكارثة.
7. إزميرالداس، الإكوادورفي عام 1906، تسبب زلزال بقوة 8.8 درجات وما تلاه من تسونامي في مقتل حوالي 1,500 شخص. وامتدت آثاره لأميال على طول ساحل أمريكا الوسطى، ووصلت إلى سان فرانسيسكو واليابان.
8. ألاسكافي عام 1965، ضرب زلزال بقوة 8.7 درجة جزر رات في ألاسكا، مسببًا تسونامي بارتفاع 11 مترًا (35 قدمًا). وخلّف الزلزال بعض الأضرار الطفيفة نسبيًا، بما في ذلك شقوق في المباني ومدرج أسفلتي.
9. التبتلقي ما لا يقل عن 780 شخصًا حتفهم عندما ضرب زلزال بقوة 8.6 درجة عام 1950. ودُمّرت عشرات القرى، بما في ذلك قرية واحدة على الأقل انزلقت في نهر. كما حدثت انهيارات أرضية كبيرة عرقلت نهر سوبانسيري في الهند. وعندما انكسر الماء في النهاية، نتج عنه موجة مد عاتية بلغ ارتفاعها 7 أمتار (23 قدمًا).
10. سومطرة، إندونيسيافي عام 2012 ضرب زلزال قوي بقوة 8.6 درجة الساحل الغربي لشمال سومطرة في إندونيسيا. ورغم أن الزلزال لم يُسبب أضرارًا تُذكر، إلا أنه زاد الضغط على صدع كان مصدر تسونامي عام 2004 المدمر.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة