على 3 مراحل.. تفاصيل وخفايا الاتفاق المرتقب لوقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
عام و3 أشهرٍ و7 أيامٍ من الليالي الدامية، المليئة بالقتل والتشريد ردا على عملية طوفان الأقصى، تروح النظرات وتغدو داخل قطاع غزة الجريح ما بين مشاهد الأطفال وصرخاتهم من الألم وبين المشاهد العبثية التي لم تتجرأ الكوابيس على تخيلها، فهذه أمّ تودع فلذات كبدها، وتلك تودع زوجها ورفيق رحلتها الذي كانت تتكئ عليه، وقريبا منهما طفلة صغيرة قضى الموت على عائلتها وأصبحت كورقة اقتطفت من شجرة توشك أن تذبل وتنتهي من الوجود، كحال جذور مدينتها التي توشك أن تجف وهي الثابتة والممتدة في باطن الأرض منذ أعماق التاريخ.
ومع سريان الأنباء عن اتفاق مرتقب لوقف إطلاق النار في قطاع غزة تستعرض «الأسبوع» في السطور التالية ما جرى خلف الكواليس، وما تسرب من معلومات حول صفقة وقف إطلاق النار في غزة، وهو الفصل الأكثر دراماتيكية في غضون 15 شهرا من الحرب.
اتفاق وقف إطلاق النار في غزةوبحسب المعلومات فقد باتت إسرائيل وحماس قريبتين من الاتفاق على هدنة توقف الحرب التي اندلعت عندما هاجم مسلحون من حركة حماس الفلسطينية، مواقع إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة في السابع من أكتوبر 2023.
وينتظر أن يؤدي اتفاق وقف إطلاق النار إلى جانب وقف الحرب المستعرة في غزة، إلى تبادل للرهائن والسجناء، ومن المتوقع أن تطلق إسرائيل سراح نحو ألف سجين فلسطيني، بعضهم مسجون منذ سنوات، في مقابل إطلاق سراح الرهائن.
وحتى الآن لا تزال التفاصيل قيد التفاوض، وحتى يتم الانتهاء منها، فإن بنود الاتفاق لاتزال هي الأخرى عرضة للتغيير.
وسيتم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة على 3 مراحل، تتمثل فيما يلي:
المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزةوبحسبما ذكره مسؤول فلسطيني لهيئة الإذاعة البريطانية فخلال المرحلة الأولى سيتم تبادل 34 رهينة، (يتوقع أن يكونوا من المدنيين الإسرائيليين)، مقابل سجناء فلسطينيين، وسيتم إطلاق سراح ثلاث رهائن على الفور، بينما يتم إجراء بقية الصفقة على مدى ستة أسابيع.
وخلال هذه المرحلة، ستبدأ القوات الإسرائيلية أيضا الانسحاب من المناطق المأهولة بالسكان في غزة.
وقال المسؤول الفلسطيني إن المفاوضات التفصيلية للمرحلتين الثانية والثالثة ستبدأ في اليوم السادس عشر من وقف إطلاق النار.
وفي المرحلة الثانية، سيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، (الجنود وجنود الاحتياط) في مقابل عدد من السجناء الفلسطينيين، فمن بين 1000 سجين فلسطيني يعتقد أن إسرائيل وافقت على إطلاق سراحهم، يقضي حوالي 190 منهم أحكاما بالسجن لمدة 15 عاما أو أكثر.
وقال مسؤول إسرائيلي لهيئة الإذاعة البريطانية إن المدانين بالقتل لن يتم إطلاق سراحهم إلى الضفة الغربية المحتلة.
وخلال هذه المرحلة، ستسمح إسرائيل أيضا للنازحين الحاليين في جنوب غزة بالعودة إلى الشمال، حيث اضطر جميع سكان غزة تقريبا، البالغ عددهم نحو 2.3 مليون نسمة، إلى مغادرة منازلهم بسبب القتال.
المرحلة الثالثة من اتفاق وقف إطلاق النار في غزةوتتضمن المرحلة الثالثة والأخيرة إعادة إعمار غزة، وهو أمر قد يستغرق سنوات، وقال المسؤول الإسرائيلي إن القوات الإسرائيلية ستبقى في منطقة عازلة أو أمنية داخل غزة، خلال أي وقف لإطلاق النار.
كواليس اتفاق وقف إطلاق النار في غزةوهناك الكثير من علامات النقاط التي عرقلت صفقة وقف إطلاق النار وإطلاق سراح الرهائن والسجناء، حيث استغرق الوصول إلى هذه النقطة شهورا من المفاوضات غير المباشرة المضنية، لأسباب ليس أقلها أهمية أن إسرائيل وحماس لا تثقان ببعضهما البعض تماما.
ومن بين هذه النقاط أن حماس أرادت إنهاء الحرب بشكل كامل قبل إطلاق سراح الرهائن، وهو الأمر الذي لم تقبله إسرائيل، لذا فإن وقف إطلاق النار سوف يوقف الحرب فعلياً أثناء تنفيذ شروطه، لكن من غير الواضح ما إذا كان ذلك يعني أن الحرب قد انتهت إلى الأبد.
و كان أحد الأهداف الرئيسية لإسرائيل في الحرب تدمير القدرات العسكرية والحكومية لحماس، ورغم أن إسرائيل ألحقت بها أضراراً بالغة، فإن حماس لا تزال تتمتع ببعض القدرة على العمل وإعادة تجميع صفوفها، كما أنه من غير الواضح من هم الرهائن الأحياء أو الذين لقوا حتفهم؟ أو ما إذا كانت حماس تعرف مكان كل أولئك الذين ما زالوا في عداد المفقودين.
من جانبها، تطالب حماس بالإفراج عن بعض السجناء الذين تقول إسرائيل إنها لن تطلق سراحهم، ويعتقد أن هذا يشمل أولئك الذين شاركوا في هجمات السابع من أكتوبر 2023، كما أن من غير المعروف ما إذا كانت إسرائيل سوف توافق على الانسحاب من المنطقة العازلة بحلول تاريخ معين، أو ما إذا كان وجودها هناك سوف يكون مفتوحاً إلى أجل غير مسمى.
ومن المرجح أن يكون أي وقف لإطلاق النار سيكون هشاً، إذ تم اختراق اتفاقات وقف إطلاق النار التي أوقفت الحروب السابقة بين إسرائيل وحماس، بسبب المناوشات، ثم انهارت في نهاية المطاف، ويعني الجدول الزمني وتعقيد وقف إطلاق النار أن أي حادث ولو كان صغيرا قد يتحول إلى تهديد كبير.
اقرأ أيضاًالشوا: الاحتلال يُصعد عدوانه ويُسقط عشرات الشهداء في غزة
الأمم المتحدة: استمرار القيود والعقبات أمام الجهود الإنسانية بغزة
استشهاد وإصابة العشرات.. ليلة دامية عاشها سكان غزة بسبب القصف الإسرائيلي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: إسرائيل غزة حماس طوفان الأقصى السيوف الحديدية هجمات السابع من أكتوبر اتفاق وقف إطلاق النار على غزة صفقة وقف إطلاق النار على غزة مراحل صفقة وقف إطلاق النار على غزة اتفاق وقف إطلاق النار فی غزة إطلاق سراح الرهائن ما إذا کان
إقرأ أيضاً:
ويتكوف يصل إسرائيل للضغط من أجل صفقة تبادل أسرى
وصل المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف إلى إسرائيل، اليوم الخميس، وسط توقعات بممارسة ضغط لإنجاز اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى بين تل أبيب وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
ووفقا للقناة 12 العبرية، سيبحث ويتكوف موضوعين رئيسيين هما "استمرار القتال في غزة، والوضع الإنساني في القطاع".
وعقلت القناة، قائلة إنه يتعين اتخاذ القرار بين التوجه نحو صفقة لوقف إطلاق النار وإطلاق سراح الأسرى أو احتلال القطاع وضم أجزاء منه.
وقالت القناة إنه يتعين على إسرائيل اتخاذ قرار بشأن كيفية مواصلة الحرب، مضيفة أن الصور المقلقة من غزة، والضغط الدولي لتقديم مساعدات إنسانية لسكان القطاع، يضعان القيادتين الأمنية والسياسية في تل أبيب أمام معضلة.
وتوقعت القناة الإسرائيلية أن يزور ويتكوف أحد مراكز توزيع المساعدات التابعة لـ"مؤسسة غزة الإنسانية" الأميركية للاطلاع على الوضع الإنساني وخاصة حالة الجوع التي انتشرت في مناطق القطاع.
وقالت وسائل إعلام عبرية، سابقا، إن تل أبيب قدمت للوسطاء ملاحظات على رد حماس الأخير بشأن مقترح وقف إطلاق النار في غزة. ونقلت عن مسؤول إسرائيلي أن "السبب الحقيقي لوصول ويتكوف إلى إسرائيل هو الضغط لإتمام صفقة".
وأعلنت وزارة الصحة بغزة، أمس الأربعاء، ارتفاع عدد الوفيات إلى 154 فلسطينيا بينهم 89 طفلا، جراء سياسة التجويع الإسرائيلية.
وسمح الجيش الإسرائيلي، الأحد الماضي، بإسقاط جوي لمساعدات إنسانية محدودة على غزة، في خطوة اعتبرتها مؤسسات دولية خداعا إعلاميا.
في سياق متصل، تظاهر عشرات من أهالي الأسرى الإسرائيليين أمام مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في القدس الغربية.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن المتظاهرين طالبوا ويتكوف بالضغط على نتنياهو من أجل إبرام اتفاق فوري وإعادة ذويهم من غزة.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 60 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 146 ألفا وتشريد كل سكان القطاع تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.
إعلان