هآرتس: إسرائيل لن تنتصر حتى لو احتلت الشرق الأوسط بأسره
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
مع اقتراب الاتفاق على هدنة ووقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي والمقاومة الفلسطينية، تزداد التساؤلات حول نتائج الحرب على المدى الطويل.
وفي سياق هذا التطور، نشرت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية مقالًا صريحًا يحمل عنوانًا "إسرائيل لن تنتصر حتى وإن احتلت الشرق الأوسط بأكمله"، حيث تناول الكاتب في مقاله ما وصفه "بالهزيمة العميقة" التي يعاني منها المجتمع الإسرائيلي.
ويصف الكاتب الهزيمة التي تعرض لها الاحتلال الإسرائيلي في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، والذي أصبح يعرف بـ "السبت الأسود"، بأنها هزيمة لا يمكن محوها بأي انتصار عسكري، وحتى لو تمكنت إسرائيل من احتلال كافة الأراضي في الشرق الأوسط أو استسلم الجميع لها، فإنها لن تحقق النصر الحقيقي. يُؤكد المقال أن "إسرائيل تخسر أمام نفسها"، وأن الهزيمة ليست مجرد خسارة في المعركة، بل خسارة للهوية والمستقبل.
وتابع المقال قائلا أن جيش الإسرائيلي يواصل هدم المنازل وقتل المدنيين، وهي أفعال يُعتقد أن لها أسبابًا عسكرية، ولكنها تساهم في تعزيز الهزيمة بدلاً من أن تحقّق نصرًا، هذه التصرفات تُؤكد أن إسرائيل لا تستطيع استعادة سيادتها بالقوة، فالسيادة، مثل الثقة والهوية، تحتاج إلى بناء داخلي حقيقي، لا سيطرة ظاهرية على الأرض.
ويدعو المقال قادة إسرائيل إلى الإقرار بهزيمتهم والاعتراف بأن المجتمع الإسرائيلي يعاني من انقسام داخلي حاد حول هذه القضية. الكاتب يرى أن الخوف من الاعتراف بالهزيمة هو ما يقف في طريق المصالحة الحقيقية والتغيير الجذري في سياسات الدولة. ويُحذر الكاتب من أن الإنكار المستمر للوضع الراهن يمكن أن يتحول إلى آلية خطيرة تدفع المجتمع إلى مزيد من الانقسام والعنف.
ويركز المقال على أن السلام لا يأتي فقط من خلال وقف إطلاق النار، بل يحتاج إلى إعادة بناء الذات من الداخل. الكاتب يرفض فكرة أن الحرب فقط هي ما يمكن أن يحقق الأمن في المستقبل، مؤكدًا أن الانتصار العسكري لن يُعيد الأمن المستدام. لتحقيق ذلك، يجب أن يكون هناك تغيير حقيقي في فهم المجتمع الإسرائيلي لنفسه ولمنطقتنا.
ويستعين الكاتب بالتاريخ اليهودي كمصدر إلهام، مؤكدًا أن القوة الحقيقية تكمن في القدرة على الاعتراف بالهزائم والتعلم منها. على مر العصور، استطاع الشعب اليهودي الصمود والبقاء بسبب هذه القدرة على الاعتراف بالهزيمة والمضي قدمًا في بناء المستقبل. ومن خلال هذا الاعتراف، يرى الكاتب أن إسرائيل قد تجد السبيل للولادة من جديد.
واختتم المقال بدعوة صريحة إلى القادة الإسرائيليين للاعتراف بالهزيمة. هذا الاعتراف يجب أن يكون مدخلًا لتغيير حقيقي في السياسات الإسرائيلية، حيث يُعتبر ذلك الطريق الوحيد للنجاة وإعادة البناء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الاحتلال الإسرائيلي وقف إطلاق النار إسرائيل الاحتلال هآرتس وقف إطلاق النار صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هند الضاوي: ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط
قالت الإعلامية هند الضاوي إن المواقف الدولية تجاه جماعة الإخوان تشهد تغيرًا واضحًا، مؤكدة أن الولايات المتحدة في عهد ترامب وعددًا من الدول الأوروبية بدأوا في ملاحقة الجماعة وتجفيف منابعها، باعتبارها جماعة إرهابية تمتلك شبكات ممتدة داخل أوروبا وخارجها، وسبق أن تورطت في عمليات إرهابية داخل القارة.
أدوات الحزب الديمقراطيوأضافت هند الضاوي، خلال تقديم برنامج "حديث القاهرة"، المذاع على قناة القاهرة والناس، أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتبر جماعة الإخوان أحد أدوات الحزب الديمقراطي في الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه يسعى إلى إضعاف أذرع الجماعة المرتبطة بحركة حماس لمنع أي عمليات مشابهة لهجوم 7 أكتوبر.
وأشارت هند الضاوي إلى أن جماعة الإخوان كان لها دور بارز في أحداث 2011 ضمن ما وصفته بـ"الأجندة الغربية"، باعتبارها البديل الذي جرى تجهيزه لسنوات للدول التي مرّ فيها مشروع "الفوضى الخلاقة".
صراع مع الدول المركزية القويةوأضافت هند الضاوي، أن الغرب كان يدرك أن الجماعة ستدخل في صراع مع الدول المركزية القوية في المنطقة إلى أن تحين لحظة إعادة تشكيل الشرق الأوسط، وتفتيت بعض الدول العربية والإسلامية على أساس ديني ومذهبي، في مشهد يشبه ما حدث بعد سقوط الخلافة العثمانية.