مع تزايد النفوذ التركي في المنطقة، لاسيما عقب سقوط نظام الأسد في سوريا، ترصد الأوساط الأمنية والعسكرية الاسرائيلية هذا التطور "المقلق"، وتتخوف أن يكون اليوم الذي تشنّ فيه تركيا عمليات عسكرية ضد دولة الاحتلال ليس بعيدا، وفقاً لمزاعمها.

يوسي أحيمائير الكاتب اليميني بصحيفة "معاريف"، زعم أن "الرئيس رجب طيب أردوغان، يسعى للحصول على لقب الزعيم التركي المؤسس مصطفى كمال، وكل من يتابع ما يحدث في تركيا اليوم يرى في ظل حكم أردوغان عملية عودة للأسلمة والتدين، ومن يدري ما إذا كان حتى اللغة العربية ستعود لمجدها السابق، حيث يحلم "أبو الأتراك" المعاصر بإعادة تركيا لأيام إمبراطوريتها العثمانية التي حكمت معظم أنحاء الشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا، ويحلم بأن يصبح السلطان".




وأضاف في مقال ترجمته "عربي21" أن "ظاهرة الأسلمة لا تظهر في المناطق المحيطة بتركيا فحسب، بل في المدن الكبرى، في مظاهر ذات دلالات قومية ودينية، وتهدف تركيا أردوغان للهيمنة على حوض شرق البحر المتوسط، وتتخذ خطوات مهمة لإثبات الحقائق فيما تسميه "البحر التركي"، صحيح أن مالطا البعيدة تقع بالفعل خارج نطاق طموحات أردوغان، لكن قبرص القريبة تقع ضمنه، حيث استولى السلطان الحديث على جزئها الشمالي قرب سواحل دولة الاحتلال، وأنشأ سيادته الخاصة هناك، بما فيها إدخال اللغة التركية".

وزعم أن "تركيا بقيادة أردوغان وجدت لها موطئ قدم في ليبيا الواقعة في شمال أفريقيا على ساحل البحر المتوسط، كما تطلعت منذ فترة طويلة إلى سوريا، ووقفت وراء الثوار الذين أطاحوا بنظام الأسد، وتحاول ضم أراضٍ في شمالها، وتهدف لإنشاء قواعد عسكرية على أراضيها، والسيطرة على مدنها الساحلية، وتحويل سوريا محمية تركية، كل ذلك يجري تحت مراقبة إسرائيلية حثيثة".

وأشار إلى أن "تركيا أردوغان ترى أن إسرائيل هي العامل الذي يمنعها من العودة لأيام عظمتها الإمبراطورية، فهي القوة الصاعدة في منطقتنا، أما إيران فهي القوة المتراجعة، وكراهية أردوغان لإسرائيل ليس لها حدود، يخرج ضدها بأقوال وأفعال استفزازية، والخوف في تل أبيب أن اليوم لن يكون بعيدًا حين تنطلق تركيا أردوغان بعمليات حربية ضد الاحتلال، حتى أن قضية سفينة مافي مرمرة على سواحل غزة في 2010 لن تكون ذات أهمية كبيرة مقارنة بما قد يفعله هذا الرجل الخطير ضد إسرائيل".

وأوضح أنه "منذ سنوات طويلة تعمل تركيا على زيادة نفوذها في شرقي القدس، وتتدخل فيما يحدث فيها، وتضخ الأموال للمؤسسات الإسلامية، كما يقدم أردوغان دعما كبيرا لحماس، ويستضيف قادتها في عاصمته، ويشجعهم على عدم التنازل لإسرائيل، والأمر الأكثر إثارة للدهشة أن تركيا لا تزال عضواً في حلف شمال الأطلسي، الذي يغمض عينيه عن طموحاتها للهيمنة".

ونقل أحيمائير عن أوساط تركية قولها إن "سوريا اليوم تواجه خطرين رئيسيين: الأول الهجمات الإسرائيلية وسياساتها التوسعية، والثاني زعزعة استقرار المنطقة، وفي التعامل مع هذين الخطرين، فإن تركيا هي الضامن والحامي الرئيسي، وقد أعلن وزير خارجيتها هاكان فيدان خلال زيارته لدمشق أنه "لا يمكننا التسامح مع استغلال إسرائيل للوضع الحالي لنهب الأراضي السورية.



وزعم أحيمائير أن "أسلمة تركيا، وجنون العظمة للسيطرة، ومعاداة أردوغان للاحتلال الإسرائيلي، وكراهيته الشديدة له، وترسيخها البطيء لنفوذها في الأراضي السورية، كلها عوامل قد تؤدي لتفاقم المشكلة، وقد تشكل مصدر خطر متزايد على إسرائيل، مما يستدعي منها الانتباه أكثر للجبهة السورية- التركية الجديدة التي تتشكل في الشمال".

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سوريا تركيا الاحتلال القدس سوريا القدس تركيا الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

حماس: مجزرة حي الصبرة تهدف لتعطيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار

دعت حركة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) الوسطاء والإدارة الأميركية الخميس، إلى تحمل مسؤولياتهم تجاه الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي وإدانتها، والتدخل الفوري لإلزام الاحتلال بوقف استهداف الأطفال الأبرياء والمدنيين العزل، وذلك عقب المجزرة التي ارتكبها في حي الصبرة وسط مدينة غزة مساء الخميس وأسفرت عن استشهاد ووإصابة وفقدان العشرات، معظمهم لا يزال تحت الأنقاض.

وأشارت حماس في بيان لها إلى أن إسرائيل بارتكابها "المجزرة الوحشية" تهدف لتعطيل مساعي تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وقالت حماس في بيان إن "المجزرة البشعة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال الفاشي باستهداف منزل عائلة غبّون غرب مدينة غزة، أسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من 70 مدنيا من الأبرياء العزل".

وأكدت أن هذه الجريمة "تهدف من خلالها حكومة مجرم الحرب نتنياهو إلى خلط الأوراق، والتشويش على جهود الوسطاء، وتعطيل مساعي تنفيذ اتفاق وقف الحرب والعدوان على غزة".

وشدد بيان حماس على أن المجازر والجرائم الممنهجة التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين العزل، من نساء وأطفال وشيوخ، "تجسّد الوجه الحقيقي لهذا الكيان البغيض المتعطش للدماء، وتكشف إصرار حكومته الفاشية على مواصلة الإبادة حتى اللحظة الأخيرة".

عاجل | حركة حـــماس: المجزرة البشعة التي ارتكبتها طائرات الاحتلال بحق منزل عائلة غبّون غرب مدينة غزة، وأسفرت عن استشهاد وإصابة أكثر من سبعين مدنيًّا من الأبرياء العزّل، معظمهم لا يزال تحت الأنقاض؛ تُعدّ جريمة وحشية جديدة، تهدف من خلالها حكومة مجرم الحرب نتنياهو إلى خلط الأوراق،… pic.twitter.com/z9msZYisdV

— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 9, 2025

مجزرة وأوامر احتلال

وفي وقت سابق الخميس، قال الدفاع المدني الفلسطيني ومصادر طبية إن 4 فلسطينيين استشهدوا وفقدوا 40 آخرين في غارة إسرائيلية استهدفت منزلا يعود لعائلة غبون في شارع الثلاثيني بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة.

إعلان

وأشار الدفاع المدني، إلى أن طواقمه لا تزال تعمل في موقع الاستهداف في ظروف غاية بالصعوبة والخطورة.

يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان ترامب، توصل إسرائيل وحركة حماس، إلى اتفاق على المرحلة الأولى من خطته لوقف إطلاق النار وتبادل أسرى.

وبالتزامن مع اجتماع تعقده الحكومة الإسرائيلية للتصويت على اتفاق وقف إطلاق النار، الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب، فجر الخميس.

#عاجل | الدفاع المدني بغزة: 4 شهداء و40 مفقودا في غارة إسرائيلية على منزل بحي الصبرة جنوبي مدينة غزة
– هيئة البث الإسرائيلية عن مسؤول عسكري: الهجوم في غزة أقره رئيس الأركان واستهدف مبنى رصد فيه نشاط ضد قوات الجيش pic.twitter.com/gNRzAnjbam

— قناة الجزيرة (@AJArabic) October 9, 2025

وقد نقلت هيئة البث الإسرائيلية، عن مصدر عسكري إسرائيلي، أن الهجوم الذي نفذه جيش الاحتلال على المنزل بحي الصبرة، جرى بموافقة رئيس الأركان إيال زامير.

وزعم المصدر العسكري الإسرائيلي أن المبنى الذي تم استهدافه شهد ما وصفها نشاطات معادية ضد قوات الجيش الإسرائيلي.

بدوره، قال متحدث الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، في تدوينة على منصة شركة ;إكس; الأمريكية، إن الجش هاجم خلية تابعة لحركة حماس في شمال قطاع غزة، زاعما أنها كانت تشكل ;تهديدا مباشرا وفوريا;، لقواته في المنطقة.

ومساء الخميس ما زال اجتماع المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصغر (الكابنيت)، دون إجراء تصويت على الاتفاق، فيما جرى تأجيل جلسة الحكومة الموسعة، وفق صحيفة يديعوت أحرنوت.

وأفادت الصحيفة بأن الاتفاق، في حال تمت المصادقة عليه خلال الاجتماع الحكومي الموسع، سيدخل حيّز التنفيذ خلال 24 ساعة من إقراره.

وتقدر تل أبيب وجود 48 أسيرا إسرائيليا بغزة، منهم 20 أحياء، بينما يقبع بسجونها أكثر من 11 ألفا و100 فلسطيني يعانون تعذيبا وتجويعا وإهمالا طبيا، قتل العديد منهم، حسب تقارير حقوقية وإعلامية فلسطينية وإسرائيلية.

وبدعم أميركي، ترتكب إسرائيل منذ 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة، خلّفت 67 ألفا و194 شهديا، و169 ألفا و890 جريحا، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أزهقت أرواح 460 فلسطينيا بينهم 154 طفلا.

مقالات مشابهة

  • أنقرة تستضيف اجتماعا أمنيا تركيا سوريا
  • معهد بحثي إسرائيلي: زيادة نفوذ تركيا في غزة معضلة معقدة أمام الاحتلال
  • الظواهر الجوية وحالة البحرين المتوسط والأحمر.. غدًا
  • شبورة وأمطار .. والأرصاد تحذر من اضطراب الملاحة في البحر المتوسط
  • أردوغان: زيارتي إلى غزة باتت قريبة وأحذر إسرائيل من خرق اتفاق وقف النار
  • أردوغان: يجب على إسرائيل وقف سياستها العدوانية في قطاع غزة
  • كيف نجحت تركيا في دخول المعادلة الفلسطينية رغما عن إسرائيل؟
  • بعد رفض إسرائيلي متواصل.. تركيا أردوغان تستعيد دورها في دبلوماسية غزة
  • برلمان البحر المتوسط يثمن جهود مصر لإنهاء الحرب وإدخال المساعدات لغزة
  • حماس: مجزرة حي الصبرة تهدف لتعطيل تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار