زنقة 20 | الرباط

أثارت واقعة توبيخ ابراهيم أبو زيد عامل إقليم سطات، بشدة في اجتماع رسمي، للمدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية عبد العالي السعيدي، جدلا واسعا على مواقع التواصل الإجتماعي.

و انقسمت الآراء بين مؤيد و معارض للتصرف الذي صدر عن عامل إقليم سطات ، بين من رأى أن ذلك يدخل ضمن مسؤوليته باعتباره المسؤول الاقليمي الاول، وبين من رأى أنه تجاوز اختصاصاته.

صالح النشاط أستاذ القانون الإداري بكلية الحقوق بالمحمدية، اعتبر أن الكلام الصادر عن اقليم سطات يعتبر إهانة ، لا تليق من مسؤول ترابي يمثل جلالة الملك و السلطة المركزية في الحيز الترابي الذي يدبره.

النشاط و في رأي نشره على صفحته باليوتيوب ، دعا عامل اقليم سطات الى تقديم اعتذار من المسؤول الاقليمي لوزارة التربية الوطنية ، وإلا فإنه يمكن أن يتعرض لعقوبات من طرف وزارة الداخلية مسؤوله المباشر.

الأستاذ الجامعي ، ذكر أن ظهير 2008 هو الذي ينظم عمل رجال السلطة بالمغرب و لهم اختصاصات وفق ظهير 1977 و الذي عدل سنة 1993 ، مشيرا الى أن العامل تابع لوزارة الداخلية فيما المدير الاقليمي تابع لوزارة التربية الوطنية و كلا الوزيرين لهما نفس الوضعية في الحكومة المغربية.

النشاط، أكد أن الوزارتين ممثلتين في الاقاليم عبر العمال بالنسبة لوزارة الداخلية ، و المدراء الاقليميين بالنسبة لوزارة التربية الوطنية.

الاستاذ الجامعي، قال أن الفصل 145 من الدستور ينص على أن ولاة الجهات وعمال الأقاليم والعمالات، يمثلون السلطة المركزية في الجماعات الترابية، ويمارسون الرقابة الادارية و يقومون تحت سلطة الوزراء المعنيين، بتنسيق أنشطة المصالح اللاممركزة للإدارة المركزية، ويسهرون على حسن سيرها.

و اعتبر النشاط أن عامل الاقليم هو بحكم الدستور منسق و ليس آمر لأن المدير الاقليمي ليس تابعا له بل لوزير التربية الوطنية.

الأستاذ النشاط أوضح أن تحول العامل من منسق إلى آمر و رئيس فعلي للمدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية ، مؤكدا أن عامل الاقليم ليست له صلاحية و لا سلطة على رؤساء المصالح اللاممركزة.

النشاط ، أكد أن سلطة التأديب من صلاحيات سلطة التعيين يعني أن المدير الاقليمي لوزارة التربية الوطنية لا يحق للعامل أن يؤدبه أو يعاقبه لأنه لم يعينه بل عينه وزير التربية الوطنية.

الاستاذ الجامعي، اعتبر أن ملاحظات العامل كان يمكن إيصالها الى المدير الاقليمي عبر جلسة تنسيق مغلقة دون إصدار أوامر و تأديب و نشر الفيديو عبر مواقع التواصل.

و ذكر النشاط أن الصورة اليوم في مواقع التواصل هو أن الداخلية مازالت تتحكم في التعليم ، داعيا الى تصحيح هذه الصورة.

الاستاذ الجامعي أوضح أن عامل الاقليم و الذي يملك سلطة المراقبة الادارية ، إذا لاحظ وقوع أخطاء جسيمة من طرف مسؤول اقليمي لإحدى الوزارات نتجت عنها مشاكل في الاقليم ، فإن القانون يتيح له ربط الاتصال بالوزير المشرف عليه وليس محاسبته بشكل مباشر.

أما إذا اكتشف العامل أفعال يجرمها القانون مثل اختلاس المال العام أو تبديد المال العام ، فله الحق في تفعيل المفتشية العامة لوزارة الداخلية ومفتشية وزارة التربية الوطنية أو التوجه للقضاء أو المجلس الاعلى للحسابات.

و أوضح أن الفقرة الرابعة من الفصل 6 من القانون المتعلق باختصاصات العامل ظهير فبراير 1977 و الذي عدل سنة 1993 ينص على أنه يجوز للعامل أن يمارس مهمة التوقيف عن العمل محيلا على الفصل 73 من ظهير الوظيفة العمومية.

المصدر: زنقة 20

كلمات دلالية: المدیر الاقلیمی

إقرأ أيضاً:

هيمنة الحكاية على سلطة السرد

آخر تحديث: 24 يوليوز 2025 - 1:18 ممحمد سعيد احجيوج يتجذر في تلقي الرواية العربية تصور يمنح الحكاية سلطة جوهرية في تشكيل العمل السردي، وأن ما يحيط بالحكاية، في النص الروائي، من عناصر فنية أخرى لا يتعدى كونه ملحقًا لا يقتضي كثيرًا من العناية. يوجّه هذا التصور طريقة اشتغال الروائي العربي، ويؤثر بدوره في كل من القارئ والناقد، بحيث يُنظر إلى الرواية كأداة لحمل حكاية جذابة، من دون اعتبارها بنية فنية قائمة بذاتها، ذات قوانين داخلية وأساليب متنوعة تقتضي الدراية وتشترط التمكن. يتجاوز هذا الخلط، بين الرواية كفنّ سردي حديث والحكاية الشعبية ذات الطبيعة الشفاهية، حدود الالتباس إلى كونه ثمرة من ثمار الوعي الثقافي الخاضع لهيمنة النموذج الشفاهي، المترسخ طبقات في لاوعي الثقافة العربية.لقد وجدت شخصية الحكواتي مكانتها الطبيعية في المقاهي والساحات، تؤنس الناس بحكايات خيالية جذابة، وتخاطب المخيلة الجمعية من خلال حضور صوتي وجسدي طاغ. وفي البيئات الأرستقراطية، ظهرت هذه الشخصية في هيئات أخرى، كالشاعر أو النديم أو الجارية، تؤدي الدور نفسه وإن بلبوس مختلف. وكانت القيمة تُمنح لذلك الذي ينجح في إغواء الأسماع وجذب الانتباه وإشباع القلوب. انتقل هذا النموذج بكل قوته إلى الرواية الحديثة، فاستقر في الوعي العربي كمقياس خفي يوجّه عملية التلقي والإبداع معًا. بات الكاتب ينجز نصه بروح الحاكي، ويستقبل القارئ الرواية بإذن المستمع، بينما يبني الناقد أحكامه على مدى جاذبية الحكاية. أما البنية الروائية، بتقنياتها الدقيقة، من تشكيل الشخصيات ورسم الأزمنة وتعدد مستويات السرد ولغة التعبير الفنية، فهذه لا تحظى بالاهتمام ذاته، وتوضع في خانة الزينة، والكماليات، السردية التي يمكن الاستغناء عنها متى ما توفرت الحكاية الجذابة. ومن هذا التصور الشفاهي تنشأ نظرة مبسطة للرواية، تختزلها في كونها مجرد حكاية تُحكى، وتُغفل عن خصوصياتها كفن أدبي مركّب قائم على البناء والتقنية والأسلوب والاتقان. يتعامل الكاتب العربي مع النص الروائي كما لو كان مجرد قصة ممتدة تحتاج إلى التشويق وبعض المفاجآت، ويُكرّس مجهوده كله لصناعة الحكاية، بل هو كثيرا ما يترك الحكاية تتدفق من وعيه دون أدنى اشتغال أدبي، تاركًا على جنب كل ما يمنح الرواية طابعها الجمالي والفني. ولعل مسألة تعدد الأصوات تمثل خير مثال على هذا الفهم القاصر. يختار الكاتب أن يوزع السرد بين شخصيات عدة، ويمنح كل شخصية فصلًا أو مشهدًا خاصًا، لكنه لا يمنحها صوتًا فعليًا ينبع من خلفيتها الاجتماعية والمعرفية واللغوية. فتتساوى الأصوات في نبرة واحدة، وتذوب الفوارق بين طفل وشيخ، بين فلاح وأستاذ جامعي، ليبدو النص وكأنه صادر عن لسان واحد يرتدي أقنعة متعددة. وهكذا يتحول التعدد الظاهري إلى تمويه، لا يعكس التعدد الحقيقي الذي يُفترض أن يُثري النص ويمنحه عمقًا سرديًا يسكنه الجدل والصراع. وتتسع هذه الرؤية لتشمل القارئ أيضًا، الذي يُقبل على الرواية بحثًا عن متعة الحكاية الصرفة، لا عن جماليات التشكيل. يقرأ ليتتبع الأحداث، فإذا وجد فيها ما يثيره أو يشده، اكتفى بذلك، ورأى في العمل نصًا ناجحًا يستحق الثناء. أما ما يتعلق بدقة التكوين الفني، من رسم الشخصيات إلى تنويع مستويات اللغة وتحكم في زوايا الرؤية، فلا يشغل حيزًا يُذكر في عملية التلقي. وهكذا تتكرس الحكاية بوصفها المعيار الأعلى، بينما تُدفع العناصر السردية الأعمق إلى هامش لا يُلتفت إليه. في الوقت الذي تشهد فيه الرواية العالمية تطورًا مستمرًا على مستوى البنية والتقنيات، تظل الرواية العربية، في عمومها دون تجاهل بعض الاستثناءات، تدور داخل إطار تقليدي يعيد إنتاج الحكاية بنفس الأساليب القديمة. تتعدد المواضيع وتتنوع الخلفيات، غير أن طريقة السرد تكاد لا تتغير. يتصدر صوت الكاتب المشهد، يشرح ويوجّه، يفسّر ما جرى وما ينبغي أن يُفهم، ثم يختتم بما يرى أنه خلاصة المعنى. فتبدو الرواية وكأنها إعادة إحياء لصوت الحكواتي، يعتلي المنصة ويقود القارئ من يده نحو المعنى المقصود. ويمتد هذا النمط السردي إلى الفضاء النقدي، حيث يجد الكاتب نفسه في حضرة منظومة نقدية تعزز المنطق نفسه. لا يستند كثير من النقد العربي، الموجه للقراءة العامة، إلى تحليل البناء الفني للرواية مع مضمونها في بوتقة واحدة، وإنما يتعامل معها بوصفها أداة لنقل رسالة أو وسيلة لتجسيد الواقع. تُمدَح الروايات لأنها تناولت قضايا حساسة، أو لأنها قدّمت صورة واقعية للمجتمع، ويُحتفى بها لأنها قالت شيئًا مهمًا، لا لأنها قالته بطريقة مبتكرة.  ينشغل الناقد بتحليل المضمون، ويملأ صفحات مطولة عن الرسالة والموضوع والدلالة الاجتماعية، تاركًا للجانب الفني هامشًا ضيقًا، قد لا يتجاوز فقرة يتيمة في نهاية المقال. وفي هذا الإطار، تصل إلى الكاتب إشارات ضمنية تنصحه بالتركيز على القضايا لا على الأشكال، وعلى الرسالة لا على التكوين. فيُوجَّه الجهد نحو البحث عن حكاية جذابة، دون عناية تذكر بمقومات الفن الروائي ذاته. وأما النقد الذي يمكن أن نسميه جزافا الأكاديمي فهو غارق في انشغالات سطحية لا تخدم الرواية بشيء. وبهذا يتكرّس نموذج إنتاجي يحتفي بالمحتوى بما هو حكاية صرفة ويُهمّش الشكل الفني المرتبط عضويا بالموضوع، فيُدفَع إلى الساحة نص سردي، قد يكون أحيانا قويا في موضوعه، لكنه في الغالب هش في أدواته، يحظى باهتمام القراء ورضا النقاد ومؤسسات الجوائز، في حين تظل الرواية، بوصفها فنًا مركّبًا، تنتظر من يعيد الاعتبار لبنيتها وأسئلتها الجمالية العميقة. يمتد أثر هذا الخلل إلى خارج حدود اللغة، حيث تُعرض الرواية العربية على القارئ العالمي بوصفها نصًا مترجمًا، فإذا به يواجه بنية سردية لا تنسجم مع تطور الرواية الغربية. قد تُثير الحكاية اهتمامه من حيث الموضوع، لكنه يجدها محاطة بشكل متجاوز وثغرات فنية لا نهاية لها (ما لم يتدخل المترجم ويصلحها)، تُذكره بسرد تقريري أو شهادة اجتماعية، لا بعمل أدبي ناضج. فتُدرج الرواية ضمن خانة الأدب الإثنوغرافي أو السرد الوثائقي، وتُقرأ كوثيقة ثقافية، وسياسية، أكثر من كونها نصًا فنيًا يستحق التقدير الجمالي، ولذلك غالبا ما يبقى التلقي خاضعا للرؤية الاستشراقية، التي تعودت على الحكاية العجائبية في الأدب العربي دونما أي صنعة فنية تتحدى أفق توقعات القارئ الغربي. لا يتشكل هذا التصنيف من فراغ، بل ينبع من خلل فعلي في صنعة الرواية. حين تفتقر الرواية إلى هندسة سردية متقدمة، وتُقدَّم بصيغة ساذجة، يفقد النص قدرته على منافسة الأعمال العالمية. العالم ينجذب إلى النصوص التي تحترم معايير الفن، وتُظهر تفوقًا في الصنعة، لا إلى الحكايات الخام مهما كانت مثيرة. فالمادة، مهما بلغت أهميتها، تحتاج إلى تشكيل فني يرفعها من مستوى الحكاية المعاشة إلى مرتبة الأثر الأدبي الخالد. لا مخرج من هذا المأزق إلا بتحول عميق في بنية الوعي الثقافي العربي، تحول يُعيد تعريف الرواية بوصفها فنًا قائمًا على الصنعة، لا مجرّد وعاء لحكاية جذابة. حين نميز بوضوح بين الحكاية والرواية، نخطو الخطوة الأولى نحو إدراك طبيعة هذا الفن المركب الذي لا يُنجَز بالإلهام وحده، بل يتطلب مهارة ودراية وتجريبًا طويلًا في معمار السرد وتفاصيله الدقيقة. يتطلب الأمر مراجعة الكثير من المُسلّمات الجمالية التي نأنس إليها. يتطلب أن نُعيد النظر في نصوص طالما احتُفي بها، وأن نكتشف تحت سطح الحكاية المدهشة بنًى بدائية وأساليب مهلهلة. يتطلب أن نعترف بأن الموهبة، مهما بلغت، لا تثمر من دون صقل متواصل، وأن النبل الأخلاقي للقضية لا يغني عن إتقان الشكل الفني، وأن الحكاية القوية لا تكشف عن قوتها إلا إذا حملتها أدوات سردية تليق بها. تكتمل الرواية عندما تُروى بمقاييس الفن الروائي لا بمعايير الحكي الشفاهي. حين تُبنى الشخصيات من الداخل، فتتنفس وتفكر وتخطئ وتتكشف. حين تُرسم الحبكة بخيوط مشدودة لا تترك فراغًا، ويتوزع الزمن بحساب دقيق، وتُصاغ اللغة بعين السارد الفنان لا الواعظ أو الحكواتي. حين ينسجم كل تفصيل، مهما صغر، مع البنية الكلية، ويخدم مشروع الرواية الجمالي والفكري.

مقالات مشابهة

  • الداخلية: ضبط 17 سائقا متعاطيا للمخدرات بالطريق الإقليمي
  • أوكو يتلقي تهديدًا قانونيًا من الزمالك المصري
  • إجراء قانوني عاجل لـ «المهن الموسيقية» ضد طارق الشناوي.. ما علاقة راغب علامة؟
  • وزير التربية الوطنية: المدارس تبذل جهودا في تربية الناشئة على الالتزام بالصلوات الخمس في أوقاتها
  • السكر ليس السبب الوحيد.. لماذا يفرط الأطفال في الحركة قبل النوم؟
  • بتكليف من الوزير الأول.. وفد وزاري يعاين موقع حادث البيض ويعزي عائلات الضحايا
  • وزير التربية الوطنية يكرّم مدراء الولايات التي حققت المراتب الثلاث الأولى في البيام والباك ومديرية مدارس أشبال الأمة
  • المدير الإقليمي للإيكاو عن منطقة الشرق الأوسط في حوار: الإقليم له تحديات خاصة وسلامة الطيران التجاري أولوية.. مصر لعبت دورا مهما في تأمين الحركة بالأحداث الأخيرة
  • فيديو.. توبيخ محافظ البصرة لمواطن يشعل الجدل في العراق
  • هيمنة الحكاية على سلطة السرد