مرشح ترامب لوزارة الدفاع يتعرض لهجوم شرس من الديمقراطيين
تاريخ النشر: 15th, January 2025 GMT
تعرض بيت هيغسيث مرشح الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لقيادة وزارة الدفاع (البنتاغون) -أمس الثلاثاء- لاستجواب شرس من قبل الديمقراطيين في جلسة تأكيد تعيينه، بشأن نقاط عدة أبرزها قلة خبرته ومزاعم بإفراطه في شرب الخمر ومعارضته السابقة لمشاركة النساء في القتال، لكنه خرج سالما من الجلسة بدعم من الجمهوريين.
ويعد هيغسيث، المذيع السابق في "فوكس نيوز" والعسكري المخضرم الحائز على الأوسمة، أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل التي ترشحت لمنصب وزير الدفاع.
لكنه تمكن من اجتياز الجلسة التي استمرت 4 ساعات دون ارتكاب أي خطأ كبير من شأنه أن يثير نفور الجمهوريين منه، بل نال دعما حاسما من السيناتور الجمهورية جوني إيرنست التي تتمتع بنفوذ كبير في حزبها.
وأشاد عدد من أعضاء اللجنة الجمهوريين بهيغسيث البالغ من العمر 44 عاما، والذي انتقد مبادرات التنوع والمساواة والاندماج بالجيش. وفي أحدث كتبه تساءل عما إذا كان أعلى جنرال أميركي حصل على الوظيفة لأنه أسود.
وحين سئل عما إذا كان سيقيل رئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال سي كيو براون إذا تولى الوزارة، رفض هيغسيث استبعاد ذلك قائلا إنه سيجري مراجعة واسعة النطاق.
وقال أيضا "سيخضع كل ضابط كبير لإعادة التقييم على أساس الجدارة والمعايير والقدرة على القتال والالتزام بالأوامر القانونية المنوط بها".
إعلانوقبل ترشيحه، عارض هيغسيث بشدة تولي النساء الأدوار القتالية، لكنه تراجع عن هذا الموقف في الجلسة.
وقال السيناتور جاك ريد، العضو البارز في لجنة القوات المسلحة بمجلس الشيوخ، "سيد هيغسيث، لا أعتقد أنك مؤهل لتلبية المتطلبات الهائلة لهذه الوظيفة".
وأثارت عدة وقائع قلق المشرعين متضمنة مزاعم اعتداء جنسي ضد هيغسيث عام 2017، لكنها لم تفض إلى توجيه اتهامات نفاها بالفعل.
كما اتُهم بالإفراط في شرب الخمور وسوء الإدارة المالية في منظمات قدامى المحاربين.
وتعهد هيغسيث بالامتناع عن شرب الخمر إذا تأكد تعيينه، وقال إنه ارتكب بعض الأخطاء المالية لكنه نفى ارتكاب أي مخالفات.
وقد انتقدت السيناتور الديمقراطية كيرستن جيليبراند تصريحات هيغسيث السابقة حول النساء، قائلة إنه سيضطر إلى تغيير نظرته جذريا إلى اللائي يشكلن 18% من تعداد الجيش الأميركي.
ورغم الدعم القوي له من قبل الجمهوريين المؤيدين لترامب، فإن تأكيد تعيين هيغسيث من المرجح أن يكون بهامش ضئيل، مقارنة مع تأييد 93 صوتا مقابل معارضة صوتين لصالح للويد أوستن وزير الدفاع في إدارة الرئيس جو بايدن، و98 صوتا مؤيدا نالها جيمس ماتيس أول مرشحي ترامب لهذا المنصب.
وبعد الجلسة، قالت إيرنست التي توقع خبراء أن تصوت ضد هيغسيث وربما تقنع آخرين بالتصويت ضده، إنها تدعمه لنيل المنصب.
وقالت إيرنست في بيان "لقد اختار قائدنا الأعلى القادم هيغسيث لتولي هذا المنصب، وبعد محادثاتنا والاستماع إلى سكان ولاية أيوا وقيامي بمهمتي كعضو بمجلس الشيوخ، سأدعم اختيار الرئيس ترامب لمنصب وزير الدفاع".
وعندما سئل عن التصريحات المعارضة لمشاركة النساء في القتال، أشار هيغسيث إلى ضرورة إلغاء الحصص المخصصة للأدوار في الخطوط الأمامية. وقد ردت الديمقراطية جيليبراند بأن مثل هذه الحصص غير موجودة.
إعلانكما هاجمت السيناتور الديمقراطية تامي داكوورث، وهي عسكرية سابقة فقدت ساقيها في القتال بالعراق، هيغسيث بدعوى نقص معرفته بالسياسة الخارجية وافتقاره إلى الخبرة الإدارية.
وقالت "تقول إنك مهتم بالحفاظ على قوة قواتنا المسلحة.. فلا يجوز أن نخفض المعايير من أجلك. أنت يا سيدي غير مؤهل لتولي هذا المنصب".
وإذا تم تأكيد ترشيحه، فقد يتمكن هيغسيث من تنفيذ وعود ترامب بالتخلص من الجنرالات الذين يتهمهم بالسعي إلى تطبيق سياسات التنوع في الجيش.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
من الجمهوريين والديمقراطيين.. ما سر الهجمات العنصرية على ممداني؟
قالت صحيفة نيويورك تايمز إن زهران ممداني، المرشح الديمقراطي لمنصب عمدة نيويورك يقود حملة انتخابية تثير حفيظة البعض وهذا ما يعرضه لسيل من الهجمات من كل حدب وصوب، كثير منها لا يخلو من صبغة عنصرية.
ووصفت الصحيفة في مقال رأي بتوقيع تريسي ماكميلان كوتوم، المرشح ممداني (33 عاما) بأنه شاب وله كاريزما وهو شخصية جذابة وينتمي إلى يسار الوسط، ويُزعزع الوضع السياسي الراهن، إضافة لكونه مسلما من أصول هندية وأوغندية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كاتبة إسرائيلية: تصاعد حاد في معدلات الانهيار بين جنود الجيشlist 2 of 2حاخام شهير: إسرائيل والصهيونية أصبحتا محط إحراج لبعض الشباب اليهودend of listولاحظت كاتبة المقال أن الهجمات على ممداني تأتي من كل الجهات، سواء من الحزب الجمهوري أو الديمقراطي ومن لوبيات قطاع العقارات، وقالت إن بعض تلك الجهات له خلفيات ومصالح سياسية.
وترى كوتوم أن الكثير من تلك الهجمات ذو صبغة عنصرية مُبطَّنة لأنه يخلط بين توجهات ممداني السياسية اليسارية وبين خلفيته العرقية والإثنية، وقالت إن هذه النغمة العنصرية قديمة واستُخدمت سابقا ضد الرئيس باراك أوباما، ومغزاها أن هذا ليس "أميركيا حقيقيا" وإنه خطير لأنه يقف إلى جانب الفقراء في وجه الأغنياء.
وتعتبر الكاتبة أنه من المنطقي أن يلعب الجمهوريون هذه الورقة العنصرية لأنهم مهووسون بخيالات العرق ويعتقدون أن الأميركيين البيض يشكلون أغلبية مضطهدة، لكنها تستغرب كيف أن الديمقراطيين، الواعين بجوهر موضوع العرق وخاصة بعد الهجمات التي تعرض لها أوباما، يميلون حاليا لتصديق ما يقال عن ممداني في هذا الباب.
ولفهم هذه النقطة، تدعو الكاتبة القارئ إلى النظر في الواقع السياسي والديمغرافي في الولايات المتحدة وكيف أن الأميركيين أصبحوا أكثر تنوعا مما كانوا عليه قبل 50 عاما، وهو ما يعني أن أميركا أصبحت وستظل أقل بياضا تحت مفعول الهجرة وتغير الأعراف المتعلقة بالحب والزواج.
وفي هذا الصدد، توقفت الكاتبة عند مفارقة مفادها أن الرئيس دونالد ترامب نجح في استمالة بعض الأقليات العرقية خلال الانتخابات الأخيرة، وهي المجموعات نفسها التي قد تكتوي بنار سياساته، وهو الأمر الذي أثار قلقا بالغا لدى الليبراليين ومراقبي الانتخابات.
إعلانوتحاول الكاتبة تفسير هذه النزعة العنصرية في أميركا بما سماه ديلان رودريغيز، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا، "إعادة الإعمار البيضاء"، وهو مصطلح مستوحى من محاولة القرن الـ19 تمكين الأميركيين السود حقوقيا بعد الحرب الأهلية. وفي الظرف الحالي فإن ذلك المصطلح يعني جعل الأميركيين البيض أكثر قوة على حساب الفقراء والأقليات والنساء.
وعلى أرض الواقع، تلاحظ الكاتبة أن أنصار الترامبية المحافظين يؤيدون هذا التوجه لأنه يحمي امتيازاتهم الاقتصادية والسياسية، ويمنحهم في الوقت نفسه صفة الضحية الأخلاقية، وهو ما ينطبق في بعض الأحيان على بعض الليبراليين والديمقراطيين كما يتجلى في انتقاداتهم لزهران ممداني.
أنصار الترامبية المحافظون يؤيدون التوجه لجعل الأميركيين البيض أكثر قوة على حساب الفقراء والأقليات والنساء لأن ذلك يحمي امتيازاتهم الاقتصادية والسياسية ويمنحهم في الوقت نفسه صفة الضحية الأخلاقية وهو ما ينطبق في بعض الأحيان على بعض الليبراليين والديمقراطيين كما يتجلى في انتقاداتهم لزهران ممداني
وحسب الكاتبة، فإن هذه الخلفية التاريخية والسياسية تساعد على فهم الجدل حول صعود ممداني، إذ يتم تصويره بأنه تهديد وتجسيد للحلم الأميركي في آن واحد، فهو مهاجر عمل بجدّ، ودرس في كلية بودوين، وسعى لأن يكون موظفًا حكوميًا. لكن البعض من كلا الحزبين السياسيين يتحدون المؤسسات، وخاصة جامعات النخبة، التي انبنت عليها تجربته الأميركية.
إضافة إلى ذلك فإن ممداني يقترح سياسات تجعله قريبا من المستضعفين في المجتمع وليس من الناجحين، وأن سياسات ممداني الاقتصادية، خلافا للديمقراطيين الذين يركزون على الطبقة المتوسطة، تعطي الأولوية للفقراء والطبقة العاملة.
وعلى خلفية ذلك التباين، فإن البعض يميل للقول إن ممداني خان استثمار الليبراليين البيض في المؤسسات التي مكّنته من ذلك. ولهذا السبب أصبحت الأضواء مسلطة بشدة على المعلومات التي أدلى بها من أجل الالتحاق بجامعة كولومبيا وخاصة ما يتعلق بالعرق.
وخلصت الكاتبة إلى أن التركيز على اختيار ممداني لإجابات متعددة، أحدها أنه "أسود أو أميركي من أصل أفريقي"، يعكس الاعتقاد الحزبي بأن العرق هو بمثابة عملة وأن الأقليات العرقية تنفقها على حساب البيض.
وردا على تلك الانتقادات، سبق لممداني أن قال في أكثر من مناسبة إن التعريف بنفسه في طلب الالتحاق بالجامعة ليس مبنيا على شرط واحد، بل على استيفائه لمجموعة من الشروط التي تعكس هويته الكاملة والمركبة.
وفي نظر الكاتبة فإن منتقدي ممداني لا يكترثون بعرقه، بل يهتمون باحتواء قرن من الحقوق المدنية والديمقراطية الليبرالية والتعددية الثقافية، وإن المحافظين صادقون في هذا الشأن، وإن الأمر ليس كذلك في صفوف الكثير من الليبراليين.