467 يوم من المعاناة والظلم.. رحلة صمود الشعب الفلسطيني “وطن برائحة الشهداء”
تاريخ النشر: 16th, January 2025 GMT
لا تزال القضية الفلسطينية تمثل واحدة من أكثر القضايا تعقيدًا في العصر الحديث، مع تاريخ طويل من الصمود والنضال في وجه الاحتلال والاعتداءات المستمرة.
في 7 أكتوبر، دخل الشعب الفلسطيني فصلًا جديدًا من الألم والمعاناة مع اندلاع موجة عنف غير مسبوقة، أدت إلى كارثة إنسانية خلفت وراءها عشرات الآلاف من الشهداء وبلغ عدد المصابين أكثر من ١٠٠ ألف مع تشريد وتهجير عشرات الآلاف الآخرين وتدمير عشرات الآلاف من المنازل والمدارس والمستشفيات والبنية التحتيه في قطاع غزة.
اليوم الأول: تصعيد وعنف مكثف
لم يكن التصعيد من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي مجرد قصف عشوائي، بل كان ممنهجًا، مستهدفًا المرافق الحيوية مثل المستشفيات والمدارس ومحطات الكهرباء، استيقظ العالم على مشاهد الدمار والموت، بينما كانت التحذيرات من كارثة إنسانية تتصاعد.
الجوع والحصار: فصل جديد من الألم
مع استمرار القصف اليومي، فرض حصار خانق على قطاع غزة، مما جعل الوضع أكثر مأساوية، حيث تم إغلاق المعابر الحدودية، ومنع دخول الإمدادات الغذائية والطبية داخل القطاع، تحولت الحياة إلى صراع يومي من أجل البقاء.
أزمة الغذاء والماء
بسبب الحصار، توقفت الإمدادات الغذائية، وأصبحت المياه الصالحة للشرب شحيحة، آلاف العائلات عاشت على وجبات بسيطة من الخبز والماء غير النقي، بينما كان الأطفال يعانون من سوء التغذية بشكل متزايد.
الأزمة الصحية
المستشفيات التي تعرضت للقصف كانت تعمل فوق طاقتها الاستيعابية، الأطباء عملوا في ظروف قاسية، مع نقص حاد في الأدوية والمعدات الطبية.
شهدت الأسابيع الأولى للعدوان وفاة العشرات؛ بسبب عدم القدرة على تقديم الرعاية اللازمة.
دمار لا ينتهي: استهداف البنية التحتية
إلى جانب الضحايا البشرية، تعرضت البنية التحتية في غزة والضفة الغربية لدمار هائل. المنازل، المدارس، المساجد، وحتى مراكز الأمم المتحدة لم تسلم من القصف.
قدرت التقارير الدولية أن حوالي 70% من البنية التحتية في القطاع تعرضت لأضرار بالغة.
مع هذا الدمار، وجد الآلاف أنفسهم بلا مأوى. العائلات التي فقدت منازلها لجأت إلى المدارس والمباني الحكومية، التي بالكاد وفرت الحد الأدنى من المأوى.
الصمود الفلسطيني: صورة إنسانية ملهمة
رغم القصف والجوع والدمار، لم يتوقف الشعب الفلسطيني عن إظهار صمود مذهل داخل القطاع، ظهرت مبادرات شعبية لدعم المتضررين، حيث تقاسم السكان ما لديهم من موارد قليلة.
جهود الإنقاذ
في خضم القصف، نظم الشباب الفلسطيني فرق إنقاذ تطوعية لانتشال الضحايا من تحت الأنقاض، المشاهد كانت تعكس عمق الإنسانية والتضامن داخل المجتمع الفلسطيني.
المرأة الفلسطينية في المشهد:د
لعبت النساء دورًا كبيرًا في هذه الأزمة، من خلال دعم أسرهن وتحمل مسؤولية رعاية الأطفال وسط الظروف القاسية.
الموقف الدولي: بين الإدانات والدعوات للسلام
على المستوى الدولي، أثار التصعيد اهتمامًا واسعًا، حيث خرجت مظاهرات في عواصم العالم دعماً للشعب الفلسطيني. مع ذلك، انقسمت الحكومات بين داعمة وداعية لضبط النفس.
التحركات الدبلوماسية
ضغطت بعض الدول، مثل مصر وقطر، على الأطراف المتصارعة للوصول إلى اتفاق يوقف التصعيد، ومع ذلك، كانت الجهود الدبلوماسية تعاني من تعنت بعض الأطراف وتأخر المجتمع الدولي في اتخاذ مواقف حاسمة.
اتفاق وقف إطلاق النار: خطوة أولى أم مجرد هدنة؟
بعد أسابيع من المعاناة، أعلنت الأطراف المتصارعة عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. جاء الاتفاق بعد جهود دبلوماسية مكثفة، لكنه لم يعالج الجذور الحقيقية للصراع.
مضمون الاتفاق:
وقف شامل للأعمال العدائية.
فتح المعابر الحدودية للسماح بدخول الإمدادات الإنسانية.
وعود بإعادة الإعمار في المناطق المتضررة.
ردود الفعل الفلسطينية
رغم الترحيب الحذر بالاتفاق، أبدى الكثير من الفلسطينيين قلقهم من أن يكون الاتفاق مجرد هدنة مؤقتة، دون تحقيق أي تغيير حقيقي على الأرض.
معاناة لم تنتهِ
على الرغم من وقف إطلاق النار، تبقى الجراح الفلسطينية مفتوحة، الدمار الذي خلفته الأسابيع الماضية يحتاج إلى سنوات لإصلاحه، بينما الصدمة النفسية ستظل تؤرق السكان.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: غزة والضفة الغربية استمرار القصف مشاهد الدمار فلسطين إسرائيل قطاع غزة الاحتلال الإسرائيلي الأسر غزة مصر المصابين قطر قوات الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية الاحتلال قوات الاحتلال الشعب الفلسطينى القضية الفلسطينية
إقرأ أيضاً:
الأردن: إسرائيل تمعن في التعدي على حق الشعب الفلسطيني
عمان - أدان الأردن، الخميس، موافقة إسرائيل على بناء 22 مستوطنة جديدة بالضفة الغربية، واعتبرها "انتهاكا صارخا" للقانونين الدولي والإنساني و"إمعانا في التعدي على حق الشعب الفلسطيني".
جاء ذلك في بيان لوزارة الخارجية، أدانت فيه "بأشد العبارات" قرار إسرائيل.
واعتبر البيان مصادقة الكابينت "انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وإمعانًا واضحًا في التعدي على حق الشعب الفلسطيني غير القابل للتصرف في تجسيد دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس المحتلة".
وأكد على "رفض المملكة المطلق وإدانتها الشديدة لهذا القرار الذي يخالف قرارات مجلس الأمن الدولي (..)".
وأشار إلى أن "جميع الإجراءات والقرارات الإسرائيلية في الضفة الغربية غير قانونية وغير شرعية"، مشددا على أن "لا سيادة لإسرائيل على الأرض الفلسطينية المحتلة".
وطالبت الخارجية الأردنية، المجتمع الدولي "بتحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية، وإلزام إسرائيل، القوة القائمة بالاحتلال، وقف عدوانها على غزة وتصعيدها الخطير في الضفة الغربية المحتلة".
كما دعته إلى "توفير الحماية اللازمة للشعب الفلسطيني، وتلبية حقوقه المشروعة في إقامة دولته المستقلة ذات السيادة على خطوط الرابع من يونيو/ حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة، ووقف الجرائم بحقه ومحاسبة المسؤولين عنها".
وفي وقت سابق الخميس، أكدت وزارة الدفاع الإسرائيلية مصادقة المجلس الوزاري الأمني المصغر "الكابينت" على بناء 22 مستوطنة جديدة في الضفة الغربية.
وقالت الوزارة الدفاع في بيان حصلت الأناضول على نسخة منه، إن "المجلس الوزاري السياسي والأمني المصغر (الكابينت) صادق على قرار تاريخي للاستيطان، بالموافقة على إنشاء 22 مستوطنة جديدة في أنحاء يهودا والسامرة (التسمية اليهودية للضفة الغربية).
وأوضحت في بيانها إن "القرار يشمل إنشاء 4 مستوطنات في منطقة الحدود الشرقية مع الأردن، في إطار تعزيز الحدود الشرقية لدولة إسرائيل، وأمنها القومي، وسيطرتها الاستراتيجية على المنطقة".
وفي 19 يوليو/ تموز 2024، قالت محكمة العدل الدولية، خلال جلسة علنية في لاهاي، إن "استمرار وجود دولة إسرائيل في الأرض الفلسطينية المحتلة غير قانوني".
وشددت على أن للفلسطينيين "الحق في تقرير المصير" وضرورة "إخلاء المستوطنات الإسرائيلية القائمة على الأراضي المحتلة".
ومنذ أن بدأت الإبادة الجماعية بقطاع غزة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تكثف إسرائيل جرائمها لضم الضفة الغربية إليها، لا سيما عبر الهدم وتهجير الفلسطينيين وتوسيع الاستيطان، وفق السلطات الفلسطينية.
وترتكب إسرائيل بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 177 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين.
وبالتوازي مع إبادة غزة، صعّد الجيش الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، ما أدى إلى مقتل 972 فلسطينيا على الأقل، وإصابة نحو 7 آلاف، واعتقال ما يزيد على 17 ألفا، وفق معطيات فلسطينية.