الإمارات.. عصية على الإرهاب
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
جمعة النعيمي (أبوظبي)
تمر اليوم الذكرى الثالثة للهجوم الإرهابي للميليشيات الحوثية على دولة الإمارات العربية المتحدة، مستهدفةً أمن الوطن واستقراره، ونموذج الإمارات التنموي الحضاري في بناء الإنسان والأوطان.
وتدرك الجماعات الإرهابية أن الإمارات تمثل نموذجاً مغايراً للفشل والفوضى التي تسعى هذه الجماعات إلى نشرها في المنطقة، فاستهداف الإمارات هو استهداف لرمز النجاح العربي الحديث، ولهذا فإن مثل هذه الهجمات تمثل محاولة يائسة للنيل من مكانتها وإحباط تطلعاتها.
ورغم هذا العمل الإجرامي الذي يهدف إلى زعزعة الأمن والسلام، أثبتت الإمارات أنها تمتلك حكمة ووعياً قادرين على التصدي لهذه التحديات، مع الحفاظ على مكتسباتها الوطنية ومسيرة ازدهارها.
كما أظهرت قيادة دولة الإمارات العربية المتحدة، حكمة استثنائية في التعامل مع هذا الحدث الإرهابي، حيث اتخذت قرارات حازمة وسريعة تعكس قوة الدولة وقدرتها على حماية أمنها الوطني، وقدرتها على إدارة الأزمات بكفاءة وفعالية.
وأكدت القيادة أن أمن الوطن واستقراره خط أحمر لا يمكن المساس به، مشددةً على أن هذه الأعمال الإرهابية لن تؤثر في مسيرة التقدم والازدهار التي تنتهجها الدولة، ورسخت هذه المواقف ثقة أبناء الإمارات والعالم أجمع بحكمة القيادة وقوتها. وتجلت الوحدة الوطنية الراسخة للشعب الإماراتي، من خلال التعامل مع الحدث الإرهابي بأبهى صورها، فقد أظهر المواطنون والمقيمون تضامناً عظيماً مع القيادة، مؤكدين وقوفهم صفاً واحداً للدفاع عن أمن الوطن. وأكد المواطنون والمقيمون، أن هذه الهجمات لا تزيدهم إلا إصراراً على حماية وطنهم ومكتسباته، مشددين على ضرورة الوقوف جنباً إلى جنب خلف القيادة لمواصلة المسيرة الوطنية.
وقد أثبتت الأجهزة العسكرية والأمنية كفاءة استثنائية، عكست مستوى رفيعاً من الجاهزية والاحترافية، سواء في التصدي للهجوم أو التعامل مع تداعياته، أو إفشال أي مخططات إرهابية مستقبلية، وأكدت من خلال تعاملها مع الاعتداء الآثم أن الأمن والأمان في الإمارات، ليس وليد المصادفة، بل نتيجة عمل دؤوب واستراتيجيات متجددة، تعكس رؤية الدولة في بناء قدراتها العسكرية الأمنية لمواجهة التحديات كافة.
خطورة الأفكار المتطرفة
ويعكس الهجوم الإرهابي الحوثي، خطورة الفكر المتطرف الذي تتبناه الجماعات الإرهابية، حيث يمثل خطراً حقيقياً على الأمن والاستقرار العالميين، مما يتطلب تكاتفاً دولياً لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابع تمويله ودعمه.
وتُعتبر الإمارات من الدول الرائدة في مكافحة الإرهاب وحضورها فاعل في المنطقة والعالم لمواجهة الإرهاب وتجفيف منابعه حيث تواصل جهودها الدولية والإقليمية لتعزيز التسامح ومكافحة الأفكار المتطرفة التي تشكل بيئة خصبة للإرهاب، كما تعمل الدولة على نشر الوعي بين مواطنيها والمقيمين فيها بخطورة هذه الأفكار وآثارها السلبية على الأمن المجتمعي. وقدمت الإمارات نموذجاً استثنائياً في التعامل مع الإرهاب، من خلال جهود متعددة، أهمها تعزيز التعاون الدولي، فالدولة عضو فاعل في التحالفات العالمية لمكافحة الإرهاب، وتعمل مع شركائها الدوليين لتبادل المعلومات والتنسيق الأمني، وعملت من خلال إجراءات صارمة للحد من تمويل الجماعات الإرهابية وتجفيف مصادرها، فضلاً عن محاربة الفكر المتطرف عبر مبادرات تعليمية وإعلامية وثقافية متنوعة.
وتعيش دولة الإمارات حالة من استتباب الأمن والأمان على النحو الذي يظهر في مراتب متقدمة بين الوجهات التي يرغب الناس من كل أنحاء العالم العيش فيها، ويعود ذلك إلى أن الأمن كان دائماً في صدارة أولويات القيادة الرشيدة التي لا تدّخر جهداً في توفير أفضل ظروف الحياة لكل من يعيشون على أرضها.
وتستند ركائز الأمن في الدولة إلى عوامل عِدة، أّهمها سيادة قيم التسامح والتعايش والإخاء المجتمعي، ورسوخ مبدأ العدالة وسيادة القانون واستقلال القضاء.
واحة للاستقرار
حافظت دولة الإمارات على مكانتها واحة عالمية للأمن والاستقرار، حيث نجحت 4 من مدن الدولة في حجز موقعها ضمن المدن العشر الأكثر أماناً في العالم، وفقاً لمؤشر أمن المدن الصادر من موقع «نومبيو».
وأظهر المؤشر، أن مدينة أبوظبي جاءت في المرتبة الأولى عالمياً في العام 2024 لتحافظ على صدارتها لهذا التصنيف للعام الثامن على التوالي منذ 2017، فيما حجزت المرتبة الرابعة عالمياً، تلتها دبي في المرتبة الخامسة، ثم رأس الخيمة في المرتبة السادسة.
حماية المكتسبات
تتمتع دولة الإمارات ببنية تحتية أمنية وتقنية متقدمة أسهمت بشكل كبير في التصدي لهذه الهجمات الإرهابية، والحد من آثارها، فقد أظهرت الأجهزة الأمنية كفاءة عالية في كشف التهديدات والتعامل معها بسرعة وفعالية.
الأمن المجتمعي
يشكّل التنوع الثقافي الكبير في الإمارات نموذجاً فريداً للتعايش، حيث تقيم أكثر من 200 جنسية تعيش في الدولة بانسجام يعكس بيئة مجتمعية قائمة على التسامح والاحترام المتبادل، ويُعد الأمن المجتمعي جزءاً لا يتجزأ من الأمن الشامل الذي تتمتع به الدولة، ما جعلها نموذجاً عالمياً في بناء مجتمعات مستقرة ومزدهرة.
الأمن الرقمي
أحرزت دولة الإمارات تقدماً كبيراً في مجال الأمن الرقمي، إلى جانب الأمن المادي حيث تصدرت دول المنطقة في مؤشرات الأمن السيبراني، ما يعكس التزام الدولة بحماية المجتمع من التهديدات الرقمية المتزايدة.
مؤشرات تنموية
تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة، مسيرة نجاحاتها خلال السنوات الأخيرة بالحصول على المركز الأول عالمياً في أكثر من 215 مؤشراً تنموياً واقتصادياً وبشرياً، بحسب ما ذكرته التقارير الدولية، وأصبح الأمر جلياً وواضحاً من خلال ما حققته من نتائج مبشرة في سباق التنافسية العالمية، فقد حصدت دولة الإمارات المراكز الأولى في أغلب المؤشرات والتقارير الدولية والإقليمية، الأمر الذي يؤكد مدى كفاءة وفعالية استراتيجية التنمية الشاملة التي تنتهجها دولة الإمارات العربية المتحدة، وتجربتها الريادية في إدارة العمل الحكومي.
وجسدت النتائج التي حققتها الإمارات قوة وجاذبية اقتصادها، والمستوى الرفيع من الأمن والاستقرار الذي تتمتع به، وتميز منظومة جودة الحياة التي توفرها للمواطنين والمقيمين على أرضها، وكانت البداية مع نتائج النسخة الأولى من تقرير «المؤشر العالمي للفرص المستقبلية» للعام 2024 الصادر على هامش الدورة الـ 54 لاجتماعات المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس؛ إذ حققت الإمارات المركز الأول عالمياً في 20 من مؤشرات ممكنات الجاهزية لفرص المستقبل.
كما حققت الإمارات المرتبة الأولى عالمياً في الاستجابة للمتغيرات والمرتبة الثانية عالمياً في مؤشر الرؤية المستقبلية، والمرتبة الثانية عالمياً في دعم الحكومة لبيئة ريادة الأعمال، وجاءت في المرتبة الثالثة عالمياً في التخطيط المستقبلي بعيد المدى والاستراتيجية المستقبلية للحكومة.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الإمارات الإرهاب الحوثي الحوثيين دولة الإمارات العربیة المتحدة التعامل مع فی المرتبة من خلال
إقرأ أيضاً:
الإمارات تمد شريان الحياة إلى القطاع الصحي في قطاع غزة
نجحت دولة الإمارات عبر جهودها الإنسانية ومساعداتها الإغاثية للأشقاء الفلسطينيين ضمن” عملية الفارس الشهم 3″، في مد شريان الحياة للقطاع الصحي داخل قطاع غزة وإنقاذه من الانهيار التام والخروج النهائي من الخدمة.
وبرهنت دولة الإمارات خلال تدخلها السريع لمواجهة التحديات الطبية الناجمة عن الوضع المتفاقم في قطاع غزة، عن جاهزية قصوى واحترافية عالية ظهرت جليا من خلال التواجد على أرض الواقع سواء عبر المستشفى الإماراتي الميداني داخل القطاع أو المستشفى العائم الذي أرسلته إلى مدينة العريش المصرية، وكذلك عبر نقل الحالات الصعبة والحرجة إلى مستشفيات الدولة لتقديم العلاج والرعاية الطبية، إضافة إلى إرسال المساعدات والإمدادات الطبية بمختلف أنواعها لتعزيز قدرات القطاع الصحي داخل غزة.
ويواصل المستشفى الميداني الإماراتي المتكامل داخل قطاع غزة، منذ تدشينه في ديسمبر 2023 تقديم خدماته العلاجية لأبناء القطاع، عبر كوادر متخصصة ومؤهلة في المجالات والفروع الطبية المختلفة، بالإضافة متطوعين طبيين.
وبلغ عدد الحالات التي تلقت العلاج في المستشفى الميداني الإماراتي حتى أبريل الماضي أكثر من 51 ألف حالة شملت الإصابات الحرجة والعمليات الجراحية الدقيقة.
وأطلقت دولة الإمارات، من خلال المستشفى، مبادرة إنسانية نوعية لتركيب الأطراف الصناعية للمصابين ممن تعرضوا للبتر، بهدف دعم إعادة تأهيلهم وتمكينهم من استعادة حياتهم الطبيعية.
وتبلغ سعة المستشفى 200 سرير، ويضم غرفاً للعمليات الجراحية مؤهلة لإجراء أنواع الجراحات المختلفة، وعلى سبيل المثال نجح فريق الأطباء في المستشفى في استئصال ورم يزن 5 كيلوجرامات من بطن مريض عانى لسنوات من آلام حادة ومضاعفات صحية شديدة الخطر.
وأرسلت دولة الإمارات في فبراير 2024 مستشفى عائما متكاملا إلى قبالة سواحل مدينة العريش المصرية لتقديم الدعم الطبي اللازم إلى الأشقاء الفلسطينيين.
ويضم المستشفى العائم طاقما طبيا وإداريا من مختلف التخصصات تشمل التخدير والجراحة العامة والعظام والطوارئ، إضافة إلى ممرضين ومهن مساعدة، وقد نجح المستشفى حتى أبريل الماضي بالتعامل مع نحو 10370 حالة.
وتبلغ سعة أسرة المستشفى 100 سرير، ويضم غرف عمليات وعناية مركزة وأشعة ومختبرا وصيدلية ومستودعات طبية.
وعملت دولة الإمارات في موازاة ذلك، على نقل الحالات الطبية الحرجة إلى أراضيها للعلاج وتقديم الرعاية المطلوبة لهم، وذلك تنفيذا لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة “حفظه الله”، باستضافة ألف فلسطيني من المصابين بأمراض السرطان من قطاع غزة من مختلف الفئات العمرية، لتلقي العلاجات وجميع أنواع الرعاية الصحية التي يحتاجونها في مستشفيات الإمارات.. كما وجه سموه باستضافة ألف طفل فلسطيني أيضاً برفقة عائلاتهم من قطاع غزة لتقديم جميع أنواع الرعاية الطبية والصحية التي يحتاجون إليها في مستشفيات الدولة إلى حين تماثلهم للشفاء وعودتهم.
وفي 14 مايو الماضي وصل العدد الإجمالي للمرضى والمرافقين الذين تم نقلهم إلى الإمارات إلى 2634، ما يجسد حرص الدولة على توفير الرعاية العلاجية اللازمة للأشقاء الفلسطينيين في مستشفياتها.
وتستحوذ الإمدادات الطبية والصحية على نسبة كبيرة من إجمالي المساعدات الإنسانية والإغاثية التي تواصل الإمارات تقديمها إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة منذ بدء الأزمة.
وتتضمن المساعدات الطبية التي تقدمها الإمارات إلى الأشقاء الفلسطينيين في غزة، مختلف أنواع الأدوية والمعدات طبية مثل أجهزة غسيل الكلى وجهاز الموجات فوق الصوتية “التراساوند” وأجهزة إنعاش رئوي وكراسي متحركة وأقنعة تنفس صناعي، إضافة إلى سيارات الإسعاف.
وبعد مرور 500 يوم على إطلاق “عملية الفارس الشهم 3″، قدمت الإمارات أكثر من 1200 طن من المواد والمستلزمات الطبية دعما للمستشفيات المحلية في قطاع غزة، كما تم تعزيز المنظومة الصحية بـ17 سيارة إسعاف مجهزة بأحدث المعدات.
ونفذت دولة الإمارات حملة تطعيم شاملة ضد شلل الأطفال لأكثر من 640 ألف طفل، ضمن جهود وقائية لحماية الأجيال القادمة من الأمراض المعدية.
وفي السياق ذاته، أرسلت دبي الإنسانية خلال الفترة من الأول من يناير حتى 24 أبريل 2025 ثلاث شحنات إغاثية إلى مطار العريش المصري دعما للأشقاء الفلسطينيين في غزة، نقلت على متنها حوالي 256 طناً مترياً من الإمدادات الطبية التابعة لمنظمة الصحة العالمية.
وتعزيزا للصحة العامة والوقاية من الأمراض السارية، تسهم الإمارات عبر مشروعات ومبادرات نوعية في توفير المياه الصالحة للشرب في قطاع غزة، كما تنفذ مجموعة من مشروعات إصلاح شبكات الصرف الصحي بهدف الحد من التلوث ومنع انتشار الأوبئة والأمراض المعدية.وام