بينما يعاني الفلسطينيون في غزة من آثار الحرب المدمرة، التي استمرت أكثر من 15 شهراً بين إسرائيل وحركة حماس، تظل آمالهم في وقف إطلاق النار، الذي أُعلن عنه يوم الأربعاء الماضي، متواضعة. فهم يريدون فقط العودة إلى منازلهم التي دُمرت، والنوم ليلة واحدة بلا خوف، وإيجاد مساحة للحزن على من فقدوهم، كما أوردت صحيفة "واشنطن بوست".

محمد أبو القَس، مدير تسويق يبلغ من العمر 32 عاماً، يعيش الآن في منزل متضرر بشدة مع 33 شخصاً آخرين في مدينة النصيرات بوسط غزة. عبّر عن مشاعره المختلطة للصحيفة وهو يشاهد الناس يحتفلون بالاتفاق الذي توسطت فيه الولايات المتحدة وقطر ومصر. وقال: "فرحتهم تكسر قلبي، لأننا ماذا بقي لدينا؟".

إذا دخل الاتفاق حيز التنفيذ يوم بعد غد الأحد كما هو مخطط، فإن وقف إطلاق النار الذي يستمر 42 يوماً سيمنح سكان غزة البالغ عددهم مليوني نسمة بعض الراحة من حرب، وصفتها السلطات الصحية الفلسطينية بأنها أودت بحياة أكثر من 46 ألف و600 شخص. وفي المقابل، وافقت حماس على الإفراج عن 33 رهينة من الذين اختطفتهم خلال هجومها على إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023.

Israel and Hamas agree to a deal that will pause fighting in Gaza and lead to the phased release of hostages and Palestinian prisoners, source says https://t.co/0EdS87dQil

— CNN International (@cnni) January 15, 2025 آثار الحرب المستمرة

ومنذ ذلك الهجوم، دُمرت أجزاء كبيرة من غزة بالكامل، وتحولت أحياء بأكملها إلى أنقاض. إلى جانب ذلك، انتشرت الأمراض بشكل واسع في القطاع الذي يعاني من الجوع، ويقف على شفا الكارثة الإنسانية. ووفقاً للأمم المتحدة، أكثر من 90% من الناجين هم نازحون، وكثير منهم نزحوا أكثر من مرة.

ويروي أبو القَس معاناته الشخصية، قائلاً إنه ما زال يرتدي نفس البنطال الذي كان عليه عندما بدأت الحرب، وقد أصبح الآن ممزقاً. تعرض للإصابة مع والدته خلال غارة جوية، وخلال الأسبوع الأخير، أصاب صاروخ منزلاً مجاوراً فتناثرت أشلاء الجثث في منزله، مما جعله يشعر وكأن الموت يلاحقهم حتى اللحظة الأخيرة.

وعلى الرغم من إعلان الاتفاق، إلا أن القصف استمر يوم أمس الخميس. وفقاً لمحمود البسّال، المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، قُتل 77 شخصاً على الأقل، من بينهم 25 امرأة و21 طفلاً، في غارات إسرائيلية. عبر السكان عن خشيتهم من تصاعد الهجمات قبل بدء الهدنة.

وصرح الجيش الإسرائيلي بأنه استهدف حوالي 50 "هدفاً إرهابياً" في غزة، وأكد اتخاذ "خطوات عديدة" لتجنب الإضرار بالمدنيين.

Hamas and Israel reached a deal for a ceasefire in Gaza that mediators said would take effect on Sunday and include a release of hostages https://t.co/sYNIOKsQcb pic.twitter.com/3rM3zDfV19

— Reuters (@Reuters) January 16, 2025 ما بعد الاتفاق

وبحسب الصحيفة، فإنه خلال المرحلة الأولى من الاتفاق الذي يتكون من 3 مراحل، سيُسمح للسكان النازحين بالعودة إلى منازلهم، أو ما تبقى منها.. ويقول أبو القَس: "نريد فقط أن ينتهي كل شيء، حتى نستطيع البكاء ونضع خيمة فوق أنقاض منزلنا".

وأما محمد الجمال، الذي يعيش الآن في خيمة مساحتها 22 متراً مربعاً، مع 10 أفراد من عائلته في منطقة المواصي جنوب غزة، فيخطط للعودة إلى منزله في رفح يوم بعد غد الأحد، رغم أنه لا يعلم ما إذا كان لا يزال قائماً. ويقول: "حتى لو كان مدمراً، أريد أن أعيش فوق أنقاضه".

وفي الوقت الحالي، تعيش عائلة الجمال مع القليل من المأوى ضد الرياح والأمطار، وتفصلهم قطعة قماش مهترئة عن جيرانهم. وأضاف أن "منطقة المواصي، التي تم الإعلان عنها كمنطقة إنسانية من قبل إسرائيل، لا توفر الأمان من القصف. في الواقع، هي غير صالحة للعيش تماماً".

The first phase of the agreement, brokered by the U.S., Qatar and Egypt will halt, for now, a 15-month war that changed the Middle East. It includes plans for a limited withdrawal of Israeli troops from Gaza and a surge in humanitarian aid to the enclave. https://t.co/1vRA7T1Nep

— The Washington Post (@washingtonpost) January 15, 2025 الاحتياجات العاجلة

ويتضمن الاتفاق زيادة كبيرة في المساعدات خلال فترة الهدنة الأولى، حيث يُتوقع دخول أكثر من 500 شاحنة يومياً، وفقاً لوزارة الخارجية الأمريكية.

ووصف جمال الحرب بأنها "كابوس من الموت والخوف يطاردنا على مدار الساعة".

وتقول الصحيفة إن المستقبل في غزة لا يزال غير واضح. فمن المتوقع أن تبدأ مفاوضات حول المرحلة الثانية من الاتفاق، حيث سيتم الإفراج عن باقي الرهائن مقابل انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية. لكن خطط إعادة الإعمار ومن سيدير القطاع تظل غامضة.

وقال محمد جمال إنه "لا يريد عودة حكم حماس"، محملاً إياها مسؤولية تدمير غزة. وأضاف "إذا لم يكن بالإمكان عودة السلطة الفلسطينية، فلتحكمنا أي قوة عربية".

شكوك حول وقف إطلاق النار

كما أن هناك بعض الشكوك حول ما إذا كان وقف إطلاق النار سينجح، أو حتى إذا كان سيدخل حيز التنفيذ. وقال خالد وليد، البالغ من العمر 31 عاماً، والذي يعيش مع أسرته في منزل مدمر في دير البلح، إنه يفكر في مغادرة غزة إذا فُتح المعبر مع مصر خلال الهدنة.

وأضاف "أريد أن أعطي عائلتي فرصة جديدة للحياة. لقد فقدنا كل شيء. أريد أن أبني مستقبلاً لأطفالي بعيداً عن الموت والقتل".

وأما عبير ماهر، وهي أم لـ 3 أطفال نازحة من غزة إلى دير البلح، فقالت إنها تشكر الله على وقف إطلاق النار، لكنها لا تستطيع أن تشعر بالسعادة، مضيفة "الآن يبدأ العذاب الحقيقي وإدراك ما حدث. لم يبقَ شيء.. فقط الآن يمكنني أن أبدأ في الحزن على أقاربي وأصدقائي".

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية بالاتفاق إسرائيل اتفاق غزة إسرائيل وقف إطلاق النار أکثر من فی غزة

إقرأ أيضاً:

دمشق تعلن التوصل إلى اتفاق حول ملفات مهمة مع وفد قسد

تابعنا أيضا عبر تليجرام t.me/alwatanvoice رام الله - دنيا الوطن
أعلن عضو اللجنة المختصة بإتمام الاتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية العميد زياد العايش أنه خلال اللقاء مع وفد من القوات تم الاتفاق على عدد من الملفات المهمة.

وقال العايش إن الاجتماع عُقد في أجواء إيجابية اتّسمت بروح المسؤولية والحرص المتبادل على المصلحة الوطنية.

وأضاف أنه تم خلال الاجتماع التوافق على عدد من الملفات المهمة أبرزها تشكيل لجان فرعية تخصصية لمتابعة تنفيذ اتفاق العاشر من آذار، الموقّع بين السيد الرئيس أحمد الشرع والجنرال مظلوم عبدي.

وأشار إلى التوافق أيضا على السعي لحل المشاكل العالقة في ملف الامتحانات والمراكز الامتحانية، بما يضمن حقوق الطلبة وسلامة العملية التربوية، كما تم بحث آليات تسهيل عودة المهجّرين إلى مناطقهم، والعمل على إزالة المعوقات التي تعيق هذه العودة.

كما أكد العايش أنه تم التوافق على إعادة تفعيل اتفاق حيي الأشرفية والشيخ مقصود بمدينة حلب، والسعي إلى معالجته، بما يخدم الاستقرار والسلم الأهلي.

ونوه بأن الطرفين أكدا التزامهما بالحوار البنّاء والتعاون المستمر، بما يصبّ في خدمة وحدة سوريا وسيادتها، وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الأمن والاستقرار، وتم الاتفاق على تحديد اجتماع آخر في القريب العاجل، لاستكمال النقاش ومتابعة تنفيذ ما تم التوافق عليه.

مقالات مشابهة

  • عاجل. البيت الأبيض يقول إنه "ينظر في مدى صحة" إطلاق النار قرب مركز للمساعدات في غزة
  • صدمة في حماس.. ومراقبون: مسودة «ويتكوف» غامضة ومخادعة
  • مراكز المساعدة تتحول إلى ساحات دم.. 102 شهيد خلال 8 أيام في غزة
  • روسيا وأوكرانيا تفشلان مرة أخرى في الاتفاق على وقف إطلاق النار وتلتزمان بتبادل الأسرى
  • عاجل | مقتل 3 جنود إسرائيليين وإصابة اثنين آخرين في استهداف قوة عسكرية شمالي غزة
  • جنوب لبنان تحت النار.. غارات إسرائيلية تهدد وقف إطلاق النار
  • مصر وقطر :لابديل عن المساعي الدبلوماسية لوقف إطلاق النار في غزة
  • حماس تعلن استعدادها لمفاوضات غير مباشرة لوقف إطلاق النار في غزة
  • “حماس” تكشف تفاصيل ما جرى بشأن وقف إطلاق النار في غزة
  • دمشق تعلن التوصل إلى اتفاق حول ملفات مهمة مع وفد قسد