صوت المرأة عورة.. ما صحة القول؟
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
أكدت دار الإفتاء المصرية أن صوت المرأة بمجرده ليس بعورة؛ فيجوز للرجال شرعًا سماع صوتها والإصغاء إليه عند أمن الفتنة، وعدم الخوف من الوقوع في مُحرّم، ولا يُعدُّ ذلك حرامًا.
حقيقة صوت المرأة عورة
وقد دلَّ على صوتُ المرأة بمجرده ليس بعورة عدد من النصوص الشرعية؛ فروى البخاري ومسلم -واللفظ له- عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ مِن الِاسْتِغْفَارِ، فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ»، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ: وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ؟ قَالَ: «تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ» قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ؟ قَالَ: «أَمَّا نُقْصَانِ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ، فَهَذَا مِنْ نُقْصَانِ الْعَقْلِ.
وقال الإمام ولي الدين أبو زُرعة بن العراقي في "طرح التثريب" (6/ 57، ط. دار إحياء الكتب العربية): [صوت المرأة ليس بعورة؛ إذ لو كان عورة ما سمعه النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وأقر أصحابه على سماعه، وهذا هو الأصح عند أصحابنا الشافعية] اهـ.
وأما المنعُ من الإصغاء والاستماع إلى صوت المرأة فمَحَلُّه عند خوف الافتتان؛ بمعنى قيام الدَّاعي إلى الوقوع في مُحَرَّمٍ؛ قال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري في "أسنى المطالب" (3/ 110، ط. دار الكتاب الإسلامي): [أما النظر والإصغاء لما ذكِر عند خوف الفتنة؛ أي: الداعي إلى جماع أو خلوة أو نحوهما، فحرام، وإن لم يكن عورة؛ للإجماع.. قال الزركشي: ويلتحق بالإصغاء لصوتها عند خوف الفتنة التلذذ به، وإن لم يَخَفْها -أي الفتنة-] اهـ.
قال الإمام ولي الدين أبو زُرعة بن العراقي في "طرح التثريب" (6/ 579): [لكن قالوا: يحرم الإصغاء إليه عند خوف الفتنة. ولا شك أن الفتنة في حقه صلى الله عليه وآله وسلم مأمونة، ولو خشي أصحابه رضي الله عنهم فتنة ما سمعوا] اهـ.
وقال شيخ الإسلام زكريا الأنصاري من الشافعية في "أسنى المطالب" (3/ 110): [(الإصغاء) من الرجل (لصوتها -أي المرأة-)؛ جائز عند أمن الفتنة] اهـ.
وقالت الإفتاء إنه ما دام صوت المرأة خاليًا من الفتنة فيجوز للرجال سماعه شرعًا؛ لأن صوتها في ذاته ليس بعورة كما تقرر.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صوت المرأة صوت المرأة عورة المراة عورة صوت المرأة عند خوف ن ق ص ان
إقرأ أيضاً:
الشرع: والدتي لم تفقد الأمل بي طوال سبع سنوات من اختفائي (شاهد)
في لقاء عقده الرئيس السوري أحمد الشرع مع مجموعة من النساء السوريات بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وبحضور زوجته لطيفة الدروبي، استحضر الشرع جانباً من معاناته الشخصية خلال سنوات اختفائه، مسلطاً الضوء على قوة الأمومة وتضحيات الزوجة في وجه المحن التي عاشها.
وخلال حديثه الذي بثته وكالة الأنباء السورية "سانا"، قال الشرع إنه ابتعد عن منزله لسبع سنوات قاسية، دون أن تصل لعائلته أي معلومات تؤكد نجاته، مضيفاً: "كل المؤشرات كانت تدل على أنني في عداد المفقودين أو القتلى، حتى المقربون سلموا بالأمر، إلا أن قلب أمي ظل مؤمناً بأنني ما زلت حياً".
عرض هذا المنشور على Instagram تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وتابع الرئيس قائلاً: "كانت والدتي تغسل ملابسي وتكويها وتضعها في مكانها باستمرار، رغم غيابي الطويل، وكانت مؤمنة بأنني سأعود ذات يوم. وفي لحظة رمزية، حطت حمامة بيضاء على شرفة غرفتي، فاعتبرتها بشارة خير منّي، وذهبت واشترت ملابس وأغراضاً استعداداً لاستقبالي".
وأضاف: "وبعد أشهر من تلك الحادثة، تمكنت من إرسال رسالة إليها، ومعها أعادت إلي ما اشترته، وتغير حالها بعد أن علمت أنني بخير، بعدما أنهكتها السنوات الماضية".
رفيقة درب الصعاب: لطيفة الدروبي
وفي كلمته، أشاد الشرع بالدور الكبير الذي لعبته زوجته لطيفة الدروبي، قائلاً إنهما تزوجا عام 2012، ومنذ ذلك الحين عاشا ظروفاً قاسية تنقلا خلالها بين 49 منزلاً، بمعدل منزل واحد كل ثلاثة أشهر تقريباً، وأضاف: "في كثير من الأوقات اضطررنا للعيش في المغارات أو حتى في مداجن، في ظل ظروف أمنية وإنسانية بالغة القسوة".
وأكد الشرع أن زوجته مثلت نموذجاً حقيقياً لصمود المرأة السورية، قائلاً: "لطيفة كانت السند الحقيقي لي. لم تتخل عني يوماً، ووقفت إلى جانبي في أصعب المراحل، وتحملت معي مشقة التنقل المستمر وغياب أبسط مقومات الحياة. لقد كانت تجسيداً لصبر المرأة وتضحيتها".
شريكة النضال والبناء
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس السوري أن المرأة السورية كانت ولا تزال عنصراً محورياً في مختلف المراحل التي مرت بها البلاد، من فترات المحن والحرب، إلى مرحلة التحرير وإعادة البناء، مشدداً على أهمية الاعتراف بتضحياتها وصمودها.
وأضاف: "المرأة السورية شريكة أساسية في كل مسارات العمل الوطني، سواء في البيت أو في الميدان، وتستحق كل التقدير على ما قدمته من تضحيات في سبيل الكرامة والصمود."