حرب المستضعفين في إدارة الجولاني
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
في إحدى مقابلاته التلفزيونية مؤخراً استخدم احمد الشرع مصطلح "حرب المستضعفين" وهو مصطلح يلفت النظر لأنه مصطلح ابتدعه الشيخ السلفي والمنظّر الاسلامي الاستراتيجي "أبو مصعب السوري"، والذي ترجم كتاب "حرب البعوض" لروبرت باتلر وغيّر عنوانه لـ"حرب المستضعفين" مع مقدمة مطولة وشرح مسهب لهذه الفكرة.
ومما لا شك فيه أن تأثر "أبو محمد الجولاني"أحمد الشرع بأفكار "أبو مصعب" كانت كثيرة ومتعددة وتركت أفكاره آثارها على عقيدة جبهة النصرة ومن ثم هيئة تحرير الشام، وكان هذا التأثر كما يقول المراقبون سبباً رئيسياً في القطيعة ما بين داعش وجبهة النصرة.
إذ أن داعش كانت تقدم العنف على السياسة، فيما جبهة النصرة تقدم السياسة على العنف.
أبو مصعب السوري كان فاعلاً في جماعة الاخوان المسلمين في سوريا في الثمانينات، ثم انتقل للخارج وارتبط بتنظيم القاعدة حيث كان من أبرز منظّريه العسكريين والاستراتيجيين. عُرف بكتاباته وتحليلاته التي تدعو إلى ما يُعرف بـ"الجهاد الفردي" أو "الذئاب المنفردة". وهو يُعتبر شخصية جدلية. أفكاره أثرت على العديد من التنظيمات الجهادية بسبب أسلوبه المنهجي في تحليل الصراعات وتصميم الاستراتيجيات.
الجولاني تأثر به في فكرة اللامركزية في العمل الجهادي. حيث اعتمد في إدارة العمليات العسكرية لجبهة النصرة في سوريا على هيكلية مرنة بدلًا من المركزية الصارمة. وكذلك دعا أبو مصعب السوري للتجذر في المجتمعات المحلية والاندماج في قضاياها وهذا الفكر كان واضحاً في استراتيجية الجولاني، حيث سعى إلى بناء قاعدة شعبية لجبهة النصرة داخل سوريا، من خلال التركيز على إسقاط النظام السوري أولًا وتقديم الخدمات الاجتماعية للمجتمع المحلي. وتقديم نفسه كمقاتل ضد النظام السوري وليس كجزء من أجندة جهادية عالمية، على عكس تنظيم داعش.
وبالمقابل لابد من ذكر الاختلافات بين الرجلين، فالجولاني أكثر براغماتية وقراراته مبنية على الظروف المحلية والضغوط الدولية، ولم يكن متشدداً مثل ابو مصعب السوري في الموقف من التحالفات مع القوى غير الجهادية، بل دخل الجولاني في تحالفات مختلفة داخل سوريا وأعاد تسمية التنظيم عدة مرات لتخفيف الطابع "الجهادي العالمي" وتقديمه ككيان محلي.
أحمد الشرع تأثر بأبو مصعب السوري في أمور عدة، ولكنه أضاف لها بصمته البراغماتية وجعلها أكثر مرونة لتتناسب مع الواقع السوري وظروف الصراع، ما يدل على أنه كان بمثابة مرجع فكري غير مباشر للشرع، وحتى الآن ورغم الكثير من الجهد لتقديم صورة جديدة للادارة الجديدة في دمشق إلا أن ما ترسخ كنهج عبر سنوات من الفكر والعمل الجهادي ليس من السهل التنصل منه حتى لو مر كمصطلح في سياق لقاء تلفزيوني مثل مصطلح "حرب المستضعفين" لأننا ندرك أننا في عمق "طقوس الإشارات والتحولات في سوريا".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: اتفاق غزة سقوط الأسد عودة ترامب إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية سوريا
إقرأ أيضاً:
وزير الإعلام السوري: إسرائيل تريد بلادنا ممزقة وغير مستقرة
أكد وزير الإعلام السوري الدكتور حمزة المصطفى، اليوم الخميس أن إسرائيل لا ترى بعين إيجابية وجود سوريا الجديدة، بل تريد جعلها ممزقة وغير مستقرة.
وأوضح وزير الإعلام السوري أن بعض الجهات الداخلية للأسف تحاول إعمال حسابات سياسية ضيقة من خلال اللعب على الحسابات الإسرائيلية، وهذا بالضبط تقريباً ما حصل في السويداء.
وقال "المصطفى" في تصريحات لوكالة الأنباء التركية الرسمية "الأناضول": إن الجميع مطالب بأن ينظر إلى وضعية الدروز داخل فلسطين المحتلة، فإسرائيل تدعم جماعة ضمنهم فقط، وهي تريد تطبيق تجربتها هذه على الواقع السوري، وهي تعرف أن عيون الغالبية العظمى من السوريين الدروز ترنو باتجاه دمشق.
وأشار إلى حرص سوريا دائماً على علاقات سيادية مع جميع الأطراف، وهي تراهن على أهالي السويداء، وترفض دعوات الموتورين على وسائل التواصل الاجتماعي وترفض الخطاب الطائفي الكانتوني للخارجين عن القانون.
وأضاف أن من يعيق دخول المساعدات الإنسانية إلى محافظة السويداء هي جماعة حكمت الهجري، أما الدولة فلا يمكن أن تعيق دخولها.
وكشف وزير الإعلام السوري أن الاجتماعات في باريس مع قوات سوريا الديمقراطية، كان محورها تنفيذ التفاهمات التي حصلت معها والالتزام باتفاق العاشر من مارس الماضي، وتجنب أي سيناريوهات مسدودة أو التعويل على أي حسابات خاطئة في المستقبل، مبيناً أن الولايات المتحدة الأمريكية تسعى إلى ذلك، وأيضاً تركيا التي لها مواقف واضحة في مسألة وحدة سوريا.
وأضاف الوزير المصطفى: إن هناك فرصة سياسية كبيرة بالنسبة لقوات سوريا الديمقراطية، وهي الوصول إلى اتفاقات تضمن وجود فاعل لها في مستقبل سوريا ضمن الأعمدة الثلاثة الرئيسية التي لا يمكن التنازل عنها، وهي “بلد واحد، حكومة واحدة، جيش واحد”.