اتفاق الشراكة الشاملة بين روسيا وإيران.. تحالف استراتيجي جديد يعيد رسم ملامح التحدي للنظام الدولي
تاريخ النشر: 18th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلنت روسيا وإيران توقيع "اتفاق شراكة شامل" طال انتظاره، وهو اتفاق كان قيد المناقشة لعدة أشهر.
يُعيد هذا الاتفاق تسليط الضوء على شراكة أثرت بشكل كبير على مسار الحرب في أوكرانيا، وهي شراكة تهدف إلى تحدي النظام الدولي بقيادة الولايات المتحدة، على الرغم من أن الإدارة الأمريكية الجديدة تُظهر رغبة أكبر في الانخراط مع روسيا.
ورغم تاريخ العلاقات المعقد بين روسيا وإيران، والذي يتخلله صراعات وحذر متبادل، فإن الحرب في أوكرانيا أسهمت في تقارب الطرفين.
وكما قال جون ألترمان، مدير مركز الشرق الأوسط في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن: "فكرة اعتبار الولايات المتحدة ليس فقط كخصم، بل كهدف استراتيجي لكل سياستهما الخارجية، جمعت بينهما".
بوتين وبزشكيان يشيدان بالشراكة المتنامية
أشاد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالاتفاق الجديد واعتبره فرصة لتعزيز "الشراكة الاستراتيجية المتنامية" بين البلدين، فيما أكد نظيره الإيراني مسعود بزشكيان أن العلاقة بين الدولتين تتطور "يوماً بعد يوم".
يختلف هذا الاتفاق عن التحالف الأمني الذي أبرمته روسيا مع كوريا الشمالية، إذ لا يلزم الطرفين بالدفاع عن بعضهما في حال تعرض أي منهما لهجوم، ولكنه يمنعهما من تقديم أي دعم عسكري أو غيره للمعتدي.
زيارة بوتين لطهران.. نقطة تحول
في يوليو 2022، زار بوتين طهران لأول مرة منذ بدء غزوه الشامل لأوكرانيا.
ورغم أن العملية العسكرية الروسية لم تكن تسير كما خُطط لها، فإن التقارب مع إيران أثمر نتائج مهمة، ففي أعقاب تلك الزيارة، بدأت روسيا تصنيع طائرات مسيرة من طراز "شاهد"، مصممة في إيران، في مصنع بتتارستان.
ووفقاً لتحقيق أجرته شبكة سي إن إن، زادت معدلات الإنتاج في هذا المصنع أكثر من الضعف بحلول عام 2024.
تأثير الطائرات المسيرة على الحرب
لعبت هذه الطائرات المسيرة دوراً محورياً في الحرب الروسية ضد أوكرانيا، حيث تم استخدامها لاستهداف المناطق المدنية والبنية التحتية للطاقة، بهدف كسر عزيمة الشعب الأوكراني واستنزاف دفاعاته الجوية.
ووفقاً لتقارير، نشرت روسيا أكثر من 11 ألف طائرة مسيرة في أوكرانيا العام الماضي، وهو رقم يفوق بأربع مرات تقديرات عام 2023.
رسائل إلى الغرب وإيران المتوجسة
من جهة أخرى، أشار خبراء إلى أن إيران وقعت على الاتفاق الجديد وسط شعورها بتزايد التهديدات، سواء من الإدارة الأمريكية الجديدة، أو من إسرائيل، أو من احتمالات انهيار حلفائها في سوريا ولبنان.
ويرى محللون أن موسكو قد تسعى لاستغلال هذا القلق الإيراني لصالحها، إذ قال ألترمان: "الروس لديهم قدرة استثنائية على استشعار نقاط ضعف الآخرين واستغلالها لتحقيق مصالحهم".
مخاوف من تصعيد أكبر
بينما تحاول إيران استغلال الاتفاق لتعزيز موقفها في أي مفاوضات مستقبلية مع الولايات المتحدة بشأن برنامجها النووي، ترى روسيا في هذه الشراكة فرصة لتهديد الغرب بتصعيد أكبر في حال لم يتم التوصل إلى تسوية للصراع في أوكرانيا.
ورغم هذا التعاون، فإن هناك شكوكاً عميقة بين الطرفين، إذ تتحفظ إيران على تقديم دعم عسكري مباشر، كما تخشى روسيا الانخراط في اتفاق دفاع مشترك قد يجرها إلى مواجهة مباشرة مع إسرائيل.
رسالة موجهة إلى واشنطن
يعتقد مراقبون أن هذا الاتفاق يبعث برسالة واضحة إلى إدارة ترامب المقبلة، مفادها أن موسكو وطهران تمتلكان خيارات استراتيجية بديلة، وأنهما على استعداد للتعاون لمواجهة الضغوط الغربية.
وفي ختام حديثه، قال ألترمان: "الاتفاق يبرز قدرات إيران المقلقة واستعداد روسيا لاستخدام أي وسيلة للضغط على الغرب".
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: روسيا أوكرانيا فی أوکرانیا
إقرأ أيضاً:
ترامب: إيران لا تربح الحرب مع إسرائيل.. عليها إبرام اتفاق قبل فوات الآوان
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للصحفيين في قمة مجموعة السبع في كاناناسكيس بكندا، الاثنين، إنه يعتقد أن إيران تريد تهدئة نزاعها المتصاعد مع إسرائيل، مشيرا إلى أن إيران "لا تربح هذه الحرب".
وردا على سؤال عما إذا كان قد رأى أي إشارات أو رسائل من وسطاء تفيد برغبة إيران في تهدئة الصراع. قال "يريدون التفاوض، لكن كان ينبغي عليهم فعل ذلك من قبل. كان لدي 60 يوما، وكان لديهم 60 يوما، وفي اليوم الحادي والستين، قلت: (ليس لدينا اتفاق)".
وأضاف "عليهم إبرام اتفاق، وهذا مؤلم لكلا الطرفين، لكنني أقول إن إيران لا تكسب هذه الحرب، ويجب عليهم التفاوض، يجب عليهم التفاوض على الفور، قبل فوات الأوان".
وتأتي هذه التصريحات بعدما ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن إيران "تشير بإلحاح إلى أنها تسعى إلى إنهاء الأعمال العدائية واستئناف المحادثات حول برامجها النووية، وتبعث رسائل إلى إسرائيل والولايات المتحدة عبر وسطاء عرب"، حسبما نقل تقرير الصحيفة عن مسؤولين من الشرق الأوسط وأوروبا.
وقد أصدر ترامب مهلة نهائية لمدة شهرين هذا الربيع لإيران للتوصل إلى اتفاق نووي أو مواجهة عواقب. وفي يوم الجمعة- في اليوم 61- شنت إسرائيل ضربات غير مسبوقة على إيران، مستهدفة برنامجها النووي وقادتها العسكريين، ودخل الصراع الآن يومه الرابع، حيث يتبادل الجانبان الهجمات.
وامتنع الرئيس الأمريكي عن الإفصاح عما إذا كان هناك ما قد يدفع الولايات المتحدة إلى التدخل العسكري في الصراع، وقال للصحفيين، الاثنين: "لا أريد التحدث عن ذلك".
وتابع: "لطالما دعمنا إسرائيل. لقد دعمناها بقوة لفترة طويلة، وإسرائيل تبلي بلاء حسنا في الوقت الراهن".
وذكر مسؤولون مطلعون، الاثنين، أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لا ينوي التوقيع على مسودة بيان صادرة عن المسؤولين في اجتماع دول مجموعة السبع في كندا، تدعو إيران وإسرائيل إلى تهدئة الصراع الحالي.
كما ينص البيان دول مجموعة السبع الذي أعده قادة أوروبيون على أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، وينص على أنه لا يمكن لإيران امتلاك سلاح نووي.
ونقلت "سي أن أن" عن مسؤول في البيت الأبيض ردا على سؤال حول خطط ترامب المتعلقة بالبيان المشترك حيث قال: "تحت القيادة القوية للرئيس ترامب، عادت الولايات المتحدة إلى قيادة الجهود الرامية إلى استعادة السلام في جميع أنحاء العالم. وسيواصل الرئيس ترامب العمل على ضمان عدم قدرة إيران على امتلاك سلاح نووي".
وكان المسؤولون الأوروبيون، وعلى رأسهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريك ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، يأملون في التوصل إلى توافق نهائي بين القادة حول الوضع في الشرق الأوسط.