المسكوت عنه في كتاب الكامل للمبرد في جناح الأزهر بمعرض الكتاب
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يقدم جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، في دورته الـ 56 لزوَّاره كتاب (المسكوت عنه في كتاب «الكامل» للمبرد)، بقلم الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى، أستاذ البلاغة والنقد بكلية اللغة العربية بجامعة الأزهر بالقاهرة، عضو هيئة كبار العلماء، من سلسلة إصدارات الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء (2025م).
من المعلوم أن كتاب "الكامل" للمبرد له منزلةٌ عاليةٌ من أسفار الأدب ودواوينه، فهو رابع أربعةٍ من الكتب التي منها تستمد مبادئ هذا الفن وأصوله، وهذه الكتب هي: أدب الكاتب لابن قتيبة، والكامل للمبرد، والبيان والتبيين للجاحظ، والنوادر لأبي علي القالي، وقد جمع المبرد في «الكامل» ضروبًا من الآداب: ما بين كلامٍ منثورٍ، وشعرٍ مرصوفٍ، ومثلٍ سائرٍ، وموعظةٍ بالغةٍ، واختيارٍ من خطبةٍ شريفةٍ ورسالةٍ بليغةٍ.
ويُلقي هذا الكتاب الضوء على بعض المواضع من كتاب «الكامل» للمبرد (ت285هـ)؛ يحاول من خلالها الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى أن يستنبط ما لم يذكره المبرد صراحةً، فيرى الدكتور أبو موسى أن ما سكت عنه المبرد ولم يصرح به في كتابه أضعاف ما صرح به، ويرى فضيلته أن شرح أي كتابٍ لا بد أن تظهر فيه شخصية الشارح، ولا يقف عند ما ذكره المصنف، وفي ذلك يقول في مقدمته: «والشارح الحق هو الذي يضيف إلى المشروح إضافاتٍ لا تخرجه من بابه، والوقوف عند بيان مراد المصنف خطوةٌ، وإضافة ما يثيره بيانه في نفوسنا خطوةٌ ثانيةٌ، وهي التي يتحرك بها العلم إلى الأمام، والوقوف عند الخطوة الأولى -التي هي بيان مراد المصنف- عملٌ جيدٌ، ولكنه داخلٌ في باب: محلك سر».
وتوقَّف الدكتور أبو موسى عند شدة عناية المبرد بشعر المحدثين، وأنه كان يرى أن الشعر يُستجاد لجودته، وليس للزمن الذي قيل فيه، ويستنتج هنا أيضًا ما لم يصرح به المبرد، فيقول: «وأبو العباس المبرد في هذا يقول لنا: كل زمانٍ له لغته، وخاطبوا الجيل الجديد في علم أمته بلغتكم أنتم التي هي لغة زمانه، والتراث ليس اللغة، وإنما هو المضامين التي تعبر عنها هذه اللغة، فانقلوه إلى أجيالكم بلغتكم، وهذا أكثر محافظةً عليه؛ لأن لغتكم ستعين الجيل على استيعابه وفهمه وتمثله».
وهكذا يهدف الكتاب لتقديم منهجٍ دقيقٍ في البحث العلمي، وحث الباحثين على استخراج دفائن المعرفة من مراقدها.
وقد جاءت هذه الطبعة الأولى للأمانة العامة لهيئة كبار العلماء عام (2025م) في (120) صفحةً، وصدر بتقديم للأمانة العامة لهيئة كبار العلماء، ثم قدمت الأمانة العامة ترجمةً موجزةً لفضيلة الأستاذ الدكتور محمد أبو موسى، وكذلك قدمت ترجمةً للمبرد (ت285هـ)، وتعريفًا بالكتاب محل الدراسة «الكامل».
ويشارك الأزهر الشريف -للعام التاسع على التوالي- بجناحٍ خاص في معرض القاهرة الدولي للكتاب في دورته الـ 56 وذلك انطلاقًا من مسؤولية الأزهر التعليمية والدعوية في نشر الفكر الإسلامي الوسطي المستنير الذي تبنَّاه طيلة أكثر من ألف عام.
ويقع جناح الأزهر بالمعرض في قاعة التراث رقم "4"، ويمتد على مساحة نحو ألف متر، تشمل عدة أركان؛ مثل قاعة الندوات، وركن للفتوى، وركن الخط العربي، فضلًا عن ركن للأطفال والمخطوطات.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: الأزهر الشريف جناح الأزهر الشريف بمعرض القاهرة الدولي جناح الأزهر الشريف معرض الكتاب هيئة كبار العلماء اصدارات المخطوطات المسكوت عنه کبار العلماء أبو موسى
إقرأ أيضاً:
محمد شردي يسرد «حكايات بورسعيدية» في معرض الكتاب
في أمسية ثقافية ثرية احتضنتها فعاليات البرنامج الثقافي لمعرض بورسعيد الثامن للكتاب، الذي تنظمه الهيئة المصرية العامة للكتاب برئاسة الدكتور أحمد بهي الدين، وتحت رعاية وزير الثقافة الدكتور أحمد فؤاد هنو، استضافت قاعة الندوات الكاتب الصحفي والإعلامي الكبير محمد مصطفى شردي في ندوة حملت عنوان "حكايات بورسعيدية"، استعرض خلالها محطات من مسيرته الشخصية والمهنية، وحكايات من الذاكرة الوطنية لمدينته بورسعيد.
يمثل محمد مصطفى شردي نموذجًا فريدًا في الصحافة والإعلام والسياسة، وقد تقلد العديد من المناصب البارزة، منها رئاسة مجلس إدارة وتحرير جريدة "الوفد"، إلى جانب مشاركاته بمقالاته في صحف محلية وعربية، مثل "العلم اليوم" و"الشرق الأوسط".
كما شغل منصب المتحدث الرسمي ومساعد رئيس حزب الوفد، وحصل على درجات علمية من جامعات مصرية وأمريكية، منها إنديانا وبوسطن.
استهل شردي حديثه بسرد حكائي عن نشأته في بورسعيد، مؤكدًا أن البيئة البورسعيدية شكّلت وعيه ورسخت لديه قيم التعدد والتسامح، مستشهدًا بعلاقته الوطيدة مع الأب بطرس الجبلاوي، الذي دعمه في بداياته. واعتبر أن "الحدوتة" تلعب دورًا مهمًا في تعزيز التواصل الاجتماعي وترسيخ مفاهيم السلام.
وسرد شردي موقفًا بطوليًا لوالده خلال العدوان الثلاثي على بورسعيد، حيث التقط صورًا فوتوغرافية وثّقت جرائم الاحتلال، وأُرسلت إلى الأمم المتحدة، ما ساهم في صدور قرار بوقف إطلاق النار. وناشد في هذا السياق مؤسسة "أخبار اليوم" بتجميع هذه الصور وتوثيقها حفاظًا على الذاكرة الوطنية.
تحولت الندوة إلى مساحة تفاعلية نابضة بالحياة، حيث شارك الحضور بمداخلات حملت إشادات واسعة، أبرزها من الكاتب الصحفي سيد تاج الدين، الذي دعا شردي إلى تصوير برنامجه من أرض بورسعيد دعمًا لهويتها وتاريخها، فيما وصفه الكاتب مجدي النقيب بـ"الصوت المصري الأصيل" الحريص على ترسيخ الهوية.
النائب الحسيني أبو قمر أشاد بجرأة شردي في انتقاد الانتخابات الأمريكية أثناء مشاركته كمراقب دولي، واعتبر ذلك تعبيرًا عن مواقفه الوطنية الثابتة، فيما شدد السعيد شحطور على ضرورة التمسك بأخلاقيات وشهامة أبناء بورسعيد.
وأكدت الدكتورة وئام عثمان أهمية غرس القيم المصرية في نفوس الأطفال، محذّرة من التغريب الثقافي، بينما استعاد اللواء طارق عمران لحظات إنسانية جمعت بينه وبين شردي، تعكس عمق العلاقة التي تربطهما.
من جانبه، نوّه الشاعر والكاتب محمد رؤوف بدعم شردي لمسيرته الأدبية، مستعرضًا دواوينه الصادرة عن الهيئة، منها "لعله خير" و"تاريخ ما قبل الثورة"، كما ثمّن دور الهيئة في نشر الكتب بأسعار رمزية تتيح القراءة لكل فئات المجتمع.
واختتم محمد شردي الندوة بتأكيده على أن التمسك بالهوية المصرية، وتجذير التراث الشعبي، هو أحد أقوى أسلحة الدفاع عن الوطن، في مواجهة محاولات زعزعة استقراره، كما أشاد بالجهود المصرية في دعم القضية الفلسطينية والتصدي لمخططات تهجير أهالي غزة.
تفاعل الجمهور الكبير مع الندوة، وأشاد بمهارة شردي الإعلامية وسرده الحيّ، ما جعل من اللقاء لحظة استثنائية جمعت بين عبق الحكاية وصدق الانتماء.