كاتب بريطاني: من سيروض ترامب في ولايته الثانية؟
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، في مقال لمعلّقها، سايمون تيسدال، إنّ: "قادة العالم، أحبوا أم كرهوا مضطرون للتعامل معه ومع "السيرك" السياسي الذي سيرافقه" في إشارة إلى عمّا سيحدث بعد وصول دونالد ترامب في 20 كانون الثاني/ يناير إلى البيت الأبيض.
وأضاف تيسدال، في المقال الذي ترجمته "عربي21" أنه: "لا يحتاج قرار ميشيل أوباما مقاطعة حفل التنصيب الرئاسي لدونالد ترامب يوم الإثين إلى تفسير.
وتابع: "هناك الكثير من الناس الآخرين، وبخاصة حلفاء الولايات المتحدة في أوروبا، الذين يرغبون بمقاطعة حفل تنصيبه لو كان الامر بيدهم. ولكن لا مفر أمامهم من أن يتعاملوا معه على مدى السنوات الأربع المقبلة".
وأشار الكاتب إلى خلافات الرأي حول عودة ترامب بين دول العالم، فقد وجد استطلاع للرأي، نشره الأسبوع الماضي، المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، أن عدد الأشخاص الذين يرحبون بعودة ترامب في الصين والهند وروسيا والمملكة العربية السعودية وإندونيسيا وجنوب أفريقيا والبرازيل أكبر من عدد الأشخاص الذين لا يرحبون بعودته".
وأردف: "على النقيض من ذلك، يشعر الناس في بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول غرب أوروبا الأخرى بالفزع بصراحة إزاء هذا الاحتمال. ولهذا فتمنع ميشيل أوباما هو رفاهية هي باهظة الثمن لمعظم الناس".
وأكد: "على الرغم من تراجع القوة والنفوذ الأمريكي، فمن الناحية العلمية وما لا يمكن تطبيقه هو "إلغاء" رئيس أمريكي" مبرزا أنه: "من الواضح أن العديد من الدول القائدة تعتقد أن ترامب رقم 2 قد يكون أمرا جيدا بالنسبة لها، فإذا رفضوا المشاركة في اللعبة، فإنهم يخاطرون بالتهميش وعدم الأهمية".
"تتناقض هذه النتائج مع مزاعم الرئيس المنتهية ولايته جو بايدن الغريبة بأنه عمل على تعزيز الهيمنة العالمية الأمريكية، فالعالم يدير ظهره لما يراه كثيرون نظاما دوليا منافقا "يعتمد على القواعد" تحت إشراف الولايات المتحدة" بحسب المقال.
وأضاف: "تعتقد القوى الناشئة أنّ نظرة ترامب غير الإيديولوجية وغير التدخلية والقومية والمعاملاتية والأنانية هي الأنسب للعصر. والحقيقة أنها تعكس نهجها الخاص، فبالنسبة لهم، فهو وكيل ضروري للتغيير".
إلى ذلك، استفسر الكاتب إن كان هذا خطأ في التقدير قد يندمون عليه؟، فيما يرى أستاذ العلاقات الدولية في جامعة جورجتاون، تشارلز كوبشان، أنّ: "السياسة الخارجية لترامب تفتقر للمبادئ والمعتقدات الراسخة قد تتأرجح في أي اتجاه، للأفضل أو الأسوأ أو من الأسوأ إلى الأفضل".
وأكد: "ذلك أن اللعبة برمتها بالنسبة للسياسيين والدبلوماسيين وجماعات الضغط الأجنبية هي قيادته في اتجاهات مرغوبة، وإيجاد طرق للعمل معه أو حوله وكبح أسوأ غرائزه".
واسترسل: "بالنسبة لبريطانيا فهناك تشابه مع رئيسة الوزراء السابقة، مارغريت تاتشر، التي هدمت الأشياء لكنها فشلت في إعادة بنائها". ويحذر كوبشان قائلا إن: "ترامب هو رجل هدم أكثر منه مهندسا. وبدلا من المساعدة في بناء نظام دولي جديد وأفضل، فقد يهدم النظام القديم ويترك الولايات المتحدة وبقية العالم واقفين ببساطة فوق الأنقاض".
ويعلق تيسدال أن: "هذه ليست مجرد فرضية أكاديمية، فالحياة الحقيقية تعتمد على إعادة توجيه أو كبح جماح ترامب، كما هو الحال مع تجنب الصراع العالمي".
وتابع المقال: "يدور الكثير من الحديث في بروكسل حول ما يسمى "همسات ترامب"، أي الأشخاص الذين قد يستمع إليهم الرئيس". فيما ذكرت رئيسة وزراء إيطاليا، جورجيا ميلوني، وكذلك الحال مع فيكتور أوربان، رئيس وزراء المجر والأمين العام لحلف شمال الأطلنطي مارك روتي، مع أن أحدا منهم لا يتمتع بنفوذ حاسم عليه. وما يحتاجه العالم الآن هو "مروض ترامب".
ويعتقد تيسدال أنّّ: "حرب أوكرانيا هي اختبار جيد لنظرية ترامب الجيد وترامب السيء؛ فهو من جهة ينتقد المساعدة العسكرية المكلفة لكييف. ويقول إنه يفهم سبب معارضة فلاديمير بوتين لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلنطي. ويزعم أنه يستطيع إنهاء الحرب بسرعة، ولكن على حساب، على ما يبدو، تنازل أوكرانيا عن أراض ذات سيادة ومكافأة العدوان الروسي.
ومن ناحية أخرى، يتابع تيسدال: "يعرف ترامب أنه لا يستطيع تحمل تبعات قرار كارثي كذلك الذي اتخذه بايدن بالتخلي عن أفغانستان في عام 2021. ولكن من الواضح أن ترامب لا يجرؤ على منح "محور الشر" الذي أعيد تشكيله، كما يصفه البعض، والذي يضم روسيا والصين وإيران وكوريا الشمالية، انتصارا استراتيجيا حاسما".
وأردف: "لكل هذا فالحديث يدور حول زيادة المساعدات الأمريكية، وليس تقليصها، في الأمد القريب، من أجل تعزيز موقف كييف التفاوضي في المحادثات المستقبلية".
وأكد: "يتفق قادة أوروبا، ورئيس أوكرانيا، فولدومير زيلينسكي، على فكرة "السلام عبر القوة"، ولو تصرفوا بناء على دعوات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك، لزيادة الجهود الدفاعية للإتحاد الأوروبي والناتو وكذا النفقات، فهناك فرصة جيدة للحصول على دعم "ترامب الجيد" الذي يقاتل لصالحهم مع اقتراب نهاية اللعبة في أوكرانيا".
وأبرز: "في نفس المقام، فإن مواقف ترامب من إسرائيل- فلسطين تتراوح من كونها ضعيفة إلى رهيبة. فالبنسبة له يعتبر عقد الصفقات مع دول الخليج أهم من صنع السلام. وفي ولايته الأولى، تعامل مع الفلسطينيين بازدراء وقطع المساعدات عنهم ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس".
"مع ذلك، يحسد باراك أوباما لأنه منح عام 2009 جائزة نوبل للسلام، ولكنه يتجاهل هذه المفارقة الساخرة ويصر على حصوله على الجائزة" تابع المقال، مبرزا: "لقد وعد ذات يوم بتحقيق "صفقة القرن" في الشرق الأوسط. وربما يعتقد أنه لا يزال قادرًا على ذلك".
وأضاف: "بالضرورة، لا يشتري ترامب أجندة إسرائيل الكبرى لليمين الإسرائيلي، ويرفض في الوقت نفسه توريط أمريكا في حروب لا نهاية لها. وخلافا لبنيامين نتنياهو، لا يريد ترامب محاربة إيران، بل هناك حديث عن فتح محادثات مع طهران. وهو يفضل بشدة التطبيع بين إسرائيل والسعودية".
ومضى بالقول: "يعوّل على الدبلوماسية الماهرة من النوع الذي أُرسل المبعوث البريطاني، بيتر ماندلسون، لممارستها في واشنطن، فمن الممكن أن يصبح ترامب، إذا تم التعامل معه بشكل صحيح، قوة من أجل الخير في الشرق الأوسط، والآن، لا يوجد أي احتمال".
وأكد: "تعتبر الصين، التحدي الأكبر لترامب في السياسة الدولية، فهل يفرض تعرفة جمركية بنسبة 60% على البضائع المستوردة من الصين؟ وهو يدرك بالتأكيد مدى الضرر والتضخم الذي قد تترتب على الحرب التجارية التي قد تلي ذلك. وفي الوقت نفسه، فهو متردد في الدفاع عن تايوان التي تهدد بكين بغزوها. ومن هنا فالصفقات البراغماتية القذرة بين الولايات المتحدة والصين ليست مستبعدة".
وبحسب المقال: "دعا "ترامب الصالح" الرئيس، شي جين بينج. إلى حفل تنصيبه. أما "ترامب السيئ" فيلقي باللوم على الصين في كل مصائب العالم. سواء فعلوا أو قالوا ما يريدون، فإن زعماء أوروبا وغيرهم من المتشككين في ترامب هم في نهاية المطاف مجرد متفرجين على الحلبة في أعظم عرض سياسي على وجه البسيطة".
واسترسل: "إذا انزلقت إلى الجحيم، فسوف ينتصر "ترامب السيئ"، ويتراجع إلى مزيد من الأحادية، والانعزالية وبناء التحالفات المكسورة وازدراء الديمقراطية (في الداخل والخارج) ويعمل على تدليل الدكتاتوريين".
وختم المقال: "يعتمد ترامب على إيلون ماسك في تصيد الأصدقاء القدامى في ألمانيا وكندا والمملكة المتحدة، وإذا حدث ذلك، فمن غير الواضح ما الذي يمكن لأي شخص فعله حيال ذلك" مستطردا: "من الذي سيتمكن من ترويض ترامب؟ الإجابة على هذا السؤال ملحة، لكن لا تسألوا ميشيل أوباما فلا علاقة لها بهذا".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة دولية ترامب البيت الأبيض امريكا البيت الأبيض ترامب المزيد في سياسة سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة دولية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الولایات المتحدة ترامب فی
إقرأ أيضاً:
هآرتس: إسرائيل وإيران وصلتا للامتحان الحقيقي الذي سيحسم في واشنطن
سلطت صحيفة "هآرتس" العبرية، الضوء على جهود إيران في تطوير قدراتها النووية، وتسريع هذه الجهود منذ كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بحسب البيانات التي نشرها تقرير المراقبين، ما يشكك في إعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالنصر على المحور الذي تقوده طهران.
وقالت الصحيفة في مقال كتبه ألوف بن، إنّ "التقديرات الإيرانية تشير إلى أن إسرائيل غير قادرة على تدمير المشروع النووي"، مشددة في الوقت ذاته على أن الطرفين وصلا الآن إلى الامتحان الحقيقي، الذي سيتم حسمه في البيت الأبيض.
ولفتت إلى أن "تقرير الوكالة الدولية للطاقة النووية حول إيران، كشف عن مكانة طهران القريبة جدا من ترسانة السلاح النووي، في حين أن إسرائيل غارقة في وحل غزة"، معتبرة أن "هذه البيانات تعرض وبدقة هندسية إنجاز إيران وتضع في محل شك إعلانات الناصر لنتنياهو على المحور الإيراني".
وذكرت أنه "في بداية الحرب عام 2023 كانت إيران تمتلك 128.3 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بمستوى 60 بالمئة"، منوهة إلى أنه "قبل أسبوعين كان لديها 408.6 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب، أي أكثر من ثلاثة أضعاف".
وتابعت: "الآن مطلوب من إيران درجة واحدة أخرى من التخصيب كي تتمكن هذه المادة المتفجرة من أن تصبح قنبلة نووية"، مضيفة أن "البنية التحتية، والمعرفة والقدرة، توجد منذ زمن في يدها، والوقت المطلوب للتخصيب النهائي يصل إلى صفر تقريبا".
وبحسب خبير الطاقة الأمريكي ديفيد البرايت، فإن أسلوب فقط مطلوب لإنتاج اليورانيوم المخصب لقنبلة واحدة في منشأة بوردو، والمخزون الذي يوجد لدى إيران يكفي لإنتاج 10 رؤوس حربية نووية، ويوجد لديها مادة لتغذية أجهزة الطرد المركزية لشهرين أو ثلاثة أشهر.
ولفتت "هآرتس" إلى أنه وفق التقارير فإنه في السنة الأولى للحرب حافظت إيران على وتيرة تخصيب اليورانيوم، معتقدة أن "الانقلاب حدث في 5 كانون الأول/ ديسمبر 2024، حينما بدأت طهران بتغذية أجهزة الطرد المركزي باليورانيوم المخصب بمستوى 20 بالمئة، من أجل مراكمة كمية كبية من اليورانيوم المخصب بالمستوى الأعلى الذي يصل إلى 60 بالمئة، بوتيرة أعلى سبعة أضعاف مما كان في السابق".
وأوضحت أن "ذلك نقل العتبة النووية إلى نقطة الانطلاق قبل الأخيرة"، منوهة إلى أن "الوكالة الدولية للطاقة النووية لم تجد أي دلائل على مشروع نشيط لتركيب رؤوس حربية نووية".
وأشارت إلى أن المخابرات الأمريكية أيضا تقدر بأنه لا يوجد مثل هذا التطوير، وعلى فرض أنهم على حق، فإن إيران بحاجة إلى وقف إضافي من أجل تركيب القنابل على الصواريخ، التي يمكن أن تصل إلى إسرائيل، مشددة على أن "مراكمة المادة المتفجرة هي المرحلة الأكثر حسما في الطريق إلى السلاح النووي".
ورأت الصحيفة العبرية أن الإيرانيين عملوا في وقت مريح، ففي ديسمبر الماضي كانت الولايات المتحدة في فترة انتقالية بين الرئيسين جو بايدن ودونالد ترامب، والإدارة السابقة كانت منهكة من الهزيمة بالانتخابات والخشية من عودة ترامب، وترأسها رئيس مريض وجد صعوبة في أداء عمله.
وتابعت: "إسرائيل كانت مصابة بثمل النصر بسبب انهيار حزب الله ونظام الأسد، وتستعد لاحتلال قطاع غزة وطرد سكانه بعد ترك بايدن ورفع ترامب القيود عن الجيش الإسرائيلي".
ولفتت إلى أنه "في 20 كانون الأول نشرت في "وول ستريت جورنال" مقابلة مع نتنياهو، التي تبجح فيها بالنصر في الحرب وبالضربة القاسية التي وجهتها اسرائيل لإيران. هو لم يقل وربما لم يعرف، بأنه في حينه كان مهندسو الذرة يعملون في بوردو على القفزة الأكبر نحو القنبلة".
وقالت "هآرتس": "الآن وصل خامنئي ونتنياهو إلى الامتحان الحقيقي الذي سيحدد نتيجة الحرب، وميزان القوة في الشرق الأوس، فإيران كما يبدو تقدر بأن إسرائيل غير قادرة على تدمير مشروعها النووي، سواء بسبب نقص السلاح المناسب أو بسبب معارضة ترامب الذي يخشى من التورط العسكري وارتفاع أسعار النفط".
وختمت: "نتنياهو يحاول التلميح إلى أن المنع العلني لترامب لمهاجمة إسرائيل في إيران هو في الحقيقة موافقة بصمت على عملية مفاجئة، تعطي للأمريكيين هامش إنكار (..)، كل طرف يتصرف وكأن الأوراق لديه، وينتظر القرار الحاسم في البيت الأبيض، إما اتفاق نووي يدحرج المشكلة إلى المستقبل أو المعركة".