بلال قنديل يكتب: عندما يقع الإنسان في مستنقع أفكاره: سجنٌ ذاتيٌّ وصراعٌ داخليّ
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
يُشبه العقل البشري بحرًا واسعًا، يحتوي على ملايين الأفكار والمشاعر التي تتلاطم وتتفاعل مع بعضها البعض. في أوقاتٍ معينة، يُصبح هذا البحر هادئًا ومُسالمًا، يُلهم الإبداع والابتكار. لكن في أوقاتٍ أخرى، يُصبح عاصفًا ومُضطربًا، يُحاصر الإنسان في مستنقعٍ من الأفكار السلبية والقلق والخوف.
عندما يقع الإنسان في مستنقع أفكاره، يُصبح أسيرًا لأفكاره السلبية، تسيطر عليه مشاعر القلق والاكتئاب والخوف من المستقبل. يُصبح عاجزًا عن التفكير بإيجابية، ويُفقد قدرته على اتخاذ القرارات الصائبة. يُحاصره سيلٌ من الأفكار المُتضاربة، لا يُمكنه التمييز بين الحقيقة والوهم. يُصبح سجنه ذاتيًّا، يُعاني من صراعٍ داخليٍّ مُرهق.
هذا المستنقع يُحرم الإنسان من الاستمتاع بحياته، ويُعيقه عن تحقيق أهدافه وطموحاته. يُفقده قدرته على التواصل مع الآخرين، ويُبعده عن العالم الخارجي. يُصبح منغلقًا على نفسه، يُعاني من العزلة والوحدة. يُفقد الشغف والحماس في حياته، ويُصبح مُصابًا بالإحباط والاستسلام.
لكن هناك طريقٌ للخروج من هذا المستنقع. أولاً، يجب على الإنسان أن يُدرك أنه ليس وحيدًا في معاناته، وأنّ الكثيرين يُعانون من نفس المشكلة. يجب أن يُصارح نفسه بمشاعره وأفكاره، دون حكمٍ أو تقييم. يجب أن يُحاول فهم أسباب سقوطه في هذا المستنقع، وأن يُحدد العوامل التي تُساهم في تعميق معاناته.
ثانياً، يجب على الإنسان أن يُحاول التفكير بإيجابية، وأن يُركز على نقاط قوته ومواهبه. يجب أن يُحيط نفسه بأشخاصٍ إيجابيين، يُدعمونه ويُشجعونه على التغلّب على صعوباته. يجب أن يُمارس الأنشطة التي تُساعده على الاسترخاء والهدوء، مثل الرياضة أو اليوجا أو التأمل.
ثالثاً، يجب على الإنسان أن يُطلب المساعدة من المُختصّين، إذا لم يُمكنه التغلّب على مشاكله بمفرده. فالمُعالجة النفسية تُساعد على فهم الأسباب العميقة للمعاناة، وتُعلّم الإنسان مهاراتٍ جديدةً للتعامل مع الأفكار والمشاعر السلبية.
الخروج من مستنقع الأفكار السلبية ليس مهمّةً سهلة، لكنّه مُمكن. يتطلّب ذلك الوعي والإرادة والصبر والبحث عن المساعدة عندما يُصبح ذلك ضروريًّا. فالحياة أكثر من مجرد أفكارٍ سلبية، وهناك أملٌ دائماً في الاستمتاع بها وتحقيق السعادة والنجاح.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: القلق الإبداع والابتكار الاكتئاب المزيد
إقرأ أيضاً:
قاسم: سلاح حزب الله شأن داخلي والموقف حياله "موحد"
قال الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إن إسرائيل واصلت خرق وقف إطلاق النار "من أجل الضغط علينا"، مشيرا إلى أن سلاح الجماعة اللبنانية "شأن داخلي".
وأضاف قاسم، في كلمة ألقاها عبر الشاشة، أن "إسرائيل قد تتوسع أكثر في لبنان إذا حققت أهدافها بنزع السلاح"، مشددا على أن "سلاح حزب الله شأن داخلي لبناني".
وأبرز: "كل من يطالب في الوقت الراهن بتسليم السلاح يخدم المشروع الإسرائيلي".
وأشار إلى أن "واشنطن فوجئت بموقف رسمي موحد ينص على ضرورة وقف العدوان قبل التفاوض على بقية الأمور".
ولفت إلى أن "الولايات المتحدة تريد خلق مشكلة في لبنان وتضغط علينا عبر إسرائيل"، معتبرا أن "إسرائيل والولايات المتحدة متواطئتان في استمرار الهجمات على لبنان".
وقال قاسم: "حزب الله ليس ضعيفا وله حضور سياسي وشعبي في لبنان"، مضيفا: "عندما أصبحت الدولة مسؤولة لم نعد مسؤولين عن التصدي لمواجهة العدوان".
ويسري في لبنان منذ نوفمبر، اتفاق لوقف إطلاق النار بعد نزاع امتد أكثر من عام بين إسرائيل وحزب الله، تحوّل إلى مواجهة مفتوحة اعتبارا من سبتمبر. ورغم ذلك، تشنّ تل أبيب باستمرار غارات في مناطق لبنانية عدة خصوصا في الجنوب، تقول غالبا إنها تستهدف عناصر في الحزب أو مواقع له.
وتشدّد إسرائيل على أنها ستواصل العمل "لإزالة أي تهديد" ضدها، ولن تسمح للحزب بإعادة ترميم قدراته بعد الحرب التي تلقى خلالها خسائر كبيرة على صعيد البنية العسكرية والقيادية.