وُلد دونالد جون ترامب في 14 يونيو 1946 في حي كوينز بمدينة نيويورك، لعائلة من الطبقة المتوسطة العليا. كان والده، فريد ترامب، مطورًا عقاريًا ناجحًا، وقد لعب دورًا أساسيًا في تشكيل طموحات ابنه. منذ صغره، أظهر ترامب شخصية واثقة وطموحًا كبيرًا، وكان يرى في نفسه القدرة على تحقيق ما هو أكبر من محيطه. التعليم والانطلاق في عالم الأعمال تلقى ترامب تعليمه في أكاديمية نيويورك العسكرية، حيث طور الانضباط الذاتي الذي رافقه لاحقًا في حياته المهنية.

ثم التحق بكلية وارتون بجامعة بنسلفانيا، حيث درس الاقتصاد. 

"تيك توك" تشكر ترامب بعد استئناف عملها في الولايات المتحدة ترامب يكشف عن المواضيع الرئيسة التي سيتناولها خلال حفل تنصيبه

بعد التخرج، انضم إلى أعمال عائلته، حيث بدأ في إدارة العقارات السكنية في نيويورك. في السبعينيات، قرر ترامب الانتقال إلى مانهاتن، حيث بدأ في تطوير مشاريع عقارية فاخرة مثل "برج ترامب". هذا البرج لم يكن مجرد مشروع تجاري، بل رمزًا لشخصية ترامب التي تمزج بين الجرأة والترف. توسع في عالم الأعمال والشهرة الإعلامية لم تقتصر نجاحات ترامب على العقارات؛ بل توسعت إلى قطاعات أخرى مثل الكازينوهات، والفنادق، ومجال الترفيه. في عام 2004، زاد من شهرته بإطلاق برنامج تلفزيون الواقع الشهير "The Apprentice"، حيث جسّد شخصية رجل الأعمال الحازم والموجه، مما أكسبه شعبية كبيرة. التحول إلى السياسة بالرغم من نجاحه في مجال الأعمال، لطالما أبدى ترامب اهتمامًا بالسياسة. 

في عام 2015، أعلن ترشحه للانتخابات الرئاسية عن الحزب الجمهوري، مستندًا إلى شعاره الشهير "لنجعل أمريكا عظيمة مجددًا". ركزت حملته الانتخابية على قضايا مثل الهجرة، وتوفير الوظائف، وإعادة النفوذ الأمريكي على الساحة العالمية. رئاسته الأولى (2017-2021) في نوفمبر 2016، حقق ترامب فوزًا غير متوقع على منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون، ليصبح الرئيس الـ45 للولايات المتحدة. خلال ولايته الأولى، ركز على سياسات اقتصادية لتخفيض الضرائب، وتفاوض على اتفاقيات تجارية جديدة، واتخذ مواقف صارمة بشأن الهجرة. 

لكن رئاسته لم تخلو من الجدل؛ إذ واجه اتهامات بشأن تعامله مع قضايا مثل تغير المناخ، وإدارة جائحة كورونا، والعلاقات مع روسيا. العودة إلى الساحة السياسية (2025) بعد خسارته في انتخابات 2020 أمام جو بايدن، ظل ترامب شخصية محورية في السياسة الأمريكية. من خلال تجمعاته الشعبية ومنصاته الإعلامية، حافظ على قاعدة جماهيرية كبيرة.

 في انتخابات 2024، أعلن ترامب ترشحه مجددًا، مستفيدًا من انقسامات الحزب الديمقراطي ومن شعبيته الكبيرة بين الناخبين الجمهوريين. ركزت حملته الثانية على "استعادة أمريكا" وتعهد بإصلاحات أعمق في الاقتصاد والسياسة الخارجية. في نوفمبر 2024، تمكن ترامب من تحقيق فوز تاريخي، ليصبح أول رئيس أمريكي يعود إلى البيت الأبيض بعد خسارته لولاية. الرئاسة الثانية اليوم ٢٠ يناير 2025، سوف يؤدي ترامب اليمين الدستورية كرئيس للولايات المتحدة للمرة الثانية. تعهد في ولايته الجديدة بالتركيز على "أمريكا أولًا"، وإعادة بناء الاقتصاد، وتعزيز النفوذ الأمريكي عالميًا. 

رحلة دونالد ترامب من شاب طموح في حي كوينز إلى أحد أكثر الشخصيات المثيرة للجدل في تاريخ الولايات المتحدة تمثل مزيجًا من الإصرار والطموح والجدل. سواء كان يُنظر إليه كقائد مُلهم أو شخصية مثيرة للجدل، فإن تأثيره على السياسة الأمريكية والعالمية لا يمكن إنكاره.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: دونالد ترامب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية الولايات المتحدة الأمريكية مدينة نيويورك

إقرأ أيضاً:

بطلب من أمريكا.. رئيس وزراء قطر يكشف بداية علاقة الدوحة بحركة حماس

دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- تحدث رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية، الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن جاسم آل ثاني، الأحد، عن بداية تاريخ العلاقة بين حكومة بلاده وحركة "حماس"، مؤكدًا أن الدوحة لن تشارك في دفع تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة، بحسب ما أوردت وكالة الأنباء القطرية (قنا).

وقال رئيس الوزراء القطري إن "قطر مستمرة في دعم الشعب الفلسطيني ولن تتركه دون تمويل، وتواصل تقديم المساعدات الإنسانية له، إلا أنها لن تكون مسؤولة عن دفع تكلفة إعادة إعمار ما دمره الآخرون في قطاع غزة".

وأكد رئيس الوزراء القطري في حوار مع المذيع الأمريكي الشهير تاكر كارلسون مؤسس شبكة تاكر كارلسون، في اليوم الثاني لمنتدى الدوحة 2025، أن "الفلسطينيين لهم الحق في البقاء على أرضهم، ولا يحق لأي جهة إجبارهم على مغادرة بلادهم".

وذكر رئيس الوزراء القطري أن "العلاقة مع حركة حماس كانت منذ 13 عامًا بطلب من الولايات المتحدة الأمريكية"، حسب قوله، مشيرًا إلى أن "جذور العلاقة مع الحركة تعود إلى نحو 19 عامًا، عندما شاركت الحركة في انتخابات المجلس التشريعي الفلسطيني"، وكذلك عندما نقلت الحركة مكتبها إلى الدوحة في عام 2012، موضحًا أن استخدام المكتب كان "مقتصرًا على التواصل لوقف إطلاق النار، وتسهيل إيصال المساعدات إلى قطاع غزة"، طبقا لما أوردت "قنا".

وأضاف الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني أن "دولة قطر تلقت انتقادات وتعرضت لهجمات نتيجة استضافة حركة حماس على أراضيها"، قائلا إنه عند النظر إلى النزاعات فلابد من وجود مختلف الأطراف لتسويتها.

وأردف رئيس وزراء قطر أنه "رغم وجود الانتقادات والاتهامات، إلا أن التواصل مع الحركة أدى إلى اتفاقات متعددة لوقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتخفيف معاناة المدنيين"، لافتا إلى أن هناك سياسيين يحاولون استغلال ذلك لتحقيق مكاسب سياسية قصيرة الأمد، تغذي السرديات التي ينشرونها، مستغلين دولة قطر لتوجيه اللوم لدول أخرى، حسب وصفه.

وأوضح رئيس الوزراء القطري أن كل المساعدات التي وصلت الشعب الفلسطيني جرى تنفيذها بشفافية تامة وبمتابعة الولايات المتحدة الأمريكية، وأن إسرائيل كانت تيسر هذه العملية.

وجدد محمد بن عبدالرحمن آل ثاني التأكيد على أن "قطر لم تقدم تمويلا لحركة حماس"، وأن "الادعاءات الموجهة لها بهذا الإطار لا أساس لها من الصحة"، قائلا إن "الهدف من ذلك نشر الأكاذيب والمعلومات المضللة عن دولة قطر، وهذا لا يحقق أي شيء في الواقع"، بحسب وكالة الأنباء القطرية.

وحول الاستهداف الإسرائيلي للدوحة، أشار الشيخ محمد بن عبدالرحمن إلى أن "هناك الكثير من الأفعال غير الأخلاقية التي لا يمكن تبريرها"، موضحا أنه "عندما يتعرض الوسيط للقصف من قبل أحد أطراف النزاع، فهذا أمر غير مسبوق".

وجدد رئيس الوزراء القطري التأكيد على أن "القصف الإسرائيلي للدوحة يضرب سيادة الدول والقانون الدولي بعرض الحائط، ولا يمكن تقبله بأي شكل من الأشكال".

ومضى قائلا: "منذ لحظة الهجوم الإسرائيلي، طلب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التواصل معنا، وبذات الوقت تم التواصل مع الجانب الإسرائيلي، حيث عبر عن خيبة أمله وصدمته بما قامت به إسرائيل، بصفته شريكا في هذه الجهود"، حسب تعبيره.

ورد رئيس الوزراء القطري على تقارير إعلامية تزعم أن "الهجوم الإسرائيلي على الدوحة نُفذ بموافقة الرئيس ترامب"، قائلا: "هناك من  يحاول تخريب العلاقة بين دولة قطر والولايات المتحدة، يريدوننا أن نصدق ذلك، ولكن هذا ليس جديدًا بالنسبة لنا، لقد شهدنا الكثير من المحاولات المبنية على الكذب والتضليل والمغالطات حول دولة قطر، وكذلك من أجل الإضرار بالعلاقة بينها وبين الولايات المتحدة"، طبقا لما نقلت عنه وكالة "قنا".

وشدد رئيس الوزراء القطري، على أن الدعم القطري سيكون للشعب الفلسطيني وليس لإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل، مُعتبرًا أن "الحل الأمثل في غزة يكمن في تطبيق الخطة التي أطلقها الرئيس ترامب، والتي حازت على إجماع دول المنطقة، وإعادة إعمار غزة ليبقى شعبها فيها ويعيش على أرضها، والتوصل إلى حل سياسي للقضية الأشمل عبر إقامة الدولة الفلسطينية وفق حل الدولتين".

مقالات مشابهة

  • بطلب من أمريكا.. رئيس وزراء قطر يكشف بداية علاقة الدوحة بحركة حماس
  • أردوغان لمادورو: الحوار مع أمريكا ضرورة.. ترامب يتجه للعمليات البرية
  • يكرهه الجميع من ضمنهم دونالد ترامب.. ما قصة هذا المطار في أمريكا؟
  • مصدر لـCNN: إدارة ترامب تعتزم ترحيل المزيد من الإيرانيين إلى بلادهم الأحد
  • فنزويلا تستعد بنساء مسلحات.. «ترامب» يُهدّد كارتلات المخدرات على البر بأساليب العمليات البحرية|صور
  • حسام الغمري ساخرا : الإخوان بعد حظرهم هيطلبوا أمريكا في بيت الطاعة
  • دونالد ترامب: نجم البرازيل هو الأفضل في تاريخ كرة القدم
  • رئيس كولومبيا يحذر ترامب: "لا توقظ النمر" (فيديو)
  • ترامب ينكفئ نحو أمريكا اللاتينية ويهاجم أوروبا في استراتيجيته الأمنية الجديدة
  • جيش أقوى ونفوذ أوسع.. تعرّف على استراتيجية دونالد ترامب الجديدة للسياسة الخارجية