(CNN)-- هربًا من رطوبة واشنطن القاسية وأسئلتها المتواصلة حول الجدل الساخن، يلجأ الرئيس دونالد ترامب مجددًا لقضاء عطلة نهاية الأسبوع في نوادي الغولف التابعة له - هذه المرة في اسكتلندا التي تبعد أكثر من 3000 ميل.

في حين وصف البيت الأبيض رحلته التي تستغرق 5 أيام بأنها "زيارة عمل"، إلا أنها خفيفة نسبيًا على جدول الرحلة الرسمي.

من المقرر أن يُجري ترامب محادثات تجارية الأحد مع رئيس الاتحاد الأوروبي، ومن المقرر أن يلتقي برئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر الاثنين.

لكن من المتوقع أن يقضي معظم رحلته بعيدًا عن الأنظار في اثنين من منتجعات الغولف التابعة له - ترامب تيرنبيري في الغرب، وترامب إنترناشونال على بُعد حوالي 200 ميل في الشمال، بالقرب من موطن والدته.

وقال ترامب لدى مغادرته البيت الأبيض، الجمعة: "لدينا الكثير من الأشياء في اسكتلندا"، مشيرًا إلى روابطه العائلية بهذه الأرض. "أُكنّ الكثير من الحب".

حتى مع وجود تظاهرات ضد ترامب، السبت، تأتي الليالي الأربع التي قضاها في اسكتلندا المعتدلة كاستراحة صيفية بعد 6 أشهر من عودته إلى منصبه. تغرق إدارته في أزمة سياسية متفاقمة بسبب تعاملها مع الكشف عن معلومات حول قضية جيفري إبستين، المتهم بالاتجار بالجنس والصديق السابق للرئيس.

في كل مرة تقريبًا تحدث فيها ترامب مع الصحفيين في الأسابيع الأخيرة، وُجّهت إليه أسئلة جديدة حول فضيحة إبستين، وكثير منها مدفوع بشكوك عميقة كان هو وأتباعه يُثيرونها لسنوات. وقد أبقت الكشوفات الجديدة حول علاقاته الشخصية بالممول المُدان القضية حية.

يتيح جدول رحلاته إلى اسكتلندا لترامب التركيز بدلاً من ذلك على المجالات التي يشعر فيها براحة أكبر: الصفقات التجارية، وشركات عائلته، والغولف. كثيرًا ما يتحدث ترامب بشغف عن علاقاته باسكتلندا، مسقط رأس والدته الراحلة، على الرغم من أن الشعور لم يكن متبادلًا على الإطلاق - فقد أثار تطويره لمنتجعات الغولف الفاخرة على مدى العقدين الماضيين اعتراضات من العديد من السكان المحليين.

وقالت فيونا ماكفيرسون، التي انضمت إلى مظاهرة السبت: "ما فعله في العديد من العقارات في أبردينشاير، وكيف تنمر على السكان المحليين وأرهبهم، يدل على أنه ليس شخصًا لطيفًا". وأضافت: "كانت أمريكا حليفتنا لفترة طويلة. كنا نعتمد عليها كثيرًا. والآن، أصبح الأمر محرجًا".

المصدر: CNN Arabic

كلمات دلالية: اسكتلندا الاتحاد الأوروبي دونالد ترامب فی اسکتلندا

إقرأ أيضاً:

عودة إلى الجذور ... ترامب في زيارة مثيرة للجدل إلى اسكتلندا

في زيارة يمكن اعتبارها "عودة إلى الجذور"، يصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى اسكتلندا هذا الأسبوع، في محطةٍ تحمل بعدًا شخصيًا عميقًا، لكنها لن تخلو من الجدل والانقسام السياسي والشعبي.

فالبلد الذي ولدت فيه والدته على جزيرة نائية ويضمه ترامب إلى هويته العائلية، يشهد اليوم استقبالاً رسميًا متوترًا، وسط تظاهرات مرتقبة، ولقاءات مع قادة سياسيين لا يتفقون جميعًا مع سياساته أو تاريخه.

ابن ماري آن... يعود إلى أرض الأم

ولدت والدة ترامب، ماري آن ماكلويد، عام 1912 في بلدة صغيرة قرب ستورنوواي في جزيرة لويس الواقعة في جزر الهبريد الخارجي شمال غرب اسكتلندا. وكانت واحدة من آلاف الاسكتلنديين الذين هاجروا إلى الولايات المتحدة خلال فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى الصعبة، لتتزوج لاحقًا من فريد ترامب، والد دونالد، وتنجب رجل الأعمال والسياسي الذي أصبح لاحقًا رئيسًا للولايات المتحدة.

وسبق أن قال ترامب، الذي زار المنزل المتواضع الذي نشأت فيه والدته في عام 2008، في عام 2017: "أمي ولدت في ستورنوواي. وهذا هو المعنى الحقيقي لاسكتلندا".

الغولف... ساحة الاستثمارات والاشتباك

رغم البعد العاطفي، فإن علاقة ترامب باسكتلندا اتسمت بالاضطراب، لا سيما بسبب مشاريعه العقارية المثيرة للجدل في قطاع الجولف.

في عام 2006، أعلن عن مشروع لإنشاء ملعب جولف فاخر على ساحل بحر الشمال شمال أبردين. ورغم دعم الحكومة الاسكتلندية حينها، واجه المشروع معارضة شرسة من سكان محليين وناشطين بيئيين، رأوا أنه يهدد منظومة بيئية نادرة تضم طيور السمامة، الغرير، وطيور الشاطئ.

ورغم الجدل، افتتح الملعب في 2012، لكن بعض الأجزاء الموعودة من المشروع، كالفندق العملاق ومئات الوحدات السكنية، لم تتحقق بعد. كما أن الملعب لم يحقق أرباحًا تذكر. ومن المقرر أن يفتتح ملعب جديد قريبًا باسم "ملعب ماكلويد"، تكريمًا لوالدة ترامب.

أما منتجع ترامب الآخر في اسكتلندا، "ترنبيري"، الذي اشتراه عام 2014، فقد حظي بقبول أوسع نسبيًا، لكنه لم ينج تمامًا من الشكوك. ولا يزال استبعاده من استضافة بطولة بريطانيا المفتوحة مرتبطًا بـ"مشكلات بنية تحتية"، بحسب المنظمين.

لقاءات رسمية... واحتجاجات منتظرة

ومن المتوقع أن يلتقي ترامب خلال الزيارة برئيس الوزراء الاسكتلندي جون سويني، المعروف بمواقفه اليسارية وانتقاده لترامب سابقًا. لكن سويني قال إنه من مصلحة اسكتلندا لقاء الرئيس الأمريكي، في إشارة إلى أهمية العلاقات التجارية.

وفي المقابل، يستعد نشطاء من حركة "أوقفوا ترامب اسكتلندا" لتنظيم مظاهرات حاشدة في مدينة أبردين، تعبيرًا عن رفضهم لسياسات ترامب وسجله السياسي.

تأتي زيارة ترامب قبل شهرين فقط من زيارة دولة رسمية إلى المملكة المتحدة، من المتوقع أن تستقبله خلالها العائلة المالكة بقيادة الملك تشارلز الثالث. لكنها، في شكلها الحالي، تعكس التباين الصارخ بين رمزية العودة إلى وطن الأم، والواقع السياسي الصاخب الذي يرافق ترامب أينما حل.

طباعة شارك أسكتلندا ترامب المملكة المتحدة الجولف زيارة ترامب

مقالات مشابهة

  • رئيسة المفوضية الأوروبية وترامب يجتمعان في اسكتلندا
  • خلال جولته في إسكتلندا.. ترامب في ملعب الغولف والمتظاهرون في الشارع
  • ترامب في اسكتلندا: زيارة تجمع بين السياسة والغولف في موطن والدته الأصلي
  • ترامب في اسكتلندا.. زيارة الدبلوماسية والغولف وسط احتجاجات منتظرة
  • وسط تصاعد التوتر التجاري.. فون دير لايين تلتقي ترامب في اسكتلندا الأحد
  • ترامب يصل إلى اسكتلندا
  • ملفات إبستين تفجر عاصفة سياسية في واشنطن.. الكونجرس يتحرك لاستدعاء مسؤولين بارزين وعلى رأسهم كلينتون
  • ترامب يصل إلى اسكتلندا اليوم
  • عودة إلى الجذور ... ترامب في زيارة مثيرة للجدل إلى اسكتلندا