جريدة الوطن:
2025-12-14@02:12:47 GMT

نحو التحول إلى بنوك «ميتا»

تاريخ النشر: 20th, August 2023 GMT

نحو التحول إلى بنوك «ميتا»

أحدث العصر الرَّقمي تغييرات عميقة في العالَم المصرفي، حيث أصبح العملاء يطالبون بتوفير المزيد من الراحة والخصوصيَّة والأمان من قِبل مزوِّدي الخدمات الماليَّة. وقَدِ استجابت البنوك لهذا التحدِّي من خلال تقديم المزيد من التسهيلات الرقميَّة، وتبسيط تعاملاتها، وإطلاق بنوك رقميَّة، وتأسيس أنظمة لتكوين الشراكات.

ولكن يظلُّ التحوُّل الرَّقمي للخدمات المصرفيَّة عمليَّة مستمرَّة لَمْ تنتهِ بعد. كذلك نشهد ظاهرة جديدة ستُعيد تشكيل الطريقة التي يتفاعل بها النَّاس ويعملون ويلعبون ويستهلكون من خلال الميتافيرس.
الميتافيرس هو عبارة عن شبكة واسعة النطاق وقابلة للتشغيل البيني مكوّنة من عوالم افتراضيَّة ثلاثيَّة الأبعاد يتمُّ تقديمها في الوقت الفعلي، ويُمكِن تجربتها مباشرة وفي نفْسِ الوقت من قِبل عددٍ غير محدود من المستخدمين. ولا يقتصر الميتافيرس على منصَّة واحدة أو تطبيق واحد، إذ إنَّه مجموعة من المساحات الافتراضيَّة المترابطة التي تغطِّي مجالات مختلفة، مِثل الألعاب والوسائط الاجتماعيَّة والترفيه والتعليم والتجارة وغير ذلك. وتقدَّر قيمتها بتريليونات الدولارات في المستقبل القريب.
وسيكُونُ للميتافيرس آثار كبيرة على القِطاع المصرفي ودَوْر البنوك، حيث ستكُونُ المعاملات والعمليَّات الماليَّة الأخرى عنصرًا حاسمًا في تفاعلات الميتافيرس. وسيحتاج المستخدمون إلى القيام بعمليَّات تبادل عَبْرَ عوالم افتراضيَّة مختلفة، باستخدام أشكال مختلفة من العملات والأصول الرقميَّة. كما ستحتاج البنوك إلى توفير حلول دفع سلسة وآمنة يُمكِنها دعم عملات ومنصَّات متعدِّدة. علاوة على ذلك، ستحتاج البنوك إلى تقديم منتجات وخدمات جديدة تُلبِّي الاحتياجات والتفضيلات المُحدّدة لمستخدمي الميتافيرس، مِثل التحقُّق من الهُوِيَّة وحماية البيانات وإدارة الثروات والإقراض والتأمين وغير ذلك. يجِبُ ألَّا تكُونَ البنوك سلبيَّة أو مقاومة لهذا التغيير، بل يجِبُ أن تتبنَّاه كفرصة للوصول إلى عملاء جُدد، ولتوفير عروض قيِّمة جديدة، وتوليد تدفقات جديدة للإيرادات. للقيام بذلك، يجِبُ على البنوك اتِّباع خطَّة لِتصبحَ «بنوك ميتا» من أجْلِ خدمة الاقتصاد الحقيقي بالإضافة إلى الاقتصاد الرَّقمي المتنامي.
ويجِبُ أن تساعدَ هذه البنوك العملاء على الانتقال من الاقتصاد التقليدي إلى الاقتصاد الافتراضي من خلال تسهيل تحويل الأموال الورقيَّة إلى عملات وأصول رقميَّة، والعكس صحيح. ويجِبُ على بنوك ميتا أيضًا توفير التعليم والتَّوجيه حَوْلَ كيفيَّة استخدام وإدارة العملات والأصول الرقميَّة في الميتافيرس.
كذلك يجِبُ أن تنشئَ بنوك ميتا وجودها الخاصَّ في الميتافيرس من خلال الشراكة مع المنصَّات الحاليَّة التي يُمكِنها استضافة فروعها الافتراضيَّة. علَيْها أن تقدِّمَ تجربة عملاء سلسة وغامرة تستفيد من قدرات الميتافيرس ومن الذَّكاء الاصطناعي وتحليلات البيانات الضَّخمة لتوفير خدمات مخصَّصة للعملاء في الميتافيرس.
يجِبُ علَيْها أيضًا ألَّا تقتصرَ على تكرار منتجاتها وخدماتها الحاليَّة أو تكييفها في الميتافيرس، بل علَيْها استكشاف الاحتمالات والفرص الجديدة التي يوفِّرها الميتافيرس. يجِبُ أن تجربَ بنوك ميتا نماذج الأعمال الجديدة ومصادر الإيرادات التي يتمُّ تمكينها بواسطة الميتافيرس، مِثل إنشاء الأصول الرقميَّة أو الاستثمار فيها، ورعاية الأحداث الافتراضيَّة أو استضافتها، وتقديم ميزات مصرفيَّة أو خدمات مصرفيَّة اجتماعيَّة، وغير ذلك.
إنَّ الميتافيرس ليس سيناريو بعيدًا أو افتراضيًّا، ولكنَّه حقيقة تتشكَّل بالفعل. يجِبُ على البنوك التي ترغب في أن تظلَّ ذات صلة وتنافسيَّة في العصر الرَّقمي أن تبدأَ في الاستعداد لهذا التغيير الآن، من خلال تحوُّلها لبنوك (ميتا) يُمكِنها خدمة عملائها مع تطوُّر احتياجاتهم في عالَم رقمي متنامٍ.
طلال أبو غزالة
كاتب عربي

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: من خلال ة التی التی ی

إقرأ أيضاً:

لإعادة جذب المستخدمين.. ميتا تطلق تحديثات كبيرة لمنصة «فيسبوك»

أعلنت شركة ميتا، الشركة الأم لفيسبوك، عن إطلاق سلسلة تحديثات واسعة لتطبيق “فيسبوك”، في خطوة تهدف إلى إعادة إحياء شعبيته بين المستخدمين الذين ابتعدوا عنه لصالح منصات أخرى مثل “إنستغرام” و”تيك توك”، وتعزيز مكانته كمنصة رئيسية للنقاشات الثقافية والاجتماعية.

وأوضح مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، أن الهدف من هذه التغييرات هو إعادة “فيسبوك” إلى واجهة التأثير الاجتماعي والثقافي، كما كان عليه في السنوات السابقة، مع التركيز على تبسيط تجربة المستخدم وجعل التطبيق أكثر جاذبية وسهولة في التصفح والتفاعل.

وتشمل التحديثات تغييرات جوهرية في الشريط الرئيسي (الفيد)، بحيث يسهل عرض المنشورات والعثور عليها بشكل أسرع، إضافة إلى ميزات مستوحاة من “إنستغرام”، مثل النقر على الصورة لعرضها كاملًا، أو النقر المزدوج على الصورة للإعجاب بها، وهو ما يعزز تجربة التفاعل المباشر بين المستخدمين.

كما سيشهد التطبيق إعادة تصميم شاملة لواجهة المستخدم، لتسهيل الوصول إلى الميزات الأساسية مثل مقاطع “الريلز” و”الماركت بلايس”، وذلك عبر شريط علامات التبويب أسفل الشاشة، بما يشبه أسلوب “إنستغرام” في التفاعل وعرض المحتوى.

وسيتيح التحديث الجديد سهولة أكبر في عملية النشر، حيث يمكن للمستخدمين إضافة منشورات إلى الشريط الرئيسي أو القصص، وإدراج الموسيقى أو الإشارة إلى الأصدقاء بسرعة، مما يسهم في زيادة معدلات التفاعل ويشجع على استخدام التطبيق بشكل يومي.

ويحمل التطبيق نفسه تحسينات تقنية متعددة، منها واجهة أسهل استخدامًا، ومظهر أبسط وأكثر وضوحًا، إلى جانب تسهيل الوصول إلى المحتوى الذي يهم كل مستخدم، مع وعد ميتا بإطلاق المزيد من الميزات الجديدة خلال العام المقبل، في إطار استراتيجية شاملة لاستعادة مكانة التطبيق في سوق التواصل الاجتماعي.

هذا وفقد فيسبوك مكانته كمنصة مركزية للنقاشات الاجتماعية والثقافية خلال السنوات الأخيرة، بينما تصدرت منصات أخرى تابعة لشركة ميتا، مثل “إنستغرام”، المشهد بين فئة الشباب والمراهقين، كما أن منافسة منصات خارجية مثل “تيك توك” و”رديت” زادت من تراجع التفاعل داخل التطبيق.

وتأتي هذه التحديثات ضمن استراتيجية ميتا لمواجهة التحديات المتزايدة في سوق التواصل الاجتماعي، والعمل على استعادة التأثير العالمي للتطبيق وتعزيز تجربة المستخدم، بحيث يصبح أكثر سلاسة وتفاعلية، ويحفز المستخدمين على البقاء لفترات أطول داخل التطبيق.

مقالات مشابهة

  • 10مشروعات جديدة لتحديث منظومة التحول الرقمي بالنيابة العامة
  • بروتوكول تعاون لتنفيذ 10 مشروعات لتطوير وتحديث منظومة التحول الرقمى بالنيابة العامة
  • دفعة جديدة تقود التحول الرقمي في القطاع المالي تتخرج من الأكاديمية العربية
  • ياسمين عبدالعزيز تكشف عن المهنة التي تمنت العمل بها
  • لإعادة جذب المستخدمين.. ميتا تطلق تحديثات كبيرة لمنصة «فيسبوك»
  • «ميتا» تمنح مستخدمي «إنستجرام» أدوات تحكم جديدة في الخوارزمية
  • تهديد بهدم قبر عزّ الدين القسّام.. ما الرسالة التي يسعى بن غفير إلى إيصالها؟
  • رويترز: الولايات المتحدة تستعد لاعتراض السفن التي تنقل النفط الفنزويلي
  • بعد طرح ديب سيك.. ميتا تتخلى عن النماذج مفتوحة المصدر
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة