هكذا فشلت خطط الاحتلال للتهجير في قطاع غزة أمام صمود الفلسطينيين
تاريخ النشر: 20th, January 2025 GMT
سعت قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ اليوم الأول لحرب الإبادة على قطاع غزة في السابع من أكتوبر لعام 2023، إلى التلويح بخطط لتهجير الفلسطينيين من مناطق سكنهم، وهو ما بدأ بشكل جلي عبر عمليات النزوح الواسعة من مناطق شمال القطاع ومدينة غزة قبيل الاجتياح البري.
وتسبب قصف الاحتلال العشوائي وتدميره للأحياء السكنية في نزوح الفلسطينيين إلى مناطق وسط قطاع غزة وجنوبه، إلى جانب تعزيز جيش الاحتلال لوجوده العسكري في منطقة ما تسمى "نتساريم"، وفصل القطاع بشكل كامل، ومنع المواطنين من العودة إلى منازلهم.
وساهمت مجازر الاحتلال واجتياحاته المتكررة سواء في الشمال أو الجنوب، إلى تكرار موجات النزوح، وسط تقارير عن خطط إسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى خارج قطاع غزة.
ورغم فشل مخطط التهجير القسري في بداية الحرب الحالية، لم تخف حكومة نتنياهو الهدف الحقيقي من وراء العمليات العسكرية خاصة في شمال القطاع، والساعية لتهجير سكانه الفلسطينيين، ووضع حجر الأساس لبناء المشروع الاستيطاني بالقطاع.
تهجير الفلسطينيين
وخلال الحرب الإسرائيلية على غزة، لم تقتصر الدعوات المتكررة لتشجيع تهجير الفلسطينيين على وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، ووزير المالية بتسلئيل سموتريتش، بل صدرت عن وزراء في حزب الليكود وزعيمه نتنياهو الذي بدا متحمسا ومنفتحا لمخطط التهجير، حيث صرح باجتماع لحزبه في كانون الأول/ ديسمبر 2023، أنه يسعى لـ"تحقيق الهجرة الطوعية لسكان غزة لدول أخرى".
وأكد مراقبون أن خطط الاحتلال للتهجير فشلت في كل مرة، وسط الصمود الفلسطيني والتمسك بالأرض، إلى جانب فشله في تحقيق أهداف الحرب المعلنة.
المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحقوق الإنسان للنازحين داخليا باولا جافيريا بيتانكور، أدانت أمر الإخلاء القسري ووصفته بأنه "جريمة ضد الإنسانية وانتهاك صارخ للقانون الإنساني الدولي".
من جانبها، قالت وزارة الخارجية الفلسطينية إن "إسرائيل تطالب من النازحين في قطعا غزة المزيد من النزوح، لحشرهم وتحديد حركتهم باتجاه وحد نحو معبر رفح الحدودي مع مصر".
ثبات فلسطيني على الأرض
وأثار تجمع أكثر من مليون فلسطيني في مدينة رفح أقصى جنوب القطاع، مخاوف كبير من تنفيذ الخطط الإسرائيلية لتهجير الفلسطينيين إلى مصر، لكن هذه المخططات اصطدمت برفض دولي واسع وثبات فلسطيني على الأرض.
وأمام مشاهد النزوح المتكررة ومحاولات التهجير الحثيثة التي مارستها قوات الاحتلال طيلة حرب الإبادة، تمسك المفاوض الفلسطيني بوضع بند منفصل لعودة النازحين إلى مناطق سكنهم، وذلك في إطار اتفاق وقف إطلاق النار وصفقة تبادل الأسرى التي بدأت صباح الأحد الموافق 19 كانون الثاني/ يناير الجاري.
وفور توقف الحرب، بدأ النازحون الاستعداد إلى العودة، وحزموا أمتعتهم ومقتنياتهم، وأخذوا يدعون جيرانهم في مخيمات النزوح، وعيونهم ترنو إلى وطء أقدامهم مناطق سكناهم أو ما تبقى من بيوت أو أشباه بيوت للعيش فيها وفوق ركامها.
مرارة الفراق
المواطن ماجد عويضة يقول: "رغم مرارة الفراق وألم ما ينتظرنا من بيوت مهدمة وأخرى مُسحت بشكل كامل وبنية تحتية مدمرة، فإننا متشوقون لأن تطأ أقدامنا غزة الحبيبة مدينتنا الجميلة التي نزحنا عنها قسرا طوال أيام الحرب المسعورة ضد شعبنا".
ويضيف: "سنعيش ونبني ونعمر بيوتنا ووطننا من جديد رغم أن المصاب جلل، إذ فقد البعض الولد والأخ والأب والأم والزوجة والمسكن والعمل، إلا أننا سنؤثر على أنفسنا ونعمل كل ما بوسعنا لتعود بلادنا كما كانت وأفضل".
وأردف قائلا: "عندما تنتهي الحرب لا تعود الأشياء كما كانت، فالدمار لا يصيب الأرض فقط بل يترك أثره في القلوب والعقول لسنوات طويلة آمل ألا تطول"، وفق حديثه لوكالة "وفا".
ونقلت الوكالة عن المواطن سفيان صبح: "كلي أمل وشوق لا ينتهيان لأهلي وإخواني الذين لم ينزحوا إلى جنوب القطاع وبقوا صامدين، فقد أرغمتنا الحرب على النزوح تارة، وترك الأهل في غزة تارة أخرى وكلا الخيارين كان صعبًا، إلا أننا لم نتوقع أن تطول أيام الحرب لهذه الدرجة، ولا أدري ما شعوري عند لقائهم بعد هذه الفترة الطويلة".
ويتابع: "فور سماعي خبر دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ، لم أتمالك نفسي فقد أجهشت بالبكاء، فلم أدرِ أهو من الفرح أن أزيلت الغمة أم لعدم رؤيتي لبعض أقاربي الذين استُشهدوا ودُفنوا ولم أرهم"، متمنيًا أن "تتم عودة جميع النازحين وأن يطلق سراح جميع الأسرى".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الاحتلال غزة الفلسطينيين التهجير الصمود فلسطين غزة الاحتلال الصمود التهجير المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الأونروا: الأوضاع كارثية والمجاعة بلغت ذروتها في معظم مناطق قطاع غزة
أكدت مسئولة مكتب الإعلام بوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا في غزة إيناس حمدان، أن الأوضاع بشكل عام أبعد من الكارثية في قطاع غزة وتدهور بشكل كبير خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي.
وقالت حمدان في مداخلة لقناة روسيا اليوم الإخبارية إن تقرير تصنيف مراحل الجوع يشير إلى أن هناك مؤشرين من 3 مؤشرات من حالات الجوع العميقة تنطبق على قطاع غزة، الأول هو انخفاض استهلاك المواد الغذائية والثاني ارتفاع معدلات سوء التغذية، مشيرة إلى أن الأرقام التي تضمنها التقرير صادمة ومرعبة.
وأضافت أن التقرير يقول بإنه على الأقل هناك 20 ألف طفل على الأقل تم إدخالهم إلى المستشفيات والمراكز الصحية بأمراض سوء التغذية من بينهم 3000 طفل تم تشخيصهم بسوء التغذية الحاد وفي مراحله الخطيرة.
وتابعت أن التقرير تضمن أيضا أن هناك 500 ألف شخص من سكان القطاع يعانون من مستويات مختلفة من الجوع أي ما يعادل ربع سكان القطاع وكل تلك المؤشرات تدل على أن أوضاع حالة الجوع والمجاعة هى بالفعل بلغت ذروتها في معظم مناطق قطاع غزة.
وأشارت إلى أن جذر المشكلة في القطاع لاتزال كما هى، وهى إطباق الحصار على القطاع وعدم السماح بإدخال المساعدات والإمدادات، منوهة بأن كل مناحي الحياة تضررت بشكل كبير في القطاع ولا يوجد أدنى مقومات للحياة، فإلى جانب أزمة التجويع المستمرة على القطاع الغارات لم تقف مما يؤدي الى زيادة أعداد الضحايا الذين يتم قصفهم وهو ما يدل على مأساة حقيقية داخل القطاع.
وشددت على أن عمليات النزوح المتكررة عملت أيضا على تعميق الأزمة داخل القطاع، حيث أن أكثر من 85% من مساحة القطاع تقع ضمن المنطقة العازلة بمعنى أن أكثر من 2 مليون شخص يتم تكديسهم في مساحة لا تتجاوز 15% ولا تتوفر بها المرافق الحياتية والحيوية، بالإضافة الى تدمير أكثر من 80% من الوحدات السكنية وتدمير البنى التحتية وانهيار الأوضاع الصحية بسبب أزمة الوقود، لذلك كل مقومات الحياة شبه سقطت في قطاع غزة.
وكانت وكالة الأونروا قد قالت في وقت سابق إن الأوضاع في غزة تجاوزت عتبة المجاعة مؤكدة أنه لا بديل عن إدخال المساعدات برا.
اقرأ أيضاًالأونروا: المدينة الإنسانية في جنوب غزة ستكون بمثابة معسكرات اعتقال جماعية للفلسطينيين
الأونروا: إسرائيل تقتل يوميا صفا دراسيا كاملا من الأطفال في غزة
الأونروا: الاحتلال الإسرائيلي يجبر أهالي غزة على النزوح مجددًا