سكان غزة ينعمون بأول ليلة من دون انفجارات منذ أشهر طويلة
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
(أ.ف.ب)
للمرّة الأولى منذ 15 شهرا، أمضت نهاد عابد ليلة هادئة مع أفراد عائلتها بعد بدء وقف إطلاق النار في قطاع غزة، فناموا من دون أصوات الانفجارات التي أرّقت لياليهم خلال الحرب المدمّرة.
ولم تكن عابد (28 عاما) خائفة على طفلاتها الثلاث، كما في كل ليلة، فلا أصوات مدفعية ولا طيران ولا خوف من موت ودمار.
وتقول عابد “هذه أول ليلة بدون دم وبدون قتل وبدون أصوات القصف والدمار، أول ليلة أنام وأنا غير خائفة على أطفالي، بناتي الثلاثة نمن بهدوء”.
بعد دخول وقف إطلاق النار الأحد حيز التنفيذ، عادت نهاد عابد مع زوجها وبناتها الثلاث، رؤى وبتول ومادلين، إلى منطقة سكناها في حي الجنينة بمخيم رفح للاجئين في جنوب قطاع غزة. وكانت قد نزحت منه إثر دخول القوات الإٍسرائيلية الى رفح في أيار/مايو 2024.
صُدمت عندما وجدت منزلها مدمرا بشكل شبه كلي، لكنها قامت بتنظيف الغرفة المتبقة منه وناموا ليلتهم فيها. وكان المنزل مكوّنا أصلا من طابق واحد وثلاث غرف نوم.
في المنطقة وغيرها من المناطق المدمر في القطاع، نصب العديد من النازحين العائدين الى بيوتهم خياما فوق الركام.
وأكّد الناطق باسم الدفاع المدني في قطاع غزة محمود بصل أن الليلة الماضية كانت ليلة “من دون ضربات جوية ولم يسقط شهداء”، آملا أن يستمر وقف النار.
وتفقّد آلاف الغزاويين بيوتهم المدمّرة او المتضررة الأحد والاثنين.
في حي الرمال في مدينة غزة الذي شهد معارك طاحنة وتعرض لقصف كيف على مدى أشهر، تجمّع اليوم مئات الأشخاص في سوق شعبية مستحدثة.
وحتى قبل دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ في الحادية عشرة والربع قبل ظهر الأحد، بدأ عشرات آلاف الفلسطينيين النازحين يعودون إلى أماكن سكناهم في مدن ومخيمات القطاع التي انسحبت منها القوات الإسرائيلية.
وينتظر أكثر من مليون ومئتي ألف نازح في جنوب القطاع السماح لهم العودة إلى مناطقهم في مدينة غزة والشمال.
وبحسب الاتفاق، يفترض أن يسمح للنازحين العودة عبر طريقي الرشيد الساحلي وصلاح الدين الشرقي، الى شمال القطاع في اليوم السابع من بدء تنفيذ الاتفاق.
– “متعطشون للنوم” –
وتقول عابد التي عاشت مع أسرتها نازحة في خيمة في دير البلح (وسط) لعشرة شهور، إن وقف الحرب “نعمة”. وتتابع “منذ بداية الحرب، نحن متعطشون للنوم والهدوء وأن تعود لنا الحياة. فقدنا كل شيء، وأولويتنا الآن توفير الماء والطعام”.
كان زوجها محمد عابد (31 عاما) يعمل سائق سيارة أجرة، لكن هذه السيارة دُمّرت خلال الحرب.
ويعبّر عمار بربخ (35 عاما) بدوره عن سعادته، قائلا “أول مرة أنام مرتاحا، ولست خائفا. لم نسمع قصفا، ولم نخف من قصف محتمل، شعور جميل”.
وأقام الشاب خيمة فوق ركام منزله المدمر في خان يونس في جنوب القطاع.
ويقول “المنطقة كلها طحنها اليهود بالصواريخ وجرفوها”.
أما سامر دلول (50 عاما)، وهو من سكان حي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة التي شهدت معارك عنيفة في الأيام الأخيرة قبل الهدنة، فقال من مدرسة في حي الرمال في مدينة غزة حيث يقيم مع زوجته وأطفاله الستة وأحفاده الخمسة، صوت “الزنانات لا يهدأ”، في إشارة الى طائرات الاستطلاع الإسرائيلية المسيرة.
ولا يخفي حزنه لفقدان 23 شخصا من عائلته. ويضيف “كفى إبادة، كفى قتلا، كفى حروبا. نأمل من (الرئيس الأميركي دونالد) ترامب أن يصنع السلام للفلسطينيين مثلما أجبر +المجرم+ (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتانياهو على وقف الحرب”.
وبدأت الحياة تدبّ في مدن ومخيمات قطاع غزة مع تدفّق شاحنات المساعدات من مصر إلى قطاع غزة.
وانتشر آلاف من عناصر شرطة حماس في الطرق وعند المفترقات، وعملوا على توفير الحماية لمرور شاحنات المساعدات، وفق ما يقول وكيل وزارة الداخلية التابعة لحماس في غزة محمود أبو وطفة.
وأعلن أبو وطفة أن وزارته “أتمّت استعداداتها في بسط الأمن والسيطرة وحماية الجبهة الداخلية”. وقال إن قوات الشرطة “جاهزة لحماية المواطن استكمالا لجهد المقاومة وانتصار (الجناح العسكري لحماس كتائب) القسام والمقاومة، واستكمالا للمشروع الوطني وإعادة الحياة”.
وشدّد على أن قواته تتولى “منع أي انفلات أو مظاهر سلاح خارج القانون”.
لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *
التعليق *
الاسم *
البريد الإلكتروني *
الموقع الإلكتروني
احفظ اسمي، بريدي الإلكتروني، والموقع الإلكتروني في هذا المتصفح لاستخدامها المرة المقبلة في تعليقي.
Δ
شاهد أيضاً إغلاق عربي ودولياشتي اعرف الفرق بين السطور حقكم وأكد المسؤول العراقي في تصري...
أريد دخول الأكاديمية عمري 15 سنة...
انا في محافظة المهرة...
نحن لن نستقل ما دام هناك احتلال داخلي في الشمال وفي الجنوب أ...
شجرة الغريب هي شجرة كبيرة يناهز عمرها الألفي عام، تقع على بع...
المصدر: يمن مونيتور
إقرأ أيضاً:
آلاف فرص العمل والوحدات السكنية المطلة على النيل إطلاق مدينة "جِريان" الذكية بمحور الشيخ زايد
شهد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، مراسم إطلاق مشروع مدينة "جِريان" بمحور الشيخ زايد، بحضور عدد من كبار المسؤولين والمطورين العقاريين، ضمن جهود الدولة في التوسع العمراني وتقديم نموذج تنموي شامل يربط بين الزراعة والعقار والسياحة والتكنولوجيا الحديثة.
وألقى المهندس عبد الرحمن زيد، مدير قطاع التطوير والتصميم بشركة "نيشنز أوف سكاي"، عرضًا شاملًا حول المشروع، مؤكدًا أن "جِريان" تستمد اسمها من "جريان نهر النيل"، الذي يمثل القلب النابض للمشروع ومحور رؤيته التصميمية والبيئية.
وأوضح أن مدينة "جِريان" تأتي في قلب مشروع الدلتا الجديدة، الذي يضيف نحو 2.5 مليون فدان إلى الرقعة الزراعية بمصر، أي ما يعادل ربع الأراضي الزراعية الحالية، مشيرًا إلى أن المدينة تمثل الامتداد العمراني الذكي لهذا المشروع الزراعي الضخم، وتوفر بيئة مستدامة ترتبط مباشرة بنهر النيل كعنصر محوري.
وأشار إلى أن المدينة الذكية تم التخطيط لها على مساحة 1،600 فدان، بينها 325 فدانًا تمثل الامتداد المائي لنهر النيل داخل المدينة، بما يعادل 20% من المساحة، وتضم منطقة تجارية خدمية ضخمة بمساحة 265 فدانًا، تحمل طابعًا تراثيًا عالميًا، وتشكّل نقطة التقاء بين المحور المركزي ومحور الشيخ زايد.
مواصفات عالمية وتحالفات قوية:وأكد عبد الرحمن زيد أن المدينة تعتمد على أحدث التقنيات الذكية والبنية التحتية المستدامة، بالتعاون مع مكاتب استشارية عالمية مثل OBMI وSWA، وتمثل نموذجًا حضريًا متكاملًا يجمع بين الإنسان والمجتمع والطبيعة. وتعمل المدينة على جذب أفضل المشغلين في مجالات التعليم، والصحة، والثقافة، بالإضافة إلى التخطيط لمدينة إعلامية، وأخرى ثقافية، وفندق عالمي صديق للبيئة.
كما كشف وجود أبراج سكنيةوسياحية يصل ارتفاع بعضها إلى 80 طابقًا، ما جذب اهتمام كبرى الشركات الاستثمارية الدولية، بالإضافة إلى مدينة سكنية على مساحة 1000 فدان (63% من إجمالي المشروع)، سيتم تطويرها بالتعاون مع كبار المطورين العقاريين المصريين، لتقديم وحدات كاملة التشطيب تطل مباشرة على نهر النيل.
عمرو سليمان: مشروع "جريان" نقلة نوعية توفر جودة حياة واستثمارًا سياحيًا وعقاريًا في قلب التنمية الزراعية الجديدة ياسين منصور: مشروع "جريان" يوفر 100 ألف فرصة عمل سنويًا ويُعد نموذجًا للتنمية العمرانية الذكية فرص عمل وإيرادات ضخمة:أوضح زيد أن المشروع بدأ تنفيذه فعليًا منذ 5 أشهر، ومن المقرر الانتهاء منه خلال خمس سنوات، حيث سيوفر آلاف فرص العمل، إلى جانب مساهمته المنتظرة في دعم الاقتصاد المصري عبر عائدات عقارية وسياحية ضخمة.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن "جِريان" ليست مجرد مدينة، بل رؤية حضارية متكاملة تهدف إلى رفع جودة الحياة للمواطن المصري، وتعزيز فرص الاستثمار، وتحقيق تنمية مستدامة قائمة على التكنولوجيا والطبيعة والتراث.