العراق ماذا والى اين؟
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
آخر تحديث: 21 يناير 2025 - 10:51 ص بقلم:د. عبدالرزاق محمد الدليمي مستقبل العراق بعد التخلص من الهيمنة الإيرانية هو موضوع حساس ومعقد، يتداخل فيه العديد من العوامل السياسية والاقتصادية والاجتماعية. إذا حدث هذا التغيير، يمكن أن تظهر عدة سيناريوهات محتملة، جميعها مرتبطة بالتحولات الداخلية والخارجية التي قد تحدث في العراق والمنطقة ككل.
إليكم ملخصًا عن هذا الموضوع: 1. تحقيق الاستقلال السياسي والاقتصادي • الاستقلال السياسي: إذا تخلص العراق من الهيمنة الإيرانية، قد يسعى إلى استعادة استقلاله السياسي الكامل، مما قد يؤدي إلى تنويع علاقاته الخارجية، خاصة مع الدول العربية والخليجية، والولايات المتحدة، والدول الغربية. هذا قد يساعد في تعزيز السيادة الوطنية وتقوية مؤسسات الدولة. • الاستقلال الاقتصادي: سيحتاج العراق إلى تقليل اعتماده على إيران في مختلف القطاعات، خاصة في مجال الطاقة (الغاز والكهرباء)، والبضائع والمواد الأساسية. قد يتطلب ذلك استثمارات ضخمة في بناء بنية تحتية قوية، وتنويع مصادر الدخل، مثل تعزيز قطاع النفط والغاز، والتركيز على الزراعة والصناعة. 2. الاستقرار السياسي والأمني • التحديات الأمنية: مع اختفاء النفوذ الإيراني، قد يواجه العراق تحديات أمنية كبيرة نتيجة للفراغ الذي قد ينشأ في السلطة. بعض الفصائل المسلحة المدعومة من إيران قد تستمر في مقاومة هذه التغييرات، مما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات والعنف. • تعزيز الدولة المدنية: بعد التخلص من الهيمنة الخارجية، قد يركز العراق على بناء دولة مدنية ذات مؤسسات قوية، تعتمد على الانتخابات والشفافية، وتحقق العدالة والمساواة في مواجهة التحديات الطائفية والعرقية. التحديات الطائفية والعرقية • الفراغ الطائفي: لعبت الهيمنة الإيرانية دورًا كبيرًا في تغيير التوازنات الطائفية في العراقحيث تم تنفيذ مخطط معد سابقا تم بموجبه تهجير ملايين من العراقيين المسلمين خارج العراق وملايين اخرى تم تشتيتها خارج مناطقهم لحد الان ويعيشون ظروف حياتية قاسية جدا كما تم تجنيس قرابة عشرة ملايين من جنسيات فارسية وباكستانية وافغانية وغيرها من الجنسيات من اتباع ولي الفقيه(كما حدث في سوريا)،كما تم دعم وجود القوى الشيعية في السلطة سيما بعد تاسيس المليشيات وتم تأطيرها قانونيا من خلال فتوى السيستاني المثيرة للجدل . إن التخلص من هذا النفوذ قد يؤدي إلى صراع داخلي على السلطة بين المكونات السياسية المختلفة في العراق، وتحديدا من السنة الذين يشكلون اكثر من 45% وفق احصاء تم في عام 2004 من قبل وزارة التخطيط في نظامهم. • تعزيز الوحدة الوطنية: رغم التحديات، يمكن أن يساهم التخلص من الهيمنة الإيرانية في دفع العراق نحو تعزيز الوحدة الوطنية، من خلال تقوية الهوية العراقية والعمل على تحقيق توازن القوى الداخلية. التعاون الإقليمي والدولي العلاقات مع دول الجوارفقد يسعى العراق إلى تعزيز علاقاته مع جيرانه في المنطقة العربية، خاصة مع السعودية ودول الخليج العربي. هذا قد يعزز الاستقرار الإقليمي ويساعد في جذب الاستثمارات الأجنبية. • التعاون مع الغرب من المحتمل أن يسعى العراق إلى تقوية علاقاته مع الولايات المتحدة والدول الغربية، خاصة في مجالات الدفاع والتجارة، بهدف تعزيز اقتصاده وأمنه. التحديات الاقتصادية والاجتماعية • البطالة والفقر مع التأثيرات الاقتصادية السلبية التي قد تنشأ عن التخلص من الهيمنة الإيرانية، سيكون من الضروري أن تعمل الحكومة العراقية على معالجة مشكلات البطالة والفقر، وتوفير فرص العمل للمواطنين، خاصة في المناطق التي تأثرت بالحروب والنزاعات. • إعادة الإعمار: العراق بحاجة إلى دعم كبير لإعادة بناء بنيته التحتية المدمرة بسبب الحروب، وهذا يتطلب شراكات استراتيجية مع المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الإقليمية والدولية. الوجود الإيراني في العراق • المقاومة الشعبية حيث تعتقد إيران أن لديها مؤيدين في العراق، مثل الفصائل الشيعية المسلحة ومتوقع ان هذه الفصائل ستقاوم مقاومة التغيير، مما يشكل تهديدًا لأمن العراق واستقراره الداخلي. • النفوذ الثقافي والديني فقد يواجه العراق تحديات في التخلص من النفوذ الثقافي والديني الإيراني الذي استمر لسنوات، والذي تجسد في تأثير الحوزات الدينية والنخب الشيعية الموالية لإيران. ورغم ما تقدم ربما يكون الوضع الكارثي الذي يعيشه العراق مختلف عن بقية دول الاقليم بسبب ان النظام المفروض على العراقيين تم صناعته بالكامل من قبل الاحتلال الامريكي البريطاني بالتوافق مع ملالي طهران،لذلك لاحظنا (اقلها لحد الان) ان اسرائيل رغم اطلاق يدها على جميع من تعتقدهم معادين لها بالغارات والاغتيالات ووو الا انها لحد الان لم تقوم بأي عمل ضد المليشيات الايرانية في العراق رغم ما تقوم به هذه المليشيات من اعمال عدائية احيانا ضدها،وربما تفسير ذلك ان امريكا لا تسمح لاسرائيل ان تستهدف اي شيئ بالعراق لانه خاضع لها بالمطلق رغم ان الامريكيين يضغطون على ما يسمى برئيس الوزراء وهو شخصية ضعيفة ومسلوبة الارادة وهو نتاج ومرشح هذه المليشيات العميلة لتفكيكها وتسليم سلاحها للدولة!!! ناهيك عن ان امريكا ترتبط باتفاقية الاطار الستراتيجي التي تتعهد بموجبها حماية هذا النظام الهزيل الهجين الذي اسسته لخدمتها في العراق المحتل؟!! علما امريكا على مايبدو تؤكد على قرار حل الحشد الشعبي سيئ الصيت والمحتوى وافراغ مقرات الاحزاب التابعة لايران وابعادها عن نشاطاتها الاقتصادية التي اضرت بالاقتصاد العراقي، واعادة ترتيب وتنظيم العلاقات مع ملالي طهران بشكل ينهي تبعية العراق اقتصاديا وسياسيا وامنيا لنظام الملالي ..اضافة الى عدم تدخل العراق بالشؤون السورية لاي سبب او مبرر تعلم الثلة الفاسدة العميلة الطائفية في العراق أنَ ألتغيير الذي حصل في سوريا سيؤثر بشكل مباشر على وجودهم في السلطة علما ان من استلموا الحكم في سوريا يناقضون العملاء في العراق في كل توجهاتهم ، حيث تحول النظام في سوريا من وصفه نظاما علويا طائفيا واداة استراتيجية لإيران، الى نظام يناهض السياسة الايرانية الطائفية وهذا يعني ان النظام الجديد سيعيد صياغة مواقفه وسياساته وتحالفاته الإقليمية، لان ماحدث في سوريا شكلا ومضمونا جاء في اطار عملية تشارك فيها قوى دولية واقليمية لتحجيم دور ملالي طهران في اقليميا ودوليا واعادة وضع هذا النظام المزعج المستفز لجيرانه الى وضعه وحجمه الطبيعي وتأسيسا على ذلك اصبحت ثلة العبيد في المنطقة الخضراء تنظر إلى التغيير الايجابي في سوريا على انه تهديدا بكل المقاييس لوجودهم واستمرارهم بأغتصاب السلطة والحكم في العراق، وهم يعلمون اكثر من غيرهم رغبة العراقيين الملحة للتخلص منهم…… ومع ذلك فأنا شخصيا لا اتوقع من الامريكيين والبريطانيين انهم يحدثون التغيير الذي يشفي غليل العراقيين ويضمد جراحاتهم التي جاءت جميعها نتيجة سياسات الدول التي احتلت العراق وكانت السبب الرئيسي لتمكين هذه الثلة من المرتزقة والحثالات التي نفذت كل مخططات الاحتلال وعادت بالعراق الى عصر ماقبل الصناعة. ان جل ما يمكن ان يحدث في احسن الاحوال هو عمليات ترقيع لن تشبع من جوع العراقيين ولن تروي من عطشهم منطلقين من الزام الجميع بالدستور الذي كتبوه وبالعملية السياسية التي اسسوها وسيقلمون اظافر بعض المليشيات بما لايمكنهم التجاوزعلى اسيادهم الصهاينة ويدمجون البقية تحت مسمى القوات المسلحة وبما لايلغي هويتها الطائفية وسيسمحون بمشاركة نسبية من بعض الاسماء العراقية النظيفة ووو. مستقبل العراق بعد التخلص من الهيمنة الإيرانية يتوقف على قدرة الشعب العراقي وارادته في اختيار نظامه الوطني والحفاظ على الاستقرار الداخلي، وتعزيز علاقاته الإقليمية والدولية، وإعادة بناء اقتصاده ومؤسساته. على الرغم من التحديات السياسية والأمنية القائمة الان او التي قد تنشأ، فإن هذا التحول قد يفتح الباب أمام عراق أكثر سيادة وأقل عرضة للتدخلات الخارجية، مع التركيز على تعزيز التنوع الوطني والوحدة بين مكوناته المختلفة.
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: فی العراق فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الانتصار اليمني في البحر الأحمر.. رسالة مدوية بنهاية عصر الهيمنة الأمريكية
يمانيون | تحليل
تمرّ الإمبراطورية الأمريكية اليوم بلحظة فارقة في تاريخها، لحظة لا تُخطئها أعين المراقبين ولا تقديرات الاستراتيجيات الجيوسياسية في العالم.
فمنذ عقود، فرضت الولايات المتحدة هيمنتها بالقوة على النظام العالمي، عبر سطوتها العسكرية والاقتصادية، فمارست الاحتلال المباشر تارة، والوصاية السياسية والنهب الاقتصادي تارة أخرى، وكانت البحر الأحمر مجرد ساحة عبور لتلك الإمبراطورية في مشاريعها نحو الهيمنة العالمية.
لكنّ معركة البحر الأحمر الأخيرة جاءت لتقلب هذه المعادلات، وتعلن بداية مرحلة جديدة لا يقرر فيها الكبار وحدهم مصير الملاحة الدولية، بل أصبح للشعوب المستضعفة – بفضل صمودها وتطور إمكانياتها الدفاعية – القدرة على فرض الوقائع الجديدة، وكسر إرادة الطغيان العالمي.
اليمن… مفاجأة التاريخ
حين دخلت القوات المسلحة اليمنية ساحة البحر الأحمر، لم تدخلها كدولة نامية محاصرة، بل كممثّل عن قضية عادلة، وموقف أخلاقي، وإرادة سياسية لا تلين.
استخدمت اليمن أدواتها العسكرية بمهارة، وأعلنت – بلغة القوة – أن الممرات البحرية لم تعد خطوطاً أمريكية حمراء، وأن مصالح الاحتلال الصهيوني ليست محصّنة، بل أصبحت تحت طائلة النار والموقف.
إن هذه المواجهة، رغم محدودية الوسائل مقارنةً بالإمكانات الأمريكية الضخمة، كشفت هشاشة الردع الأمريكي في مواجهة الإرادة الراسخة.
فكم من حاملات طائرات عبرت تلك المياه دون منازع، قبل أن تواجه اليوم طوفاناً من المسيّرات والصواريخ اليمنية الذكية التي تجاوزت الحواجز التقليدية للتفوق التكنولوجي.
تحوّل دولي في المواقف
الرسالة التي وصلت إلى عواصم العالم لم تكن عسكرية فقط، بل كانت سياسية وأخلاقية واستراتيجية. مفادها: أن الهيبة الأمريكية ليست قدراً لا يُقاوم، وأن مشاريع التسلط يمكن أن تُكسَر.
ولعل أبرز مظاهر هذا التحول، الصمت المريب – أو التراجع الخجول – من بعض حلفاء أمريكا في حلف الناتو، الذين باتوا يرون في استمرار التورط في الحروب الأمريكية عبئاً لا يطاق، وسبباً مباشراً في اهتزاز أمنهم الداخلي واستنزاف مقدّراتهم الاقتصادية.
كما بدأت شعوب أخرى تطرح تساؤلات كانت تعتبر من المحرمات: لماذا نخضع لقرارات أمريكية لا تأخذ مصالحنا بعين الاعتبار؟ لماذا نمضي خلف سياسات عدوانية تعود علينا بالخراب؟ واليمن قدم الجواب: يمكن المقاومة، ويمكن الانتصار.
البحر الأحمر… ميدان كسر الهيمنة
لقد شكّلت المعركة البحرية في البحر الأحمر والعربي ليس فقط تطوراً عسكرياً، بل لحظة مفصلية في ميزان الردع العالمي.. لم تعد قواعد الاشتباك تُدار من غرفة عمليات أمريكية أو قواعدها العائمة في البحار، بل أصبح للميدان صوت آخر، وصورة أخرى، وشعوب أخرى.
أثبتت اليمن أن التحكم بممرات الطاقة والتجارة العالمية لم يعد امتيازاً للغرب، وأن القوة لم تعد حكراً على من يمتلك التكنولوجيا، بل على من يمتلك الحق والإرادة والشجاعة السياسية لاتخاذ القرار.
بداية أفول الهيمنة الأمريكية
هزيمة أمريكا في البحر الأحمر – حتى وإن لم تعلنها واشنطن صراحة – تمثل كسرًا رمزيًا واستراتيجيًا للهيبة التي بنتها على مدى عقود، وهي بداية تحول عالمي أعمق، يتمثل في تراجع دور القطب الأوحد، وصعود قوى جديدة تفرض توازنًا في الإرادات والمعادلات.
لم يكن التراجع الأمريكي في أفغانستان، ولا التخبط في العراق، ولا التخلي عن أوكرانيا، ولا الانقسامات داخل حلف الناتو، إلا مؤشرات على دخول الإمبراطورية الأمريكية مرحلة الشيخوخة السياسية والاستراتيجية، تلك التي تحدث عنها ابن خلدون في نظريته عن أعمار الدول.
والآن، ها هو البحر الأحمر – بسواحله اليمنية – يعلن صراحةً أن العالم قد تغيّر، وأن الزمن الأمريكي يوشك على الأفول، وأن إرادة الشعوب حين تقترن بالقوة والموقف المبدئي، قادرة على إعادة صياغة الجغرافيا السياسية… من عمق البحر، إلى عرش الإمبراطورية.